×

  حوارات

  رئيس الجمهورية : معظم الشعب راضٍ عن التغيير في العراق



نص حوار رئيس الجمهورية مع فضائية" الحرة- عراق" 9 اذار 2023

 

 

الحرة: أهلاً وسهلاً بكم متابعي برنامج بالعراقي معكم علي الزبيدي. هذه المرة من بغداد ولقاء خاص مع فخامة الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، هنا في قصر بغداد.

فخامة الرئيس أهلاً وسهلاً بك وشكرا لاستضافتكم.

رئيس الجمهورية: شكرا، وأهلاً وسهلاً.

 

مراحل الرئاسة من أيام الرئيس مام جلال حتى اليوم

الحرة: فخامة الرئيس نبدأ مع فخامتكم في مسألة مراحل الرئاسة في العراق، اختلفت من أيام الرئيس مام جلال الله يرحمه وحتى اليوم، كيف ترون المرحلة الحالية وكيف تصفونها وكيف تختلف؟

رئيس الجمهورية: أتصور أن المراحل السابقة لم تختلف عن المرحلة الحالية، ربما الفترات أو الشخص في المنصب يختلف، ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبقية المناصب يتم انتخابهم حسب الدستور العراقي، لكن العراق يشهد استقراراً جيداً الآن، وهناك تعاون وتنسيق بين الكتل والأحزاب والشخصيات السياسية وبينها وبين الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية، وربما هذا هو الاختلاف الكبير في هذه الفترة والفترات السابقة، نحمد الله أن العراقيين يتمتعون بنوع من السلم والاستقرار وهذا يشجعنا على تعزيز اللقاءات والتنسيق المشترك فيما بيننا لمناقشة أمور الدولة.

 

الحرة: فخامة الرئيس، عملتم لسنوات في المعارضة والآن تعملون على رأس الدولة في العراق، كيف تختلف تجربة المعارضة عن الفترة الحالية وكيف يمكن الاستفادة من تجربة المعارضة؟

رئيس الجمهورية: الاختلاف جذري وكبير، لأننا كنا في الخارج، فقد كان غير مسموح معارضة الحكومة الدكتاتورية الشمولية داخل البلد، ولهذا كان أغلب نشاطاتنا في خارج العراق وبعض الحالات في الدول الإقليمية ولكن نشاطنا الحقيقي في الدول الأوروبية، وكانت لدينا لقاءات مستمرة مع الداخل وأماكن مختلفة وخصوصا في القضية الكردية حيث أن معظم الأحزاب الكردية كانت لديها جذور داخل كردستان العراق، وبعض الأحزاب الأخرى العراقية لديهم جذور داخل العراق وكانت الاتصالات مستمرة للعمل على تلبية مطالب الشعب العراقي، والمطلب الرئيسي هي الديمقراطية للعراق وإنهاء النظام الدكتاتوري، وكذلك بالنسبة للشعب الكردي الذي يطالب بالحكم الذاتي وحكم منطقة إقليم كردستان.

 

الحرة: في نقطة المعارضة، التفكير في فترة المعارضة يختلف جذرياً عن الحكم كما قال فخامتكم، الآن هناك من يقول بأن بعض الأحزاب والكتل والشخصيات في العملية السياسية ما زالت تفكر بنظرية المعارضة هل تتفقون مع هذا؟

رئيس الجمهورية: من حق كل شخص أن يفكر كما يشاء، ولكن باعتقادي معظم الشعب العراقي راضٍ عن التغيير في العراق، وأملنا أن نثبت الأمن والاستقرار، حتى يتمتع العراقيون بالحرية عن طريق الانتخابات والتصويت والإعلام لإبداء رأيهم، وعن طريق التنسيق مع الحكومة ورئاسة الجمهورية، ومن الجائز أن هناك اختلافات، ولكن لا أعتبرها معارضة وإنما اختلاف في وجهات النظر.

 

الأمن والاستقرار قبل كل شيء

الحرة: أحد التحديات التي بقينا نتحدث فيها لسنوات في العراق، التحدي الأمني، الآن هناك تقدم كبير على الصعيد الأمني بشهادة الناس ومسؤولين عراقيين ، اليوم فخامتكم كيف ترون هذا الملف؟ وهل ما زلنا نعاني من بعض الثغرات الأمنية في بعض المناطق؟

رئيس الجمهورية: بدءاً، الناحية الأمنية مهمة جداً. وأنا باعتقادي أن الأمن والاستقرار قبل كل شيء، لا أحد يتوقع تنفيذ أي برنامج حكومي إذا الأمن والاستقرار غير موجودين، لذلك تركيزنا الرئيسي في العراق في الوقت الحاضر على تثبيت الأمن والاستقرار في العراق. بالعودة قليلاً إلى الوراء، نحن عانينا من نظام دكتاتوري لفترة طويلة، والنظام الدكتاتوري لم يكن يعطي مجالاً لا للحرية ولا للفرد العراقي حتى يعبر عن رأيه، وهذه كانت (سياسات) قمعية، والسلطة الأمنية (في تلك الفترة) كانت مسيطرة على مقدرات الشعب العراقي وأمنياته، والتي أدت إلى اختلاف كبير بين النظام وبين توجهات الشعب العراقي. بعد تغيير النظام في العراق عام ٢٠٠٣ عانينا مع الأسف الشديد من مشاكل أخرى؛ مشكلة الإرهاب داخل العراق، انفجارات، قتل، وفي بعض الحالات السجن، وبعض الأحيان سيطرة مجموعات كبيرة كانت موجودة على بعض المحافظات، وعانينا بعد فترة من قساوة وعنف الإرهاب الداعشي الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق، و(تسبب) بأذى للناس، ليس فقط أفراداً، بل مجموعات من الناس. الآن لدينا مشاكل معالجة نتائجها، بسبب قصف أماكنهم و تعذيبهم وقتل أبرياء إلى الآن نبحث عنهم، بالآلاف وليسوا واحداً أو اثنين، وهذا أدى بصراحة إلى نوع من التخوف من الوضع الأمني في العراق.

 

مسيطرون على الوضع بشكل عام

الحرة: ما زالت هناك جيوب تظهر في سهل نينوى وفي تل الشاي!   

رئيس الجمهورية: قليلة جداً. الحمد لله الجيش العراقي مع القوات الأمنية الأخرى تسيطر على الوضع في هذه الحالات، فالعمليات الإرهابية في أي بلد لاتستطيع السيطرة عليها مئة في المئة، وقضية أن قسماً منها فقط من أجل السرقة أو الاعتداء على الناس، لا يوجد لديهم أي هدف سياسي أو اجتماعي، عدا التأثير على الجماعات من الناحيتين المعيشية والاجتماعية، موجودة ولكن قليلة جداً.

 واتصور أن القوات المسلحة العراقية بالإضافة إلى الحشد الشعبي والبيشمركة مسيطرون على الوضع بشكل عام، على الحدود وعلى المناطق التي كانوا يدخلون فيها، عالجنا ذلك بشكل جيد، ولكن بين فترة وأخرى، وليس بشكل مستمر وكبير، هناك بعض الحالات ولكننا مسيطرون عليها.

 

تقريب وجهات النظر مسؤولية الجميع

الحرة: تعودنا بعد ٢٠٠٣ أن يكون الرئيس العراقي هو بيضة القبان أو مقرّب لوجهات النظر على الصعيد السياسي ما بين الكتل المختلفة سواء السنة أو الشيعة أو الكرد إذا أردنا أن نسمي هذه المسميات، أو إذا أردنا أن نسميهم بالكتل المختلفة فقط. أريد أن أسأل فخامة الرئيس ، كيف ترى دورك اليوم بالتقريب بين وجهات النظر وأين يكمن التحدي؟

رئيس الجمهورية: أولاً هذه المسؤولية مسؤولية كبيرة، وباعتقادي ليست فقط واجب رئيس الجمهورية، أنها واجب كل المسؤولين وكل قيادات الكتل السياسية لتقريب وجهات النظر.

 أنا مع اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا، هذا ضروري وصحّي لأي مجتمع، ولكن ضد الصراعات داخل الأحزاب أو المجتمع العراقي. انا ضد الصراعات، ولكن مع المنافسة الشرعية في هذا المجال، وهذا من واجبنا وواجب البرلمان وواجب الحكومة وواجب رئاسة الجمهورية وواجبي تقريب وجهات النظر، وأملنا أن نكون ناجحين في هذه المسؤولية، باعتقادي أن التقارب بوجهات النظر خلال الفترة الماضية كبير جداً.

 ونتيجة الانتخابات التي حدثت في العراق وأن طال تشكيل الحكومة واختيار رئيس الجمهورية، ولكن كانت فترة مفيدة لتبادل الآراء بين الأحزاب والكتل السياسية من أجل الوصول إلى أحسن صيغة بالنسبة للعراق. وهذا الأمر نتمتع به، فنحن إلى الآن في فترة نحتاج إلى التنسيق والتعاون بين الكتل السياسية والأطراف الأخرى.

 

الحرة: أين يكمن التحدي في تقريب وجهات النظر؟ فمثلما تفضل فخامتكم به فقد بقينا سنة أو أكثر من سنة في مسألة تشكيل الحكومة، وما زالت بعض المشاكل عالقة كمسألة الموازنة وقضايا كثيرة، كيف ترون التحدي وأين ترونه؟

رئيس الجمهورية: التحدي باعتقادي في وجهات النظر المختلفة ولكنه ليس بالتحدي الكبير، فباعتقادي أن يناقش البرلمان الآن كل المواضيع الموجودة والحكومة العراقية تحاول أن تنفذ الأشياء الضرورية التي يحتاجها المجتمع العراقي، وكذلك يتصرف رئيس الجمهورية مع كل العراقيين دون اختلاف، حتى مع مَن لم يصوّت لي وصوّت ضدي، فأنا رئيس للعراق ولكل العراقيين، وباعتقادي أن رئيس الوزراء يتصرف كرئيس وزراء لكل العراقيين، وكانت لدينا خطة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، والأطراف السياسية كانوا في بعض الأحيان هم من يقررون واجبات الحكومة أو يطلبون من رئيس الجمهورية أن يساعد في تقريب وجهات النظر.

 بالإضافة إلى نقطة مهمة جداً فقد نجحنا في تقريب وجهات النظر بين الإقليم والحكومة الاتحادية، وكانت هذه ضرورية جداً ولم تكن موجودة سابقاً، بالشكل الذي موجود(عليه) الآن، هناك تبادل زيارات وتبادل خبرات وتبادل وجهات النظر بين الطرفين، لذلك أنا باعتقادي أن تقارب وجهات النظر وتقارب الكتل السياسية مع بعض، مع وجود وجهات نظر مختلفة، فهذا موجود في كل دول العالم، تلاحظ في بعض الأحيان في الدول الأوروبية أن الحزب الحاكم مع المعارضة يختلفون في كل شيء ويعارضون كل شيء، ولكن الهدف الرئيس هو مصلحة البلد قبل كل شيء ونحن في الوقت الحاضر، مصلحتنا قبل كل شيء.

أنا أقسّمها إلى ثلاثة مواضيع، أولاً التركيز على الأمن والاستقرار، ثانياً التشاور بين الكتل السياسية.

 الحمد لله لا يوجد لدينا نقص في القوميات بالعراق ولا في الاتجاهات المختلفة في العراق بتقارب وجهات النظر وهذه نعمة وصحة للمجتمع.

 نقطة أخرى مهمة جداً، هي تنفيذ برنامج الحكومة، وهو يركز على نقطتين، أولا تقديم الخدمات ونحن نعترف والجميع  يعلم أن لدينا نقصاً في تقديم الخدمات في العراق، فقد عانينا لفترة طويلة من الصراعات ومن الحروب وحتى من المشاكل الداخلية والخارجية، لذلك لم يتم الاهتمام بها.

 نقطة أخرى نحن في العراق ولمدة تقارب الثلاث سنوات دون ميزانية فعالة، والموازنة ضرورية، تعني أن القسم الاستثماري في ميزانية الدولة غير جاهز للصرف، فقط لدينا موازنة تشغيلية. نقطة أخرى أريد التركيز عليها، الآن الحكومة تقريبا جاهزة لتقديم الموازنة إلى البرلمان وفتح الميزانية للوزارات والجهات المعنية للتصرف بها، وبرنامج الحكومة يركز على نقطتين مهمتين، أولا تقديم الخدمات، ثانيا تحسين البنية التحتية، وهذه قد تحتاج لفترة أطول من تقديم الخدمات.

 

 

الحكومة مشكلة على أساس الاتفاق

الحرة: نرجع إلى السنة التي تأخر فيها تشكيل الحكومة والوصول إلى التوافق، وكانت الجدلية التي تطرح هي جدلية الحكومة التوافقية، أو حكومة شراكة أو اغلبية.. بعض الناس يعترضون على فكرة الحكومة التوافقية، ويقولون بأن هذه تشبه التجارب السابقة ويجب التوجه إلى حكومة اغلبية، فأين تقفون من هذه الجدلية؟

رئيس الجمهورية: ليست لدي مشكلة مع هذه الاعتراضات على الفكرة أو هذا النوع من الحكومة، لكن أهم شي نطرحه إلى الشعب العراقي ولدينا برلمان يقرون به هو شكل الحكومة، ليكون حسب التعليمات الموجودة في الدستور العراقي دائما، فأنت لا تستطيع أن تطلب اتفاق كل الشعب العراقي، الآن نفوسنا أربعون مليون، فلن يتفق الجميع على كل شيء، ولكن يجب أن نعمل من خلال الحرية قبل كل شيء و ثانياً فإن وجهات النظر المختلفة موجودة وثالثاً عن طريق الانتخابات يجب أن نقرر هذه الأشياء ولا نفرضها، فليس لدينا طرف واحد يقوم بفرض طريقة حكم الدولة بهذا الشكل، بل لدينا برلمان وانتخابات وكل واحد حر يدخل في العملية الانتخابية أو لا يدخل في العملية الانتخابية، والقرارات عادة لدينا تكون بالأكثرية وفي بعض الأحيان بالأكثرية المطلقة وبعض الأحيان بثلثي أعضاء البرلمان، ويقدموها للحكومة، والحكومة مشكلة على أساس الاتفاق. الحكومة الحالية في العراق نتيجة تصويت البرلمان عليها وترشيح رئيس الوزراء بحسب الدستور العراقي.

 

الحرة: أريد أن أسأل أيضاً عن مسألة الحوار والتقارب وخلق روح من سماع الآخر، ليس فقط نتكلم بل نتعلم أن نسمع، وهذا ما يقال بأن هذه هي السياسة، هناك بعض الجهات السياسية اختارت أن تخرج من العملية السياسية، وأتحدث هنا عن التيار الصدري، هل هناك حديث مع الصدريين، هل هناك لا زال التيار الصدري بالنسبة لكم جزء يجب أن يشارك في العملية السياسية وأن يعود إلى البيت السياسي؟

رئيس الجمهورية: لا أتصور هناك كتل سياسية في العراق تمنع أي كتلة أخرى للشراكة في الحكم، ويجوز التيار الصدري مع كل احترامي لهم قد خرجوا من البرلمان، ولكنهم داخل الدولة وليس خارجها، فلديهم مسؤولين داخل جهاز الدولة ومع كل الاحترام هم ذوو كفاءات وموجودون ويعبرون عن رأيهم واتجاهاتهم. هذه الحرية موجودة ولا تستطيع أن تفرض منع الناس من الخروج من العملية السياسية، بالعكس هذا نتيجة الحرية ولم يفرض شيء عليهم، هذه إرادتهم واقتراحهم وقرارهم.

 

 

 

الحرية الموجودة في العراق

الحرة:  التقينا مجموعة وجهات نظر أو بعض من مطالب العراقيين في ساحة التحرير، سؤال من قبل أحد المواطنين متى تصبح للعراق مكانة مثل مكانة دول الجوار وتحديداً في مسألة الرفاهية.

رئيس الجمهورية: أنا تحديداً لم أفهم هذا السؤال، أي مكانة وأي دولة، للمقارنة، باعتقادي الآن أن دور العراق جيد، وأنا شخصياً التقيت بمعظم قادة دول المنطقة وحتى قادة الدول الأوروبية، وكلهم يعبرون عن شعورهم بالارتياح للوضع الحالي الموجود في العراق، وكذلك للحرية الموجودة في العراق. أتصور (أنها) نادراً ما تكون موجودة في بعض البلدان الأخرى من حيث التعبير عن الرأي والحرية في الإعلام ومن حيث كتابة المقالات والتصرفات والسفر والنقل والزيارات. باعتقادي أن الحرية الموجودة في العراق غير موجودة في بعض البلدان الأخرى.

 

الحرة: فخامة الرئيس مع وجود الحرية، ما زالت هناك بعض التحديات، الحرية مضمونة في الدولة، ولكن تواجه بعض التحديات فليس كل الناس تستطيع أن تعبر عن رأيها دون أن تتعرض لأنواع من الاعتقال أو التغييب أو الاستهداف.

رئيس الجمهورية: للأمانة إلى الآن لم أسمع ولم أر، لأنني أستلم شكاوى بعض المواطنين، لم أستلم أي شكوى على أساس التقييد على الحرية من ناحية الكلام ومن ناحية التعبير، هناك شكوى أخرى من ناحية التعيينات، كبيرة وكثيرة، وأريد أن أرجع لهذه النقطة، أولاً الاقتصاد العراقي اقتصاد قوي ونحن ربما من البلدان القليلة التي لديها احتياطي، وليس لديها عجز. هذه النقطة مهمة جداً، وارداتنا النفطية جيدة في الوقت الحاضر، ولكن لدينا مشكلة كبيرة، نتيجة الإهمال والحروب والمشاكل داخل العراق تقريبا أهملنا كل القطاع الخاص، لا يوجد لدينا قطاع خاص مفعّل حتى نجد ونختار أماكن لخريجي الجامعات أو لمن لا يمتلكون عملا، فقسم منهم يعانون، ويتوقعون هذا حقهم، كل فرد عراقي يعتبر الدولة مصدر قوتِهِ وهذه مشكلة اقتصادية موجودة في العراق، نحن برنامجنا الحكومي، أملنا على أساس بعد التصديق على الموازنة، أن نهتم جداً بالقطاع الخاص وكذلك البدء بتشكيل شركات عراقية أو بالشراكة مع الآخرين لتنفيذ مشاريع كبيرة، وأنا باعتقادي ستفتح مجالاً كبيراً، ربما لا نعالج مشاكل الكل، ولكنها ستفتح مجالاً كبيراً جداً. أنا مع من لا يمتلك عملاً أو لا يستلم راتباً ومع خريجي الجامعات. لدينا الآن في العراق حوالي ٢٠٠ جامعة، وسنوياً تتخرج أعداد كبيرة من الطلاب.

 

لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تعين كل الشعب

الحرة: فخامة الرئيس نتحدث عن أن سوق العمل العراقية يدخلها سنوياً ٨٠٠ ألف خريج، رقم كبير، الناس بالأخير تريد أن تعمل، فاذا كانت الدولة لا توفر فرص عمل أو لا تتمكن من توفير فرص عمل بصورة كاملة، فالقطاع الخاص يمكن أن يحمل جزءاً، ما الذي منع من تحقق هذا؟

رئيس الجمهورية: لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تعين كل الشعب (بالمؤسسات الحكومية)، ولكن ما منع القطاع الخاص بعض الأمور، أولاً مثلما قلت أن موازنتنا لحد الآن ولمدة ٣ سنوات لم ننفذها. نقطة أخرى كانت هناك مشاكل أمنية قبل فترة، والآن لا توجد مشاكل لذلك الآن الباب مفتوح. باعتقادي بعد تصديق الموازنة إن شاء الله نمر بمرحلة جديدة في العراق، تشجيع القطاع الخاص، تشجيع الشركات لبناء البنية التحتية للعراق وإفساح المجال بالنسبة للتعيينات للطلبة ولغير الطلبة. نقطة أخرى مهمة جداً تقريباً زراعتنا في العراق متوقفة وهذه أيضا لها تأثير كبير، ثم أن المشاكل البيئية موجودة والنقص في بعض الأمور الأخرى مثل المصانع والمعامل كلها متوقفة في العراق، لا يوجد لدينا انتاج، نحن معظم احتياجاتنا نستوردها من الخارج مع العلم نستطيع بناء معامل لكل احتياجاتنا داخل العراق. هذه الامور كلها باعتقادي تحت الدراسة، وأنا لا أعارض مطالب خريجي الجامعات ولا غيرهم من أجل طلب الحصول على عمل أو دخل محترم للعيش.

 

الحرة: إذا لم يتوفر الدخل، فما هي البدائل؟ سيلجأ الشاب أو الشابة إلى طرق أخرى وهذا نحن في غنى عنه. فخامة الرئيس أيضا هنالك نقطة، الاستثمار والتركيز على القطاع الخاص، واستبدال ما نستورده بما ننتجه أو حتى نصدره في مختلف القطاعات عدا القطاع النفطي تصطدم أيضا بموضوع مستمر، وكل العراقيين يتكلمون عنه وهو ملف الفساد. اليوم ملفات الفساد في العراق كيف تتابعونها في رئاسة الجمهورية وهل هناك تقدم في ملف مكافحة الفساد؟

رئيس الجمهورية: أعتقد لا يختلف أحد معك، معظم الإمبراطوريات في العالم فشلت أو انتهت نتيجة الفساد وقسم من الحكومات فشلت أو غابت عن الحكم نتيجة الفساد. اتفق معك، كان لدينا فساد منتشر في العراق، نحن نعاني من قسم منها لحد الآن، لكن الحكومة جادة في خطواتها. أرجو أن تتابع أخبار الفترة الأخيرة، يومياً هناك معالجات للفساد ولبعض القضايا المرتبطة مع الفساد، ونعلنها وننشرها وخطوات الحكومة الحالية جدية وجيدة بالنسبة لمحاربة الفساد. لكن كما تعلم الفساد يحتاج الى فترة طويلة وليس فقط الفساد المالي، مثلا فساد الالتزام بالدوام وفساد الغياب عن الوظيفة، البطالة المقنّعة جزء من الفساد، أنا باعتقادي(أن معالجة هذه الأمور) داخل برنامج الحكومة، وأملنا على أساس نحتاج لهذا الموضوع لأنه أصبح مطلباً شعبياً بالنسبة للشعب العراقي.

 

تواصل مكافحة الفساد

الحرة: فخامة الرئيس أي مسؤول عراقي يذكر أن هناك تبعات وأن هناك إرثا سواء كان في الفساد أو في نقص الخدمات، دائماً أنا أسأل هذا السؤال للمسؤولين وأنا أسأل فخامتكم أين نبدأ حتى لا تأتي الحكومة القادمة وتقول هذا أرث الحكومة السابقة؟

رئيس الجمهورية: كلا، لقد بدأنا والملفات موجودة لدى الأجهزة الخاصة لمتابعتها، ويوميا ترى هناك قائمة من الأسماء المرتبطة بالفساد.

 

الحرة: الحكومة دائما تقول أن لديها الرغبة والمقدرة على مواجهة الفساد؟

رئيس الجمهورية: باعتقادي الآن هناك رغبة كبيرة جداً، ولدينا إمكانية للقضاء على الفساد، ولكن نحتاج لتعاون كل الأطراف السياسية في هذا الخصوص.

 

الحرة: أذكر قبل سنتين أو ثلاث سنوات كان الرئيس برهم صالح في الأمم المتحدة وطالب المجتمع الدولي بأن يتم تأسيس تحالف كالتحالف ضد الإرهاب وهو تحالف لمكافحة الفساد واسترداد أموال العراق المهربة أو المنهوبة وفقاً لتعبيره إلى الخارج أين وصلت هذه الجهود؟

رئيس الجمهورية: موجودة، وحتى المتهمين بالفساد كانوا في دول خارج العراق وهناك محاولات لإرجاعهم، لكن لا أستطيع إعطاءك كل التفاصيل الموجودة، هنالك حركات جدية من قبل الحكومة لمحاربة الفساد بل ولمنع الفاسد واسترداد الأموال.

لكن كما تعلمون هذه الأمور تحتاج إلى فترة طويلة لأنها مرتبطة بالمحاكم وأنظمة الدول والتدقيق والتحقيق في هذه المواضيع.

 

مسألة التغيير المناخي وملف المياه

الحرة: واحدة من التحديات، ونحن لا نفضل هذا المصطلح، لكنه فعلا تحدّ، وهي مسألة التغيير المناخي وملف المياه وسنأخذها ملفاً ملفاً، فخامتكم دائماً تتحدثون وتعملون على التوعية بخطورة التغير المناخي على العراق والعراقيين.. هذا الملف أيضاً كيف تراه وكيف يمكن أن نغير إذا صح التعبير او نقلل المخاطر بالنسبة للتغير المناخي في العراق؟

الرئيس: هذه النقطة جداً، مهمة التغير المناخي والبيئة والمياه لها تأثير كبير على أي مجتمع في العالم. والآن أنا جداً سعيد لوجود اهتمام عالمي بهذه المواضيع، وأنا شخصياً سأذهب إلى نيويورك قريباً لحضور مؤتمر بخصوص المياه .. بالنسبة للعراق دعنا نتحدث خطوة خطوة بالنسبة للتغير المناخي هذا من غير الممكن السيطرة عليه لكن هنالك خطوات يجب اتباعها لتخفيف تأثيرات المناخ أو تقليلها. من ناحية البيئة أتفق معك بأننا ولحد الآن لدينا نقص كبير بالنسبة للاهتمام بالبيئة لكننا شكلنا وزارة قوية للبيئة وأنا فرح جداً بخطواتهم الجيدة ومهتمون بها، لكن كما تعلم فإن البيئة والمناخ تحتاجان فترة طويلة، مثلاً بالنسبة للمناخ فأحياناً لدينا كمية أمطار كافية أو ثلوج في جبال كردستان، أما في بعض الحالات فتمر سنة او اثنتان أو ثلاث تجد المنطقة كلها تعاني من الجفاف، بالنسبة للمياه فإن حالة العراق حالة خاصة لأن معظم مياهنا نحن نستلمها من الخارج من تركيا ومن الجمهورية الإسلامية في إيران وكذلك من سوريا كونها ممرا لنهر الفرات، بالنسبة لتركيا فمعظم واردات مياهنا منها ولدينا روافد لنهر دجلة من الجمهورية الإسلامية في إيران، وحتى الآن ليس لدينا اتفاقية شاملة مع دول الجوار.

 

الحرة: وما المانع؟

رئيس الجمهورية:المانع هو أنه يجب أن تكون هنالك اتفاقية بين الطرفين أو بين الدول المتشاطئة، وكل دولة لديها شروطها الخاصة يجب الاتفاق عليها، بالنسبة لنا فإن شروطنا صراحة معقولة فنياً وعلمياً وهي نتيجة دراسات طويلة.

 

الحرة: فخامة الرئيس الكثير من الجمهور لا يعلم أن فخامتكم يمتلك تخصص فنياً واستشارياً في مجال المياه.

رئيس الجمهورية: وكنت فترة طويلة وزيراً للموارد المائية، وخلال هذه الفترة وصلنا إلى توقيع مذكرات التفاهم بين العراق والجمهورية الإسلامية وكذلك بين العراق وتركيا، ووصلنا إلى نتائج إيجابية، لكن مع الأسف الشديد نتيجة المشاكل التي حدثت خاصة قضية داعش كان لها تأثير كبير على السياسة المائية في العراق. الآن لدينا في العراق ثلاث مشاكل ويجب ربط الحلول مع هذه المشاكل الموجودة، المشكلة الأولى نحن في بعض الأحيان نعاني من الجفاف نتيجة التغيرات المناخية وهذه ليست في أيدينا.

 

الحرة: حتى الأمطار الأخيرة التي هطلت في جنوب سامراء كانت بها مشكلة كونها لم تهطل في المناطق التي هي بحاجة له.

رئيس الجمهورية: نعم هذه مشكلة كونها خارج سيطرتنا، المشكلة الثانية هي تصرفات أو سياسات الدول الإقليمية، مثلاً حالياً تركيا هي أيضاً تحتاج المياه أكثر من السابق والجمهورية الإسلامية أيضاً.

 

الحرة: لكن ما يدخل للعراق من المياه عن طريق إيران وصل حالياً إلى صفر بالمائة.

رئيس الجمهورية: دقيقة، أولاً تركيا قامت ببناء عدد كبير من السدود ويخزنون كميات كبيرة من المياه لتوليد الطاقة الكهربائية، ونحن ليس لدينا مانع أن كانوا هم يهتمون ببلدهم ويبنون السدود والبحيرات فلا مانع لدينا ونفوسهم أكثر بكثير من السابق، لكن ما نريده نحن هو حصة عادلة للعراق من المياه، فضلاً عن وجوب إعطائنا فكرة علمية واضحة عن طريقة تشغيل المياه في تركيا كي نتمكن نحن من معرفة وبناء برامجنا في ضوئها. لا توجد لدينا مشكلة في مياه الشرب لكن لدينا مشكلة في (شحة) مياه الزراعة والري في فصل الزراعة وفصل الري، لذلك طلبنا من تركيا أن يُمنح العراق كمية كافية من المياه للزراعة وللأهوار ولملء بحيراتنا، هذا هو ما طلبناه منهم.. نقطة أخرى مهمة بالنسبة للعراق وهي أنه يجب علينا تحسين إدارة الموارد المائية، فلدينا هدر كبير، وأنا أول شخص اعترف بهذا.

 

الحرة: الجانب التركي يقول نحن نسلم العراق كمية مياه كافية لكن هنالك هدر من الجانب العراقي.

رئيس الجمهورية: كلامهم 50 % صحيح، فهم ليسوا دائماً يعطوننا حصة كافية، ولكن في الهدر كلامهم صحيح وانا لا أعارضهم، ويجب علينا بصراحة في المفاوضات أن نصل إلى نتائج إيجابية بهذا الخصوص، لدينا هدر في المياه ولدينا هدر بالنسبة للأحواض السمكية الموجودة على نهري دجلة والفرات، وكذلك طريقة استعمال الري فهي طريقة قديمة تُضيّع كميات كبيرة من المياه.. بالنسبة للجمهورية الإسلامية نفس الموضوع فنحن نريد معرفة تصرفاتهم على روافد دجلة وكذلك نهري كارون والكرخه إلى شط العرب.

 

الحرة: هل يحتاج العراق إلى تدويل هذا الملف، أم الحل موجود لدى العراق ويمكن الوصول إلى حل مع تركيا وإيران؟

رئيس الجمهورية: أملنا أن نصل إلى الحل، لكنك سألت بأن العراق لحد الآن لا يمتلك اتفاقيات موقعة بتأييد من الأمم المتحدة أو من أطراف سياسية، الأمم المتحدة حتى الآن يعطوننا توصيات وليس لديهم قوانين واضحة للسيطرة على توزيع المياه، وباختصار نحن نطلب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك الجمهورية التركية إعطاء العراق حصة عادلة من المياه وكذلك الخط التشغيلي الذي يستخدمونه هم للمياه ويراعون حاجاتنا في العراق.

 

مشكلة يجب إنهاؤها ومعالجتها

الحرة: قبل أيام التقيتم بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش هنا في بغداد ودار الحديث عن مسألة الدعم المستمر للأمم المتحدة لملف النازحين، هذا الملف فخامة الرئيس متى ينتهي؟ ولماذا إلى الآن العراق ما زال لديه نازحون يعيشون على بعد مئات الكيلومترات من مناطقهم الأصلية.

رئيس الجمهورية: أتفق معك بأنها مشكلة يجب إنهاؤها ومعالجتها، بكل صراحة أقولها، وكلامنا مع أمين عام الأمم المتحدة كان حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى، وأعطيت الانطباع بأن الأمم المتحدة حتى الآن كانت تفكر بأن الوضع الأمني في العراق ليس بالمستوى المطلوب، أنا شرحت له كل الأمور في العراق، أعني تقريباً حول كل محافظة. وأعطيته انطباعاً عن أن الوضع الأمني في العراق الآن جيد والمفروض هم الآن بصراحة يراعون هذا الوضع الجديد ويعملون داخل العراق بهذه الصيغة الجديدة وليس بالصيغة السابقة وعلى أساس أن الأمن غير موجود. من ناحية النازحين يجب أن نعالج هذه المسألة. فمعظم النازحين نتيجة قساوة وعنف داعش في العراق، لكن الذي حدث صراحة هو أن من مسؤولية الأمم المتحدة القيام ببناء أماكن سكناهم كي يعود النازحين إليها، مع الأسف الشديد ومع كل تقدير كان هنالك تقصير في هذا الموضوع فهم لم يبنوا تلك الأماكن.

 

الحرة: ولماذا لا تبنيها الحكومة العراقية؟

رئيس الجمهورية: لأن الأماكن كانت معقدة قليلاً نتيجة تدخلات سياسية واقتصادية لكنهم وصلوا إلى صيغة سُميت (إتفاق سنجار) يطبقونها بصيغة جيدة، لكن صراحة لم يكن هنالك حماس جدي لتنفيذ هذه الاتفاقية، وعندما ذهبت أنا وشاهدت أنه لغاية الآن لم يتم بناء ولا حتى بيت واحد استغربت، وسألتهم عن الأسباب ولم أقتنع بأجوبتهم، ما عدا الزيارات وكتابة التقارير فلم يكن هنالك شيء واضح ، الآن بدأوا.

 

حول موضوع اتفاق سنجار

الحرة: هنالك اتهامات متبادلة حول موضوع اتفاق سنجار ولماذا لم يطبق، هناك من يتهم الإقليم وبالمقابل هنالك من الإقليم من يتهم...

رئيس الجمهورية: أنا تكلمت مع حكومة الإقليم والأحزاب والكتل السياسية هناك وكلهم لديهم استعداد لتنفيذ وتطبيق بنود اتفاقية سنجار، لكن جوابهم كان واحداً وهو إلى أين يعود هؤلاء النازحون وليس لهم بيوت يعودون إليها. لذلك هم باقون في خيمهم، والمشكلة باقية أيضاً فإن لم يتم بناء بيوتهم فالمشكلة لن تحل، ما لم تكن لديهم بيوت أين سيعيشون؟

 

الحرة: هذه هي المفارقة فخامة الرئيس أن الدولة العراقية لا تستطيع، فخامتكم تقول أن جميع الأطراف متفقة على أنه يجب التطبيق.

رئيس الجمهورية: الأمم المتحدة ومنظماتها هم من استلموا الملف، وأنا قلت في البداية أن الوضع بين المركز والإقليم بحالة جيدة وهناك تنسيق وتعاون وتبادل للآراء بينهم لكن مع الأسف الشديد هذا الموضوع لم يكن موجوداً لفترة طويلة لذلك بقيت هذه المشكلة ، لكننا الآن أخذنا خطوات جيدة وبصراحة متابعتنا حالياً تكاد تكون بشكل يومي أو أسبوعي وأن شاء الله نصل إلى نتائج جيدة وهم بدأوا بالبناء، والموازنة لبناء المساكن موجودة مع الأمم المتحدة ومع الحكومة العراقية.

 

استقرار العراق مرتبط باستقرار المنطقة

الحرة: فخامة الرئيس في مؤتمر مجموعة الاتصال في اذربيجان قبل أيام ذكرتم بأن العراق يتطلع بأن يصبح قوة موحِدة من أجل الخير وسد الفجوة بين القوى الإقليمية، دور العراق في تقريب وجهات النظر إقليمياً تحديداً، أنا أتحدث بين العرب وإيران، كيف تراه؟

رئيس الجمهورية: هذا هو أملنا بفعل أن استقرار العراق مرتبط باستقرار المنطقة، وأملنا أن نحاول حل مشاكلنا الموجودة في المنطقة، فبدون أي تحفظ توجد مشاكل في بعض دول المنطقة، هناك مشاكل في سوريا واليمن ولبنان، هناك مشاكل لدى معظم الدول، ونحن أيضاً لدينا بعض المشاكل الأمنية مع تركيا، يعني حتى الآن القوات التركية الجيش والعسكر موجودون في كردستان العراق وهذه المشاكل يجب حلها عن طريق المفاوضات والتنسيق والتعاون ولذلك هذا دورنا ولدينا الإستعداد، فمثلا لعدة مرات كانت هناك اجتماعاًت بين العراق والأردن ومصر من النواحي الأمنية والاقتصادية والتجارية واجتماع بين المملكة العربية السعودية وإيران على طاولة بغداد، وكل هذه الأمور هي دليل على أنه لدينا دور في حل المشاكل. نقطة أخرى، تجربتي مع قادة الدول العربية الذين قابلتهم في الجزائر، جميعهم يريدون دوراً مهماً للعراق ودوراً محورياً وكذلك التنسيق والتعاون مع دول أخرى لحل المشاكل.

 

الذكرى العشرين لتغيير النظام في العراق

الحرة: هذه الأيام فخامة الرئيس تشهد الذكرى العشرين لتغيير النظام في العراق واجتياح العراق عام 2003، إلى أي مدى من وجهة نظركم تحقق ما كنتم تطمحون إليه عندما تنظر إلى ما قبل 2003 واليوم؟

رئيس الجمهورية: بالنسبة للمعارضة كما قلت فإن الهدف الرئيسي لها كان إنهاء الدكتاتورية في العراق، هذا كان الشعار الرئيسي بالنسبة للمعارضة لكن مع الأسف الشديد لم يكن لدى معظم أطراف المعارضة تصور جيد بالنسبة لقساوة الدكتاتورية على الشعب العراقي وتأثير الحصار عليه، عندما عدنا لاحظنا مشاكل كثيرة داخل العراق، أولاً لم يكونوا يعرفون الأهداف الرئيسية للمعارضة في الخارج، ولكن لم يكن هناك أي اعتراض على تغيير النظام، فالجميع ولحد الآن متفقون على هذه النقطة، لكن التفاصيل الأخرى، فبعض الأمور كانت ليس كما نتمناه، فمثلاً من تحرير العراق أصبحت إلى سيطرة قوات الاحتلال على العراق، وهذا اختلاف جذري بين الطرفين، وبقى الاحتلال لفترة طويلة، ثانياً من جميع النواحي لم نطبق البرنامج الرئيسي للمعارضة العراقية.

 

الحرة: يعني البرنامج الرئيس الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمرات المعارضة؟

رئيس الجمهورية: نعم، في أربيل وفي لندن بعدها عملنا قسماً من الملفات من نواحي الاقتصاد والتعليم والديمقراطية، لكن مع الأسف الشديد لم يطبقوها، وحدثت تغييرات حتى في السياسة الأمريكية، يعني بعد 2003 البنتاغون كان هو المسيطر على الأمور.

 

الحرة: يعني مرحلة جي غارنر؟

رئيس الجمهورية: نعم، بعدها كنا نريد تشكيل حكومة وطنية من البداية بدل أن يبقى التأثير السياسي والاجتماعي على وضع العراق. هذه كانت بعض الخلافات، لكن أطمئن من ناحية أن الشعب العراقي تقريبا كان 100% مع تغيير النظام الدكتاتوري في العراق، كونه جلب مشاكل كبيرة للعراق، أولاً القتال الداخلي للحركات الكردية أو للثورة الكردية، ثانياً تعامله مع دول الإقليم، ثالثاً الحرب مع إيران لفترة طويلة، تلك الحرب التي آذت كل المجتمع العراقي وكل عائلة عراقية، بعدها غرو الكويت ثم بعدها تحدي قرارات الأمم المتحدة وقد أدى (ذلك) إلى الهجوم على العراق من  قبل المجتمع الدولي، كل تلك المشاكل كان لها التأثير الكبير، والوضع الإقتصادي سابقاً كان جيداً في العراق ، فالعراق تأريخيا واجتماعياً كان من الدول المتقدمة في المنطقة.

 

العراق كان معزولا عن العالم

الحرة: طيب فخامة الرئيس أنا لا أريد تجاوز هذه النقطة، لم عدتم كمعارضة بعد 2003 يبدو من كلام فخامتكم أنكم تفاجأتم من بعض النتائج التي جاءت نتيجة الدكتاتورية، هل هذا يعني أن هناك انفصالاً عن الواقع العراقي؟ ولم تكونوا تعلمون ماذا كان يحصل في العراق؟

رئيس الجمهورية: لا لم يكن هنالك انفصال، نحن كنا نسمع في بعض الأحيان أخبار العراق، لكنك تعلم أن النظام الشمولي الذي كان في العراق كان يمنع الحركة، كان لدينا خلال فترة النظام الشمولي حوالي 4 ملايين لاجئ خارج العراق، مشكلتنا كانت أكبر مما كنا نتوقعها من الأخبار والتحليلات الواردة إلينا عن المجتمع العراقي، مشكلتنا كانت جداً كبيرة، اولاً محاربة النظام والتركيز على اللاجئين العراقيين الموجودين، هل تعلم أنه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان لدينا حوالي 3 ملايين لاجئ؟ والعراق كان معزولا عن العالم ويجب أن تتذكر بازوفت الذين قتلوه، وهو صحفي جاء والتقط صورا فقتلوه ووصفوه بالجاسوس، هذه هي المشاكل التي كانت موجودة يعني منع تسريب أي أخبار من العراق.

 

الحرة: طيب فخامة الرئيس لكل رئيس بصمة يريد أن يتركها في الرئاسة وإرث يتذكره فيه العالم وأبناء بلده، فما هو الإرث الذي يريد أن يتركه عبد اللطيف جمال رشيد؟

رئيس الجمهورية: صراحة أريد، وتركيزي هو على تثبيت الأمن والاستقرار في العراق، ولإعطاء حياة حرة، ومن الناحية الاقتصادية جيدة، ومن الناحية الثقافية مستوى عالٍ، هذا هو أملي وهدفي في العراق.

 

الحرة: هل تحب أن تضيف شيئاً فخامة الرئيس؟

رئيس الجمهورية: صراحة الشعب العراقي عانى كثيراً مع العلم أنه كان سابقاً يعيش في رفاهية، لكنه ومن عدة سنوات ليست بالقصيرة عانى كثيرا، لذلك أنا باعتقادي أن الأمن والاستقرار والرفاهية للشعب العراقي ضرورية جداً، وأملنا أن يكون مستقبله جيداً يتمتع بالرفاهية والحرية والديمقراطية.

 

الحرة: فخامة الرئيس الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد هذا كل ما يسمح به الوقت مع فخامتكم وليتنا كنا في ساعات أطول معكم، شكراً لكم فخامة الرئيس على وقتك وعلى هذا اللقاء.

رئيس الجمهورية: أهلاً وسهلاً بك.


14/03/2023