*أ.د. عامر حسن فياض
نسمع ونقرأ ونشاهد لافتات براقة بعبارات جميلة مثل العراق أولا.. والعراق هو الأساس .. والعراق القوي .. ونحن أمة.. ولكن كيف؟ ومتى؟.
تتحكم في المشهد السياسي العراقي منذ سقوط الحكم الشمولي في (9/4/2003) وحتى يومنا هذا، معادلة التاريخ السيئ (تاريخ الشمولية الديكتاتورية) والمستقبل صعب التحقيق (مستقبل انجاز الاستقلال التام والديمقراطية الحقة التي لم تتحقق بعد). وما بين هذا التاريخ السيئ، وذلك المستقبل الصعب تتمدد مجموعة أزمات ومشكلات وتشوهات لا يمكن مغادرتها ايجابيا، إلا بوحدة قوى وشخصيات الحركة الوطنية في العراق.
وإذ تعاني الحركة الوطنية في العراق من أوجاع التشتت وأمراض التناثر، فلا شك في أن العمل وليس الدعوة فقط لوحدة الحركة الوطنية ينطلق ليمثل امتدادا ومواصلة للمشاريع والجهود والمحاولات الوطنية الصادقة، التي سبق وان بذلت وما زالت تبذل للنهوض بالفعاليات الائتلافية والتحالفية وتعميق مضامينها، وصولا إلى صيغة تنظيمية تلتقي عندها جميع القوى والشخصيات الوطنية الحقة في سياق علاقات شراكة متكافئة، أي صيغ تنظيمية خلاقة تعمل على دعم رؤى ومواقف وبرامج عمل بخطاب وطني عراقي موحد.
إن انجاز هذه المهمة في عراق المرحلة الانتقالية ينبغي أن يدفع القوى والشخصيات في الحركة الوطنية العراقية باتجاهاتها ومدارسها الفكرية والعقائدية كافة إلى التحالف في سبيل المساهمة الفاعلة في معالجة الإشكاليات الملحة، التي يعاني منها الوطن والمواطن وأبرزها:
إشكاليات استكمال السيادة وصولا إلى الاستقلال الناجز عبر تعجيل إنهاء وجود قواعد القوات الأجنبية من العراق وإقامة الحكم الصالح والنظام السياسي المستقر والعادل، وبناء علاقات ايجابية مع دول العالم كافة، مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعولمة مكافحة الإرهاب والفساد.
-إشكاليات الإرث الاستبدادي والدكتاتوري القديم والفساد المتغول وبقايا العنف والإرهاب وحماية منجزات التحول الدستوري، وصولا إلى ترسيخ المسار الديمقراطي.
إن معالجة هذه الاشكاليات والأزمات تجعل من قوى وشخصيات الحركة الوطنية النافذة في العراق تقترب من بعضها وتحرص على العلاقات الايجابية مع القوى السياسية الوطنية غير النافذة والتعاون معها، من أجل الانتقال بالعراق من كيان سياسي هش إلى دولة نظام سياسي مستقر وعادل، قادرة على السير صعودا بالمرحلة الانتقالية، التي يعيشها عراق اليوم إلى مرحلة التحول الديمقراطي.
إن مضمون وحدة الحركة الوطنية العراقية سيكون مفتوحا ومنفتحا على كل المشاريع الوطنية العراقية الحقة، التي تريد للعراق الجديد أن يكون عراقا مستقلا.. عراق دولة مؤسسات وقانون .. عراق مجتمع مدني متنوع ومتجانس.. عراق نظام سياسي مستقر وعادل.. عراق حكومة وطنية خادمة تعمل لإيقاف التدهور من اجل انجاز التطور، وتقدم كل ما يخدم الازدهار والتحسن المطرد لحياة المواطن والوطن.
وهكذا من أجل أن يكون العراق أولا.. والعراق الأساس .. والعراق القوي .. والعراق الأمة نوجه رسالة تنقذ الوطن والمواطن عنوانها (وحدة الحركة الوطنية) .. رسالة إلى من هم ساسة والى من سيصبحون ساسة وحتى لمن يدعون أنهم ساسة.. ودون تلك الوحدة الوطنية العراقية فالعراق مقبل على البعثرة وحين تتهاوى الجدران – كما يقال – فان الغرباء لا يصلحون للإنقاذ.