×

  بحوث و دراسات

  الدروس الكبرى من 12 يوما من الحرب مع إيران



موقع" المجلس الأطلسي"/الترجمة والتحرير: محمد شيخ عثمان

 

هل هذه هي النهاية، أم بداية النهاية، أم شيء آخر؟ بدأ وقف إطلاق نار مؤقت في الحرب بين إيران وإسرائيل، بعد أن وجه الطرفان بعض الضربات الأخيرة يوم الثلاثاء. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاء ما أسماه "حرب الـ 12 يوما" بعد أقل من يوم من رد إيران على القصف الأمريكي لمنشآتها النووية بضربة على قاعدة عسكرية أمريكية في قطر. سألنا خبرائنا عما كشفته الأيام الـ 12 الماضية عن إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.

 

رد فعل الخبراء اليوم مقدم لكم من

**جوناثان بانيكوف  ( @jpanikoff ):  مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط التابعة للمجلس ونائب ضابط الاستخبارات الوطنية الأمريكي السابق للشرق الأدنى

**دانيال ب. شابيرو  ( @DanielBShapiro ):  زميل متميز في مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي وسفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل

**كيرستن فونتينروز : زميلة أولى غير مقيمة في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط والمديرة الأولى السابقة لشؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

 

إيران

يقول لنا جوناثان : "لقد تغير ميزان القوى في المنطقة جذريا. لسنوات، ارتكزت خطط إيران لفرض نفوذها على ثلاث قدرات: شبكة وكلائها، وصواريخها الباليستية، وبرنامجها النووي. وقد تضاءل كلٌّ منها بشدة".

لقد أظهرت الحرب "ضعف إيران المُدمر وقابليتها للاختراق"، كما يجادل دان ، مضيفا أن البرنامج النووي الإيراني "عُطِّلَ وتراجع بشكل كبير". ومع ذلك، "ربما لا يكون هذا نهاية البرنامج، وبالتأكيد ليس نهاية" تطلعات إيران إلى امتلاك أسلحة نووية.

ويقول دان إن الولايات المتحدة يجب أن تعمل الآن مع دول الخليج والدول الأوروبية "لمحاولة العودة إلى المفاوضات" بشأن اتفاق من شأنه أن يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، "وتقديم قدر من تخفيف العقوبات التي يمكن للقادة الإيرانيين، العازمين على استقرار نظامهم، أن يقدموها كفوز لشعبهم".

 

إسرائيل

ويقول دان إن " إسرائيل تخرج من هذا الصراع وقد تعززت سمعتها كقوة عسكرية مخيفة"، كما أظهرت القدس "قدرتها على فرض القوة وإلحاق الأذى بأعدائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط"، فضلا عن عدم رغبتها بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في "العيش في ظل التهديدات الوجودية".

يقول جوناثان إن إسرائيل حققت هدفيها الرئيسيين في الحرب، وهما "إعاقة" قدرات إيران الصاروخية الباليستية وبرنامجها النووي بشكل ملحوظ.  ويضيف جوناثان : "بغض النظر عما إذا كان على  إسرائيل اتخاذ إجراء في الوقت المناسب، فمن الواضح أن البرنامج النووي الإيراني لم يعد يُشكل تهديدا وجوديا مباشرا لإسرائيل"، إذ إنه، وفقا للتقديرات الإسرائيلية، على بُعد أسابيع فقط من إنتاج أسلحة نووية.

لكن دان يُحذّر من أن على إسرائيل "الحذر من الغطرسة" نظرا لتكبدها "إصابات وخسائر بشرية جسيمة" جراء الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي أجهدت الدفاعات الجوية الإسرائيلية. يقول دان : "على قادة إسرائيل استغلال هذه اللحظة للتوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي واتفاق بشأن الأسرى يُنهي الحرب في غزة، ويُعيد جميع الأسرى إلى ديارهم، ويُزيل حماس من السلطة". هذا من شأنه أن يُساعد في "إعادة المنطقة إلى مسار التكامل الأكبر".

تشير كيرستن إلى أن الصراع كشف عن تباين في أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل من ضرب إيران . فبينما استهدفت كلٌّ من الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج النووي الإيراني، وصف بعض القادة الإسرائيليين هدفا أوسع نطاقا: "منع إيران من تشكيل تهديد وجودي، وهو ما يفسره الكثيرون على أنه يتطلب إسقاط نظام ملتزم بتدمير إسرائيل".

 

الولايات المتحدة

يقول دان : "أظهر الجيش الأمريكي قدراته الفريدة ، إذ نفّذ الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، وردع إيران عن ردّ فعّال، وحمى الأصول والأفراد الأمريكيين بمهارة ودقة". ومع ذلك، يُشير إلى أن "اليقظة ستكون مطلوبة" إذا حاولت إيران أو وكلاؤها "تصفية حساباتهم لاحقا".

تشير كيرستن إلى أن عملية إجلاء القوات الأمريكية والقطرية من قاعدة العديد قبل قصفها الإيراني كانت "إنجازا في التنسيق اللوجستي الثنائي" . وقد يُعيد الهجوم الإيراني قطر، التي تُحقق توازنا دبلوماسيا بين واشنطن وطهران، إلى "الموقف الأمريكي الراسخ".

حتى بعد الضربة الأمريكية الناجحة على فوردو، يقول جوناثان ، يبقى السؤال مطروحا: هل أزالت إيران كمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب من المنشأة النووية قبل قصفها؟ لو فعلت ذلك، لما تطلب الأمر سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، بالإضافة إلى مخزون إيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة صغيرة، للوصول إلى مواد صالحة للاستخدام في صنع الأسلحة، حسب تقديره.

ويضيف جوناثان أن الإجابة على هذا السؤال ستتطلب على الأرجح نشر مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران لتقييم الأضرار، لذا "لا يزال هناك حاجة إلى حل دبلوماسي طويل الأمد يتناول أي برنامج نووي إيراني مستقبلي". وإلا، فبعد بضعة أشهر، قد "تصبح هناك حاجة مرة أخرى إلى ضربات أمريكية أو إسرائيلية" لمنع السيناريو الذي أشعل فتيل هذه الحرب في المقام الأول: حصول إيران على أسلحة نووية.


26/06/2025