*لطيف نيرويي
*ترجمة: نرمين عثمان محمد/عن صحيفة كوردستاني نوى
في السابق، كان من بين الإرشادات التي كان الرئيس مام جلال يكررها دائما في لقاءاته مع صحفيي الاتحاد الوطني الكردستاني قوله: "لا تردوا على أي شخص يكتب عني أو يوجه لي نقدا، فإن كان نقدهم صحيحا أشكرهم عليه، وإن لم يكن كذلك، أتكفل أنا بالرد عليهم وتصحيح أخطائهم."
ولا يزال هذا الإرث الثقافي الغني للرئيس مام جلال مؤثرا حتى اليوم في شريحة واسعة من الصحفيين وكوادر الاتحاد الوطني.
ولهذا السبب، كثيرا ما نرى أن أي رفيق في الاتحاد الوطني الكردستاني، مهما كانت درجته الحزبية أو موقعه الحكومي، إذا واجه مهمة صعبة أو تعرض لموجة واسعة من النقد الجائر من الإعلام التقليدي أو الجديد التابع لجهات منافسة، يبقى إلى حد ما وحيدا في الميدان، ويدافع عن ذاته وآرائه بنفسه.
والحقيقة أن الرفيق قوباد طالباني يعد أحد هؤلاء، إذ بحكم موقعه الحكومي تعرض مرارا لنقد قاسٍ وغير منصف، ومع ذلك يؤكد دائما أنه لا ينبغي الخوف من النقد.
وهنا أود القول إن الظروف والأزمنة قد تغيرت، ففي السابق كان النقاد يوجهون نقدهم عبر وسائل إعلام رسمية، وكانت أدوات النشر وإيصال النقد ذات طابع مؤسسي ورسمي، تمر الرسائل عبر بوابات محددة ومتخصصة، وكان النقد جادا وموضوعيا.
أما اليوم، وفي هذا العصر الرقمي، ففي غضون لحظة واحدة يمكن عبر "الجيوش الإلكترونية"، وبإيعاز من شخص أو جهة ما ضمن أجندة شخصية تهدف إلى تشويه سمعة شخص معين، حشد آلاف الأشخاص بنقرة واحدة لنشر نقد أو هجوم موجه ومفبرك عبر عشرات منصات الإعلام الجديد، ليصبح الهدف الأساس من هذا النقد المصطنع استهداف شخص أو جهة بعينها.
لذلك، فإن الواجب في هذا الزمن هو الدفاع عن رفاقنا في وجه هذا النوع من النقد الجائر، وعدم تركهم وحدهم في الساحة، كما ينبغي أيضا شكرهم عندما يؤدون عملا جيدا.
إن الكارثة الطبيعية التي ضربت منطقة جمجمال، والتي تعد واحدة من الكوارث النادرة في إقليم كوردستان، وقعت في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وحملت مهمة شاقة وثقيلة على عاتق الرفيق قوباد طالباني.
وبعبارة أوضح، فإن قوباد طالباني، دون تردد، توجه إلى مكان الكارثة وتحمل مسؤولية تاريخية وإنسانية وأخلاقية، متعهدا بألا يترك أهالي جمجمال، وألا يغض الطرف عن أي تقصير أو أي مقصر، وأن تسخر جميع الطاقات لتعويض المتضررين من الفيضانات.
ومن أجل ذلك، وضعت خطة عصرية، واتخذت القرارات الضرورية والحاسمة في هذا المجال، لتأكيد الالتزام بالمسؤولية وحماية المواطنين.
ورغم أن الكارثة كانت كبيرة ومؤثرة، ومحاولات بعض الإرادات المعاكسة الساعية إلى حرف المسار عن طريقه الصحيح، تمكن الرفيق قوباد طالباني وفريقه واللجان المشكلة من اجتياز هذا الاختبار بنجاح. وخلال مدة قصيرة جرى تنفيذ الخطط والتعهدات على أرض الواقع.
وقد تقدمت الخطوات العملية للتعويض المادي والمعنوي للمتضررين من الكارثة، بدعم المخلصين من أبناء شعبنا، بوتيرة سريعة، وتغلبت إرادة الحل على الواقع القاسي، وعادت الحياة الطبيعية تدريجيا إلى القضاء ومحيطه.
أما ما كان أكثر مدعاة لسرور أبناء كردستان وجذب اهتمام وسائل الإعلام، فهو أن السيد قوباد أسس نموذجا عصريا جديدا في إقليم كردستان، ومن المهم أن يعم هذا النموذج جميع مناطق الإقليم، وأن تجعل مبادئ الثواب والعقاب والشفافية أساسا لمعالجة المشكلات، وأن يشعر كل مسؤول بمسؤوليته ويخضع لتقييم نتائجها، سواء كانت إيجابية أم سلبية. ونحن على يقين بأن هذا النموذج الجديد سيكون مصدر سعادة جماهيرية لعاصمة الشهداء والأنفال، مدينة جمجمال.
ويقيم رفاق السيد قوباد، بعين الاحترام، هذه المهام الناجحة التي اضطلع بها نائب رئيس حكومة الإقليم، مؤكدين له: "لم تترك أهالي جمجمال وحدهم، فاطمئن، نحن أيضا لن نتركك وحدك في الميدان."