×

  رؤا

كركوك ثانية و ثانية

29/03/2023

د.شيلان فتحي

*باحثة واكاديمية

تعيش كركوك وضعا خاصا بها ومن حقها على القيادة والسلطة الكورديتين  أن تأخذ موقفا جديا من هذا الوضع في أي خطوة ومرحلة كانت، سواء أكان ذلك على الصعيد العراقي أم الكوردستاني، رغم الخلافات والصراعات التي تشهدها الساحة السياسية للطرفين من جهة والتصادمات التي تحدث بين الجانبين من جهة أخرى.

لا يخفى أن المصلحة الحزبية الضيقة والفشل في بناء قاعدة جماهيرية له، دفع بطرف سياسي كوردي ليتربص بكركوك وأبنائها ويحيك لهم الدسائس ويتدبر لهم المكائد، لاسيما بعد الاستفتاء، وظهر ذلك بوضوح في عرقلة جهود تعيين محافظ كوردي للمحافظة.

لقد تجلى في جلسة مجلس النواب المخصصة للتصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات، أوضح الخروقات الدستورية والرغبة الحقيقية في إعلاء الصوت الشوفيني على أصوات مكونات كركوك الأصليين.

لذا فإن المسؤولية تحتم على القوى الوطنية وعلى رأسها الاتحاد الوطني الكوردستاني التحرك بجدية لإيجاد حل لتلك المشكلة بأسرع ما كان واتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء سلبياتها، سواء أكان من جهة السلطة والعلاقات الحزبية والحكومية أو من جهة رئاسة الجمهورية، كما أن من واجب مكونات كركوك الأصلاء توحيد الخطاب والأهداف عبر اللجوء إلى تنفيذ ممارسات مدنية والخروج باحتجاجات تسد الطريق على تمرير الفقرات المستحدثة والنوايا الشريرة في قانون انتخابات مجالس المحافظات.

إن ذلك الطرف الكوردي لا يتورع من التودد للعدو والتقرب إليه، ولا يعلم أحد غيرهم النوايا التي تقف خلف تلك اللعبة السياسية والمكتسبات التي يسعون لتحقيقها من وراء الموافقة على تمرير هذا القانون وبهذه الصيغة على حساب التعايش في كركوك وكوردستانية المدينة، الأمر الذي يجب أن يدفع الجميع ليكونوا على قدر المسؤولية لمواجهة هذه المخاطر  وتغليب مصلحة كركوك على المصالح الحزبية والقومية  من اجل الوصول الى نوع من التعايش السلمي، لذا على مكونات كركوك جميعا دعم توجهات ومساعي التعايش السلمي والحفاظ عليها.

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف