يحلل ألكسندر دوغين أخطاء أردوغان السياسية، مشيرًا إلى تداعيات دعمه للميليشيات في سوريا والأزمة الاقتصادية الداخلية، مما أضعف علاقاته مع روسيا وإيران وفتح المجال لاحتجاجات المعارضة. ويتوقع دوغين أن مستقبل أردوغان ونظامه سيكون غير مستقر في ظل هذه التحديات المتزايدة.
استعرض الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين في تحليل الوضع السياسي في تركيا، مشيرًا إلى الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة التي ارتكبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تهدد مستقبل حكمه وعلاقاته الدولية، خاصة مع روسيا وإيران.
الأخطاء السياسية الكبرى لأردوغان
وفق ما نشره ” Paideuma.TV” عبر حسابه على إكس، بدأ دوغين تحليله بالحديث عن الدعم الذي قدمه أردوغان لقوى معارضة في سوريا، وتحديدًا دعمه للميليشيات المسلحة التي يقودها أبو محمد الجولاني في سوريا. واعتبر دوغين أن هذه الخطوة كانت “خطأ قاتلًا” لأنها ألقت بظلالها السلبية على العلاقات التركية-الروسية والتركية-الإيرانية، حيث من المرجح أن تبتعد كل من روسيا وإيران عن دعم أردوغان في المستقبل. على الرغم من ذلك، أشار دوغين إلى أن الأزمة الحالية في تركيا ليست نتيجة لتدخل روسيا أو إيران، بل نتيجة لتدخلات الغرب في الشؤون التركية، على حد زعمه.
الاقتصاد والسياسات الاقتصادية: أزمة متفاقمة
لم يقتصر نقد دوغين على السياسة الخارجية لأردوغان فقط، بل امتد أيضًا إلى السياسة الاقتصادية التي أدت إلى تدهور الوضع المالي في تركيا. لفت إلى انخفاض قيمة الليرة التركية والركود الاقتصادي الذي يسببه التضخم المتزايد، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية والسياسية في البلاد. ورأى دوغين أن فشل أردوغان في إدارة الاقتصاد يضاف إلى قائمة أخطائه الكبرى، ويستغل معارضوه هذا الفشل لتقويض سلطته.
تحركات المعارضة والضغوط الداخلية
مع تصاعد الأزمات الداخلية، استفادت المعارضة الليبرالية العلمانية في تركيا من الوضع الراهن. وكان من أبرز هذه التحركات معركة حزب الشعب الجمهوري في مواجهة أردوغان، حيث سيطرت القوى المعارضة على الوضع السياسي في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، بقيادة شخصيات معارضة مثل أكرم إمام أوغلو. ونوه دوغين بأن هذه المعارضة تتلقى الدعم من الغرب، وهو ما يتناقض مع السياسة الإسلامية التي يتبعها أردوغان.
وفي خطوة مفاجئة، قرر أردوغان اعتقال إمام أوغلو، وهو ما اعتبره دوغين خطوة غير حكيمة. ورغم أن دوغين لا يتفق مع بعض مواقف إمام أوغلو، فإنه قال إن أردوغان كان في موقع ضعيف عندما قرر اتخاذ هذا القرار، حيث كان من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد النزاع الداخلي في تركيا.
أزمة أردوغان: تراجع في الدعم الداخلي
فيما يخص الأزمة السياسية في تركيا، عبر دوغين عن اعتقاده بأن أردوغان فقد الكثير من دعم حلفائه التقليديين، خاصة بعد أن خانهم في مواقف عديدة، أبرزها فيما يتعلق بعلاقاته مع إيران وروسيا. واعتبر دوغين أن المعارضين داخل تركيا، الذين استفادوا من الأخطاء السياسية الكبيرة لأردوغان، بدأوا في تشكيل ما وصفه بـ “ثورة ملونة” ضد النظام. وقد قوبلت هذه الاحتجاجات بمشاركة واسعة من الشعب، الذين يعبرون عن استيائهم من الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
مستقبل أردوغان والنظام التركي
واختتم دوغين بأن مستقبل أردوغان ونظامه يبدو قاتمًا، مع استمرار تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية. رغم أن روسيا ترغب في الحفاظ على علاقات قوية مع تركيا كدولة ذات سيادة، فإن الواقع الحالي يشير إلى أن أردوغان قد استنفد قدراته السياسية وأخطأ في العديد من الملفات الحساسة. في هذا السياق، توقع دوغين أن النظام التركي سيواجه تحديات جسيمة في المستقبل القريب.
التوصيات والتحذيرات
وفيما يخص تركيا كمجاور لروسيا، أعرب دوغين عن أمله في أن تظل تركيا دولة ذات سياسة مستقلة وصديقة، ولكن في الوقت نفسه حذر من العواقب المحتملة إذا استمر أردوغان في ارتكاب هذه الأخطاء القاتلة.