×

  رؤى حول العراق

  تساؤلات مشروعة في وجه سياسة التجويع والتخبط السياسي



*حازم باجلان

يتساءل أبناءشعبنا العراقي المخلصون ومعهم أبناء كوردستان بجميع أطيافهم، بمرارة واستغراب: لماذا تصر الحكومة الاتحادية في بغداد على التلكؤ والمماطلة في إرسال مستحقات الإقليم من رواتب الموظفين والمتقاعدين؟ ولماذا تُستخدم أرزاق المواطنين كورقة ضغط سياسي على حساب حياة الناس ومعيشتهم؟

إنّ هذا السلوك، الذي بات يتكرر بشكل ممنهج، لا يمكن تفسيره إلا ضمن إطار سياسة متعمدة تهدف إلى تجويع شعب الإقليم والنيل من التجربة الكوردية، والتي أثبتت، رغم الصعوبات، أنها أكثر استقرارا وإنتاجا من غالبية المحافظات العراقية الأخرى.

فما الهدف الحقيقي من هذا الحصار المالي غير المعلن؟

هل هو محاولة لتركيع الإقليم؟ أم ابتزاز سياسي؟

أم أن هناك أجندات خارجية تملي على حكومة المركز هذه السياسات الكارثية لضرب الاستقرار في كوردستان؟

كل هذه الأسئلة تتردد يوميا على ألسنة الناس، ولا تجد لها جوابا مقنعا من الحكومة الاتحادية.

لقد تجاوزت هذه الأزمة حدود الخلافات السياسية، وأصبحت تمس حياة المواطنين بشكل مباشر:

• موظفون بلا رواتب لأشهر

• متقاعدون لا يجدون ما يسد حاجتهم

• عائلات تواجه الجوع والمرض في ظل صمت رسمي وتخبط إداري

 

وهنا تكمن الخطورة: إذ أن استمرار هذا النهج يهدد وحدة العراق، ويغذي مشاعر الإحباط والانفصال، ويصب في مصلحة الأعداء الذين يتربصون بالعراق من الخارج.

إن ما يجري اليوم ليس فقط نزاعا على الموارد، بل هو حرب ناعمة لتفكيك النسيج الوطني وضرب أي نموذج ناجح خارج إرادة المركز. وتحت هذا العنوان، تصبح كوردستان هدفا واضحا، ليس فقط من بعض الجهات السياسية، بل من أطراف إقليمية ودولية لا تريد للعراق أن ينهض، ولا لكوردستان أن تكون نموذجا للاستقرار والتعايش.

نحن، كعراقيين مخلصين، ندعو إلى وقفة وطنية صادقة:

• لرفض تجويع الشعوب تحت أي ذريعة

• وللوقوف مع حقوق الإقليم الدستورية

• ولمطالبة الحكومة الاتحادية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية كاملة

فلا أمن ولا استقرار في العراق إذا جاع جزء منه، ولا مستقبل مشرق للبلاد إذا أصبح الإذلال والتجويع أداة سياسية. كفى عبثا بقوت الناس، وكفى تلاعبا بمصير الملايين.

كوردستان ليست عبئا، بل شريك أساسي في بناء العراق، ولن تكون لقمة سائغة في أفواه العابثين بمصير الشعوب.

*كاتب مهتم بالشأن العراقي والكوردي

*وكالة الحدث الاخبارية


13/07/2025