×

  حوارات

  التمسك بالدولة الأحادية القوموية لا يحل مشاكل الشرق الأوسط



"pydrojava"

أوضح (صالح مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أن الاعتداءات الأخيرة على شمال وشرق سوريا من قبل الفاشية التركية تأتي ضمن إطار المخطط الذي وضعته الفاشية منذ ثمان سنوات للقضاء على الكرد وإنهائهم, مشيراً إلى أن هذا المخطط ما زال مستمراً في جميع أجزاء كردستان سواء في شمال أو روج آفا أو في جنوب كردستان, وبيّن أنه وضمن هذا الإطار بدأت هذه الحملة ببداية هذا الشهر, وأن الهدف منها هو إفراغ هذه المنطقة من سكانها وتهجيرهم, وممارسة التغيير الديمغرافي الذي يتلاءم مع أهداف الفاشية التركية.

جاء حديث مسلم هذا في تصريح لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD قال فيه أيضاً:الفاشية التركية أعلنت قبل البدء بالعدوان أنها ستهدم البنية التحتية في شمال وشرق سوريا بإعلان مباشر أنها سترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب, وهذا ما حدث, والأضرار كانت كبيرة وبالغة ولا زال العدوان مستمراً بدليل ما حصل في قامشلو, أي أنها تمارس اعتداءاتها بشكل رسائل سواء من خلال المسيّرات أو القصف أو من خلال زرع عبوات ناسفة في سيارات أو في مراكز ومؤسسات الإدارة المحلية والإدارة الذاتية بجميع أنحاء المنطقة, ولا شك أن شعبنا يعي كل ذلك, بدليل أنه صمد أثناء كل هذه الفترة ولم يخرج ولم يلب أهداف الفاشية التركية التي تعمل من أجل لإفراغ المنطقة من سكانها.

وأثنى صالح مسلم على صمود الشعب والمؤسسات حيث قال:نحن نشكر أبناء شعبنا وجميع المؤسسات التي استمرت في أعمالها رغم أن الخسائر كانت فادحة جداً, وستكون هناك نتائج سلبية لهذا العدوان من نقص الوقود ونقص لوازم الحياة, وخاصةً أن منطقتنا محاصرة من جميع الأطراف, ونحن نعتقد أن ما فعلته الفاشية التركية هو دليل على أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة لأنها أفلست من جميع النواحي, فهي تخوض حرباً منذ ثمان سنوات بدون نتائج, وهذه الحرب أدت إلى انهيار اقتصادي داخل تركيا وتذمّر جميع شرائح الشعب التركي, ولهذا نعتقد أن نهاية هذه الفاشية باتت قريبة, وخاصة على ضوء الأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط, وهذه العاصفة سيكون لها تأثير على الفاشية التركية أيضاً لأنها فقدت مصداقيتها, فمنذ بدء الصراع في غزة بتاريخ السابع من هذا الشهر الدولة التركية تحاول بشتى الوسائل أن يكون لها مكان ضمن هذه الجهود سواء بالوساطة أو بالاعتماد عليها, لكنها فشلت لأنها فقدت مصداقيتها لدى جميع القوى التي تتعامل معها, سواء الدول العربية أو حتى حلف الناتو وكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل, وأعتقد أن نتائج ذلك ستكون كبيرة على تركيا لفقدان مصداقيتها في التعامل مع الأحداث.

وفي توضيحه لأسباب ما يجري في غزة, والصراع الإسرائيلي الفلسطيني, قال مسلم:نحن أكدنا مراراً أن هناك قضيتان هما من مخلفات إنشاء الدول القومية الأحادية في الشرق الأوسط ببداية القرن العشرين, وإحداها هي القضية الكردية والأخرى هي القضية الفلسطينية اللتان لم تصلا إلى حل, وهاتان القضيتان أصبحتا بؤرةً سوداء أو نقطة سوداء لكل شعوب الشرق الأوسط, فهي تكلف هذه الشعوب الكثير جداً من الدماء والموارد ما لم تصل إلى حلول, حيث لا زال الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يعتمدان على إنشاء دولة قومية تخصهما, دولة قومية أحادية لا تعترف بالديمقراطية والوجود, والنتيجة هي ما نراه اليوم من دمار في غزة وغيرها, وربما تكون لها نتائج كارثية على الشرق الأوسط كله, ونحن نؤكد أن التمسك بالدولة الأحادية القوموية لا يحل مشاكل الشرق الأوسط المعقدة والمتوارثة منذ آلاف السنين, ويجب اللجوء إلى سبل أخرى غير الحرب والصراع.

 

وفي ختام حديثه قال مسلم:

نحن نتأسف كثيراً على الدماء التي تسيل سواء من طرف الفلسطينيين في غزة أو الشعب اليهودي وخاصة الأطفال والنساء, ونعتقد أن الإدارتان سواء في غزة أو في إسرائيل لا تمثلان الشعبين, فالشعب اليهودي هو جزء من نسيج الشرق الأوسط, أما الأفكار المتطرفة التي أتت لاحقاً تضر بالشعب اليهودي وبشعوب المنطقة, وكذلك بالنسبة للفلسطينيين, ولذلك نتمنى أن يستطيع العالم إيقاف هذا النزيف عاجلاً بأي شكل من الأشكال لأنه فعلاً يقضي على موارد المنطقة وشعوبها ويتسبب في تناحرات, وشعوب المنطقة في غنى عنها.


04/11/2023