*رضوان شيخو
إن الحركة التي تمثل الواجهة السياسية لشعبٍ ما، يجب أن تكون في حالة استعداد دائم للدفاع عن حقوق هذا الشعب، والعمل كأداة نضالية لتحقيق آماله وتطلعاته. وعلى الأطراف والأحزاب المختلفة في هذه الحركة أن تكون جاهزة للتضحية، وأن تكون مستعدة حتى لحل نفسها إذا استدعت الحاجة لذلك خدمة لمصلحة الشعب وقضيته.
ذلك يتطلب منها أن تبذل كل جهد لتذليل العقبات والمصاعب، خصوصا في المنعطفات التاريخية التي قد تكون مليئة بفرص قد لا تتكرر إلا مرة واحدة كل مائة عام. فالشعب الكردي ضيع الكثير من الفرص التاريخية، سواء بسبب عوامل خارجية موضوعية أو بسبب الخلافات الداخلية والتناحر بين الكرد أنفسهم. ولقد كان العدو يستغل هذه الخلافات، ويشعلها من خلال ضعاف النفوس لخلق الفوضى وإضاعة أي فرصة قد تلوح في الأفق.
من أبرز تلك الفرص التي ضاعت كانت معاهدة سيفر، التي أقرت بإجراء استفتاء في كردستان تركيا حول تقرير المصير. ورغم هذه الفرصة الذهبية، تمكن الكماليون من الالتفاف على ذلك باستخدام الخونة، مما أدى إلى ضياع تلك الفرصة التاريخية.
اليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. فظروف جديدة بدأت تظهر في سوريا، وهناك دعم دولي متزايد لحقوق الشعب الكردي وضرورة إشراكه في الحياة السياسية. ومع ذلك، فإن الحركة الكردية لا تزال عاجزة عن تلبية متطلبات هذه المرحلة المهمة. ومن أبرز تلك المتطلبات هي توحيد الخطاب السياسي، وتشكيل هيئة تمثيلية، والاتفاق على صيغة للمطالب الكردية في سوريا الجديدة.
ومن المؤسف أن الدول العظمى تواصل الضغط علينا لكي نلملم صفوفنا ونوحد رؤانا، في حين نجد أن البعض منا يتمسك بأنانيات حزبية ضيقة، مما يوفر مبررات للآخرين لتهميش قضيتنا وشعبنا. لا شك أن المسؤولية تقع على عاتق من يتجنب تلبية استحقاقات هذه المرحلة الحساسة، وإن التاريخ لن يغفر لأولئك الذين يتسببون في ضياع هذه الفرصة.
إننا نعتقد بأن الوقت بدأ ينفد أمام الشعب الكردي، ولا بد من اتخاذ خطوات فورية لإنقاذ الوضع، وإذا ما استمر هذا التشتت، فإننا قد نواجه وضعا يقودنا إلى مجهول يصعب التكهن به.