×

  تركيا و الملف الکردي

  قره يلان: قوات البارتي أصبحت بمثابة حراس للجيش التركي



  

وكالة فرات للأنباء

قال مراد قره يلان، القائد العام لمركز قوات الدفاع الشعبي: لقد تعزز خلال حرب السنوات الأربع الماضية إصرار الكريلا بشكل أقوى في هذا الصدد، وسوف تكون بهدينان مقبرة للجيش التركي ونظام حزب العدالة والتنمية-حزب الحركة القومية وأرغنكون.

وفيما يلي الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها صحيفة يني أوزغور بوليتيكا مع قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي مراد قره يلان:

بعد اتفاق نيسان بين الدولة التركية والعراق والحزب الديمقراطي الكردستاني، بدأ الجيش التركي بتكرار سلوكه في جنوب كردستان على نحو مماثل لما كان في شمالها. فبينما كان سابقاً يحد من استخدام الطرق الرسمية والمعابر الحدودية، أو يستخدمها بشكل سري، أصبح الآن يعبرها بشكل علني، مع فتح جميع المسارات أمامه. كما تحول المعبر الحدودي "سيرزري" في منطقة جله، الذي أُنشئ لأغراض تجارية قبل بضع سنوات، إلى ممر لعبور القوات العسكرية بالكامل، مما يمثل تغييراً جذرياً في الوضع الراهن.

على الصعيد العسكري، اتُّخذت خطوات عديدة بعد 3 تموز، وسُهلت هذه الإجراءات عبر التعاون الرسمي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، مما جعل هجمات الغزو تأخذ طابعاً رسمياً. قبل هذا التعاون، كانت التحركات غير واضحة، بل ومخالفة للدستور العراقي، إذ كانت تشكل خرقاً قانونياً. أما بعد الاتفاق، أصبح الاحتلال التركي "مشروعاً" رسمياً، مما أتاح لها حرية أكبر في التحرك. وبذلك، تمكنت تركيا من نقل جميع معداتها، من حواجز خرسانية وأسلحة ثقيلة ودبابات ومدافع، إلى جنوب كردستان عبر الطرق المفتوحة لها بشكل كامل.

من الناحية العسكرية، امتدت عمليات الاحتلال إلى منطقة رأس متينا، حيث عززت التحركات العسكرية في بعض المواقع هناك التقدم نحو الأمام. بدأت هذه العمليات في نيسان، لكنها اكتسبت زخماً كبيراً بعد الثالث من تموز. ورغم أن الهجمات على كري بهار كانت مُخططة منذ ثلاث سنوات، لم يجرؤ الجيش التركي على تنفيذها حتى الآن. إلا أن هذه المرة، وبفضل الدعم المباشر من الحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق، سلك الجيش التركي الطريق من الجنوب عبر آمدية وديرلوك وبدأ بمحاولة احتلال كري بهار. ويعتمد بشكل واضح على دعم نشط من الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث تمركز الجنود في بعض المناطق المحتلة تحت مرافقة قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني.

الجيش التركي لا يكتفي بنشر قواته في الميدان فقط، بل يحدد أيضاً مواقع انتشار قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني لملء الفراغات. كما ينشر ما يُعرف بقوات الحدود العراقية، التي تُستخدم وفق توجيهات تركية لسد الثغرات في المناطق المحددة. في بعض المواقع ذات التحصينات القوية، حيث يمكن لقوات الكريلا المقاومة، تعتمد تركيا على قوات عراقية أو تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني لتأمين تلك المناطق التي لا تعتبرها آمنة ولا ترغب في الدخول إليها مباشرة. بهذه الطريقة، يُسهّل الجيش التركي تنسيق القوات وتنفيذ هجماته بفعالية أكبر.

إن ممارسة قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني باسم الكرد وكردستان تُعتبر وضعاً مخزياً، ولا تعكس سوى أسوأ أشكال التعاون والعبودية. فقد أصبحت هذه القوات بمثابة حراس للجيش التركي المحتل، حيث تُرسل كمرافقين إلى أي مكان تتوجه إليه الدولة التركية. وعندما توجد ثغرة حساسة في تنفيذ العمليات، يُعتمد عليهم لتأمينها وتقديم المعلومات الاستخباراتية التي تخدم الأهداف التركية. هذه الممارسات تُقوّض من دورهم وتشوّه سمعة البيشمركة بشكل مشين .

بفضل ذلك، تركزت عمليات الاغتيال ضد المدنيين في مختلف مناطق جنوب كردستان. في هذا الإطار، تقدم الجيش التركي من منطقة ليليكان إلى خنيري، وتوقف بالقرب من وادي سنين المعروف بتل همين. وفي 3 تموز، أعاد الجيش احتلال جبل شكيف، الذي تم الاستيلاء عليه سابقاً في عام 2019 قبل أن تسحب القوات التركية لاحقاً. يُعتبر هذا الجبل منطقة مرتفعة وفارغة، ويتميز بأهمية استراتيجية كبيرة ضد إيران. ومع عدم وجود قوات الكريلا في المنطقة، تسعى الدولة التركية حالياً للتوسع هناك، محاولاً تثبيت وجوده في جبل شكيف، باختصار، بدأت هذه الأحداث اعتباراً من 3 تموز، وجرت جميعها بدعم قوي من الحزب الديمقراطي الكردستاني وقوات الحدود العراقية.


27/10/2024