كلمة وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
لندن/ في 10 أيلول/سبتمبر 2024
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا يا ديفيد، ليس فقط على كرم ضيافتك اليوم، ولكن أيضا على المشاركة الاستثنائية التي حظينا بها منذ توليك هذا المنصب. وقد قلتُ في وقت سابق إن وزير الخارجية انطلق بسرعة كبيرة لمباشرة مهام عمله، وهذه ليست مبالغة.
أعتقد أنه بالنظر إلى تعدد وتعقيد وإلحاح التحديات التي نواجهها، فنحن ممتنون جدا لوجود مثل هذا الشريك القوي المتمثل في ديفيد والحكومة ورئيس الوزراء.
واليوم وفي الأيام المقبلة سنواصل تعميق العمل الذي نقوم به معا.
ونحن نتحدث عن العلاقة الخاصة؛ أحب أن أصفها بأنها أساسية وضرورية – ضرورية لبلدينا، وضرورية لشعبينا، وضرورية للشعوب خارج شواطئنا.
ولهذا السبب اتفقنا في أول زيارة لديفيد إلى الولايات المتحدة على إطلاق هذا الحوار الاستراتيجي لتعزيز أولوياتنا المشتركة الدائمة ومصالحنا وقيمنا بشكل أكثر فعالية – وهي أولويات ستكون في صميم المناقشات التي يجريها فريقانا وأيضًا تلك التي سيجريها رئيس الوزراء ستارمر والرئيس بايدن في وقت لاحق من هذا الأسبوع في واشنطن.
وتشمل تلك الأولويات، بطبيعة الحال، دعمنا الحازم لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي المستمر.
فالولايات المتحدة والمملكة المتحدة رائدتان في تقديم المساعدة الأمنية لأوكرانيا، ونحن سوية نقف منذ اليوم الأول حتى يومنا هذا بقوة مع شركائنا الأوكرانيين.
وكما قال ديفيد، سنسافر معا إلى كييف هذا الأسبوع، وأعتقد أنها لحظة حرجة بالنسبة لأوكرانيا في خضم موسم قتال شديد في الخريف مع استمرار روسيا في تصعيد عدوانها – العدوان ضد المدنيين، وضد البنية التحتية الحيوية، وبالطبع، ضد القوات الأوكرانية.
إذ أننا نراها تكثف هجماتها على المدن، وعلى الناس، ولا سيما تستهدف البنية التحتية للطاقة – الكهرباء – كل ذلك قبل أشهر البرد القارس – إنها لعبة بوتين الشتوية المتمثلة في استخدام الطاقة والكهرباء كسلاح.
تعكس هذه الرحلة المشتركة الدعم القوي عبر الأطلسي المتوافق أيضًا مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي، وشركائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأكثر من 50 دولة تواصل دعم أوكرانيا بقوة وحزم.
نحن نعمل معًا للتأكد من أن أوكرانيا قادرة على الدفاع عن أراضيها ضد العدوان المستمر، وأنها ستكون قادرة على الوقوف بقوة على قدميها عسكريًا واقتصاديًا وديمقراطيًا، وأنها ستظل على المسار الذي يرغب الشعب الأوكراني بشدة في أن يكون عليه من التكامل الوثيق مع أوروبا، ومع المؤسسات عبر الأطلسي. ومن الواضح أن أوكرانيا تسير على هذا المسار. وسنستمر معًا في مساعدتها على المضي قدمًا في هذا المسار.
والآن، أحد الأسباب التي تجعل بوتين قادرا على مواصلة هذا العدوان هو الدعم المقدم من جمهورية الصين الشعبية، أكبر مورد للأجهزة الآلية، وأكبر مورد للإلكترونيات الدقيقة، وكلها تساعد روسيا في الحفاظ على قاعدتها الصناعية الدفاعية. إن بلدينا متفقان على محاسبة الكيانات التابعة لجمهورية الصين الشعبية التي تشارك في هذه الممارسات التي تغذي آلة الحرب الروسية.
كما ناقشنا الجهود المشتركة لضمان السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وحرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصين الجنوبي. وبالنسبة لكلينا، فإن الحفاظ على السلام والاستقرار والحفاظ على الوضع الراهن أمر ضروري. وهو أمر ضروري ليس فقط لنا؛ بل إنه ضروري مرة أخرى للدول في جميع أنحاء العالم.
كما أننا متفقان على أهمية مواصلة البحث عن سبل للتعاون مع الصين بشأن التحديات العالمية التي تؤثر على مصالحنا المشتركة وتؤثر على الناس في كل مكان، مثل محادثات المناخ التي أجراها فريق أميركي في بكين في الأيام الأخيرة قبل مؤتمر الأطراف المقبل.
والآن، يعتمد بوتين، لشنّ حربه العدوانية على أوكرانيا، أيضا بشكل متزايد على المساعدة المقدمة من إيران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وفي هذه الحالات للحصول على أسلحة فعلية، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة. والآن، تقوم طهران منذ فترة طويلة بتزويده بالطائرات المسيرة الفتاكة. فقد قامت ببناء مصنع للطائرات المسيرة في روسيا.
وقامت بتدريب أفراد روس على كيفية تشغيلها. وقد حذرت الولايات المتحدة لبعض الوقت من التهديد الإضافي المتمثل في: قيام إيران بتزويد روسيا بالصواريخ الباليستية لاستخدامها في أوكرانيا.
وقد حذرنا طهران علنًا، وحذرناها سرًا من أن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيشكل تصعيدًا دراماتيكيًا. لقد تم تدريب العشرات من العسكريين الروس في إيران على استخدام منظومة الصواريخ الباليستية قريبة المدى من طراز ’فتح-360‘، التي يبلغ مداها الأقصى 75 ميلًا. وقد تلقت روسيا الآن شحنات من هذه الصواريخ الباليستية ومن المرجح أن تستخدمها في غضون أسابيع في أوكرانيا ضد الأوكرانيين.
كما أن روسيا لديها مجموعة من صواريخها الباليستية الخاصة بها، ولكن إمدادات الصواريخ الإيرانية تمكّن روسيا من استخدام المزيد من ترسانتها لأهداف أبعد عن خط المواجهة، في حين تخصص الصواريخ الجديدة التي تتلقاها من إيران لأهداف أقرب مدى.
وهذا التطور والتعاون المتزايد بين روسيا وإيران يهدد الأمن الأوروبي ويوضح كيف أن نفوذ إيران المزعزِع للاستقرار يمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط. ومن جانبها، تشارك روسيا التكنولوجيا التي تسعى إيران للحصول عليها – وهذا طريق ذو اتجاهين – بما في ذلك في القضايا النووية وكذلك بعض المعلومات الفضائية. لذا، مع انتشار أنشطة إيران المزعزِعة للاستقرار، تنتشر روسيا أيضًا، مما يؤدي إلى زيادة انعدام الأمن في منطقتيهما وحول العالم.
في الأيام الأخيرة، كنا نتبادل المعلومات الاستخباراتية وراء هذه النتائج مع حلفائنا وشركائنا، ونعمل معًا لضمان أن تكون هناك عواقب اقتصادية كبيرة على تصرفات طهران.
ستعلن الولايات المتحدة عن فرض المزيد من العقوبات على إيران في وقت لاحق اليوم، بما في ذلك تدابير إضافية على الخطوط الجوية الإيرانية.
ونتوقع أن يعلن الحلفاء والشركاء عن تدابير جديدة خاصة بهم على إيران أيضًا. لقد قال الرئيس الإيراني الجديد ووزير خارجيته مرارًا وتكرارًا إنهما يريدان استعادة التواصل مع أوروبا، ويريدان الحصول على تخفيف للعقوبات. لكن مثل هذه الإجراءات المزعزِعة للاستقرار ستحقق عكس ذلك تمامًا.
وكما ذكر ديفيد، ناقشنا أيضًا الجهود التي تبذلها روسيا للتدخل في ديمقراطياتنا. ونحن متفقون على أن تعميق التعاون مع شركائنا في أوروبا للتصدي لجهود الكرملين في استخدام التضليل الإعلامي والأكاذيب لاستقطاب مجتمعاتنا وتشويه النقاش العام يُعد عملا ضروريًا.
وأخيرًا، فيما يتعلق بإسرائيل وغزة، تحدثنا اليوم عن جهودنا المستمرة لمنع تصعيد الأزمة في الشرق الأوسط أكثر من ذلك. لقد ساعد بلدانا إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجوم غير مسبوق من إيران قبل بضعة أشهر. ونحن مستعدون للعمل معًا لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في المستقبل.
ولكننا مصممون بالقدر نفسه على إنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن، وتبقى أسرع طريقة للقيام بذلك هي إتمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
إنها أفضل طريقة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وأفضل طريقة لتوصيل دفعة هائلة من المساعدات للناس الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في غزة. ولكننا اتفقنا على أنه لا يمكننا انتظار وقف إطلاق النار من أجل الاستمرار في بذل كل ما هو ممكن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أولئك الذين يحتاجونها. وأنتم ترون ما نقوم به الآن مع حملات التطعيم وحملة مكافحة شلل الأطفال لمنع تفشي المرض بشكل رهيب في غزة.
واسمحوا لي فقط أن أشير في الختام إلى أننا تحدثنا أيضًا بشكل أوسع – وسيتحدث فريقانا بشكل أوسع في الأيام المقبلة – عن كيفية تعزيز التحالفات التي نشكل جزءًا مركزيًا منها، ولا سيما حلف الناتو.
نحن نرحب باستراتيجية الدفاع البريطانية الجديدة ’الناتو أولًا‘، والتزام رئيس الوزراء بزيادة الإنفاق الدفاعي للمملكة المتحدة إلى 2.5 في المئة. ونحثّ الآخرين على القيام بالمثل، خاصة في ضوء التهديدات الخطيرة التي نواجهها جميعًا.
نحن نناقش استمرار التعاون الثلاثي مع أستراليا من خلال ’الشراكة بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة‘ [AUKUS]، وخاصة من خلال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
وهذا يعكس الجهود المتزايدة للربط بين الحلفاء في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، لبناء الجسور بينهم، لأن ما يحدث في أحد المسرحين له تأثير على المسرح الآخر.
وبشكل متزايد، يدرك حلفاؤنا وشركاؤنا في أوروبا، والمسرح العابر للأطلسي، ومسرح منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا الأمر ويتصرفون على أساسه.
وأخيرًا، جعل رئيس الوزراء وديفيد إعادة ضبط العلاقات مع أوروبا على رأس أولوياتهما، بما في ذلك السعي إلى تعاون أوثق بين المملكة المتحدة وأوروبا من خلال ميثاق أمني واسع النطاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ونحن ندعم هذه الجهود بشكل كامل. فهي مفيدة للمملكة المتحدة؛ ومفيدة لأوروبا. ومفيدة للولايات المتحدة، التي تستفيد عندما يصبح حلفاؤها عبر الأطلسي مرتبطين ببعضهم البعض بشكل أوثق.
وأنا أعلم أنه عندما يلتقي الرئيس برئيس الوزراء يوم الجمعة، فإنه سيتطلع أيضًا إلى إلقاء بعض الكلمات عن أيرلندا الشمالية. نحن مسرورون جدًا بالالتزام الذي يبديه رئيس الوزراء ستارمر ووزير شؤون أيرلندا الشمالية بِن تجاه اتفاق الجمعة العظيمة، وتجاه دعم ازدهار أيرلندا الشمالية. ونحن نشارك في هذا الهدف، وسنعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على الاتفاق وتعزيزه.
وكثيرًا ما قال ديفيد إن بريطانيا تكون دائمًا أقوى عندما تعمل مع الآخرين. وكذلك الولايات المتحدة، خاصة عندما نعمل مع أقرب حلفائنا، المملكة المتحدة. إنني أتطلع إلى البناء على هذه القوة، وأتطلع أيضًا إلى قضاء بعض الوقت الجيد مع ديفيد ونحن في طريقنا إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة. وشكرًا لكم.