×

  کل الاخبار

  أول لقاء لعبد الله أوجلان داخل السجن منذ 4 سنوات: رسائل لترك السلاح



 

إسطنبول-جابر عمر:كشفت صحيفة حرييت التركية، يوم الخميس، أنّ زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون منذ عام 1999 في تركيا، التقى يوم الاربعاء ابن أخيه عمر أوجلان لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، وأنه قدم "رسائل إيجابية" لتخلّي "الكردستاني" عن السلاح. وجاءت الزيارة، وفق الصحيفة، بعد دعوة غير مسبوقة من زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد دولت بهتشلي ناشد من خلالها أوجلان دعوة أعضاء "العمال الكردستاني" إلى إلقاء السلاح، ما قد يسهّل صدور عفو بحقه.

ونقلت الصحيفة أنّ أوجلان الموجود في الحجز الانفرادي منذ 43 شهراً، التقى ابن أخيه وهو عضو برلماني عن حزب ديم الكردي عن ولاية شانلي أورفة، أمس الأربعاء، في سجنه بجزيرة إمرلي ودام قرابة ساعتين.

 وكان آخر لقاء عائلي جرى في عام 2019 بين أوجلان وأخيه محمد أوجلان، وبعدها مُنع من اللقاءات ووُضع في العزل. وطلب النائب عمر أوجلان من وزارة العدل لقاء عمه في أغسطس/ آب الماضي، باسم العائلة، ولكن لم يسمح له آنذاك باللقاء.

وكتب عمر أوجلان في منشور على منصة إكس: "كان آخر لقاء مباشر مع السيد عبد الله أوجلان في 3 مارس/ آذار 2020، التقينا كعائلة السيد أوجلان بعد سنوات في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2024".

 وأكمل: "نريد أن تستمر الزيارات العائلية الروتينية، وهي حق قانوني".

وأوضح قائلاً: "لقد التقيت السيد أوجلان في سجن جزيرة إمرلي. جاءت هذه الزيارة في إطار لقاء عائلي، وخلال اللقاء أجرى أوجلان تقييماً للتطورات السياسية العامة، وطلب إيصال الرسالة التالية إلى الجمهور: العزلة مستمرة، إذا توافرت الظروف لدي القوة النظرية والعملية لنقل هذه العملية من أرضية الصراع والعنف إلى الأرضية القانونية والسياسية، لقد كان بصحة جيدة وألقى تحية حارة على الجميع".

 

رسالة اوجلان

ووجّه أوجلان، عبر ابن شقيقه، رسالة إلى الرأي العام أكد فيها أنه «مستعد لنقل العملية الحالية إلى الإطارين السياسي والقانوني»، لكن قيادات حزب «العمال الكردستاني» في جبال قنديل بشمال العراق أكدت أنه لا يستطيع القيام بذلك.

وفي بداية افتتاح البرلمان للموسم التشريعي الجديد، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضرورة "تقوية الجبهة الداخلية"، وفي اليوم نفسه صافح بهتشلي نواب "ديم" الداعم لـ"العمال الكردستاني" الانفصالي، وأعقبته تصريحات عديدة إيجابية من التحالف الجمهوري الحاكم وحزب ديم. والثلاثاء الماضي، أطلق بهتشلي دعوته التي نالت انتقادات من أحزاب قومية ومعارضة، فيما لاقت تأييداً من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتفاعلاً إيجابياً من "ديم".

 

نقطة تحوّل

وكشفت "حرييت" أنّ الثلاثاء الماضي شكّل نقطة تحوّل أدت إلى حصول الزيارة، حيث أبلغ النائب عمر أوجلان بقبول طلبه في اليوم نفسه، وطلب منه الحضور إلى مرفأ عسكري بولاية بورصة لنقله بساعات الصبح إلى السجن. وأكملت أن زعيم "العمال الكردستاني" أبلغ ابن أخيه بأنّ رفع شروط العزل والسماح بإمكانية إجراء الاتصالات ستساهم بلعب دور إيجابي في مسألة إلقاء السلاح، قائلاً إنه "مستعد لاتخاذ مهمة تاريخية تقع على عاتقه ومناشدة الحزب إلقاء سلاحه".

وأوضحت الصحيفة أن أوجلان سبق وقال إنه "لا يرغب في أن يخرج من السجن في تابوت"، أي إنه لا يريد أن يمضي ما تبقى من عمره في السجن المؤبد.

الصحيفة شددت على أنّ النائب عمر أوجلان كشف أنّ عمه أرسل رسائل إيجابية بإمكانية لعبه دوراً في بداية مرحلة جديدة وترك "الكردستاني" للسلاح، ولكن المهم حالياً معرفة الجواب الذي ستعطيه قيادة الحزب الانفصالي في جبال قنديل.

وسابقاً خلال مرحلة السلام سمح بقراءة رسالة لأوجلان خلال احتفالات نوروز في دياربكر عام 2013 ناشد خلالها أعضاء حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح والتوجه للسياسة والديمقراطية، ولكن قيادة الحزب في قنديل رفضت وردّت بعمليات مسلحة قادت في العام التالي إلى إعلان مناطق حكم ذاتي في بعض المناطق جنوب شرقي البلاد قبل تدخل الجيش والقضاء عليها.

 

طبخة ما حول القضية الكردية

الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، تحدث لـ"العربي الجديد"، عن أهداف الحكومة وإمكانية طرح مرحلة سلام جديدة وموقف الحزب الكردي منها، بقوله إن "تحركات حزب الحركة القومية ودولت بهتشلي توحي بأن هناك طبخة ما حول القضية الكردية، وهناك حالياً حوارات سياسية إعلامية بين الحركة القومية وحزب ديم". وأضاف أن "العدالة والتنمية بهذه المرحلة بحاجة إلى مزيد من الأصوات والمقاعد لتغيير الدستور في البرلمان، وهو في سلم أولوياته". وأضاف أنه "معنوياً تغيير الدستور سينعكس على العدالة والتنمية بشكل إيجابي، كما يريد الرئيس أردوغان الترشح لولاية ثالثة وبالتالي يحتاج لتغيير الدستور، وهناك حاجة لدعم وتأييد الحزب الكردي لتأمين الأكثرية، وربما يحاولون تطبيع العلاقات على الأقل في المرحلة المقبلة". لكن في المرحلة المقبلة، وفق أوزجان "من غير المعروف ماذا سيحصل، حالياً هناك حاجة لمزيد من المقاعد".

وحول الأجواء الحالية اعتبر أن "المواجهات داخل تركيا قلت بين الجيش التركي ومسلحي الكردستاني، فيما يستمر الأمر في الخارج والقصف التركي لمواقع الكردستاني في جبال العراق وكذلك في سورية"، موضحاً أن "داخل تركيا استتب الأمن وهذا يمكن أن يشكل انطلاقة وأرضية صالحة لعقد السلام أو هدنة". وأضاف أن "تحركات بهتشلي وموقف حزب العدالة والتنمية يوحي بذلك".

 وختم بالقول إن "هناك مواقف إيجابية وردود فعل إيجابية من حزب ديم الذي يحتاج لهذا الأمر أيضاً، فهو فاز في عدد من البلديات جنوب شرقي البلاد، ويريد الاحتفاظ بها لأنه يمكن للحكومة فرض وصي وعزل البلديات هناك، وبالتالي يحتاج الحزب للاستقرار السياسي في تركيا لتثبيت أقدامه".

 

أنباء متضاربة و ممارسة شعبوية

من جهته، قال الكاتب الكردي فايق بولوط، لـ"العربي الجديد"، إن "ما تطرح حالياً هي أنباء متضاربة وهي ممارسة شعبوية من قبل السلطة الحالية التي تحتاج إلى دعم الأحزاب المعارضة للتصويت من أجل دستور جديد وصياغته وقبوله". وبرأيه "فمن المعروف أن السلطة الحالية من الناحية السياسية والاقتصادية تعاني من أزمات كبرى تهيمن على أجندة الشارع التركي، وبالتالي تريد توظيف التهديد الإسرائيلي والحديث عن الانفتاح الكردي لصالحها مستقبلاً، لا أقل ولا أكثر". ولفت إلى أنه "لا توجد دلائل ومستندات قوية لوجود أرضية للانفتاح على الكرد بالوقت الحالي"، معتبراً أن "الحوار المطروح من قبل السلطة الحالية هو الهروب من الواقع، إذ إن شعبية الحزب الحاكم تتآكل يوماً بعد يوم، وهو يريد التعويض عن هذه السيرورة". ورأى أن "هذا هو ملخص ما يحصل، وموقف الأحزاب الكردية هو الانتظار ورؤية التطورات التي ستأتي لتبني المواقف عليها".

*العربي الجديد


27/10/2024