×

  رؤا

بضاعة أتلفها الهوى

20/06/2022

ما يجري كله مضيعة لوقت العراقيين، فهو يضيع عليهم أوقاتهم ومستقبلهم، فما يسمونه بمجمله انسدادا سياسيا، أنتج مصروفات كثيرة وهدرا أكثر.

حينما يبرز في بلاد الله فكرة سياسية الى السطح او يتشكل تيار جديد، يؤدي الى الاثراء والحيوية وتفعيل مناحي الحياة.

لكن في العراق يتحول الامر الى مناسبة للانسداد السياسي والجمود والمراوحة المملة. يضيف هما على الهموم ويضاعف المآسي، كان المفروض أنه وبعد مضي ١٩ عاما على سقوط صنم صدام في قلب بغداد، فإن القادم عبارة عن مرحلة جديدة من دورات الزمن او صفحة بيضاء يسطرها العراقيون (الأجدد) خلفا للعراقيين (الجدد) الذين تسلموا زمام الحكم بعد عملية تحرير العراق.

هناك مثل تركماني يقول آخر باخن (انتظر الخاتمة) او ما معناه في المثل العربي (العبرة في الخواتيم)، إذ بدل فك العقد بالأيدي، صارت تؤذي الشفاه في الأفواه، فلو كانت المحاصصة فيما بين المكونات الثلاثة الشيعة والسنة والكورد مشكلة المرحلة السابقة، نرى اليوم ان المشكلات الثلاث صارت ستاً: شيعتان وسنتان وكردان إثنان. اي تجزئة المجزأ كما تقول الادبيات العربية.

المشكلة ان هذه الاطراف لاتمارس السياسة في بلدين مختلفين كلا على حده، بل هم في العراق ويتصادمون في أروقة بغداد، ونتيجة لهذا التشابك والتداخل، بدل أن يحصل تغيير جذري متسارع، نرى أن المهام تعطلت في منتصف الطريق، العراقيون يدفعون الثمن، والضاربون مبدأ التوافق عرض الحائط والباحثون عن الحل خارج التوافق، هم وحدهم يتحملون المسؤولية.

ما يحصل يدفع ضريبته المواطنون من أيامهم وحياتهم ومعيشتهم، والأنكى من ذلك انه لا أحد في هذه اللعبة السياسية غدا يتحمل وزر الأضرار وتعويضها، ربما يقيدون الامر في خانة “التلف”، او كالجملة الأثيرة التي اقتبسها الفنان المصري المعروف (يحيى شاهين) من رواية (بين القصرين) لنجيب محفوظ حين قال:

قيّد عندك: بضاعة أتلفها الهوى.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  المرصد.. ملتزمون محتفلون
←  سبع سنوات عجاف في كركوك
←  العملية السياسية في الإقليم تحتاج إلي إعادة بناء من جديد
←  درءا لعين الحسود
←  الرائد لايكذب قومه
←  سياج البيت وسور الوطن.. في كركوك
←  خطاب عنصري بامتياز
←  ذريعة مسبقة
←  خلط الاوراق لن يفيد الشوفينية
←  يوم الشهيد.. الايثار في مسيرة الاتحاد و ثورته المتجددة
←  اعادة ترتيب الاولويات في كركوك
←  و عادوا الى سيرتهم الاولى
←  ســـــــقط ســـــــهواً
←  حلقة مفرغة من التشرذم الكردستاني
←  تحية لذكرى كاكه نةوة.. رفيق سلاح مام جلال
←  رسالة الناخب العراقي
←  العربة قبل الحصان والاصلاح الحزبي قبل الاصلاح العام
←  في ذكرى القائد الشهم جبار فرمان
←  العودة الى المسار الحزبي من أجل استنهاض الجهد الجماعي للأفراد
←  ولكن ماذا كان رأي المرتد كاوتسكي؟
←  ويفضل أن يكون خليجيا
←  الحياة الحزبية أساس العملية الديمقراطية
←  آزاد هورامي... بطل من ذاك الزمان
←  جلــد الـــذات و تلمــــيع صــــورة الدكـــتاتـــوريـــة
←  قراصنة أمريكا الجنوبية.. من ماركيز إلى مارادونا
←  أوان الكرد
←  استذكار للاستاذ حميد درويش سيظل ذكراك خالدًا
←  استفتاء كردستاني في ذمة التاريخ واستفتاءات عراقية يومية
←  جواسيس العصر والأوان ومرتزقة الفترات الانتقالية
←  معركة التجديد السياسي لا تنفصل عن المعركة الوطنية
←  أصدقاء مضرون بالصحة
←  يتبغدد علينا واحنا من بغداد
←  الكمياوية أعلى مراحل البعثية
←  على هامش تهدئة النقاشات حول مئوية سايكس بيكو
←  لا تصدقيهم يا نادية !
←  الفيدرالية من مدريد إلى الرمادي
←  الجبهة التركمانية خسائر يدفع الشعب التركماني ثمنها
←  أيام الرئاسة.. الأيام الذهبية للكوردايتي والديمقراطية
←  تجربة تستحق التوقير.. كتاب يستحق القراءة
←  بضاعة أتلفها الهوى
←  فراغات أمنية وفراغات أخرى
←  ثقافة السب والشتيمة