*د. سعدي الابراهيم
غالباً ما تتكون السلطة التشريعية في الدول الفيدرالية، من مجلسين، الاول هو مجلس النواب، والثاني هو مجلس الاتحاد، الذي يضم عددا من الاعضاء يمثلون الولايات او الاقاليم. وهذا المجلس له فوائد متعددة، بالأخص اذا تميز اعضاؤه بالكفاءة والخبرة. علما ان طريقة تشكيله تختلف من دولة الى اخرى، الا ان خطوطه العريضة تكاد ان تكون واحدة.
العراق بما انه دولة فيدرالية فقد اشار الدستور الدائم في مادته الـ65 ما نصه (يتم انشاء مجلس تشريعي يدعى بـ"مجلس الاتحاد" يضم ممثلين عن الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، وينظم تكوينه وشروط العضوية فيه واختصاصاته، وكل ما يتعلق به بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب).
إلا أن النص اعلاه لم يتم تطبيقه الى هذه اللحظة، وبقي العراق يعمل بمجلس النواب فقط. وبالرغم من ان البعض يرى بأن تشكيل مجلس الاتحاد لن يأتي بجديد، وستتكلف الدولة التبعات المالية دون ان تكون له فائدة حقيقية. على اعتبار ان المحاصصة سوف تصل اليه بطريقة او بأخرى، وسوف يصبح نسخة مشابهة لمجلس النواب.
الفوائد للدولة العراقية
الا ان البعض الاخر، على العكس من ذلك يرى بأن مجلس الاتحاد سوف يحقق جملة من الفوائد للدولة العراقية، ومن اهمها الآتي:
1– ضبط ايقاعات مجلس النواب:
عندما يكون هناك مجلس اخر، فلن يذهب مجلس النواب بعيدا في حريته، بل سيجد نفسه مراقبا واحيانا مجبرا على الاستماع الى المجلس الثاني الذي هو مجلس الاتحاد الذي سيحاول ان يمارس صلاحياته، ويعطي رأيه الذي قد يكون اقوى من مجلس النواب في حال نص القانون الذي سينظمه على ذلك.
2– رفد الحكومة بمقترحات وحلول للمشاكل العامة:
بالأخص اذا ما ضم مجلس الاتحاد بين طياته خبراء او اساتذة جامعات، فيستطيع ان يقدم خبرات اعضائه على شكل مقترحات او حلول عملية للمشاكل العامة في البلاد. ويزداد هذا الاحتمال عندما تكون اعمار اعضاء المجلس متقدمة.
3– تمثيل المحافظات والاقاليم بشكل متساو:
عندما يكون لكل محافظة واقليم عدد متساو من الممثلين في مجلس الاتحاد، فأن هذه الميزة ستزرع الاطمئنان في نفوس سكان كل محافظة، كونها لن تسمح للمحافظات ذات الاغلبية السكانية من فرض نفسها على المحافظات الاقل سكانا، على اعتبار ان ممثلي كل محافظة في مجلس النواب يزداد كلما ازداد عدد سكانها.
4– تشكيل مجلس الاتحاد يساعد في التخلص من المحاصصة:
فلن يكون عدد النواب كافيا، لإخضاعه لقاعدة المحاصصة، وبالتالي من الممكن ان يشكل المجلس الشرارة الاولى لإرساء قواعد الثقافة الديمقراطية الحقيقية.
اذن، ان تشكيل مجلس الاتحاد العراقي من الممكن ان يمد النظام السياسي بمؤسسة جديدة قد تكون ذات اهمية كبيرة في المستقبل.