تصريحات وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن
بغداد، 13 /ديسمبر 2024
الوزير بلينكن: حسنًا، طاب يومكم جميعًا. لقد سنحت لي الفرصة للتو للقاء رئيس الوزراء، محمد شياع) السوداني. لقد دأبتُ على القدوم إلى العراق على مدى أكثر من 20 عامًا، وأحد الأشياء التي أخبرتُ بها رئيس الوزراء كانت مدى روعة السفر بالطائرة من المطار، حيث يمكن رؤية كل أعمال البناء، وحيوية المدينة، والسيارات التي تتحرك في كل مكان.
وأنا أعلم أيضًا أن هناك عملًا مهمًا حقًا تم القيام به للتأكد من حصول العراقيين على الخدمات التي يحتاجون إليها، وزيادة الفرص التي يريدونها لبناء حياة أفضل.
لذا، كان من المثير للإعجاب للغاية رؤية هذه التغييرات، وأعتقد أنها تؤكد على أهمية استمرار العراق في الحصول على المساحة الضرورية للقيام بذلك. هذا ما يستحقه شعبه.
حول الوضع في سوريا
لقد أمضينا وقتا في الحديث عن الوضع في سوريا، وهو أمر مفهوم، وعن قناعة العديد من البلدان في المنطقة وخارجها بأن سوريا، مع انتقالها من دكتاتورية الأسد إلى الديمقراطية المأمولة، فإنها تفعل ذلك بطريقة تحمي بالطبع جميع الأقليات في سوريا، وتسفر عن حكومة شاملة جامعة وغير طائفية، ولا تتحول بأي حال من الأحوال إلى منصة للإرهاب.
ولا أحد يعرف أهمية ذلك أكثر من العراق بسبب وجود – بل استمرار وجود – داعش في سوريا، ونحن مصممون على التأكد من عدم قدرة داعش على الظهور مرة أخرى.
لقد حققت الولايات المتحدة والعراق معًا نجاحًا هائلًا في القضاء على الخلافة الإقليمية التي أنشأها داعش منذ سنوات، والآن، بعد أن أعدنا داعش إلى صندوقه، لا يمكننا السماح له بالخروج، ونحن مصممون على التأكد من عدم حدوث ذلك.
لقد أكدتُ مجددًا لرئيس الوزراء التزامنا بالعمل مع العراق بشأن الأمن والعمل دائمًا من أجل سيادة العراق للتأكد من تعزيزها والحفاظ عليها.
وأعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة أيضًا للعراق لتعزيز سيادته، وكذلك استقراره وأمنه ونجاحه في المستقبل.
وفي كل هذا، فإن ما يحدث في سوريا له تأثير مهم، ومن المهم جدًا أن تبذل العراق جنبًا إلى جنب مع العديد من البلدان الأخرى في المنطقة وخارجها قصارى جهدها لدعم الشعب السوري مع خروجه من سنوات الأسد.
وستتاح لنا الفرصة غدًا في العقبة للاجتماع مع زملاء من جميع أنحاء المنطقة، بمن فيهم وزير الخارجية العراقي، وإنني أتطلع إلى متابعة هذه المحادثات.
أما بالنسبة لليوم، فيسعدني أيضًا أن أكون هنا مع الجنرال ليهي، ومع نائبة رئيس بعثتنا إليزابيث ترودو، والفريق هنا، لنستمع مباشرة من دبلوماسيينا ومن عسكريينا – كيف نرى – كيف يرون الوضع بالنسبة للعراق، وبالنسبة لسوريا، وبالنسبة للمنطقة.
وأنا ممتن للغاية لكل واحد منهم، ولفرقنا. وكما قلتُ، لقد دأبتُ على القدوم إلى هنا على مدى أكثر من 20 عامًا، وبعد أن رأيتُ تعاقب دبلوماسيين استثنائيين، وقادة عسكريين استثنائيين هنا في العراق، فإنني ممتن لوجودي معكما ومع فرقيكما اليوم.
شكرًا لكم.
اجتماع وزير الخارجية بلينكن برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
واجتمع وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد.
وشدد الوزير بلينكن على التزام الولايات المتحدة بالشراكة الاستراتيجية الأمريكية-العراقية، وبأمن العراق، واستقراره، وسيادته.
حكومة مدنية شاملة وتمثيليةفي سوريا
وأعاد الوزير التأكيد على دعم الولايات المتحدة لعملية سياسية بقيادة سورية تفضي إلى حكومة مدنية شاملة وتمثيلية، مشددا على ضرورة أن تفي العملية الانتقالية والحكومة المنبثقة عنها بالتزامات واضحة لناحية احترام حقوق الإنسان الخاصة بالشعب السوري، وبمن فيهم النساء وأفراد الأقليات، واحترام كافة الأماكن الدينية والمقدسة في سوريا.
وشدد الوزير بلينكن على ضرورة تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية ومنع استخدام البلاد كقاعدة للإرهاب أو لتهديد الدول المجاورة.
وناقش المجتمعان الجهود المتواصلة الرامية إلى منع تنظيم داعش من معاودة الظهور وزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي ماياتي :استقبل رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، يوم الجمعة، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السيد أنتوني بلينكن.
وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، وكذلك مناقشة الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأحداث الجارية في سوريا، وما تتطلبه من جهود إقليمية ودولية لتعزيز الأمن في سوريا واستقرار المنطقة بالكامل.
وجدد السيد رئيس مجلس الوزراء موقف العراق بدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها، مشدداً على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأكد سيادته ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكية على اتفاق الولايات المتحدة مع الجانب العراقي على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، والعمل على تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب السوري وتنوع مكوناته، مشيراً إلى الدور المحوري للعراق، وأنه يمثل شريكاً أساسياً في المنطقة، وأهمية التشاور معه في التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، مؤكداً التزام أعضاء التحالف الدولي تجاه أمن وسيادة العراق واستقراره.
وتطرق اللقاء إلى الأحداث في غزة، وأهمية مواصلة العمل لإنهاء الحرب، والتأكيد على بذل كل الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في لبنان.
التزام فرنسي وبريطاني بأمن واستقرار العراق
من جهة اخرى تلقى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت، اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون، جرى خلاله بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، ولاسيما التطورات الحاصلة في سوريا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية تضافر جميع الجهود من أجل مساعدة السوريين لتحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، مشيراً إلى ضرورة التأسيس لمرحلة انتقالية عبر قيام عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، الذي يعد مهماً لأمن المنطقة واستقرارها.
من جانبه، اكد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بأمن واستقرار العراق والوقوف إلى جنبه تجاه مختلف التحديات، خصوصًا في مكافحة الإرهاب، مؤكداً دور العراق المحوري في المنطقة.
وتناول الاتصال تطورات المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، ووجوب بذل جهود مضاعفة في سبيل إيقاف معاناة الفلسطينيين، بجانب الحرص على إدامة وقف إطلاق النار في لبنان.
كما تلقى السوداني، الخميس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتداعيات الأحداث على الساحة السورية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، خلال الاتصال، موقف العراق الثابت إزاء ضرورة الحفاظ على أمن سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها، والسلم الأهلي في ظلّ الإرادة الحرّة للشعب السوري الشقيق، واحترام خياراته وتنوعه الاجتماعي والإثني والثقافي، مشيراً إلى ضرورة أن تضطلع الدول الكبرى بدورها لوقف المأساة في غزة.