×

  سوريا و الملف الکردي

  قضايا مشتركة بين الإدارة الذاتية والدول العربية



 

علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا لأكثر من عشر سنوات بعد اندلاع الصراع السوري ونشوب حرب مدمرة فيها، ومع المتغيرات الدولية السياسية والعسكرية على الساحتين الدولية والسورية أعادت الجامعة العربية عضوية سوريا بعدما كانت مقعدها شاغراً طيلة سنوات الصراع. وحول إعادة العضوية لسوريا في الجامعة العربية وفي تصرح لوكالة hawarnews أبدى “بدران جيا كُرد” الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا دعمهم لأي جهود عربية تخدم مسار حل الأزمة السورية، وأشار لوجود قضايا مشتركة بين الوضع السوري والدول العربية وكذلك بين الإدارة الذاتية والدول العربية يمكن العمل عليها بشكلٍ مشترك لتجاوز القضايا التي يعاني منها الطرفان.

وأوضح: المصلحة العامة السورية ومصلحة الشعب السوري تقتضي عودة سوريا إلى محيطها العربي التي هي عمقها الاستراتيجي ولكن شريطة ألّا تشكل هذه الخطوة عائقاً أمام الحل السياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث عشر، بل يجب أن يتم العمل وفق نهج لجعل قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة مهمة في دفع العملية السياسية في سوريا وتحفيز الحل السياسي للأزمة، وأن يكون هذا الموقف أساساً.

وأشار “بدران جيا كرد” إلى أن تأكيد الجامعة العربية في بيانها الختامي على الحل السياسي وفق القرار ٢٢٥٤ هو محل ترحيب. مؤكداً دعمهم لأيّة جهود عربية تخدم هذا المسار.

ورأى “جيا كرد” أنه من المهم جداً تحقيق إجماع عربي حول رؤى سياسية واقعية تحقق حل توافقي تضمن حقوق جميع المكونات السورية، وكذلك رفض الاحتلال التركي لأجزاء واسعة من سوريا، والعمل على إنهائه ضرورة ملحة للحل الشامل.

ولفت “جيا كرد” إلى وجود قضايا مشتركة بين الوضع السوري والدول العربية، وكذلك بين الإدارة الذاتية والدول العربية يمكن العمل عليها بشكلٍ مشترك لتجاوز القضايا التي يعاني منها الطرفان. مؤكداً أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يمكنها أن تلعب دوراً هاماً في المرحلة المقبلة، لما تملك من مقومات في مجالات عدة (سياسية – اقتصادية – أمنية – إنسانية) تهم الدول العربية والحل السوري، كون الحل السياسي السوري لا يمر عبر دمشق لوحدها، بل يجب أن يتشارك السوريون كافة في بلورة الحل والسير بخطوات جادة وفاعلة. ونوّه: “أبدينا مرونتنا في هذا الإطار عبر المبادرة السياسية التي أطلقناها سابقاً”.

وتعليقاً على نتائج عودة دمشق إلى الجامعة العربية قال جيا كرد: لا يمكننا أن نتوقع نتائج مباشرة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتبقى هذه النتائج مرهونة بعامل الزمن ومدى قدرة الحكومة السورية على تلبية بعض المطالب في إطار الحل السياسي وقدرتها على التغير، لكننا متفائلون بأن تساهم الدول العربية في دفع العملية السياسية نحو الأمام.

وفي ختام حديثه خاطب “بدران جيا كُرد” القوى الفاعلة والدول العربية أن تعمل بشكلٍ جاد والتواصل مع القوى السورية بمختلف توجهاتها وعلى رأسها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. فإن تعدد قنوات الاتصال وتعرّف الدول العربية على الوضع السوري عن قرب سيساهم بشكلٍ كبير في نجاح الجهود العربية في الحل وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة عامة.


10/05/2023