خطوة وبادرة تبشر بالخير
الصلح خير و السلام نعمة من الله. و اخيرا بدأت بوادر المصالحة و تغليب الحوار تلوح في افق كردستان بعد عدة شهور من الاستقطاب السياسي في الاقليم وخصوصا الاستقطاب بين الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني على خلفية اختلاف في وجهات النظر حول ادارة اقليم كردستان و ضرورة ترشيد الموارد بين المناطق الكردستانية بما يضمن العدالة في توزيع الموارد بين ابناء شعب كردستان وتقديم الخدمات الضرورية لجميع مناطق الاقليم دون تحيز وتفرقة بين منطقة واخرى وفق االانتماء الحزبي الضيق و المناطقية وعلى خلفية رؤى و تجاذبات تتعلق بالعلاقة مع الحكومة الاتحادية وأولويات حكومة الاقليم في الخدمات و في تدشين اسس متينة للاتفاق النفطي مع بغداد.
و كانت كل الاطراف في اقليم كردستان وأصدقاء الشعب الكردي بين القوى السياسية الكردستانية و العراقية و ايضا اصدقاء التجربة الديموقراطية من مختلف العواصم الصديقة تتمنى على السياسة الكردستانية و على حكومة الاقليم ادارة افضل للاختلافات في وجهات النظر واضافة الى الادارة الرشيدة للحوار.
و كمقدمة لتعزيز الدور الكردستاني في السياسة الاتحادية و خصوصا ان الدور الكردي كان و لا يزال و على الرغم من بعض التراجعات الخفيفة في السنوات السابقة دورا موثراً وفاعلا ومحببا من قبل القوى السياسية العراقية المختلفة استذكاراً للدور المحوري والنهج القويم الذي كان يلعبه الرئيس الراحل مام جلال في تقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفة.
و كانت الدعوة الصادقة من قبل الاصدقاء تتضمن اللجوء الى الحوار وردم فجوات الاختلافات سواء عن طريق الحل الشامل او عن طريق تجزئة المشاكل و تفتيتها على مراحل كما دعى الى ذلك رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني السيد بافل طالباني او حل المشاكل كل على حدى و وفق اجندة متفق عليها بين الاتحاد و الديموقراطي.
بدءا من حل إشكالية الإنتخابات وإنتهاءا بالاستجابة للحلول العادلة التي اقترحها الفريق الحكومي للإتحاد الوطني الكردستاني برئاسة السيد قوباد طالباني نائب رئيس الحكومة.
و كان اللقاء الذي تم بين رئيس الحكومة السيد مسرور بارزاني و نائب رئيس الحكومة السيد قوباد طالباني مقدمة طيبة نحو تخفيف الأزمة وحل الإختلافات على وفق جدول زمني جاد و مرن يوفر الفرصة للتقدم الى الأمام.
وقد قابلت الأطراف الصديقة كردستانيا وعراقياً و عالمياً خطوة اللقاء بكل ترحاب و عدوه خطوة جادة في الإتجاه الصحيح . و الجميع بانتظار جوء اجابي يوفر فرصة نوعية لتنمية العلاقات من جديد و ايضاً من أجل مصلحة الشعب وحقه في العيش الرغيد بما سيضمن حل الأزمة الإقتصادية و الإيفاء بالإلتزامات المعيشية تجاه المواطنين. فلا احد يتصور ان تنتهي الإختلافات بين ليلة و ضحاها و لكن الجميع يتمنون ان تدار الخلافات بطريقة سلسة تصب في خير العملية السياسية.
فإختلاف الأحزاب و خصوصاً الاحزاب الكبيرة من حيث وجهة النظر و طرق معالجة الأزمات رحمة و بركة للعملية الديموقراطية ولاتفسد للود قضية اذا ماتم تقنينه وادارته ضمن اللعبة السياسية و ليس خارجها.
*استاذة جامعية ومحاورة من الاتحاد الوطني الكردستاني
|