×

  حوارات

  الرئيس بافل: هناك فرصة ذهبية يجب اغتنامها بوحدة الصف



 

*المرصد

خلال مشاركته في منتدى أربيل السنوي الثاني "نقاط التحول ومستقبل الشرق الأوسط"، في يومه الاول يوم الأربعاء  1/3/2023،اكد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني  "ان الاتحاد الوطني مستعد ان يقدم التنازلات عن حقوقه من اجل مصالح المواطنين في الاقليم وإنهاء المشاكل السياسية والاقتصادية، وان ابوابنا مفتوحة للحوار والاجتماع مع الحزب الديمقراطي والاحزاب السياسية الكوردستانية للوصول الى تفاهمات واتفاقات مشتركة حول كافة القضايا والمسائل العالقة التي تحول دون تقديم الخدمات الى المواطنين وإنهاء التفرد واحتكار السلطة والتمييز بين المناطق في تقديم الخدمات".

واضاف الرئيس بافل :"ان المنطقة تمر باوضاع سياسية وامنية واقتصادية حساسة والتي تتطلب منا ان نوحد صفوفنا وننهي خلافاتنا السياسية للحفاظ على اقليم كوردستان ومكتسباته التاريخية"، مؤكدا "ان هناك فرصة ذهبية يجب اغتنامها لمصلحة الشعب الكوردي عن طريق توحيد الرؤى والاجتماع ضمن خيمة كوردستانية موحدة  والاتفاق مع بغداد فيما يخص النفط والغاز".

 

وحول ملف الانتخابات في كوردستان اكد الرئيس بافل طالباني: "ان الاتحاد الوطني يؤمن بالديمقراطية واجراء انتخابات في اقرب وقت ممكن، وقدمنا مبادرة الى الحزب الديمقراطي حول تعديل قانون الانتخابات وتفاصيلها وقد اجمتع وفدا الحزبين واتفقا على مجموعة نقاط وبقيت مسائل اخرى للمفاوضات" ودعا الى "ضرورة ان يكون للمكونات تمثيل حقيقي وعدم السماح لاي طرف باتخاذ القرار نيابة عنهم".

 

مشاكل بسيطة

وقال الرئيس بافل :المشاكل مع الحزب الديمقراطي مشاكل بسيطة ونحن في الاتحاد الوطني ابوابنا مفتوحة للحوار، نحن نقدم المبادرات من اجل الحوار والحل ومستعدون للحوار في اي مكان وزمان ومع اي كان من اجل حل يصب في خدمة الشعب.

واكد ان هناك انطباع بان الاتحاد الوطني راض عن هذا الوضع، بالعكس فان الاتحاد الوطني مستاء من هذا الوضع، فالشعب هو المتضرر وليس الاحزاب.

 

واضاف: سكان منطقتنا لا يستلمون الرواتب ومستشفياتنا لا تتلقى الادوية، انها قواتنا التي تمت قطع رواتبها ،تم ايقاف جميع المشاريع في منطقتنا، وهنا نقول هل من المعقول ان نرضى بذلك؟ لا أحد.

واكد: علينا ان ننشغل بمسائل اهم واستراتيجية، فهذه المشاكل الحالية بسيطة وبالامكان حلها بخمسة دقائق، بامكاننا الحديث عن مآخذنا حتى المساء ونقول هذا ما حدث مع فريقنا في الحكومة ومنطقتنا ومع مؤيدينا واعضائنا ومع قواتنا ونقول للحاضرين ماذا كان رد فعل الاتحاد الوطني حيال ذلك؟ لاشيء يقومون بتحريك القوة ضد نائب رئيس الحكومة، ماذا كان ردنا ؟ لاشيء.

يثيرون مسائل ومشاكل في منطقتنا ويتدخلون في سياسة حزبنا في عقر دارنا، ماذا فعلنا؟ لم نفعل شيئا، لكننا قلنا ان هذا الوضع ليس جيدا بهذا الشكل ولن يستمر الى الابد ونحن لسنا مستعدين لحضور اجتماعات الحكومة لحين التوصل الى التفاهم بيننا حول جميع المسائل.

 

مستعدون ان نخطو باتجاه الحل

وقال:نحن لم نصدر اي رد فعل لاننا نفكر بشكل واع ومسؤول، نحن همنا الاهم مواطنينا والمعلمين وائمة المساجد والعلماء الدينيين وبيشمركتنا وشهدائنا المعاقين، نحن مدينون لهذا الشعب ولاينبغي ان نسمح لهذه الاشياء البسيطة ان يؤثر على الاوضاع سلبا، فالاحزاب لن يعاني، بل المواطنون هم سيعانون ويتضررون وبذلك نغدر بحقهم، نحن مستعدون ان نخطو باتجاه الحل ونرجو عدم افتعال مشكلة بعد كل اجتماع يهدف للحل ليعود بنا الى المربع الاول.

 

 

اثبتنا تمسكنا باجراء الانتخابات

وعما اذا كانت المحاولات للتوصل الى اتفاق مع الديمقراطي وصلت الى نقطة اللا حل وماذا عن اتفاق مؤسستي الجانبين للانتخابات قال الرئيس بافل :اجتماع مؤسستي الحزبين كان بمبادرتنا نحن وقد اتصل الاخ رفعت عبدالله بالاخوة في البارتي، نحن رأينا ان الحوار فيما يتعلق بالانتخابات امر سهل واقترحنا ان نتحاور حولها كبداية، للاسف الشديد هنالك مسألة ليس لها نظير في العالم المتحضر، فمثلا عند بروز مشكلة حول شيء بسيط، يتوقف جميع الاشياء (الحوار والتفاهم ومهام الحكومة)، وهذا ليس امر جيد ولا يساعد في الحل.

انطلاقا من هذه الحقائق رأينا انه من المهم ان نتحاور ونتفق حول مسألة الانتخابات ومن ثم نأتي على بقية المشاكل.

 

وقال: ان الصراع التنافسي للانتخابات بين الاحزاب امر طبيعي ولكن عند استخدام مؤسسات الدولة للقضاء على طرف والاساءة اليه او اضعافه ، فهذا امر غير طبيعي ويمنع العمل المشترك لتحقيق الاهداف الستراتيجية.

نحن لا نعتقد ان الانتخابات ستحل كافة مشاكلنا ولكن ما نسمعه بما يريد البعض داخل البارتى ان يمارسوه في الانتخابات،اعتقد ستصبح مشكلة للانتخابات وقد يؤدي الى عدم اجراء الانتخابات اصلا .

 لكن اذا اتفقنا بروح اخوية على القوانين المتعلقة بالانتخابات ونزاهتها فنحن نود اجراءها بأسرع وقت ونحن متفائلون بنتائج الانتخابات وقد اثبتنا تمسكنا باجراء الانتخابات بدليل مطالبتنا للديمقراطي بالحوار حول الانتخابات.

 

لسنا ضد كوتا الاقليات

واكد وجود خطأ في التعاطي مع مسألة كوتا الاقليات، :"نحن لسنا ضد كوتا الاقليات، نحن نريد للاقليات ان يكون لديهم ممثليهم حقيقيين، لذلك يجب ان نستمع اليهم والى ما يريدونه".

 

 

قوباد اثبت انه رجل دولة ووطني كوردي

 

وحول عدم مشاركة نائب رئيس حكومة الاقليم ووزراء الاتحاد الوطني في اجتماعات الحكومة، قال الرئيس بافل :"بحكم علاقتي مع قوباد، اود ان اوضح، في الحرب ضد داعش وقف قوباد ضد حزبه، وعندما تنظر الى اجتماع الحكومة آنذاك، لم يكن باستطاعتك تمييز الاتحاد عن البارتي او التغير عن الاتحاد، قوباد حارب ابن عمه من اجل هذه الحكومة ودفع ثمنا سياسيا لذلك، ولكنه لم يندم على ذلك لانه كان يدرك انه على حق وان يكون هناك فاصل بين الحزب والحكومة، قوباد اثبت انه رجل دولة ووطني كوردي ويريد تطوير الحكومة ونجاحها، لكننا يجب ان نسأل لماذا هو الآن غير مستعد لحضور هذه الاجتماعات؟

مثلا يقولون ان كاك مسعود بطل حرب داعش وكان نيجيرفان ذلك الرئيس الذي انقذ حكومتنا لكنهم يقولون ان كاك قوباد ذلك الشخص الذي فرض قطع الرواتب وتأخيرها و...الخ، لكن قوباد لم يتذمر من هذه المزاعم، لذلك يعني هنالك مشكلة ادت الى مقاطعته لاجتماعات الحكومة، والغريب انه لم يتصل أحد به لمعرفة عزوفه هذا".

 

المشكلة ليست مع البارتي

واضاف :"هناك من يقول بوجود مشاكل بين الاتحاد الوطني والبارتي، هذا ليس صحيحا، ليس لدينا مشكلة مع البارتي، بل مع جزء من الحكومة، يجب ان نسأل انفسنا هل هذا طبيعي ان ينسحب جماعة العدل (كومةل) والاتحاد الاسلامي من البرلمان مع شخصيات اخرى؟ هل هذا نحن فقط، المشكلة لا تتحملها فقط البارتي والاتحاد، بل نحن جميعا مسؤولون عنها، لذلك نقول فلنعمل معا لحل هذه المشاكل ولكن للاسف هناك جهة تزعم: نحن ليس لدينا مشكلة حتى نحلها".

 

مشكلتنا الاساسية تتعلق بخدمة المواطنين

واضاف :"مشاكلنا السياسية ضئيلة وبسيطة، نحن لدينا مشكلة تتعلق بخدمة المواطنين، لانريد التعامل مع المواطنين بازدواجية وتمييز، انظروا الى المشاريع والعمران في اربيل، لكن بالمقابل انظروا الى السليمانية تجدون الفرق والتمييز".

 

مستعدون للتنازل عن حقوقنا كحزب من اجل شعبنا

واكد :"مقابل خطوة منهم نحن نخطو 10 خطوات لكنك تتعمد عدم زيارة هذه المنطقة وتعاقبتهم، فكيف تريد ان يعترفوا بك؟، نحن كنا ولانزال مستعدون للتنازل عن حقوقنا كحزب من اجل شعبنا مثلما نطالب بتوحيد خطابنا وستراتيجيتنا في العاصمة بغداد والنجف والبصرة".

واوضح :"سيتم حل هذه المشاكل آنفا او لاحقا والكل يعلم ذلك فلماذا لا نقوم بحلها الآن قبل الغد او قبل ان يأتي اجنبي يدفعنا للتفاهم والاتفاق، نحن مستعدون للحوار اذا كان يؤدي الى اتفاق جدي، مشكلتنا هي عندما نجتمع بهدف الاتفاق، يقوم الطرف الآخر بتفعيل مشكلة وتؤدي الى عرقلة الاجتماع القادم".

 

تهريب الدولار الى تركيا

وفيما يتعلق بتهريب الدولار الى السليمانية قال الرئيس بافل :"كانوا يهربون الدولار من كركوك الى السليمانية وهناك الى اربيل وهناك يتم تهريبها الى تركيا لتوزع هناك، وهنالك اجراءات رادعة فيما يخص ذلك".

 

 

ضرورة وضع سياسة موحدة فيما يتعلق بالغاز

وفيما يتعلق بمسألة النفط والغاز اكد ضرورة وضع سياسة موحدة فيما يتعلق بالغاز والاتفاق مع العاصمة بغداد.

وقال الرئيس بافل :"لدينا اصدقاء كثر في العاصمة بغداد ومطالبهم بسيطة وليست عويصة، يقولون ما في البصرة من الثروة النفطية يضاهي ضعف ثروة كردستان الف مرة، فلماذا لا نتشارك معا، لكن هذا الطرف يأبى ذلك وهذا موضع شك حقيقي وامر لا يعقل".

وقال ان تجاهل القرارات القضائية لا يساعد في الحل، علينا ان نتفاهم ونتفق على صيغة للاتفاق مع بغداد.

 

مهامنا تجاه الاجزاء الاخرى

واكد الرئيس بافل :"ضمن الستراتيجيات التي علينا العمل بها هو ما يتعلق باخوتنا الكرد في الاجزاء الاخرى في روجافا ونعمل لاحياء مسيرة السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني كما كان يفعل مام جلال/ فلنعمل من اجل احلال السلم والاستقرار في منطقتنا وبدلا من رفع اعلام الحزب نرفع راية الكوردايتي".

 

حضور مستمر في العاصمة بغداد

وقال الرئيس بافل :"انه يزور العاصمة بغداد كثيرا ويفتخر بهذا الحضور هناك لاسباب اولا اننا بامكاننا خدمة كردستان وشعبنا من بغداد، ثانيا حقيقة هناك نلتمس الحالة المؤسساتية في بغداد، فالوزير يملك صلاحية الوزير الحقيقي هناك والقضاء هناك قضاء حقيقي ولا يتدخل رئيس الوزراء في صلاحيات ومهام الوزراء، لكننا لا نستطيع توجيه هذا السؤال لوزرائنا سواء ما يتعلق بالسيد قوباد او السيد مسرور".

 

لاعلم لنا بمحادثات وفد الاقليم

وفيما يخص التقارب بين وفد الاقليم وبغداد، قال الرئيس بافل :"لا استطيع ان اعلق على ذلك فالاتحاد الوطني ليس مطلعا على هذه الاجتماعات والمحادثات، فقط علينا ان ندعو لهم بالنجاح والاتفاق وابداء استعدادنا للمساعدة والمساهمة والدعم اذا احتاجوا لنا".

 

توحيد قوات البيشمركة

وفيما يخص توحيد قوات البيشمركة والقوات الامنية، قال الرئيس بافل :"سأتحدث لكم عن مثال، قوات مكافحة الارهاب (CTG) قامت في هذا العام بـ(432) عملية عسكرية ضد الارهاب مع قوات التحالف ومكافحة الارهاب الاتحادية، في المقابل القوة الاخرى اجرت حوالي (40) عملية عسكرية، وفي الصباح عندما يستيقظ احدهم من النوم يقوم بقطع رواتبهم، بأي حق يقوم بذلك، هل هكذا يتم تعبيد الطرق لتوحيد قواتنا؟

نحن المبادرون والمساندون لتوحيد هذه القوات ولكننا نريد ان يتم بالتوازن والعدالة، نحن نستغرب ان يكون لحزبين جهازين للاستخبارات (باراستن - زانياري)، نحن مستعدون للتوحيد،والاخوة الاجانب يريدون مساعدتنا لكن مستاؤون منا، هل تعلم ان الامريكيين ابلغونا بانهم يحاولون معنا منذ (30) عاما ولم يعد بامكانهم الاستمرار، نحن لدينا فرصة ذهبية لتوحيد ستراتيجيتنا وصفوفنا والاتفاق مع بغداد فيما يخص النفط والغاز ونكسب ثقة الدول الاجانب مرة اخرى، نحن في تراجع تام من مسائل حقوق الانسان وقمع الحريات الى غيرها من المسائل وهذا ليس رأيي الشخصي بل هذا ما يقوله اصدقاؤنا الاجانب خاصة الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين، يجب علينا ان نحترم مؤسساتنا بشكل جدي وليس ظاهريا".

 

علاقات جيدة

وعن علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني الداخلية والخارجية، قال الرئيس بافل :"لم يكن علاقات الاتحاد الوطني مع بلدان الجوار جيدا من قبل كما هي الآن وكذلك مع الاحزاب الكردستانية وايضا العراقية ومن هذا المنطلق نعلن استعدادنا لكل ما يصبو الى وحدة صف الاحزاب، ليس من اجل احزابنا بل من اجل شعبنا، وكما قلت اننا نستطيع ان نخدم شعبنا من بغداد بصورة افضل".

 

الاتحاد الوطني لن يتخلى عن كركوك

وحول موضوع كركوك والمناطق الكوردستانية اشار الرئيس بافل جلال طالباني "ان الاتحاد الوطني لن يتخلى عن كركوك ويؤكد دوما على تطبيع اوضاع مناطق المادة 140 في جميع اجتماعاته مع القوى والاطراف السياسية العراقية"، مشددا بالقول: "ان مسألة كركوك قضية ستراتيجية لايمكن التنازل عنها، داعيا الحزب الديمقراطي الى دعم جهود الاتحاد الوطني حول هذا الملف وتحمل المسؤولية التاريخية لترسيخ حقوق الكورد في كركوك والمناطق الكوردستانية، والكف عن المصالح الحزبية ازاء هذه القضية المهمة".

واوضح بافل طالباني: "تكلمنا في بغداد عن إحياء المادة 140 ونحاول في كل الاجتماعات الحديث عن كركوك ونريد ان يدعمونا الاخوان في الديمقراطي الكوردستاني بذلك".

وقال  "لم تكن هنالك أي جلسة في بغداد بدون التكلم عن كركوك، ولن تننازل عن كركوك واهلنا في كركوك".

 رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني، اوضح أن "مام جلال قال ان مسألة كركوك عملية جراحية"، مردفا انه "اذا عملنا سوية ستكون لدينا نتيجة افضل بدلاً من ان يعمل الاتحاد الوطني الكوردستاني وحده والحزب الديمقراطي الكوردستاني وحده".

واعترف ان نسبة العمل المشترك بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي في بغداد فيما يخص مسالة كركوك للاسف هي صفر.


02/03/2023