×

  المرصد الايراني

  يا سيد خاتمي! مماشاة الشعب ام تماه مع العدو؟!



*حسين شريعتمداري

 

افتتاحية صحيفة "كيهان" الايرانية

1ـ ينقل  الشاعر عطار النيشابوري في كتابه "تذكرة الاولياء" قصة، ملؤها العبر مع غض النظر عن واقعيتها فيقول:

"حين علّقوا "منصور الحلاج" على خشبة الاعدام، همَّ لفيف من المارة ممن لا يعرفون من هو الحلاج  يلقونه بالحصى وهو على الخشبة بانتظار الحكم، بينما رماه الشيخ "شبلي" وهو ممن يعرف الحلاج حق المعرفة بحجارة من طين، فسُمع من الحلاج صوت آه من الاعماق والاسترجاع، وكان لايئن من ضرب الناس له بالاحجار والحصى. ويستطرد العطار حكايته؛ "فقالوا للحلاج؛  لم تكن تئن من كل ما اصابك به الناس من حجر، وها أنت تتأوه من قطعة طين، رماه الشيخ شبلي، فما يعني ذلك التصرف؟ فقال الحلاج؛ ان الناس المارة لجهلهم رموني بالحصى فعذرهم مقبول، ولكني اتأوه من رمية الشبلي وهو يعلم عدم استحقاقي للضرب"!

2ـ ان الاعداء المعروفين الحاقدين على الاسلام والثورة شرعوا بدعايات واسعة وضخمة منذ عام على موعد الانتخابات بهدف ايئاس الشعب من خوض الانتخابات وللتقليل من اثر هذه الانتخابات، فسخروا جميع وسائل الاعلام الخاضعة لهم بهذا الصدد، اضافة لعشرات وسائل الاعلام الرسمية التابعة للحكومات الامريكية والاوروبية، مثل؛ قناة BBC باللغة الفارسية، وصوت امريكا، و"دويتشه فيله" الالمانية، و"انديبندنت"، و"يورونيوز"، واذاعة "فردا" واذاعة "زمانه" الهولندية و... مئات الشبكات التلفزيونية الفضائية، وآلاف المواقع على الفضاء الافتراضي، وبعض المواقع والصحف الصفراء، وهي جميعها اتفقت على مهمة واحدة وهي ابعاد الشعب عن اجواء الانتخابات وحضهم على عدم المشاركة عند صناديق الاقتراع لابداء اصواتهم.

3 ـ ان الانتخابات قد انجزت، وعلى العكس من الدعايات الواسعة وتهاجم الاعداء في الخارج واذنابهم في الداخل، بحضور حماسي نابع من مشاعر الشعب. ومن البديهي لا يمكن تجاهل الاعلام الواسع ولمدة عام كامل للاعداء سواء في الخارج أو اتباعهم في الداخل ومن جهة اخرى فان بعض المشاكل الاقتصادية والمعيشية، ورغم عدم حؤولها من وقوع حضور ملحمي للشعب، الا انه بشكل كلي كان لدعايات الاعداء الاثر الخاص. من هنا وبالرغم من كل هذا الكم من الاعداء وبعض التلكؤ، فان الحضور المنقطع النظير للشعب في الانتخابات ينبغي اعتباره ومن دون شك، انه حضور ملحمي و"جهاد في سبيل الله"، تأسيساً على ذلك وكما قال سماحة قائد الثورة "ان الاعداء سعى منذ عام باعلامه ليصرفوا الشعب عن الحضور في الانتخابات واسقاط هذه الانتخابات عن وجهتها، إلا ان الشعب بحركته الحماسية الواسعة في (11 اسفند) خرج متحدياً لمساعي الاعداء، من هنا، فان هذه الحركة بمثابة جهاد".

 

4ـ ان الجبهة المعروفة بالاصلاحيين، انقسموا الى فئتين خلال الانتخابات، القسم الاول والذي استوعب غالبية الفئات الحاضرة في جبهة الاصلاحيين، وضمن توجيههم للانتقادات على مسار الامور كما هو ديدنهم، شددوا على مشاركتهم في الانتخابات، واعطائهم الاصوات لقائمة مرشحيهم المنتخبين من قبلهم في طهران وسائر المحافظات.

فيما اشار بعض اعضاء هذه الفئة من جبهة الاصلاحيين، اشاروا الى الاعلام الواسع للعدو للحؤول دون حضور الشعب في الانتخابات، معلنين صراحة ان عدم المشاركة في الانتخابات هو تماه مع اعداء  الاسلام والثورة. من هنا كانوا يصرون على ان حضورهم عند صناديق الاقتراع سيكون مطروحاً على وسائل الاعلام هو ما حصل. وهذه الفئة طرحت 165  مرشحاً لانتخابات مجلس الشورى الاسلامي، اذ حجز 45 عضواً منهم مقاعدهم في المجلس من المرحلة الاولى.

ان الفئة  المذكورة قد إلتفتوا الى ان عدم المشاركة في الانتخابات بمثابة التماهي مع الاعداء دون ادنى شك. فان ما قام به هؤلاء وبغض النظر عن الاشكالات الملحوظة على سجل نشاطاتهم السياسية ورؤاهم وخطاهم، كان فعلا ذكيا.

5 ـ الفئة الثانية من الجبهة المعروفة بجبهة الاصلاحيين والتي تستوعب عدداً قليلاً من المنخرطين ويدعي السيد خاتمي تزعم هذه الفئة، انصرفوا عن المشاركة في الانتخابات.

ان ما قامت به هذه الفئة من ادعياء الاصلاح يصب بوضوح ودون ادنى شك في التماهي مع الاعداء البينين للنظام. انهم كانوا على علم بالمسعى الكبيرة وفي كافة الجهات  للاعداء للحؤول دون حضور الشعب في الانتخابات، وهم يختلفون عن الاشخاص الذين لم يشتركوا في الانتخابات لاسباب متعددة، منها؛ التقليل من شأن الانتخابات، وجهلهم مساعي الاعداء او لرؤية خاصة حول المشاكل المعيشية، يختلفون اختلافاً اساسيا ومبدئياً. اذ ان خاتمي كان يعلم ان عدم الحضور في الانتخابات هو مطلب مكرر ومعلن من قبل؛ امريكا، واسرائيل، وبريطانيا، وسائر حلفائهم الغربيين والعبريين والعرب. كما ان السيد خاتمي، قد اتبع خلال الفتنة الامريكية الاسرائيلية عام 2009 لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية، يتبع الاملاءات من قبل "جورج سوروس" الصهيونية، خلال الاحداث، في لقائين، وبدل ان يشارك شعب وطنه، يماهي الاعداء البارزين للاسلام والثورة، وبادعاء التزوير في الانتخابات حسب "ريتشارد هاوس" مسؤول لجنة العلاقات الخارجية الامريكية "رمز الحركة الخضراء"! حضر ميدان المواجهة ضد الاسلام والثورة. فيما قدم خاتمي شكوى ضد "كيهان" بسبب فضح لقاءاته مع "جورج سوروس" ولكن لم يستمر في شكوته لما علم ان الوثائق التي نملكها غير القابلة للرد لهذه اللقاءات السرية والتآمر ضد النظام.

6 ـ ان السيد خاتمي لما علم ان تماهيه الاخير مع امريكا واسرائيل من رؤية هذا وذاك لم تخف على احد، لجأ الى الفرار الى الامام، فاطلق اول امس على عدم مشاركته في الانتخابات بـ"المماشاة مع الشعب"! خلال تصريحه لعدد من ادعياء الاصلاح! ولم يوضح ما يعنيه في مماشاته مع اي شعب؟! وهنا لابد من القول؛ يا جناب السيد خاتمي! ان الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو البرنامج  المعلن رسمياً والمؤكد من قبل امريكا واسرائيل. أليس كذلك؟! فلماذا تجعل المماشاة والتماهي العلني مع امريكا واسرائيل بانه مماشاة للشعب؟! نعم كما يحصل دائما، ان لا تشترك جماعة من الشعب في الانتخابات.

فحسب الاحصاءات المتوافرة فانه خلال انتخابات عام 2019 (المجلس الحادي عشر) كانت المشاركة الشعبية 5/42 في المائة، اما في الانتخابات الاخيرة فكانت المشاركة 41 في المائة. اذن من اين حصلت  واستنبطت على ادعائك؟!

ان جنابك كما في الفتنة الامريكية الاسرائيلية عام 2009 ارتكبت خيانة، والآن وقد إلتفت ان الشعب قد كشف هويتك تتمسك باي قشة لتغطية  فعلتك!

7 ـ خلال فتنة عام 2009 وصف "نتنياهو" السيد خاتمي وزملاءه ادعياء الاصلاح برأسمال اسرائيل الاكبر داخل ايران. وهنا نسال السيد خاتمي، اولاً؛  ما الذريعة التي ابقيتها بيد اسرائيل بحيث لم تستطع ان تكذب رأيها فيك؟!

وثانيا؛ ما هو اختلاف اجرائك الاخير مع المطالب المعلنة رسمياً لامريكا واسرائيل؟!

فنحن نملك وثائق جمة لا تقبل الرد تعكس هويتك الحقيقية المعادية للوطن. فلماذا لا تتابع الشكوى ضد "كيهان" كي يتم الاعلان رسمياً عن هذه الوثائق. فقد اشرنا مراراً الى مقاطع ملفتة عن هذه الوثائق، الا ان ما نتوقعه من الجهاز القضائي ان تفعّل شكوى  السيد خاتمي ضد "كيهان" وان تعلن عن موعد المحاكمة كي ينكشف للجميع الهوية الحقيقية للسيد خاتمي.


09/03/2024