أعلنت السلطات الأمنية في العراق، يوم الأحد، مقتل إرهابي من عناصر "داعش"، وإصابة آخر في عملية أمنية شمالي البلاد.وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان ، إن "عناصر الشرطة الاتحادية تمكنوا من قتل إرهابي وإصابة آخر خلال نصب كمين محكم من قبل اللواء الآلي الثاني الفرقة الآلية، في قرية (علي السلطان )، التابعة لناحية الرياض بكركوك".
وأوضح رسول، أن "العملية تمت بالاشتراك مع مفارز الاستخبارات التي رصدت تحركات إصابة أحد الدواعش والذي لا يزال البحث جارياً عنه".
وفي وقت سبق ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب، يوم الأحد، تنفيذ ضربة جوية في تلعفر بمحافظة نينوى.
وقال الجهاز في بيان، إنه "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بالتعاون مع طيران الجيش والقوة الجوية، نفذ جهاز مُكافحة الإرهاب ضربة جوية في قضاء تلعفر جبال شيخ إبراهيم".
وأكد البيان، أن "نتائج العملية ستعلن لاحقًا"، دون مزيد من التفاصيل.
وصباح يوم الأحد، تسبب تفجير استهدف رتلاً للشرطة الاتحادية أثناء مروره في ناحية الرياض بمحافظة كركوك، في استشهاد 9 عنصراً أمنياً وإصابة آخرين في خرق أمني هو الأعنف منذ شهور.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، قال في بيان "في عمل إرهابي جبان، استشهد ضابط برتبة رائد وعدد من المنتسبين في تفجير عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية؛ اللواء الآلي الثاني في قرية على السلطان بناحية الرياض في كركوك". وتابع "بعد أن اطلع القائد العام للقوات المسلحة على مجريات الحادث وجه بملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي الجبان والقصاص العادل والعاجل منهم".
وأمر القائد العام للقوات المسلحة، القطاعات الأمنية بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية، كما وجه أيضاً بتشكيل مجلس تحقيقي بهذا الحادث الإرهابي.
داعش يستغل غياب التنسيق الأمني
الى ذلك يقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية ياسر إسكندر وتوت في حديث لـ(المدى)، إن "هنالك نوعا من عدم التنسيق بين القيادات الماسكة لمثلث كركوك وديالى وصلاح الدين"، مبينا ان "استمرار التعرضات في هذه المناطق سببه الفراغ الأمني في الحدود الفاصلة بين تلك المحافظات".
وتابع، "يتحتم على القيادات مع العمليات المشتركة بأن يكون هنالك تنسيق من اجل تأمين الفراغ الأمني في تلك المناطق لضمان عدم تكرار الخروقات الأمنية التي تحدث داخل هذه المحافظات".
وشدد وتوت على، "ضرورة عقد اجتماع بين العمليات المشتركة ورئاسة اركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة من اجل الشروع في خطة جديدة لحل الفراغ الأمني في تلك المناطق"، مشيرا الى ان "هنالك نقصا في القطعات العسكرية في تلك المحافظات".
كركوك ذات بيئة معقدة
بدوره، يقول الباحث بالشأن الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لـ(المدى)، إن "كركوك ذات بيئة معقدة ومزعجة لا سيما وادي الشاي، ووادي زغيتون، ووادي ام الخناجر، ووادي كحيطان".
وأضاف ابو رغيف، أن "هذه الوديان خطرة جدا وتمثل مخبأ لعصابات داعش الارهابية، إذ يبدأ بها نشاطاته".
واشار الباحث الامني، الى أن "السيطرة على تلك الوديان لا تمكن بدون استخدام الطائرات الحربية والمسيرة"، مشددا على "ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري".
وأكد، "ضرورة التنسيق بين القطعات، لسد الثغرات، وتكثيف الدوريات الامنية، ونصب سيطرات مفاجئة، وتجنيد عدد من اهالي المحافظة كمصدر أمني للمعلومات عن العصابات الارهابية".
وأشار ابو رغيف الى، أن "عصابات داعش تحاول من خلال شن عمليات نوعية، اثبات وجودها، وتسويق تلك العمليات الى اتباعهم والى المحيط الدولي والاعلام العالمي".
غياب العمليات الاستباقية
من جهته، عزا الباحث الأمني والسياسي علي البيدر، تكرار التعرضات الارهابية الى "ضعف الاداء الامني للمؤسسة الامنية وتراخيها في الآونة الاخيرة".
وأضاف البيدر في حديث لـ(المدى)، إن "غياب العمليات الاستباقية جزء من تكرار تلك المشاهد الدموية بين الحين والاخر"، مستدركا "لا يمكن تحميل مسؤولية الخروقات الامنية لجهة معينة". واشار الى أن "غياب التعاون الدولي بسبب المواقف السياسية زاد من نشاط عصابات داعش الارهابية في المحافظات العراقية".
ولفت البيدر الى أن "عصابات داعش تفتقر للقدرة والامكانية البشرية والمادية التي تمكنها من اعادة فرض سيطرتها كما فعلت في مراحل سابقة".