×

  فاجعة حلبجة

  من الارشيف ..كلمة المالكي خلال لقائه وفدا من مدينة حلبجة الشهيدة



الكرد شركاء في بناء الدولة وتاريخهم شاهد وحافل في الدفاع عن العراق

 

العلاقة مع إقليم كردستان عميقة جدا وأنظر الى أهلي في كردستان بنظرة الاخوة والشراكة

 

يجب إعادة حلبجة الى ذاكرة التاريخ لتكون شاهدا على جرائم البعثيين

من الارشيف /الانصات المركزي  31/5/2009 :

 وعد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي بزيارة مدينة حلبجة لتفقد أهاليها والاطلاع على واقع المدينة تمهيدا لإطلاق حملة البناء والاعمار فيها.  

جاء ذلك لدى استقبال رئيس الوزراء وفدا يمثل نخبة من عوائل ضحايا حلبجة. وقال رئيس الوفد الشيخ محمد المفتي أن الزيارة تأتي لاطلاع رئيس الوزراء على المعاناة المتواصلة لأهالي المدينة. وأضاف أن رئيس الوزراء أعرب عن دعمه لأهالي ضحايا المجزرة التي ارتكبها النظام البعثي المجرم، مشيرا الى ان ذوي الضحايا يطالبون رئيس الوزراء بإنزال القصاص العادل بحق مرتكبي الإبادة الإنسانية بحق الأهالي.

وذكر المفتي أن رئيس الوزراء وعد بحل جميع المشاكل التي تعاني منها المدينة من خلال إقامة المشاريع الخدمية فيها وإعادة اعمارها. هذا وعبر الوفد عن شكره وامتنانه للاهتمام العالي الذي أبداه رئيس الوزراء بالوفد.

 

نص كلمة رئيس الوزراء نوري المالكي مع عوائل شهداء مدينة حلبجة

فيما يأتي نص كلمة رئيس الوزراء خلال لقائه وفد مدينة حلبجة :

شكرا لكم جزيل الشكر لهذه الزيارة التي تفضلتم بها.

ولاشك أن هذه المدينة قد تعرضت الى ما تفضلتم به وهي جريمة العصر اهتزت لها مشاعر الطيبين في العالم جميعا، ولكن مع الاسف الشديد لم تحظ بالمواقف الصارمة من النظام الدكتاتوري الذي قام بهذه الجريمة النكراء.

في لحظة واحدة يسقط اكثر من (5) آلاف انسان آمن وبريء بمغامرة من مغامرات الطاغية.

لم يتفاعل العالم مع هذه الجريمة ولم يقفوا الى جنب اهلها بشكل حقيقي، بل ذهب البعض في محاولة تضليل واضاعة مرتكب الجريمة، ارادوا ان يضيعوا دماء وارواح الابرياء الذين سقطوا شهداء في هذه المدينة، مدينة العلم ومدينة الادب ومدينة العلماء ومدينة المجاهدين، مدينة الثوار، واستهدفت لانها هكذا، ولم تستهدف الا لانها مدينة لها عراقتها وتاريخها، ولانها تؤثر كثيرا في الحياة العامة التربوية والادبية والانسانية والسياسية ايضا في نفس الوقت.

الذي حصل هو دليل على وحدة الشعب العراقي، الشعب العراقي استخدمت بحقه الاسلحة الكيمياوية في حلبجة والمقابر الجماعية في الجنوب على يد طاغية واحدة، فلا نحتاج الى جهود كي نتوحد كوننا ابناء بلد واحد، كوننا اخوانا، كوننا شركاء، اصبحنا فوق كل ذلك شركاء في التصفية والتعذيب والاضطهاد والاسلحة الكيمياوية وهذا يؤكد التاريخ الذي وقفه الشعب العراقي بقومياته المتآخية الاساسية (القومية الكردية والقومية العربية) وقفوا على طول التاريخ في الدفاع عن العراق وتاريخ الكرد شاهد وحافل في الموقف من ثورة العشرين، في الدفاع عن العراق خلال الاحتلال وعلى طول الخط كان الكرد شركاء في هذا البلد، شركاء بموقع الفعل، لكن تعرضوا الى مزيد من الاضطهاد من الدولة العثمانية والى كل الحكومات التي مرت على هذا البلد على خلفيات قومية عنصرية، او على خلفيات مذهبية بأي شكل من الاشكال كان الاضطهاد حليف الشعب الكردي كما هو حليف باقي مكونات الشعب العراقي.

هذه محنة مرت، لا نريد ان نقف عليها ونبكي على الاطلال، ذهب منا اخوة اعزاء وعشنا فصول المأساة وانا واحد من الذين عاشوا تلك المعاناة الشديدة في اعالي الجبال وما تعرضت له القرى من عمليات تدمير وتخريب.

يستحق الشعب الكردي ان نقف معه جميعا من اجل تعويضه عن المعاناة التي مرت وعن الآلام وعن الجراحات والتخريب، هذه المنطقة الغنية الجميلة اهملت الى درجة انها لم تعد وكأنها من المدن المتحضرة سواء كانت محافظاتها او قراها واقضيتها واريافها.

والذي يخفف الوضع علينا ان هذه هي سياسة النظام المقبور، المناطق التي تطفو على بحيرات من النفط لم يكن حالها احسن وهذا دليل كراهية، دليل حقد، الحقد على الانسان لانه انسان، في الوقت الذي ان هذا البلد وخيرات هذا البلد هي ملك لكل العراقيين، لا فرق بين أحد وأحد سواء كان هذا الذي يسكن على بحيرة نفط او ذاك الذي هو في الصحراء، حقهم في خيرات العراق واحد ومتساو ولكن النظام المقبور ميز بينهم واستخدم اقصى درجات التمييز واقصى درجات الاضطهاد والعنف، لكن الحمد لله عادت الامور مرة اخرى والآن نعيش في حالة من الحرية والديمقراطية والآن اصبحنا نشهد هذه اللقاءات التي من خلالها انا انظر الى اهلنا في كردستان جميعا بنظرة الاخوة ونظرة الشراكة ونظرة الضرورة بالتواصل للعمل المشترك من اجل ان اقامة بلد آمن ومستقر وقادر على ان يكون اهله مرفهين بدل هذا الحرمان الذي تفضلتم به وانا اعلم ذلك ان تستخدم ثرواتنا في اعمار بلدنا واسعاد اهلنا والكل يعيشون برفاهية في هذا البلد العزيز.

حلبجة كانت ينبغي ان يكون لها في العالم صدى كبير جدا ولكن مع الاسف السياسات ومصالح الدول وبعض المواقف ليس فقط من قبل النظام المقبور وانما الذين كانوا يؤيدون النظام الطاغية وأسدل الستار، اليوم يجب ان نعمل بكل طاقاتنا من اجل أن نعيد حلبجة الى ذاكرة التاريخ حتى تبقى شاهدة على اجرام حزب البعث والبعثيين.

وهناك جرائم كثيرة في مقدمتها حلبجة ينبغي أن تكون في متحف، تحفظ فيه جرائم حزب البعث حتى لا يضلل الناس مرة اخرى من الذين يتحدثون الآن عن حزب البعث وعودة حزب البعث والحوار مع حزب البعث او الذين يتخطون بثياب جديدة ولكنهم في الاصل بعثيون يحملون نفس الجرثومة، جرثومة الدكتاتورية، جرثومة القتل، جرثومة الارهاب، هم الارهابيون قبل القاعدة.

وينبغي ان يكون لنا موقف حتى لا تعود علينا تلك الايام السوداء ولكن ان شاء الله بوعي القيادات الكردية والقيادات العربية والتركمانية والمسيحية جميعا، ان شاء الله وعوا الدروس من التاريخ والتعاون ينبغي ان يستمر واذا كانت بعض المشكلات في الاوضاع الادارية هذه طبيعية وموجودة في كل مناطق العالم، بلد لأول مرة يشكل على اساس الديمقراطية والحرية، لابد ان يكون في بدايتها شيء مما يقتضي التواصل ولكن انا اقول بكل ثقة واطمئنان بان العلاقة عميقة وعميقة جدا ومسؤوليتنا مشتركة عن خدمة الانسان الكردي في آخر شبر من الشمال كما هي مسؤوليتنا جميعا كعراقيين عن خدمة آخر انسان عربي او مسيحي في آخر شبر من الجنوب، هذه مسؤوليتنا جميعا، والحمد لله التصدي من قبل الاخوان الموجودين والذي حصل ليس فقط في حلبجة وانما في باليسان وفي مناطق اخرى والانفال وغلق الآبار واماتة الحيوانات والقصف بالطائرات هذه كلها انا شاهد عليها، على الاقل كنا في وقتها لدينا مقرات في منطقة كردستان، في منطقة بهدينان وبعد ذلك في منطقة سوران، وكنا شاهدين على هذه الجرائم البشعة التي كانت ترتكب، ولكن الذي اتمناه وهو حاصل ان شاء الله في ظل القيادة الكردية المتصدية ان تنهض هذه المنطقة بدعم كبير من الحكومة وبتعاون وثيق من اجل ترميم واصلاح كل الآثار السلبية التي حصلت والتي تضررت بها منطقة كردستان وشعب كردستان.

ولأن الكرد هم مكون اساسي يشكلون القومية الثانية ولغتهم هي اللغة الثانية في البلد ولانهم اصحاب تاريخ وشركاء في عملية بناء الدولة، ان شاء الله بهمتكم وهمتنا جميعا نعمل على شد الاواصر بين القوميتين، نحن شعب واحد ولسنا شعبين وانما قوميتين (قومية كردية وقومية عربية) ومعنا قوميات اخرى متآخية معنا، شركاء معنا في البلد، التركمان والآشوريون واليزيديون والشبك كلهم ان شاء الله يكونون جبهة واحدة وتعددنا هو قوة لنا وليس ضعفا، اذا عملنا في ظل وطن واحد واتجاه وطني واحد وخدمة البلد، ان شاء الله سنعيش فيه اخوة وسعداء وان شاء الله اذا كانت هناك بعض الامور التي حالت بيننا وبين زيارة حلبجة مرة اخرى او المرة الثالثة لأنني زرتها مرتين قبل سقوط النظام، وسنزور حلبجة، سنقف ان شاء الله معكم مباشرة، لكي نتعاون مرة اخرى، وكما اشار فضيلة الشيخ ليس المبلغ هو الذي يمكن ان يقدم الى حلبجة، انما حلبجة يجب اعمارها بشكل كامل ولدينا مشروع، وانا تحدثت مع الدكتور عبدالله (علياوايي عضو مجلس النواب) في مشروع البنية التحتية وان شاء الله ستكون حلبجة في مقدمة المدن التي تحظى بأعداد كافية من الوحدات السكنية لكل المواطنين المتضررين والطلبات التي سمعناها هي كلها اساسية وضرورية سأعمل جهدي ان شاء الله بمقدار ما استطيع، لان الدولة اليوم كما تعلمون ليست كدولة صدام حسين يأمر وينهي بدون قانون وبدون ضوابط وبدون التزامات، ولكن انا اعلم ان الاخوة جميعا في الدولة وفي كل الوزارات يتعاطفون تعاطفا كبيرا مع حلبجة بالذات لانها ستبقى ذاكرة التاريخ السيئ لهؤلاء القتلة والمجرمين واعاهدكم باننا لن نسكت ابدا على اعدام وانزال عقوبة القصاص العادل بحق القتلة والمجرمين وكلما ارادوا ان ننفذ حكم الاعدام بشخص واحد قلت ابدا إلا ان انفذ حكم الاعدام بكل الذين ادانتهم المحكمة لارتكابهم جريمة حلبجة، وان شاء الله لن نتنازل عن هذه لانها ابسط ما يمكن ان يقدم ويوضع ايضا في متحف التاريخ ان هؤلاء القتلة، علي الكيمياوي وسلطان هاشم وحسين رشيد، هؤلاء هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة فتوضع صورهم كمجرمين الى صور الضحايا والشهداء الذين سقطوا في هذه المدينة.

كل الطلبات ان شاء الله سأعمل عليها واعاهدكم بانني لن اقصر في اي خدمة يمكن ان اقدمها للاخوة الكرد كما التزم بهذه مع اي انسان عراقي وهذه واحدة من الامور التي اعتز بها اني لا انظر الى عراقي يختلف عن عراقي آخر، انتماؤه كردي هذا حقه كما ان انتمائي عربي، هذا سني من حقه ان يكون كما انا من حقي ان اكون شيعيا، هذا في حزب فلاني من حقه ان يكون في ظل الحرية كما انا في حزب آخر، وهذه الحريات نتساوى فيها ولكن فيما نتعامل، نتعامل على اساس الحقوق، لكل عراقي حق يتساوى مع العراقي الآخر سواء ان كان انتمى الى هذا الحزب او انتمى الى ذاك الحزب.

وانا اشيد مرة اخرى بدور الكرد، الآن السيد رئيس الجمهورية الاستاذ مام جلال ايضا له دور طيب في محاولة جمع الصفوف ورأب الصدع دائما، الذي يحصل في اطار العملية السياسية، وكذلك بقية الاخوة القيادات الكردية في اقليم كردستان، الاخ مسعود بارزاني والآخرون والاخ محمد الحاج محمود والاخوة في الاتحاد الاسلامي والاخوة في الجماعة الاسلامية، كلهم ان شاء الله يتعاونون من اجل كردستان عزيزة وكريمة ومرفهة ومن اجل عراق في ظل حرية وديمقراطية ومساواة وعدالة، اذن انتماءاتنا القومية والمذهبية والحزبية لا تميز بيننا، ليس شرفا لنا حينما ننتمي الى حزب، انما شرف لنا عندما ننتمي الى العراق ونعمل من اجل خدمة الانسان العراقي.

انا مرة اخرى ومن خلالكم اقدم التحية والتعاطف والترحم على شهداء حلبجة ولدي استعداد كبير، ومنذ فترة قلت انا اريد اسماء الذين يعانون من الامراض من اجل المساعدة في علاجهم سواء اذا امكن علاجهم في العراق او علاجهم في الخارج وهذا ابسط ما يمكن ان يكون بالنسبة للذين اصيبوا بهذه الفاجعة من اخواننا واخواتنا واطفالنا في مدينة حلبجة.

اشكركم شكرا جزيلا واقدم شكري وتقديري للدكتور عبدالله الذي اتاح لنا هذه الفرصة وان شاء الله منها الى حلبجة نلتقي هناك ونقف على الاحتياجات على الارض ونقدم ما نستطيع، انا لا اعدكم بما لا استطيع ولكن اعدكم باني سأعمل ما استطيع ان شاء الله لخدمة ابناء حلبجة الذين تضرروا هذا الضرر الكبير.

وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


05/04/2023