*محمد شيخ عثمان
الإبادة الجماعية للايزديين في شنكال هي واحدة من الفصول الأكثر مأساوية في التاريخ الحديث والتي وقعت من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ففي 3 أغسطس 2014، شن مقاتلو هذا التنظيم الارهابي هجوماً واسع النطاق على منطقة شنكال وسهلت هروب القوات المكفولة بحمايتها، السيطرة عليها وخلال الأيام والأسابيع التالية، ارتكب التنظيم فظائع كبيرة شملت القتل الجماعي لآلاف من الرجال والنساء والاطفال الايزديين وضمن سياستهم الهمجية اختُطفت آلاف النساء والفتيات الايزديات من قبل الدواعش، وتم بيعهن كسبايا،اضافة الى التهجير القسري لاهاليها و التدمير الثقافي لهوية المنطقة التاريخية بعد ان دمّر داعش معابدهم ومواقعهم الدينية.
اثار تمكن بعض الناجيات من الهروب ورواية قصصهن البشعة للمجتمع الدولي، وهول الفظائع ،ردود فعل واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي حيث أصدر مجلس الامن قرارات عديدة ة تدين العنف والفظائع التي ارتكبها داعش، من بينها قرار 2170 و في عام 2016 تبنى المجلس الأمن قراراً يصف الهجمات ضد الايزديين بأنها إبادة جماعية، ما يعزز الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عنها.
وضمن جهود المحاسبة والعدالة تم توثيق الجرائم ضد الايزديين من قبل فرق تحقيق دولية، مما أدى إلى بدء محاكمات لبعض عناصر داعش أمام المحاكم الدولية والمحلية بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب كما أنشأت الأمم المتحدة فرقاً خاصة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها داعش ، بهدف جمع الأدلة وتقديمها للمحاكم.
في الحقيقة،لايمكن الحديث عن فظاعة جريمة ابادة الايزديين من قبل ارهابيي داعش دون التطرق الى الفرار والانسحاب المهين لقوات البارتي في تلك المنطقة التي كانت اعطت إحساسًا زائفًا بالأمان للسكان الايزديين ودفعتهم يعتقدون أن الحماية العسكرية التي توفرها تلك القوات كافية لردع أي تهديد محتمل وعدم توقع شن هذا الهجوم وبالتالي عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة،ولكنهم فوجئوا بفرار تلك القوات قبل المدنيين مما تركهم يواجهون بمفردهم هول كارثة القرن الدموية،وبالتالي يُعتبر هذا الانسحاب أحدى العوامل التي ساهمت في الكارثة الإنسانية التي تلت ذلك فنتيجة لهذا الهروب العبثي للقوات المدافعة بحجة الافتقار إلى العتاد والذخيرة وتفضيل حياة الجنود على السكان، تمكن داعش من السيطرة بسهولة على المنطقة وبالتالي يعتبر هذا الهروب خيانةً للأمانة والمسؤولية تجاه المدنيين العزل ولكن الى الان لم يتم تقديم أي مسؤول رسمي للمحاكمة أو المحاسبة بشكل قانوني او علني.
ستبقى إبادة الايزديين جرحاً مفتوحاً في ضمير الإنسانية، وتؤكد على الحاجة المستمرة لحماية الأقليات الدينية والعرقية من الاضطهاد والعنف ،فالتحديات كبيرة، لكن الأمل في إعادة بناء حياة هؤلاء الناجين يبقى دائماً.وسيذكر التاريخ ان هروب قوات البارتي كان عاملا من عوامل بشاعة الفاجعة التي المت بالاخوة الايزديين كحقيقة لاتقبل الشك او تبريرات واهية ودموعا زائفة، كما سيذكر بشموخ ان الاتحاد الوطني الكوردستاني وامام هذه المأساة ورغم بعد المسافة بينه وبين المنطقة والعوائق التي كانت امامه، تمكن وبكل سرعة وبقوة صغيرة وبالتعاون مع القوات الاخرى في المنطقة من بناء خط دفاعي لحماية النازحين والمنكوبين وانقاذهم من الكارثة.
فالف تحية واجلال الى أرواح ضحايا الايزديين، والشموخ لذويهم الأعزاء.