×

  حوارات

  القنصل الأميركي لإقليم كردستان: البيت الموحد يتقدم دائما



نص حواره مع شبكة روداو الاعلامية

 

 

أجرى الحوار: شاهو أمين :اجرت شبكة رووداو الإعلامية لقاءا متلفزا مع القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في إقليم كوردستان، إيرفين هيكس، هذا نصه:

 

رووداو: مرحباً بكم سيد هيكس..

إيرفين هيكس: مرحباً..

 

رووداو: تعجبني طريقة كلامك عندما تتحدث بالكوردية. رغم أنكم هنا منذ فترة قصيرة، أنتم هنا منذ شهر آب. مع ذلك تحاول أن تتحدث الكوردية. هذا جيد للغاية.

 

إيرفين هيكس: هي لغة محبوبة.

 

رووداو: شكراً، هذا جيد. أعلم أنك لغوي جيد.

إيرفين هيكس: أحاول أن أتعلم اللهجة السورانية شيئاً فشيئاً.

 

رسالة للشعب الكوردي ولحكومة إقليم كوردستان

رووداو: جيد جداً. أنتم هنا منذ شهر آب. هل لديكم رسالة للشعب الكوردي ولحكومة إقليم كوردستان؟

إيرفين هيكس: أجل، وأريد بصورة خاصة أن تتهيأ لي فرصة لأشاطر الناس بعض المسائل. أريد الحديث عن مكاسب الحكومة الأميركية وأعمالها المتنوعة التي نفذتها هنا. أعددت بعض الملاحظات، إن سمحتم لي، أريد أن أقولها مباشرة.

 

رووداو: نعم، أرجوكم.

إيرفين هيكس: شكراً. أريد أن أقول أني شاكر لكم لكوني معكم هذا الصباح، شكراً للدعوة للحديث عن العلاقات القوية والمستمرة للحكومة الأميركية مع الشعب الكوردي. بصفتي قنصلاً عاماً، أنا وفريق القنصلية، نعتز بالشراكة التي بنيناها مع حكومة إقليم كوردستان ومع المجتمع المدني وأيضاً مع ممثلي الإعلام ومسؤولي المجتمع التجاري الكوردستاني. نحن أكبر مانح مساعدات إنسانية، فمنذ العام 2014 أنفقنا 3.4 مليار دولار في هذا المجال.

نحن في الولايات المتحدة، سنواصل البحث عن الفرص لتقوية العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والثقافية والتربوية والتجارية مع شعب إقليم كوردستان العراق. لكننا في نفس الوقت قلقون من التراجع في مجالات حقوق الإنسان، ومن العنف على أساس الجنس وسيادة القانون، التعامل بمساواة مع المرأة وتساوي الفرص أمام أفراد مجتمعات مكونات كوردستان والاحترام والتسامح تجاه المجتمع المتنوع دينياً في كوردستان.

 لدى الولايات المتحدة وشعب كوردستان قيم مشتركة تشمل الحياة والحرية وتحقيق الرفاهية. من بين هذه القيم، هناك قيمة حرية الإعلام، حرية التعبير وحق التجمع السلمي لإبقاء الحكومة مسؤولة ومساءلتها.

 في كثير من الأحيان سمعتموني وأنا أقول إن أي بيت موحد يتقدم دائماً. كما أعتز بمبادرة القنصلية إلى جلب التجارة والاستثمار الأميركيين إلى إقليم كوردستان العراق. سنستقبل في شهر حزيران وفداً تجارياً أميركياً. بالأمس أيضاً، أنشأنا شبكة الغرف التجارية الأميركية، بالمشاركة مع غرف تجارة أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة، ومع غرفة التجارة الأميركية – الكوردستانية.

شبكة الغرف التجارية الأميركية هذه ستعمل كفريق ترويجي لتشجيع وكذلك تحديد فرص التجارة والاستثمار بين مسؤولي التجارة الأميركيين والكورد في كل كوردستان العراق وفي العراق أيضاً.

ختاماً، أريد أن أبارك لقيادتي الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني على التوقيع على شروط مذكرة تفاهم البيشمركة. التنسيق بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، يبين أهمية بناء قوة بيشمركة قوية ومؤثرة.

لا تزال الولايات المتحدة تتطلع إلى المزيد من التقدم في مذكرة التفاهم بين وزارة شؤون البيشمركة ووزارة الدفاع الأميركية. كما نتطلع إلى أن يحل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني خلافاتهما لنتمكن من مواصلة تعميق وتوسيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوردستان.

 

تهنئة بشدار حسن

كما أريد أن أهنئ السيد بشدار حسن إسماعيل وفريقه القانوني على فوزهم بجائزة الدفاع عن حقوق الإنسان لسنة 2023 من وزارة الخارجية.

سيظل عمل وصداقة وشراكة الحكومة الأميركية مع إقليم كوردستان قوياً وسنوسع علاقاتنا مع إقليم كوردستان العراق، وذلك من خلال بناء المبنى الجديد للقنصلية بكلفة 800 مليون دولار، وبزيادة عدد الزيارات رفيعة المستوى والشخصيات الهامة القادمة من العاصمة واشنطن، وبتعزيز قدرات البيشمركة والتنسيق مع القناصل المتفقين معنا في الرأي بتعزيز حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والحقوق والفرص المتساوية للنساء والمكونات.

قدمنا 2.3 مليون دولار كمنحة لترميم معبد الإيزديين في لالش، وسنستمر في دعمهم من خلال تأمين أكثر من 28 مليون دولار لإعادة الإعمار والاستقرار في سنجار، وبدعم مبادرة حكومة إقليم كوردستان لرقمنة وتحسين الخدمات الحكومية، وجذب التجارة والاستثمار الأميركيين والوفود والمجموعات التجارية إلى كوردستان، وتشخيص البرامج الخاصة بالطاقة النظيفة والتصدي لتحدي التغير المناخي، وتوسيع برنامج التبادل التربوي والثقافي لحكومة الولايات المتحدة، ومنح 650 ألف دولار لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتوسيع برنامج التدريب الصحفي والإعلامي، وكذلك التأكد من أن الأعمال والبرامج تشمل السليمانية وحلبجة ودهو وأربيل جميعاً.

أنا هنا في كوردستان بصفتي قنصلاً عاماً منذ خمسة أشهر فقط، والمبادرات التي أشرت إليها تبين عكس الأقوال التي تزعم أن الحكومة الأميركية تنسحب من إقليم كوردستان أو العراق أو من المنطقة. في الحقيقة، نحن نعمل على عكس ذلك. شركاً جزيلاً.

والآن أرحب بأسئلتك.

 

العلاقة بين إقليم كوردستان والولايات المتحدة

رووداو: سيد هيكس، بحسب ما قلته في كلمتك، يمكنني أن أطرح المزيد من الأسئلة. أود أن أتعرف على رؤيتكم للعلاقة بين إقليم كوردستان والولايات المتحدة؟

إيرفين هيكس: هي علاقة قوية، علاقة منسقة، علاقة بنيت على أساس الشراكة، شراكة قوية، لكن هناك أيضاً ما يبعث القلق، القلق كبير عند تعلق الأمر بحقوق الإنسان، وخاصة بالمسألة التي عرضتها، مسألة تعزيز المرأة، والتعامل مع جماعات الأقليات، وقبول مجموعات متنوعة من المكونات، وكذلك المجتمعات الدينية. قمنا بعرض هذه المسائل من خلال طرقنا الدبلوماسية على أعضاء حكومة إقليم كوردستان، ومن خلال تسليط الضوء على هذا القلق. نحن نرى أن هذه الأمور تمثل تراجعاً. نحن على استعداد لمساعدة الحكومة في العمل على هذه القضايا، لكن بصفتنا أصدقاء، فنحن لسنا مجرد شركا بل أصدقاء، وبين الأصدقاء قد تحدث تطورات ربما لا تتفق فيها معي. عندها يجب أن يتكلم صديقك، ولأننا أصدقاء حقيقيون، يجب أن تقال هذه الأشياء. هذا الكلام قيل في صمت دبلوماسي ونحن مستعدون. على سبيل المثال، تحدثنا الأسبوع الماضي مع كبار مسؤولي القضاء، ونتطلع إلى التمكن من تقديم مساعدة على شكل تدريبات لهم، وكيف يمكن أن نعزز السلطة القضائية.

 

العلاقة مميزة

 رووداو: حسناً، لاحظنا في الفترة الأخيرة أن عدد زيارات كبار المسؤولين في الولايات المتحدة إلى هنا قد انخفض، ما سبب ذلك؟

إيرفين هيكس: عليّ أن أقول باحترام خلاف تقييمك هذا، في الحقيقة عملت على هذا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ويمكنني أن أشاطرك المعلومة وهي أنه كانت هناك خمس زيارات لشخصيات مهمة في كل شهر.

 في الأشهر الخمسة التي أمضيتها هنا، كانت هذه الشخصيات الهامة تضم مسؤولين كباراً في وزارة الخارجية مثل مساعدة وزيرة الخارجية باربارا ليف. في الآونة الأخيرة، كانت لدينا زيارات من البيت الأبيض مثل زيارة بريت مكغورك.

كانت لدينا زيارات لمسؤولين كبار جاؤوا للتوقيع على مذكرة التفاهم مع البيشمركة. كانت عندنا زيارات لأعضاء الكونغرس، فقد جاءت ثلاثة أو أربعة وفود من الكونغرس جاءت إلى هنا. دعني أخبرك بصفتي دبلوماسياً ذا خبرة، إن هذه شيء غريب على قنصلية أن تستضيف هذا العدد الكبير من الزيارات رفيعة المستوى. ففي أحسن الأحوال يمكن أن تكون هناك زيارة أو اثنتان لقنصلية، فالزيارات رفيعة المستوى تكون عادة على مستوى السفارات، حيث يقيم السفير.

لكن لكون العلاقة مميزة، وبفضل شراكتنا وصداقتنا، يستقبل إقليم كوردستان العراق زيارات شخصيات هامة. كما يمكنني أن أخبرك، بأنني أعلم أن لي مقعداً في المطار، لأنني أمضي الكثير من الوقت في استقبال الزيارات، وهذا الاهتمام أمر جيد للغاية. من الجيد للغاية أن يكون هنالك هذا الاهتمام وهذه الزيارات. أما عن القول إن هناك تراجعاً في العدد، فيمكنني أن أخبرك أنني وفريقي لا نرى أياً من هذا.

 

دور رئيس في تحسين العلاقة بين بغداد والإقليم

 رووداو: حسناً، هل لا تزال الولايات المتحدة تساند إقليم كوردستان عراق قوي ضمن عراق موحد؟

إيرفين هيكس: بالتأكيد. مديرتي، السفيرة رومانووسكي لها دور رئيس في تحسين العلاقة بين بغداد وإقليم كوردستان. لاحظت أنه كانت للرئيس نيجيرفان عدة زيارات مؤخراً، كما كان رئيس الوزراء هناك قبل أسبوعين، وهذه مؤشرات جيدة عن العلاقة مع رئيس الوزراء السوداني. نتطلع إلى علاقة تعاون بناءة لحل عدد من القضايا الشائكة للغاية كقانون النفط والغاز.

أما عن قضية سنجار، وبعد البحث في مسألة النازحين واللاجئين، توجد مسائل عديدة صعبة يجب أن تحل: الميليشيات، ومحاولات داعش للعودة والبروز. الحل لكل هذا ينبع من علاقة فعالة وتعاونية بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد، ونحن متفائلون بأننا سنلمس تقدماً إيجابياً في هذا الاتجاه.

 

 

مع انتخابات شفافة ونزيهة

رووداو: طيب. تم تأجيل إجراء الانتخابات في كوردستان، والأحزاب السياسية هي المتسببة في التأجيل، لكنها مع ذلك ترغب بشدة في إجراء الانتخابات خلال السنة الحالية بينما ليس هناك اتفاق يذكر بينها حتى الآن. كيف تنظرون إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية في كوردستان؟

إيرفين هيكس: نحن نرحب بالانتخابات دائماً، لأن الانتخابات تثمل دائماً فرصة ليتخذ الشعب قراره بشأن قيادته، وموعد الانتخابات من شأن شعب كوردستان، ونحن نحترم هذا.

أما ما نتوقعه نحن فهو أن تجري الانتخابات بشفافية وبنزاهة، وبصورة لا تثير أي تشاؤلات حول شرعية ودقة العملية، لكن عيوننا تركز على شعب كوردستان. أما عن موعدها، فإننا ننتظر لنرى متى ستجرى الانتخابات. لأن الديمقراطية تنتعش دائماً من خلال الانتخابات.

 

تراجع مقلق لحقوق الانسان في أجزاء معينة من الإقليم

رووداو: نعم، سيد هيكس ركزتم في كلمتكم بصورة خاصة على حرية التعبير وحقوق الأقليات لكل شخص في كوردستان، ما هو تقييمكم لحالة حقوق الإنسان وحرية التعبير والإعلام وحقوق المرأة في كوردستان؟

إيرفين هيكس: كما ذكرت في كلمتي، نحن نلمس تراجعاً مقلقاً في هذه المجالات، في أجزاء معينة من الإقليم. الرفض والخطاب المتعصب لا يخدمان كوردستان قوياً وموحداً. كمثال على ذلك، قمنا في القنصلية الأميركية بتشكيل مجموعة تنسيق القنصليات العامة.

 عندنا 15 عضواً متفقين في الرأي مع القنصليات الأخرى نعبر عن آرائنا الخاصة بتراجع حقوق الإنسان بصوت أعلى. لدينا محادثاتنا مع أعضاء حكومة إقليم كوردستان ونركز فيها بصورة خاصة على اعتقال المراسلين والانتهاكات بحق المتظاهرين السلميين، وهذه هي الأمور التي سلطنا الضوء عليها في تقريرنا لحقوق الإنسان وقلنا إنها ليست بالصورة النموذجية التي نرغب فيها، ونحن مستمرون في الحديث عن هذه المسائل.

كما أشرت إلى السيد بشدار حسن الذي منح جائزة الدفاع عن حقوق الإنسان من قبل وزير الخارجية. هذا انعكاس لا يشترط أن يكون مرتبطاً على وجه الخصوص بملفات المحاكم، التي يتولون الدفاع فيها، بل يخص الاهتمام بوجود تمثيل قانوني في المجتمع، يكون عادلاً ويحمي المساواة للجميع. أما هل أن شخصاً ما مذنب أم لا، فليس من شأننا أن نقرر ذلك.

 

رووداو: هل توجد عندكم أي خطط لتشجيع مثل هذه المسائل في كوردستان؟

إيرفين هيكس: كما أسلفت، كان لنا في الأسبوع الماضي محادثات مع عضو رفيع المستوى في حكومة إقليم كوردستان، سألونا إن كان بإمكاننا أن نقدم المساعدة في تعزيز السلطة القضائية، في مجال سيادة القانون. لذا فإننا نخوض حواراً مع حكومة إقليم كوردستان حول الطريقة التي يمكن أن نقدم بها المساعدة. لدينا برنامج ممتاز يأتينا فيه بموجبه أحياناً بعض أصحاب الخبرة الذين يزورون البلد ويعرضون التجارب الأميركية ويتشاركونها، ودعني أشير إلى أننا لا نقول إن الولايات المتحدة خالية من العيوب في هذا المجال، لكننا نسعى باستمرار نحو الأفضل.

 كما يوجد عندنا برنامج لإيفاد وفود تبادل ثقافي. نوفد نحن وفوداً إلى الولايات المتحدة للمشاهدة والتعرف على العملية القضائية في الولايات المتحدة، وهذا واحد من أمثلة تسليط الضوء على حقوق الإنسان.

 

العلاقة بين بغداد وأربيل

رووداو: أود الانتقال للحديث عن بعض المسائل في العلاقة بين بغداد وأربيل، فقد أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية عدداً من القرارات ضد إقليم كوردستان العراق، وتزامناً مع ذلك أوقفت الحكومة العراقية مساعداتها المالية لإقليم كوردستان، ويواصل الكورد المطالبة بتطبيق الدستور. كيف ترون الوضع؟

إيرفين هيكس: كما تعلم، يوجد الآن وفد في واشنطن، وزير الخارجية، وكما أسلفت فأن مديرتي السفيرة رومانووسكي مارست دوراً مهماً في المساعدة على إنشاء علاقة إيجابية بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد.

 أريد القول إن هذا أو أمر مهم لحل بعض التحديات من قبيل قرارات المحكمة.

لهذا فإننا بانتظار نتائج تلك الزيارة، لكننا نشجع باستمرار من خلف الكواليس ونعمل على بناء علاقة جيدة أو علاقة بناءة. نشعر بسعادة كبيرة عندما نرى وفد إقليم كوردستان يزور بغداد للحوار بشأن التحديات التي أمامنا وسنواصل المساعدة في الحوار من أجل حل هذه القضايا الصعبة.

 

لاتأثير امريكيا على البنك المركزي العراقي

رووداو: سيادة القنصل، ارتفع سعر صرف الدولار مؤخراً وبصورة مفاجئة، وكان لذلك آثار سلبية على اقتصاد العراق وإقليم كوردستان وبات الناس يعانون من الناحية الاقتصادية، هل عندكم ما تشاركوننا به في هذا الصدد؟

إيرفين هيكس: بداية أود الإشارة إلى أنه ليس للحكومة الأميركية تأثير على البنك المركزي العراقي قدر تعلق الأمر بطرح الدولار في السوق. الحالة التي ظهرت الآن كان يجري العمل عليها على مدار سنتين، وما يجري الآن هو أن أشخاصاً محددين وبعض شركاء محليين لهم معروفين، ينفذون عمليات إجرامية معينة يستغلون فيها النظام المصرفي لتبييض الأموال وفي مجالات لاقانونية أخرى، وهذا يلحق الضرر باقتصاد إقليم كوردستان العراق. لذا فالعملية هنا هي أن يتم إبعاد هؤلاء الأشخاص لتتحقق الشفافية وتنتهي النشاطات اللاقانونية التي لا تسمح بها الأنظمة المصرفية. توجد الآن محادثات مع وزارة الخزانة عندنا حول وضع خارطة طريق مع الإقرار بوجود تحديات راهنة تواجه طرح الدولار. أقول، دنا ننتظر ونرى ما ستأتي به زيارة وزير الخارجية، ونعرف ما هي تلك العمليات وما هي المحادثات التي جرت.

لكني أريد الإشارة إلى أن هذه العملية كان يجري التباحث حولها على مدار السنتين الأخيرتين، وكانت أطراف خاصة في المنطقة تسيء استخدام النظام المصرفي لتحويل أموال غير قانونية والإضرار باقتصاد إقليم كوردستان العراق.

 

رووداو: أعلن وزير الخارجية العراقي أن أميركا منزعجة من إرسال الدولار من العراق إلى إيران وسوريا..

إيرفين هيكس: سأشير إلى أن هذا جانب من المحادثات، لكنني أنتظر لأرى ماذا ستكون نتائج المحادثات، لذا لن أقول المزيد عنها.

 

ترميم لالش و عودة النازحين الإيزديين

رووداو: حسناً. تقدم الولايات المتحدة حالياً مساعدات لترميم معبد لالش. كما تدعم أميركا عودة النازحين الإيزديين إلى سنجار، لكن وزيراً أميركياً سابقاً، أظنه كان وزير الخارجية الأميركي، قال إن هناك عقبات في طريق عوتهم، لأن هناك ميليشيات تابعة لإيران لا تتعاون في هذا المجال، وتضع العقبات في طريق خططنا. ماذا لديكم في هذا السياق؟

إيرفين هيكس: أول الأمور وكما ذكرنا هو أن العلاقة بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد تمثل نقطة البداية لإحياء اتفاقية سنجار كواحدة من الأولويات. هناك الكثير من الأولويات وتواجهنا تحديات كثيرة،سواء في بغداد أو في حكومة إقليم كوردستان، لكن مذكرة التفاهم التي أنشأناها مع البيشمركة، تمثل جزءاً غاية في الأهمية، وهذه العملية تهدف لتوحيد البيشمركة. توجد الآن وحدات 70 و80، ولكي تتمكن من جعلهما وحدة موحدة ومؤثرة، يمكنني القول [إننا بحاجة إلى الوحدة] 150 وليس 70 و80، وستكون هذه قوة مؤثرة في طرد تلك الميليشيات ولتكون عندك الحماية والأمن في هذه المنطقة، وسيؤدي ذلك إلى عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، ولهذا فإن مذكرة تفاهم البيشمركة هذه جزئية غاية في الأهمية وكان لنا مؤخراً توقيع بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني سيمضي قدماً بتفاصيل مذكرة التفاهم. هذه خطوة واحدة ونحن نتطلع إلى المزيد من التقدم في هذا السياق، لأن هذا جزء مهم جداً من الأحجية العامة، ونازحو ولاجئو البلد جزء من الأحجية. لكن في المنطقة التي تفتقر إلى الأمن، فإن وجود بيشمركة مؤثرة وقوية وموحدة مهم جداً في هذه العملية.

 

رووداو: تم مؤخراً في ألمانيا الإقرار بأن الجرائم التي ارتكبها داعش ضد الإيزديين هي جرائم إبادة جماعية، هل لدى أميركا أي خطط مماثلة؟ هل هناك شيء باتجاه التقدم في هذا الموضوع؟

إيرفين هيكس: كما أسلفت في كلمتي، سنواصل دعمنا بنفس حجمه ونستمر في تقديم المساعدة للمجتمع الإيزدي. زيارتي قبل شهرين من الآن إلى لالش أسفرت عن تقديم المزيد من المعلومات عن أهمية وجود بيشمركة قوية في إطار مذكرة التفاهم، ليكون هناك مجتمع إيزدي يشعر بأنه محمي عندما يعود، وسنستمر في تقديم المساعدة الرئيسة في مجال نوعية المعيشة والماسعدات المادية التي وفرناها. هذا غاية في الأهمية، فالمجتمع الإيزدي عانى الكثير من الآلام نتيجة محاولة داعش إبادته، وسنستمر في التمكين وتقديم المنح لهذا المجتمع. في نفس الوقت، نحن بانتظار تشكيل هذه البيشمركة الموحدة لتكون عندها قوة قوية تشجع أعضاء هذا المجتمع على العودة.

 

تصاعد قوة الإسلام السياسي

رووداو: حسناً، هل تشعر أميركا بأي قلق من تصاعد قوة الإسلام السياسي في إقليم كوردستان؟

إيرفين هيكس: ما أستمتع به كثيراً من العمل في الشرق الأوسط هو الاحترام اللامتناهي للإسلام وتقليده، وخاصة من حيث المقبولية والشعور بالمعية. ما يقلق أميركا هو الأفراد، ونحن في أميركا عندنا أفراد موغلون في الكراهية والرفض، الذين لا هم لهم سوى إلقاء اللوم على الآخرين، بدلاً عن التحول إلى جزء من المجتمع. هؤلاء يقسمون المجتمع وهذا هو مصدر القلق الخاص، هؤلاء لا يصفون أنفسهم بالدواعش، لكن بعض خطاباتهم مطابق لخطاب داعش. لهذا علينا في المجتمع أن نتأكد من هذه هذه الأصوات لن تكون مؤثرة، ولن يجعلوا مجتمعنا يتورط، وكذلك المجتمع العالمي وهناك في إقليم كوردستان العراق.

 رووداو: السيد إيرفين هيكس سررت بالتحدث معكم، شكراً جزيلاً.

إيرفين هيكس: شكراً.

روداو


20/02/2023