×


  قضايا كردستانية

  التكاتف درءا للخطر المحدق بكوردستان



*حيدر خليل سورميري

 

تعرض الكرد منذ اكثر من (100) عام ومازال  يتعرض لابشع أنواع الجرائم بل وصلت بعض الجرائم لحد للإبادة الجماعية، لكن شعب متجذر أصوله في هذه الرقعة الجغرافية لا يمكن إبادته، أو تدمير أحلامه وأمنياته .

بعد حصول كوردستان على الاستقلال حسب معاهدة سيفر (1920)، وحسب البندين (62و63) من الفقرة الثالثة والسماح لولاية الموصل بالانضمام الى كوردستان استنادا الى البند (62) .

لكن بعد رفض تركيا لهذه المعاهدة تنصلت بريطانيا وفرنسا وعصبة الامم عن حقوق الشعب الكردي، وعقدت معاهدة لوزان ( 1923)، حيث أقرت المعاهدة على توزيع الشعب الكردي على أربع دول وهي ( ايران، وتركيا، وسوريا، والعراق)، وهي دول فاشلة ديمقراطيًا الى حدٍ كبير، وبهذه المعاهدة أنهت حُلم الدولة الكوردية في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى .

وهذه كانت أول خيانة وتنصل دولي لحقوق الشعب الكوردي وجعلوه تحت رحمة حكوماتٍ مارست أبشع الجرائم الوحشية بحق الكورد ونكلت بهم، من خلال التهجير والاضطهاد وتجريدهم من الجنسية وعمليات تغيير ديموغرافي واجهاض كل كفاح مسلح لنيل الحرية، فضلًا عن  تعرض الشعب الكوردي للتعريب والتفريس والتتريك لطمس هويتهم  .

ولأن الشعب الكوردي شعبٌ حي ولن يموت بقيّ يقاوم ويدافع عن حلمه في كل أجزاء كوردستان المستقطعة لنيل حريته وكرامته، حتى استطاعت الحركة الكوردية في الجزء العراقي من انتزاع الحكم الذاتي في  حكم الديكتاتور صدام حسين، ونجحت الحركة الكوردية في الجزء العراقي مِن  إدارة الاقليم رغم الخيانات الداخلية والتي ارادت إعادة حكم البعث الفاشي .

وبعد اسقاط نظام صدام حسين استطاع الكورد مع شركائهم في الجزء العراقي من الحفاظ على مكتسبات الاقليم، وتحول الاقليم الى وجهة سياحية كبيرة بسبب النجاحات التي اكتسبتها، من الناحية الامنية والعمرانية والخدمية، لكن وبسبب عدم الجدية في إدارة الدولة وتطبيق مواد الدستور بشكل عادل والتي وافقت عليها جميع الكتل السياسية بل المرجعية الدينية في النجف دعت الناس للتصويت عليها، هي من اعادت الأزمة بين حكومة الاقليم وحكومة بغداد من جديد الى الواجهة .

وبعد (أكتوبر 2017)، تطورت الأزمة نتيجة الاستفتاء غير المدروس والتي رفضها العالم أجمع بدأً بالولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وكادت أن تشعل حربًا جديدة بين الكورد والحكومة العراقية، بل حتى تركيا وإيران هددتا باجتياح اقليم كوردستان في حال الانفصال، لكن الحكمة والعقلانية التي اتسمت بها قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني والتي حفظت دماء العراقيين بكورده وعربه حالت دون أن تراق الدماء وضحّت بالكثير من مناطق نفوذها لاجل انهاء الأزمة بأقل الخسائر .

واليوم تتعرض كوردستان بأجزاءه الأربعة لخطر محدق التهور والاندفاع والدعوة للاقتتال والمتاجرة بدماء الشباب ممكن أن تجر الويلات لكوردستان في هذه الفترة العصيبة وما نحتاجه هي الحكمة والعقلانية اكثر من أي وقت مضى، للحفاظ على المكتسبات التي حققها اقليم كوردستان والتي جاءت نتيجة نضال مستمر منذ مئة عام .

المسألة الكوردية في خطر في كل اجزاءها ايران تهدد بقصف الأحزاب وتركيا لديها قواعد عسكرية للأسف في اقليم كوردستان، وفي دير الزور يتعرض الكورد للارهاب، وفي العراق يتعرض الكورد في كركوك لظلم كبير.

 على الأحزاب الكوردستانية أن تجلس جميعها وتعقد اجتماعًا موسعًا  للوصول الى نتائج تحفظ كوردستان .

على حكومة الاقليم أن تجلس مع حكومتي العراق وايران وكذلك تركيا لوضع حد للمشاكل الحدودية والقصف المستمر، ومنعًا لأي تحرك عسكري تركي أو ايراني تجاه اقليم كوردستان .

اقليم كوردستان هو مركز كوردستان أن استطعنا الحفاظ على المركز ومكتسباتها نستطيع أن نصل لحل جميع مشاكل كوردستان، لكن بالوحدة لا بالتشتت والتفرد بالسلطة .


08/10/2023