×

  مرصد مكافحة الارهاب

  هزيمة داعش مع شركائنا من قوات الأمن العراقية والبيشمركة و قسد



إيجاز خاص عبر الإنترنت مع قائد عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة ونائبة مساعد وزير الدفاع

المرصد عن وزارة الخارجية الأمريكية:

مدير الحوار: طاب يومكم جميعا من المكتب الإعلامي الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين معنا الذين اتصلوا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم للمشاركة في هذا الإيجاز مع قائد عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة الجنرال ماثيو ماكفارلين ونائبة مساعد وزير الدفاع دانا سترول. يستعرض المتحدثان مستجدات مهمة إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، بما في ذلك عمليات العزم الصلب على مدى الشهر السابق ومستقبل المهمة والشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية. ويلقي المتحدثان تصريحات افتتاحية ثم يجيبان على أسئلة الصحفيين المشاركين. يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية باللغة العربية لهذا الإيجاز، لذا نطلب من الجميع التنبه إلى ذلك والتحدث بروية.

أترك الكلام الآن للجنرال ماكفارلين ليلقي تصريحاته الافتتاحية.

 

الجنرال ماكفارلين:

السلام عليكم. يشرفني أن أتواجد هنا لمناقشة العمل المهم الذي تقوم به عملية العزم الصلب ضمن قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا.

التحالف متواجد هنا بناء على طلب الحكومة العراقية كما تعلمون، وتتمثل مهمتنا الأساسية بإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش ومنعه من إعادة الظهور.

 ونحن نحقق ذلك من خلال تقديم المشورة والمساعدة وتمكين شركائنا – أي قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية.

تمكن الجهود الذي يبذلها التحالف من تحقيق الاستقرار والأمن في العراق وبالتالي في المنطقة الأكبر في شمال شرق سوريا.

نحن ملتزمون بهذه المهمة وبشركائنا فيما يواصلون بناء القدرات والإمكانات والمهارات ويبينون عن إرادتهم تولي القيادة في هذه المعركة ضد داعش، ولكننا نقر بأنه ما زال ينبغي القيام بالكثير ونحن ملتزمون بمواصلة دعم شركائنا في العراق وسوريا.

 

لانقاتل بالنيابة عنه

يتمثل أحد النواحي الحاسمة لمقاربتنا في أننا لسنا متواجدين في العراق لنقاتل بالنيابة عنه، بل نحن هنا للعب دور غير قتالي لتوفير الدعم والموارد اللازمة وتقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية من تولي القيادة في المعركة ضد داعش. لقد بينت هذه المقاربة عن نجاحها ونحن واثقون من أنها ستواصل فعاليتها.

 

نحن نركز أيضا على ضمان أن تكون هزيمة داعش دائمة، مما يعني أنه فيما نواصل العمل مع شركائنا، نبني البنية التحتية والقدرات العسكرية اللازمة لضمان عدم تمكن التنظيم من الظهور مجددا في العراق أو سوريا.

ويمثل ذلك جهدا طويل الأمد فيما يبني شركاؤنا قدرات مستقلة وقدرة القيادة ومواصلة القتال ضد داعش. ونحن ملتزمون بمواصلة عملنا إلى حين تتوافر الشروط اللازمة.

أريد أن أشدد ختاما على أن التحالف متواجد هنا لدعم حكومة العراق وشعبه في معركتهم ضد داعش، ونحن ملتزمون بالمهمة ونؤمن بأن مقاربتنا فعالة لتحقيق أهدافنا المشتركة.

لذا أشكركم على وقتكم وأتطلع إلى الإجابة عن أسئلتكم.

 

استثمار والتزام راسخ

 

مدير الحوار: شكرا يا حضرة الجنرال. ننتقل الآن إلى نائبة مساعد وزير الدفاع سترول. الكلام لك.

 

نائبة مساعد وزير الدفاع السيدة سترول:

 صباح الخير لجميع من في الولايات المتحدة وطاب يوم جميع المتصلين من المنطقة والعالم. أود أن أضيف بعض التصريحات على ما قاله الجنرال ماكفارلين.

 

اولا:

أود أن أقول في البداية أن التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تواجد لقواتها في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية وفي سوريا بالعمل مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا هو استثمار والتزام راسخ.

 نحن ملتزمون بالحفاظ على تواجد لقواتنا دعما لإلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش ونعمل بالتعاون والتشاور مع شركائنا في مختلف أنحاء المنطقة.

تلقى هذه المهمة دعما كاملا من وزير الدفاع وقد أشير إليها في الواقع في استراتيجية الدفاع الوطنية للعام الماضي كمهمة ذات أولوية ستواصل الولايات المتحدة ووزارة الدفاع بشكل خاص التركيز عليها وتخصيص الموارد لها.

 

ثانيا،

 لقد حظيت هذه المهمة بدعم أعضاء الكونغرس والرؤساء في خلال الإدارات الثلاث الأخيرة، بما في ذلك عند تغير الحزب في الإدارة التنفيذية في الحكومة الأمريكية، ومن المهم بمكان أن نركز على هذه النقطة لأن كافة فرق الأمن القومي – بما في ذلك الرئيس بايدن ووزير الدفاع أوستن وكامل فريق الأمن القومي الحالي – قد نظرت إلى الفظائع التي ارتكبها أسوأ جيش إرهابي مألوف في العالم عرفناه يوما، وقررت هذه الفرق أنه ينبغي مواصلة تقديم الدعم لشركائنا لإلحاق الهزيمة الدائمة بداعش.

 

ثالثا،

 أود أن أشير إلى قيام القيادة المركزية الأمريكية في نهاية العام الماضي بنشر ملخص عن كافة العمليات الأحادية ومع الشركاء في شمال شرق سوريا والعمليات مع الشركاء في العراق بالنظر إلى تحول المهمة إلى مهمة تقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية وحكومة العراق.

 ويبين هذا الملخص إلى أنه ما زال ينبغي القيام بالكثير في عمليات مكافحة الإرهاب لدعم الهزيمة الدائمة لداعش ويشير إلى احترافية والتزام القوات الأمريكية وقوات التحالف التي تعمل على هذه المشكلة يوميا مع شركائها الميدانيين.

ما زال تنظيم داعش يتمتع بالإيديولوجية اللازمة لإلهام أفراد وتجنيدهم في صفوفه ويتمتع بنية إعادة تشكيل نفسه على الرغم من عدم استحواذه على أي أراض في الوقت الراهن، وهذا ما يجعلنا ملتزمين بالتحلي بالصبر الاستراتيجي ودعم شركائنا لضمان عدم تمكن هذا الجيش الإرهابي من إعادة تشكيل نفسه وترهيب الناس والسكان في العراق وسوريا وبقية أنحاء الشرق الأوسط.

 

ملتزمون بالعمل مع الحكومة العراقية وقوات سوريا الديمقراطية

أود أن أشدد أخيرا على المنحى الخاص بالتحالف في هذه المعركة. القوات الأمريكية ليست وحدها من تحافظ على تواجد لقواتها على الأرض، إذ يتكون التحالف الدولي لهزيمة داعش من 84 دولة وثمة مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق أيضا.

 نحن وكافة هؤلاء الشركاء – الذين يساهمون بمجموعات مهارات مختلفة وخبرات متنوعة – ملتزمون بالعمل مع الحكومة العراقية وقوات سوريا الديمقراطية على إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش. بصراحة، هنا مكمن قوة الولايات المتحدة، أي التشاور مع شركائنا والاستماع إليهم على المستوى الميداني والدولي، وإنشاء تحالفات من شركاء وحلفاء راغبين وقادرين وملتزمين، والعمل بشكل متواصل على توسيع دائرة تبادل المعلومات الاستخباراتية والتشغيل البيني والتعاون الأمني دعما لهدف مشترك ومتبادل، وسنواصل العمل على هذا الهدف إلى حين يتحقق.

إذا أكرر أن الالتزام بالتحالف الدولي لهزيمة داعش – وفي صلبه الجنرال ماكفارلين وعملية العزم الصلب – حاسم وينعم بدعم أعلى مستويات الحكومة الأمريكية ودول المنطقة وأوروبا وحلفاء وشركاء آخرين ما زالوا جميعا ملتزمين بهذه المهمة.

شكرا وأتطلع إلى الإجابة على أسئلتكم.

 

الأيديولوجية ليست تحت السيطرة بعد

* السيد محمد عبدالله من القناة المصرية وقناة النيل الإخبارية وهو يسأل: “ما الجهود التي يتم بذلها لمحاربة داعش على المستويين الأمني والإيديولوجي؟” الكلام لك يا حضرة الجنرال ماكفارلين أو نائبة الوزير سترول.

 

الجنرال ماكفارلين:

 سأجيب على هذا السؤال. شكرا لطرحه. سنواصل إجراء العمليات التي تدعم الشركاء الذين يقومون بعمليات أمنية في مختلف أنحاء المنطقة وعمليات دقيقة للتخلص من قادة داعش في كل من سوريا والعراق.

 لقد شهدنا انخفاضا في عدد العمليات التي يشنها التنظيم وفعاليتها عاما بعد عام، وهذا دليل على التقدم المحرز للتخلص من داعش أو محاربته والتخلص من أي مقاتلين باقين في العراق وسوريا.

وفيما نواصل القيام بذلك، نضمن أيضا أننا نساعد في بناء قدرات شركائنا وإمكاناتهم الدائمة والمستقلة حتى يتولوا هذه المهام بأنفسهم بشكل مستقل.

وفي ما يتعلق بالمستوى الأيديولوجي، لقد ذكرت السيدة سترول إن الأيديولوجية ليست تحت السيطرة بعد. ما زال للمقاتلين المتطرفين طموح بمواصلة انتشار داعش، ولهذا نواصل التركيز على ذلك ونحاول منع تشكل الظروف التي تسمح بذلك بالعمل مع قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية التي توفر أمن مخيمات النازحين الداخليين.

 أنا أعرف أن الحكومة العراقية تدرك أهمية توفير البنى والنظم الصحيحة في إدارتها لمخيم إعادة التأهيل في جدة 1. إذا يدرك الناس أن الظروف أدت إلى انتشار الأيديولوجية وقد سمعت قادة في كل من سوريا والعراق يناقشون موضوع معالجة هذه المسائل واتخاذ التدابير التي تتيح البدء بإزالة هذه الظروف.

شركاؤنا على علم بهذه المسألة بدون أدنى شك عندما يكونوا لهم صلة بالأمر ويكون الأمن له صلة بالموضوع. لا شك في أنهم يدركون ذلك ويسعون إلى التخفيف من هذه الظروف.

 

كان للتحالف مجالات عدة

السيدة سترول:

 شكرا جزيلا يا حضرة الجنرال. اسمحوا لي أن أضيف أنه كان للتحالف مجالات عدة يركز فيها جهوده عندما انتشر تنظيم داعش في سوريا والعراق في البداية، وتمثل أحد هذه المجالات بالقضاء على التمويل الذي يصل إلى صفوف داعش، وكان مجال آخر وهو توفير المساعدات الإنسانية بالنظر إلى التدفق الهائل من اللاجئين والنازحين الفارين من إرهاب داعش، ومجال آخر وهو الدعم العسكري ودعم العمليات التي يجريها شركاؤنا المحليون ميدانيا، وآخر وهو محاربة أيديولوجية داعش وجهود لتجنيد العناصر عبر الإنترنت.

إذا أشير أولا إلى أن هذا ليس مجرد مجال عسكري لبذل الجهود، بل جهد من الحكومة بأسرها بحسب ما نصفه ضمن الحكومة الأمريكية.

نحن نعمل يوميا مع مكاتب مختلفة ومتعددة ضمن وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للتأكد من أننا نحارب أيديولوجية داعش في الفضاء المعلوماتي ونقدم أدوات المساعدات الإنسانية وإرساء الاستقرار حتى تتعافى المجتمعات من فساد داعش وتستفيد من الفرص المتاحة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا من أجل حياة أفضل بعد التعافي من داعش.

ولا تستطيع الولايات المتحدة القيام بذلك بمفردها، ونحن ننسق هذه المسألة ضمن التحالف ومع حلفائنا بشكل متواصل ونسعى إلى إقامة شراكات في الشرق الأوسط حتى نحدد كيف نستطيع أن نقدم أدوات تأكيد استباقية وإيجابية تمكن من اتخاذ خيارات غير التجنيد في صفوف داعش أو استمداد الإلهام منه، وبخاصة لشباب المنطقة.

 

 

مدير الحوار: سآخذ اتصال جوليان بشوشة من رووداو في العراق. تفضل لو سمحت.

السؤال: شكرا جزيلا لإجابتكم على اتصالي. أنا جوليان بشوشة من شبكة رووداو بالإنكليزية، وأود أن أسأل عن العملية العسكرية التركية المتجددة في شمال سوريا.

 لا شك في أن هذه العملية تهدد قوات سوريا الديمقراطية، وهي أهم حليف للولايات المتحدة في المنطقة. لقد رأينا عدد بيانات إدانة تصدر عن الحكومة الأمريكية بشأن هذه العملية، ولكن لا يتم القيام بالكثير. فعلى الرغم من ضرب زلازل هائلة لتركيا، وجد القادة الأتراك وقتا للذهاب إلى شمال شرق سوريا وقتل قادة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

لذا أريد أن أسأل عن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة لوقف هذه العملية التي يبدو أنها ستبدأ عما قريب والتي ستهدد القوات التي كان لها حصة الأسد في المعركة ضد داعش؟ شكرا جزيلا.

 

مخاوف امريكية جادة  إزاء التوغل التركي

السيدة سترول: أستطيع الإجابة على هذا السؤال أولا يا حضرة الجنرال ماكفارلين. شكرا على هذا السؤال. أود أن أشدد بداية على أن البيانات والمشاركات المتعددة التي صدرت عن الإدارة الأمريكية – من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع – تشير إلى مخاوفنا الجدية والبالغة إزاء توغل بري تركي في شمال شرق سوريا وإزاء العمليات الجوية المتواصلة.

تركز الحكومة الأمريكية الآن على دعم المواطنين الأتراك وتعرب عن تعازينا بالزلزال والخسائر الهائلة بالأرواح ومعاناة الناجين.

نحن نقدم دعمنا من مختلف أقسام الحكومة الأمريكية للحكومة التركية ونعمل عبر الحكومة الأمريكية مع الحلفاء والشركاء لنحدد كيفية توفير المساعدات الإنسانية والطارئة للسوريين المتواجدين داخل سوريا لأن الزلزال قد أثر على تلك المجتمعات أيضا.

ولكن ذلك لا يغير من مخاوفنا من عمليات عسكرية تركية متواصلة أو توغل بري تركي في شمال سوريا قد تبعدنا عن الالتزام الدولي المشترك والمخاوف إزاء داعش.

نحن قلقون من أن يبعدنا ذلك – لن تواصل قوات سوريا الديمقراطية تركيزها على الحفاظ على أمن منشآت الاعتقال التي ما زالت تضم حتى يومنا هذا 10 آلاف معتقل من داعش تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية التي تتحمل مسؤولية فعلية بالنيابة عن المجتمع الدولي كله لضمان عدم تمكن هؤلاء المقاتلين من المغادرة وإعادة تشكيل الصفوف.

ونشعر أيضا بالقلق من أن تتواصل الظروف الآمنة والإنسانية للعائلات النازحة في مخيمي الهول والروج.

تشكل أي عملية تركية موضع قلق متواصل لا ننفك نثيره حول تحويل تركيزنا عن مواصلة ضغط مكافحة الإرهاب على داعش وعن الحفاظ على الأمن والظروف الإنسانية في كل من منشآت الاعتقال ومخيمات النازحين.

وأود أن أقول ختاما إن لدينا حوالي 900 فرد من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، وتتمثل أقصى أولويات الرئيس بايدن ووزير الدفاع أوستن بأمن هذه القوات وسلامتها فيما تواصل تنفيذ المهمة التي تتواجد في شمال شرق سوريا من أجلها، ألا وهي إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش. القوات الأمريكية ليست متواجدة في سوريا من أجل أي غرض آخر ونحن نسعى إلى خلق ظروف تمكننا من مواصلة التركيز على هذه المهمة.

 

تهديدات إيران للمنطقة

مدير الحوار: شكرا لنائبة الوزير سترول. تلقينا الكثير من الأسئلة المطروحة مسبقا عن إيران لذا سأختار منها سؤالين، بما في ذلك سؤال من تمام أبو صافي من صحيفة الأيام في البحرين وفتح الرحمن إدريس من صحيفة الشرق الأوسط، وكلاهما يسأل: ما تقييمكم الحالي لتهديدات إيران للمنطقة؟

 

الجنرال ماكفارلين:

نعم، سأجيب بشكل سريع على هذا السؤال. يبقى التحالف مركزا على مهمة إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نراقب التهديدات عبر سوريا والعراق عن كثب ونتأكد من التحرك على النحو اللازم لحماية مصالح التحالف وشركائنا فيما نواصل المعركة ضد داعش. نحن أيضا مستعدون للتصدي لأي من التهديدات التي تمنعنا من مواصلة مهمة إلحاق الهزيمة بداعش. وأترك الكلام لدانا لتتحدث عن إيران بشكل خاص.

 

السيدة سترول:

 شكرا جزيلا. أولا، نرى تهديدات إيران للمنطقة في تزايد ونشهد عليها ميدانيا من خلال الوصاية الإيرانية والتسليح والتدريب والتمويل وتوجيه المجموعات الميليشياوية والوكلاء والجهات الفاعلة غير الحكومية المتواجدة على الأرض. نشهد عليها من خلال التهديدات الجوية بفعل نشر إيران للصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية إلى جهات فاعلة غير حكومية عبر المنطقة. وأخيرا، نشهد على عدوان متزايد من إيران بحرا من خلال إجراءاتها البحرية، ناهيك عن أنشطتها السيبرانية الخبيثة التي لم تعد تهدد الشركاء في الشرق الأوسط فحسب، بل خارج الشرق الأوسط أيضا، وثمة تقارير عن كل ذلك على الأرجح.

لقد اتخذت الولايات المتحدة – وبشكل خاص قيادتنا المذهلة فعلا وقواتنا في القيادة المركزية الأمريكية – إجراءات كثيرة متعددة وزادت عمليات الحظر البحري لتسليط الضوء على ما تنشره إيران عبر الطرق البحرية للجهات الفاعلة غير الحكومية مثل الحوثيين لتهديد المنطقة. ويظهر ذلك من خلال توجيه ضربات عسكرية للدفاع عن النفس في شرق سوريا لحماية القوات الأمريكية. إذا هذه أساليب نعتمدها للصد نظرا لمجموعة التهديدات الإيرانية المتزايدة.

أريد أن أشير إلى أنه على الرغم من عمل الولايات المتحدة المتواصل ضمن وزارة الدفاع مع شركائنا وحلفائنا لصد أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، وقد اعتبر الوزير أوستن هذه المسألة أولوية في الواقع في العام 2021، للتركيز على تهديد الطائرات المسيرة الهجومية المدعومة من إيران، كنا وما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء هذه التهديدات لشركائنا في الشرق الأوسط.

بتنا الآن في مرحلة لم تعد تنحصر فيها تهديدات إيران في الشرق الأوسط، إذ باتت تشكل تحديا دوليا، وهذه نتيجة للتعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا والنقل غير المشروع لطائرات مسيرة هجومية من إيران إلى روسيا ليتم استخدامها في أوكرانيا لقتل المدنيين الأوكرانيين.

 

لذلك نحن لا نكتفي الآن بالتركيز على الجهود التي بذلت منذ فترة طويلة لإنشاء هيكل أمني إقليمي وصد هذه الأنشطة ومواجهتها في المنطقة، بل نحن بحاجة إلى حشد تحالف ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل تحالف دولي لصد التعاون الخبيث بين إيران وروسيا.

ومن المنطقي أن نتوقع أن تعود التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي يتعلمها الإيرانيون ويتقنونها في أوكرانيا يوما ما لتهدد شركاءنا في الشرق الأوسط، ولهذا نعزز الآن التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية وفهم هذه الشبكات وقدراتنا الدفاعية الجماعية حتى نكون مستعدين لمواجهة هذه التهديدات في المنطقة. شكرا.

 

اهمية الاتفاق الأمني مع دول مجلس التعاون

السؤال: مرحبا، شكرا على استضافتي. أنا شوقي مصطفى من صحيفة لوسيل في قطر وسؤالي الأول: ما مدى أهمية الاتفاق الأمني مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبخاصة مع دولة مثل قطر، في المعركة ضد داعش وفي مكافحة الإرهابيين بشكل عام؟ وسؤالي الثاني للسيدة دانا سترول بشكل خاص. كيف تقيمين الدور الذي تلعبه قطر في مكافحة الإرهاب بالنظر إلى دورك في تطوير السياسة والاستراتيجية الدفاعية مع دول المنطقة. نحن نعلم أن قطر تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية. شكرا.

 

السيدة سترول:

شكرا جزيلا على السؤالين. اسمح لي بالقول إننا نجري الكثير من المحادثات مع مسؤولي الحكومة القطرية، وقد حدد الرئيس بايدن قطر العام الماضي كحليف رئيسي من خارج الناتو، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية مع قطر والدور الذي نتصوره لها في المنطقة. نحن نعتبر أننا حققنا الكثير من التقدم مع قطر لناحية كيفية التعاون معا بشأن مكافحة الإرهاب وسنواصل التشاور بشأن هذه المواضيع طبعا.

واسمح لي أن أقول إننا ملتزمون بالشراكات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي بما أنك ذكرته. لقد زرت المنطقة والرياض منذ أسبوعين مع قادة عسكريين من القيادة البحرية الأمريكية، والبحرية في القيادة المركزية الأمريكية والقيادة المركزية لسلاح الجو وقادة القيادة المركزية في تامبا والأركان المشتركة. هذا وفد مهم جدا من الممثلين الأمريكيين في المجال الدفاعي والعسكري الذين يجلسون مع زملائنا ونظرائنا وأصدقائنا من كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون للتشاور بشأن مجموعة من القضايا ذات الصلة بتعميق شراكاتنا المتعددة الأطراف. عملنا معا على نحو متعدد الأطراف ليس ببديل عن العلاقات الثنائية القوية والمهمة جدا مع كل شريك داخل مجلس التعاون الخليجي.

نحن نعتبر هذه الاتفاقيات الأمنية قوية، وذلك بسبب عمل إدارة بايدن يوميا على ترسيخها ودفعها، ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل كل ما نقوم به معا لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

 

نشاط داعش في مناطق خارج سيطرة قسد

مدير الحوار: شكرا، والسؤال الأخير إذ يبدو أن الوقت قد داهمنا، سأقرأ السؤال الذي طرحه السيد عبد الحليم سليمان من إندبندنت عربية بما أنه لم يتمكن من طرحه مباشرة. ما تقييمكم لنشاط أعضاء داعش في مناطق خارج سيطرة شركائكم في قوات سوريا الديمقراطية، على غرار مناطق العمليات العسكرية التركية داخل سوريا والمناطق الخاضعة للحكومة السورية، وبخاصة أن هاتين المنطقتين قد لعبتا دورا بارزا في هجوم التنظيم على سجن الصناعة في بداية العام الماضي؟ هل لديكم أي أهداف لتحقيقها؟

 

الجنرال ماكفارلين:

 سأجيب على السؤال ثم تتبعني دانا. رأينا بالتأكيد – يواصل التحالف التركيز على داعش في مختلف أنحاء العراق وسوريا ومراقبة الشبكة المتبقية فيما نواصل تقليصها باستمرار ونراقبها عن كثب ونضر بها حيثما أمكن بناء على المواقع والجوانب المختلفة لماهية عناصر داعش أو وظيفتها أينما كانوا.

يحاول تنظيم داعش باستمرار إعادة بناء القيادة على أساس التحالف الفعال الذي يعطل كبار القادة ويتأكد من أننا نواصل العمل مع شركائنا وهم يبنون القدرة على القيام بالشيء عينه ويجرون عملياتهم، ليس بغية مواصلة الضغط على الشبكة بأكملها بل أيضا مراقبة داعش وتتبعه فيما يحاول أن يعيد الظهور مرة أخرى، إذ لا يزال يطمح لذلك كما ذكرت مسبقا.

ليس للتنظيم أي فعالية عسكرية الآن، وكان آخر هجوم معقد قام به أثناء الهجوم على سجن غويران في كانون الثاني/يناير من العام 2022. ولم يتمكنوا مذاك الحين من شن هجوم معقد سواء في سوريا أو العراق. وأعتقد أن فعالية التحالف تكمن هنا، وأيضا فعالية شركائنا على وجه التحديد أثناء قيامهم بعمليات للحفاظ على الضغط على الشبكة.

 

 

 

مدير الحوار: حسنا، رائع. شكرا جزيلا لكليكما. سأترك الكلام لكما في حال كان لديكما أي تصريحات ختامية.

 

الجنرال ماكفارلين:

طبعا. أشكركم جميعا على الأسئلة وعلى الوقت الذي خصصتموه للاستماع عن العمل المهم لهذا التحالف التاريخي وما نقوم به مع شركائنا في العراق وسوريا. لقد كانت جهودنا ضمن مهمة تقديم المشورة والمساعدة والتمكين ناجحة في مواصلة إضعاف داعش وتخفيف قدرته. قوات التحالف وشركاؤنا ينعمون بالإرادة والفعالية ولكن ما زال ينبغي القيام بالكثير من العمل. ونواصل التزامنا تجاه شركائنا في المنطقة فيما نسعى إلى إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش.

أنا فخور بالعمل إلى جانب قواتنا الشريكة وكافة أعضاء التحالف الدولي في هذه المهمة الحاسمة. وتمثل مقاربتنا التعاونية الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق أهدافنا المشتركة، ونحن ملتزمون بشراكتنا وسلامة المنطقة وأمنها. نحن نقدر اهتمامكم بعملنا ونتطلع إلى مواصلة إطلاعكم على التقدم المحرز في المستقبل. ومهمتكم لا تقل أهمية مع قرائكم ومشاهديكم. ونأمل في جعل هذه الإحاطات منتظمة، مما يتيح الوصول إلى وسائل الإعلام المهنية واستعراض نظرة ثاقبة على العمل المذهل الذي يقوم به التحالف والقوات الشريكة للحفاظ على استقرار العراق وسوريا وأمنهما. شكرا.

 

السيدة سترول:

أود أن أكرر كلام الجنرال ماكفارلين، وهذا دليل على الاحتراف والالتزام المذهلين، ليس من قبل القوات الأمريكية التي تخضع لقيادته في العراق وسوريا فحسب، ولكن أيضا التزام الولايات المتحدة الأوسع بالحفاظ على وحدة هذا التحالف والتركيز على هذه الأولوية التي لدينا، ألا وهي الهزيمة الدائمة لداعش.

أعتقد أن العديد من قرائكم يشككون باستمرار في التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة وكثيرا ما أسمع مخاوف من أن الولايات المتحدة تشتت انتباهها أو تبتعد عن الشرق الأوسط.

أعتقد أن ما سمعتموه اليوم من كل منا وبشكل خاص من الجنرال ماكفارلين والتفاني المثير للإعجاب والرائع الذي يضيفه وفريقه لهذه المعركة، وبالتنسيق والتعاون مع حكومة العراق وقوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية يوميا يبين أن التزام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط مستمر.

نحن نحافظ على وجود قواتنا ونحن ملتزمون تجاه شركائنا ونقوم بتوسيع الأساليب، ليس للعمل معهم على أساس يومي فحسب، بل لتمكينهم من أن يكونوا في الطليعة حتى يتمكنوا بشكل مستقل من الحفاظ على الضغط على داعش. أود أن أؤكد مرة أخرى على أن هذا هو بالفعل أفضل ما تفعله الولايات المتحدة. نتشاور ونصغي ونفهم أهداف شركائنا واهتماماتهم المشتركة ثم نصمم مهمة تمكننا من التعاون باستمرار على أساس يومي لتحقيق تلك الرؤية المشتركة.


06/03/2023