×

  حوارات

  رئيس الجمهورية: نعمل على إبرام الاتفاقات المتعلقة بالمياه مع دول الجوار



أكد رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد أن مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المنُعقد الآن في نيويورك يكتسب أهمية كبرى في ظل الظروف العالمية المُتعلقة بالمناخ وتأثيراتها على الحياة والاقتصاد والجانب الاجتماعي.

 وأشار السيد الرئيس، في مقابلة مع قناة الحرة، إلى أن العراق يواجه أزمة مائية جراء تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات لأسباب عديدة منها مرتبطة بتغيرات المناخ من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية ومنها متعلق بدول الجوار، لأن معظم مواردنا المائية تأتي من خارج البلد.

وأضاف رئيس الجمهورية أن العراق يعمل على إبرام الاتفاقات المتعلقة بالمياه مع دول الجوار من أجل ضمان حصة عادلة تخدم مصلحة جميع الأطراف، مبينا  أن مذكرات تفاهم لدينا الآن وليست اتفاقية تشريعية متكاملة.

 وفي ما يلي نص الحوار:

 

"قناة الحرة: أهلاً بكم مشاهدينا إلى هذا اللقاء الخاص من نيويورك مع رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، أهلاً بك سيادة الرئيس على شاشة الحرة، بدايةً، أنتم هنا في نيويورك للمشاركة في مؤتمر المياه الذي تنظمه الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمياه، ماذا يعوّل العراق من خلال هذه المشاركة؟

رئيس الجمهورية: أولاً باعتقادي أن هذا المؤتمر مهم جداً، خاصة في هذه الظروف العالمية بما يخص المناخ، والمياه، والبيئة، وكل العوامل التي ترتبط بالمياه ولها تأثيرات جداً كبيرة، من الناحية الحياتية، والاقتصادية، والاجتماعية، ومن ناحية الزراعة، وكذلك الاكتفاء الذاتي بالنسبة للغذاء، لذلك كل الأمور الآن في العالم مرتبطة بالمياه، وكذلك الحلول التي نستطيع تقديمها من أجل تحسين الوضع المائي في العالم بشكل جدي، وضروري جداً في نفس الوقت هي في مساعدة الدول التي تعاني من شحة المياه أو قلة المياه.

 

قناة الحرة: وما هي نتائج هذه المشاركة حتى الآن؟

رئيس الجمهورية: اولاً قدمنا كلمتنا بخصوص الوضع المائي والبيئي والمناخي في العراق، عدد كبير من الناس يعلمون أننا خلال السنوات الماضية عانينا من قلة المياه خاصة في نهري دجلة والفرات، من ناحية البيئة وكذلك من ناحية المناخ عانينا من ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك موجات ترابية قوية جدا، وبنفس الوقت قلة المطر وقلة المياه داخل العراق نتيجة بعض الأمور المرتبطة مع دول الجوار، لأن معظم مواردنا المائية تأتي من خارج العراق، ونعاني معظم الأوقات من شحة المياه، لذلك قدمنا طروحاتنا وأفكارنا ونطلب من الأمم المتحدة الوصول إلى بعض المعالجات الضرورية بخصوص المياه وتوزيع حصة جيدة أو عادلة من المياه بين الدول المتشاطئة أو دول الجوار.

 هذا كان هدفنا الرئيسي وأملنا هو أن تتخذ الأمم المتحدة خطوات إيجابية لحل بعض المشاكل الموجودة من أجل حصول كل دولة على حصة ضرورية كافية وعادلة في المستقبل.

 

قناة الحرة: هل أبرم العراق أو سيبرم أي اتفاقات مع أي جهات دولية لمساعدته على مواجهة أزمة الجفاف؟

رئيس الجمهورية: نحن نحاول إبرام بعض الاتفاقيات، ولكن حتى الآن معظم الاتفاقيات موجودة على شكل مذكرات تفاهم وليست اتفاقية تشريعية كاملة حتى نسير وفقها أو نطبقها، أملنا أن نصل إلى نتائج إيجابية مع دول الجوار من أجل مصلحة الكل، ليس فقط من أجل مصلحتنا، بل من أجل مصلحة دول الجوار كذلك.

 

قناة الحرة: سيادة الرئيس، هل بات اللجوء لاستخدام المياه من المخزون الاستراتيجي حلاً مطروحاً أمام العراق بسب أزمة الجفاف؟

رئيس الجمهورية: لم أفهم معنى المخزون الاستراتيجي، نحن لدينا عدد من السدود وعدد من البحيرات نخزن فيها كميات كبيرة، ولدينا مخزون جيد، لكن في بعض حالات قلة المطر وارتفاع درجة الحرارة أو عند حاجة البلد لكميات كبيرة من المياه، فإننا نستعمل المياه من البحيرات الموجودة، مثلاً لدينا بحيرات بمساحة كبيرة جداً في مدينة الموصل ومدينة السليمانية، هذه الكميات الكبيرة من المياه نستعملها لمعالجة قلة المياه في المناطق المختلفة في العراق، ومن أجل تشجيع الزراعة في الأوقات الزراعية.

 

قناة الحرة: هل تبحثون في تحلية مياه البحر أيضاً كحل؟

رئيس الجمهورية: حتى الآن ليس لدينا حاجة كبيرة لتحلية الماء، لأن كمية الماء في العراق إذا تم استعمالها بشكل جيد وبإدارة قوية للمياه، كذلك الاتفاق مع دول الجوار، باعتقادي لن نحتاج إلى تحلية الماء في الوقت الحاضر، لكن من الضروري جداً الوصول إلى اتفاقيات مع دول الجوار من أجل الحصول على حصة كافية للموارد المائية في العراق. نعم في المستقبل إذا تعقدت الأمور أو انخفضت المياه بشكل أكبر، يجب أن نفكر بطرق أخرى.

 

قناة الحرة: شكراً لك سيادة الرئيس عبد اللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق على هذا اللقاء الخاص هنا في نيويورك.

 

 

جميع مصادر أنهار العراق والروافد تقع خارج البلاد

وعلى هامش المؤتمر الدولي ،استقبل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، يوم الجمعة 24 آذار 2023 في مقر إقامته في نيويورك، وزير الزراعة والغابات التركي السيد وحيد كيرشيجي ممثل تركيا لمؤتمر المياه والوفد المرافق له، وبحضور معالي وزير الخارجية فؤاد حسين، ومحافظ البصرة السيد أسعد العيداني.

وفي مُستهل اللقاء، عبّر السيد الرئيس عن تعازيه وحزنه العميق لضحايا الزلزال الذي ضرب عدة مدن في تركيا، حيث أكد فخامته بهذا الصدد أن الزلزال كان مأساة مؤلمة للجميع وليس لتركيا فقط، آملاً أن يتجاوز الشعب التركي آثاره بسرعة، كما حمّل فخامته الوزير تحياته إلى الرئيس التركي.

وأشار السيد الرئيس إلى أن هناك خطوات جادة اتخذها العراق للتوصل إلى معالجات جذرية لموضوع المياه، وأن الحكومة ماضية في عملها وبانتظار إقرار الموازنة لإنجاز المشاريع الضرورية بهذا الخصوص، مبينا أن الجهات المعنية اتخذت إجراءات فعلية لتحسين أساليب إدارة المياه والحفاظ عليها لمواجهة شحة المياه في العراق.

وأضاف فخامته أن جميع مصادر أنهار العراق والروافد تقع خارج البلاد وهذا يستدعي المزيد من التعاون للوصول إلى صيغ وتفاهمات تضمن حصصا مائية عادلة وكافية لجميع الأطراف، مشيرا إلى أهمية معرفة الخطط المائية لدى تركيا للتمكن من وضع الخطط اللازمة في العراق، منوها بهذا الصدد إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات التركية في مجال إدارة المياه والزراعة.

كما تطرق السيد الرئيس إلى المخاطر التي تواجه العراق جراء انخفاض نسبة المياه المتدفقة عبر الحدود والتصحر والجفاف، فضلا عن قلة الأمطار وانعكاساتها السلبية على مجمل حياة العراقيين خاصة القطاع الزراعي.

بدوره، نقل الوزير التركي تحيات الرئيس أردوغان إلى الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، كما ثمن الوزير كيرشيجي موقف العراق ودعمه لتركيا وشعبها خلال الزلزال، مشيرا إلى أن الشعب التركي يقدر الموقف الإنساني للعراق وشعبه.

وأكد وزير الزراعة والغابات التركي أن العلاقات الثنائية ستسهم بحل كافة المشاكل في ملف المياه بين البلدين، لافتا إلى أهمية زيارة رئيس مجلس الوزراء الى تركيا مؤخرا ولقائه الرئيس التركي، إضافة إلى لقائه وزير الموارد المائية ورغبة الجانبين في التوصل الى تفاهمات بشأن الحصص المائية.

وأشار الوزير التركي إلى التوسع في الابحاث والتطور الزراعي والارتقاء بخطط إدارة المياه، خاصة المياه الجوفية، معربا عن استعداد بلاده لنقل الخبرات في مجال ادارة المياه واستخدام الطرق الزراعية الحديثة إلى العراق.

 

عودة رئيس الجمهورية الى ارض الوطن وبانوراما مباحثاته

هذا و عاد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، الإثنين27 آذار 2023 إلى البلاد بعد مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه الذي عقد في نيويورك.

وكان السيد الرئيس قد شارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه إلى جانب العديد من أصحاب الجلالة والفخامة وممثلي الدول المشاركة لبحث أزمة المياه في العالم والسبل الكفيلة لتقليل مخاطرها على الشعوب.

وأحاط فخامة الرئيس المشاركين، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية، بالمخاطر التي يتعرض لها العراق أثر شحة المياه والتغيرات المناخية متمثلة بانحسار الأمطار والجفاف والتصحر وتأثيراتها على مجمل حياة العراقيين، وما تشكله من تهديد للأمن الغذائي والتنوع البيئي.

وقال رئيس الجمهورية إن "العراق يتحمل العبء الأكبر من آثار التغيرات المناخية والأحوال الجوية القاسية، بما في ذلك  الجفاف والعواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة الخارجة عن نطاق سيطرتنا، إضافة إلى انخفاض تدفق مياه نهري دجلة والفرات بسبب قلة نسبة تدفق المياه العابرة للحدود".

وأكد السيد الرئيس أن العراق وضع خطة عمل مُحكمة تتعلق بإدارة المياه لتوفيرها والحد من الهدر، بما في ذلك تحسين البنية التحتية واعتماد أنظمة الري الحديثة وتطوير القطاع الزراعي، داعيا فخامته الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات جادة للتخفيف من آثار التغير المناخي وتفعيل التعاون في مجال المياه العابرة للحدود بما يضمن التوزيع العادل للمياه".

وعلى هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، التقى الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد رئيسة جمهورية سلوفينيا السيدة ناتاشا بيرك موزار والوفد المرافق لها.

وأشار السيد الرئيس، خلال اللقاء، إلى أن الحكومة العراقية تعمل بجد من أجل إيجاد حلول لأزمة المياه والتغير المناخي وتداعياته الخطيرة على السكان، والعمل المشترك مع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي لإيجاد تفاهمات مشتركة والاستفادة من الخبرات الدولية المُتخصصة في مجال العمل المناخي.

كما شارك رئيس الجمهورية في جلسة الحوار التفاعلي بشأن التعاون الدولي في مجال المياه العابرة للحدود، حيث أكد فخامته، في مداخلة، أن العالم لا يمضي حالياً في المسار الصحيح نحو تنفيذ خطط الإدارة المتكاملة لموارد المياه على جميع المستويات، مبينا أن التقديرات تشير إلى أن (107) دول ليست على المسار الصحيح لإدارة موارد المياه على نحو مستدام بحلول عام 2030 ، وأن بين الدول الـ (153) التي تتقاسم الأنهار والبحيرات ومستودعات المياه الجوفية العابرة للحدود هناك (32) دولة فقط لديها( 90%) على الأقل من منطقة الحوض العابر للحدود تتبع تنفيذ الإجراءات التشغيلية للتعاون في مجال المياه العابرة للحدود.

وأكد السيد الرئيس، خلال لقائه، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) السيد شو دونيو، ضرورة تنفيذ المشاريع الأروائية وخصوصا في القرى والأرياف لتشجيع الناس للعودة إلى مناطقهم، وإنشاء المشاريع الصغيرة في المناطق مثل مدينة سنجار، وتزويد الدوائر بمحطات الرصد الجوي ومحطات قياس تصريف الأنهار، وتجهيز دوائر البيطرة بالمختبرات والأجهزة الطبية مما يستدعي تعزيز الشراكة الإيجابية بين العراق ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

والتقى فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، بمقر إقامته في نيويورك، المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) السيدة رولا دشتي.

وشدد فخامة الرئيس، خلال اللقاء، على أهمية التنسيق والعمل المشترك مع منظمات المجتمع الدولي لتجاوز آثار أزمة المياه والتغير المناخي. كما تطرق إلى موضوع النازحين وضرورة حسم ملفهم بعودتهم إلى مناطق سكناهم، مشيراً بهذا السياق إلى ضرورة بذل المزيد من العمل والجهود المشتركة لتحسين أوضاعهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم من خدمات وتأهيل البنى التحتية.

وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه التقى رئيس الجمهورية، في مقر إقامته، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة لندا توماس غرينفيلد والوفد المرافق لها.

وأكد فخامة الرئيس، خلال اللقاء، أن هناك خطط على مستوى عالِ للوصول إلى معالجات حقيقية لموضوع المياه، وأن الحكومة جادة بعملها وبانتظار إقرار الموازنة لإنجاز المشاريع الضرورية بهذا الخصوص.

وتطرق الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد إلى ملف النازحين في العراق، مشيراً إلى أن وضعهم يحتاج لعمل جاد وسريع وهذا يتطلب بذل جهود أكبر من قبل المنظمات الدولية لمساعدة العراق في إعادة النازحين إلى مناطقهم بعد تأهيلها وتوفير العيش الكريم لهم.

والتقى رئيس الجمهورية الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش حيث أكد فخامته الدور المهم للأمم المتحدة في دعم الجهود الدولية واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من أزمة المياه وتفعيل التعاون في مجال المياه العابرة للحدود بما يضمن التوزيع العادل بين الدول المتشاطئة.

كما التقى فخامته وزير الزراعة والغابات التركي وحيد كيرشيجي .

واكد السيد الرئيس، خلال اللقاء أن جميع مصادر  أنهار العراق والروافد تقع خارج البلاد وهذا يستدعي المزيد من التعاون للوصول إلى صيغ وتفاهمات تضمن حصصا مائية عادلة وكافية لجميع الأطراف.


27/03/2023