×

  المرصد الايراني

  هل يغيّر اغتيال زاهدي حسابات إيران؟



 

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن اغتيال حسن مهدي زاهدي، قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان المنسوب إلى إسرائيل، يأتي وسط دعوات في إيران لتكثيف سياسة الرد من أجل استعادة الردع ضد إسرائيل.

 وقالت يديعوت تحت عنوان "اغتيال دمشق يمكن أن يكون أكثر من اللازم بالنسبة لإيران"، إن قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي والذي يدعى أيضاً ـ"حسن مهدوي" كان أكبر قائد إيراني يقتل منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2020.

ووفقاً للصحيفة، ينضم مقتل القيادي الإيراني، الذي شغل سابقاً منصب قائد الذراع البرية للحرس الثوري الإيراني كان رئيساً لقسم العمليات، إلى قائمة طويلة من كبار الضباط الإيرانيين الذين قُتلوا منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) 2023 في عمليات منسوبة لإسرائيل بسوريا، ومن بينهم ممثل فيلق القدس رضي الموسوي، الذي قُتل نهاية ديسمبر ، ولكن  هجوم أمس يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى مقتله في مكان سيادي إيراني بدمشق.

 

 السياسة الإيرانية

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في الأشهر الأخيرة، هدد مسؤولون إيرانيون كبار برد قاس على "سياسة الردع الإسرائيلية"، ومع ذلك، من الناحية العملية، اكتفت إيران حتى الآن  بردود محدودة للغاية، موضحة أنه في 17 يناير (كانون الثاني) 2024 أفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله أن سفينتين إسرائيليتين تعرضتا لهجوم من قبل الحرس الثوَري في المحيط الهندي رداً على اغتيال موسوي ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، كما قالت إيران إن الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري على هدف في شمال العراق، والذي قالت إنه مقر للموساد إسرائيلي، كان رداً على "المجازر في سوريا".

 

أصوات إيرانية

وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون ذلك، تزايدت الأصوات في إيران، خلال الآونة الأخيرة، مطالبة بتكثيف سياسة الردع ضد إسرائيل، لافتة إلى أنه في أعقاب اغتيال موسوي، ادعى موقع إخباري إيراني أن تصرفات إسرائيل الأخيرة تعكس زيادة غير مسبوقة في "مستوى الشراسة" وأن عدم الرد على الهجمات الإسرائيلية قد يكشف عن ضعف إيران.

ودعا الموقع إلى إيصال رسالة واضحة، من شأنها أن تجعل إسرائيل تعيد النظر في سياستها تجاه إيران، على سبيل المثال من خلال إطلاق الصواريخ على مناطق حساسة في تل أبيب، فيما ذكرت صحيفة إيرانية محافظة أنه حتى لو كانت إيران لا ترغب في الانجرار إلى حرب شاملة ضد إسرائيل، فعليها تصعيد ردها ضد إسرائيل من أجل استعادة قوة الردع لديها.

 

 معضلة إيرانية

وعلى الرغم من هذه الأصوات، إلا أن القيادة الإيرانية ظلت حتى الآن حذرة، وهناك تعليمات منذ أوائل عام 2024 بتبني سياسة "الصبر الاستراتيجي" وتجنب بأي شكل من الأشكال أي تصعيد كبير من شأنه أن يجر إيران إلى حرب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أنه من الواضح أن سياسة الردع الإسرائيلية شكلت معضلة كبيرة لإيران، فمن ناحية، تسعى جاهدة للرد على الأضرار التي لحقت بكبار قادتها ولكن بشكل مباشر وليس من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، لأنها ملزمة بذلك نظراً للضرر المباشر الذي لحق بالأصول الإيرانية، كما أن الرد عبر الوكلاء في خضم الحرب المستمرة في غزة يمكن أن يبتلعه الضجيج العام للحرب.

ومن ناحية أخرى، فإن رد الفعل القاسي المباشر ضد إسرائيل، على سبيل المثال من خلال إطلاق الحرس الثوري صواريخ أو طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل من إيران أو سوريا أو العراق، ينذر بانزلاق طهران إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، وربما حتى مع  الولايات المتحدة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه إيران قيوداً تشغيلية واستخباراتية تحد من قدرتها على الرد المباشر، إما من خلال هجوم عسكري بسبب قدرات الاعتراض المتقدمة للجيش الإسرائيلي، أو من خلال هجمات ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في الخارج.

وعلقت أحرونوت: "ربما تكون تصفية زاهدي القشة التي ستقصم ظهر البعير، مما يجبر إيران على تغيير  اعتباراتها، وفي الواقع الحالي، ستجد القيادة الإيرانية صعوبة في مواصلة سياسة الاحتواء النسبي حتى على حساب المخاطرة بمزيد من التصعيد، سواء من خلال وكلائها أو بشكل مباشر".

*الترجمة:I24


03/04/2024