تكتسب عملية تعداد السكان والمساكن في العراق، التي من المقرر أن تجري يوم 20/11/2024، أهمية كبيرة بالنسبة للبلد بصورة عامة، كونها لم تجر منذ أمد طويل، ولكنها ذات أهمية أكبر في المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة 140 من الدستور.
وبهذا الخصوص صرح روند ملا محمود مسؤول مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني، للموقع الرسمي للاتحاد الوطني PUKMEDIA، قائلا: "منذ سنوات عديدة لم تجر عملية التعداد سكاني في العراق، والكورد يشكلون عنصرا مهما في هذه العملية، لذا على المواطنين الكورد العودة الى أماكنهم الأصلية وتسجيل أنفسهم يوم التعداد، لأنها مسألة تتعلق بمصيرهم وهوية المناطق المتنازع عليها".
وأضاف روند ملا محمود: "ندعو جميع المواطنين الكورد العودة الى أماكنهم الأصلية وضمان حقوقهم".
جعل إحصاء 1957 أساسا
وكانت تلار لطيف، مسؤولة المركز القانوني للاتحاد الوطني الكوردستاني، أكدت في مقال نشر في PUKMEDIA: "التعداد السكاني سوف يضر بمكانة ونسبة الكورد في المناطق المتنازع عليها، حيث ان نسبة كبيرة من الناخبين الكورد في المناطق المتنازع عليها يقيمون في المحافظات والمدن التابعة لإقليم كوردستان الواقعة خارج المناطق المتنازع عليها".
وبينت أن "عدم حضور العوائل الكوردية وقت التعداد السكاني في كركوك والمناطق المتنازع عليها يحول دون تسجيلهم فيها، وهذا يؤدي الى عدم احتسابهم على كركوك والمناطق المتنازع عليها خلال الاحصائيات الاخرى، وهذا بحد ذاته سيشكل خطرا على مكانة الكورد ويعرض مصير الكورد الى تعقيدات أكثر".
وشددت مسؤولة مركز الشؤون القانونية للاتحاد الوطني الكوردستاني على "ضرورة اتخاذ خطوات جادة من قبل الأطراف السياسية الكوردستانية والعمل الجاد على عدم اعتماد إحصائيات السنوات 1987 و1997، وانما اعتماد إحصائية عام 1957"، مؤكدة "ضرورة إيجاد حلول سريعة لتسجيل العوائل الكوردية على كركوك والمناطق المتنازع عليها المقيمين في المحافظات والمدن الواقعة خارج المناطق المتنازع عليها نتيجة سياسة التعريب والترحيل".
الاحصاء السكاني سيثبت كوردستانية المناطق المتنازع عليها
من المقرر ان تجري خلال الشهر الحالي عملية الاحصاء السكاني العام، في جميع مناطق العراق واقليم كوردستان، وهذا الاحصاء مهم جداً للكورد وخاصة للمناطق المتنازع عليها، حيث يشكل الكورد الاغلبية في تلك المناطق، وبسبب سياسات التهجير والتعريب تم تهجير نسبة كبيرة من السكان الكورد من تلك المناطق لذا من المهم جداً عودتهم الى مناطق والمشاركة في الاحصاء السكاني العام.
وفي هذا الصدد يقول آفيستا محمد عضو لجنة التنسيق للاحصاء في كركوك خلال لقاء خاص مع PUKMEDIA: ان الاحصاء هذه المرة مهم جداً وخاصة في محافظة كركوك، ويجب على كل مواطن كركوكي يعيش في اي مكان الحضور والمشاركة في الاحصاء في مدينته.
واضاف: هناك مخاطر من ان المواطنين الكركوكيين خارج كركوك واذا لم يسجلوا في مدينتهم فلن تبقى لديهم اي حقوق مثل ابناء كركوك من ناحية التعيينات والمواد الغذائية بالاضافة الى حق التصويت في محافظتهم وستنقل جميع امتيازاتهم الى المحافظة التي يسجلون فيها.
واوضح: ان عملية الاحصاء ستجري في يومي 20 و21 من الشهر الحالي ويجب على جميع المواطنين المكوث في منازلهم وابراز المستمكات الرسمية لفرق الاحصاء السكاني.
وقال آفيستا شيخ محمد: ان ابناء كركوك والمناطق الكوردستانية تقع على عاتقهم مهمة وطنية وقومية كبيرة وحاسمة عن طريق المشاركة في الاحصاء السكاني العام في يوم 20/11/2024، وعلى جميع المواطنين الحضور والمشاركة في ذلك اليوم وفي مدينتهم الاصلية.
واضاف: يجب علينا التفكير في هذا الملف القومي المهم، نحن منذ عدة سنوات نقدم التضحيات الكبيرة من اجل حماية المناطق المتنازع عليها، لهذه المشاركة في هذا الاحصاء ليست اقل اهمية عن تلك التضحيات لذا على جميع ابناء المناطق المتنازع عليها العودة الى مناطقهم والمشاركة في الاحصاء السكاني العام، لان هذا الاحصاء سيكون اساسا لجميع القرارات والملفات المقبلة.
ويقول آفيستا شيخ محمد: ان هذا الاحصاء مهم جداً للكورد وخاصة للمادة 140، ويجب اثبات كورستانية كركوك وتوضيح نسبة الكورد في تلك المحافظة، لانه اذا اصبح الكورد اقلية هناك فسنواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ المادة 140، يجب على ابناء كركوك الحضور في مدينتهم واثبات كوردستانية كركوك، وجميع الوثائق القديمة والجديدة تثبت كوردستانية المحافظة.
سياسات التهجير والتعريب وعدم معالجة المشاكل ادت الى تهجير ابناء كركوك الاصلاء
واضاف: سياسات التهجير والتعريب وعدم معالجة المشاكل ادت الى تهجير ابناء كركوك الاصلاء من مسقط رأسهم الى مناطق اخرى، لذا يجب على الجميع العودة الى مناطقهم الاصلية والمشاركة في الاحصاء السكاني العام لان هذه مهمة قومية ووطنية.
حضور الكورد خلال التعداد السكاني يثبت ثقلهم في المناطق المتنازع عليها
من جهته قال فخرالدين محمد، العضو العامل في مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني، في تصريح لـ PUKMEDIA: "تعد عملية التعداد السكاني في العراق مسألة مهمة جدا بالنسبة للكورد في المناطق المتنازع عليها، من ناحية الخارطة الإدارية والسياسية، لأن حضور المواطنين الكورد في تلك المناطق يثبت ثقلهم".وأضاف فخرالدين محمد: "نحن نشك في تنفيذ أي قرار يصب في مصلحة الكورد في تلك المناطق، وخير دليل المادة 140 من الدستور التي لم تنفذ أي مرحلة منها حتى الآن، لذا من المهم تواجد المواطنين الكورد الأصلاء في تلك المناطق التي هي محل ولادتهم وهويتهم القومية أثناء التعداد العام، لأن مستقبل تلك المناطق تعتمد على هذا التعداد".
وفيما يخص مهام القوى السياسية الكوردستانية، بالنسبة لعملية التعداد السكاني، قال عضو مركز تنظيمات كركوك: "الأولولية الرئيسية للقوى السياسية في الظرف الراهن، حث المواطنين الكورد في كركوك والمناطق المتنازع عليها على التواجد في مناطقهم والمشاركة في التعداد، وعليها أن تنظر الى هذه ؤالمسألة كوسيلة للدفاع عن الهوية الوطنية والقومية، والكف عن الصراعات السياسية".
مجلس الوزراء يصدر قرارا حول التعداد السكاني في المناطق المتنازع عليها
هذا وأصدر مجلس الوزراء العراقي في جلسته الثلاثاء 12/11/2024، برئاسة محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء، قرارا حول التعداد العام للسكان والمساكن في المناطق المتنازع عليها.وقد قرر مجلس الوزراء عدم إعلان نتائج التعداد في المناطق المتنازع عليها، إلا بعد مقارنتها بالإحصاء السكاني لعام 1957.