×

  کل الاخبار

  رئيس الجمهورية يدعو إلى تبنّي سياسات وطنية فاعلة لإدارة ملف المياه



زار فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، الخميس 10 تموز 2025، المجمع العلمي العراقي، حيث كان في استقباله رئيس المجمع الدكتور محمد حسين آل ياسين وعدد من أعضاء الهيئة العلمية.

وشارك فخامته في الجلسة الحوارية التي نظمها المجمع تحت عنوان (مخرجات مؤتمر فرنسا لمياه المحيطات وشحة المياه العراقية وإدارة مواردها)، وذلك بحضور معالي وزير الموارد المائية المهندس عون ذياب، ومعالي وزير البيئة الدكتور هه لو العسكري، وعدد من المستشارين في رئاسة الجمهورية والخبراء والباحثين المعنيين بشؤون المياه والبيئة.

وأكد فخامته خلال الجلسة مرور العراق بظروف مائية صعبة نتيجة التغيرات المناخية العالمية، داعيًا إلى ضرورة تبنّي سياسات وطنية فاعلة لإدارة ملف المياه، ومنع الهدر، واعتماد وسائل الري الحديثة، وتحسين تقنيات الزراعة بما يسهم في خفض استهلاك المياه.

وأشار فخامة الرئيس إلى أن تدفقات نهري دجلة والفرات شهدت خلال العقود الأخيرة انخفاضا حادًا، نتيجة السياسات المائية التي تتبعها دول المنبع في بناء السدود والمشاريع، لافتًا إلى أنه لا توجد أي اتفاقية تمنع أو تقنن هذا التقسيم.

وفي هذا السياق، دعا فخامته إلى تشكيل لجنة مختصة في مجال المياه تضم الوزارات المعنية، والمختصين والخبراء في مجال المياه لحل المشاكل بما يضمن حصول العراق على حصة عادلة تغطي احتياجاته السكانية والزراعية، مبينا أن رئاسة الجمهورية أرسلت مقترحا إلى مجلس النواب العراقي لتشكيل مجلس أعلى للمياه لمعالجة الإشكالات كافة، ووضع خطط استراتيجية في هذا المجال.

كما تطرق فخامته إلى أهمية تعزيز الاقتصاد العراقي وتنويعه، وتنمية القطاعين الزراعي والصناعي، ودعم الاستثمار والقطاع الخاص، مؤكدا أن العراق مر بظروف صعبة ومعقدة من حروب وإرهاب أثرت على الشعب العراقي وعلى العلماء والمثقفين والمفكرين. كما بين فخامته أن العراق يعيش حاليا استقرارا أمنيا، يمثل بداية لمرحلة جديدة من البناء والإعمار وتطوير الاقتصاد وتحقيق التنمية.

وأضاف أن العراق يتمتع بعلاقات جيدة مع دول الجوار والعالم ويمارس دوره المحوري في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وبما يعزز الأمن والاستقرار والسلم.

وأكد رئيس الجمهورية ضرورة الاهتمام بالمجمع العلمي وتوفير متطلبات نجاح مهامه وأهدافه وبما يخدم المسيرة الثقافية والعلمية والمعرفية، منوها إلى مكانة العراق في مجال العلم والمعرفة.

بدوره، أشاد رئيس المجمع الدكتور محمد حسين آل ياسين بزيارة فخامة رئيس الجمهورية، واصفا الزيارة بالتاريخية إذ تعد أول زيارة من نوعها لرئيس جمهورية إلى المجمع العلمي العراقي، مشيرا إلى أنها تعبر عن مدى اهتمام فخامته بالحركة الثقافية والعلمية والمعرفية، وحرصه على دعم نتاجات المجمع في مختلف المجالات.

بعدها فتح باب النقاش حيث أجاب السيد الرئيس على الأسئلة التي طرحت على فخامته والمتعلقة بالوضع المائي للبلاد، وعدم وجود قوانين تنظم العلاقات بين الدول المتشاطئة كونها عبارة عن توصيات للتعاون، مشيرا فخامته إلى عقد العديد من اللقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء المنظمات الدولية بهذا الشأن. كما تطرقت الأسئلة والأجوبة إلى إنشاء العديد من بحيرات الأسماك بشكل عشوائي، وما تشكله من هدر كبير للمياه، وضرورة العمل على إزالتها ومنع فتح المزيد من البحيرات في ظل أزمة المياه الحالية.

كما تجوّل فخامته في مكتبة المجمع العلمي العراقي، مطّلعًا على نوادر المؤلفات والمخطوطات التي تزخر بها، مشيدًا بدور المجمع العلمي في حفظ الإرث المعرفي والفكري الوطني، وداعيًا إلى دعمه وتطوير إمكاناته ليواصل أداء رسالته العلمية والثقافية الرائدة.

وتقديرا لدور فخامته في دعم الحركة العلمية والثقافية في البلاد تم تكريم رئيس الجمهورية بدرع المجمع العلمي العراقي.

 

وزير البيئة: شح المياه وتغيّر المناخ تحديان يهددان الأمن البيئي

من جهته أكد وزير البيئة الدكتور هه لو العسكري، الخميس، أن شح المياه وتغيّر المناخ تحديان خطيران يهددان الأمن البيئي في العراق.

وأوضحت الوزارة في بيان أنه ” خلال مشاركة وزير البيئة الدكتور هه لو العسكري إلى جانب رئيس الجمهورية الدكتور جمال عبد اللطيف في الجلسة الحوارية التي نظمها المجمع العلمي تحت عنوان: (مخرجات مؤتمر فرنسا لمياه المحيطات وشحّة المياه العراقية وإدارة مواردها)، بحضور وزير الموارد المائية المهندس عون ذياب، وعدد من المستشارين في رئاسة الجمهورية، والخبراء والباحثين المختصين في شؤون المياه والبيئة، أكد العسكري أن أزمة المياه في العراق تمثل تحدياً عميقاً وخطيراً، نتيجة التغيرات المناخية وانخفاض معدلات الأمطار والثلوج، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في مناسيب المياه والتنوع البيولوجي في البلاد”.

وأشار إلى أن ” التغيرات المناخية ليست التحدي الوحيد، بل إن الزيادة المضاعفة في عدد السكان خلال السنوات الأخيرة فاقمت الضغط على الموارد المائية، مما يستدعي تحركاً عاجلاً وإستراتيجياً لمواجهة هذه الأزمة”، مشددا على ” أهمية نشر الوعي البيئي، التي يجب أن تنطلق من المستويات كافة، بدءاً من صنّاع القرار وصولاً إلى المواطن، لتحقيق تأثير فعّال ومستدام”.

وشدد على “ً ضرورة أن تكون التوعية البيئية عملية تفاعلية تُسهم في إحداث التغيير المطلوب”، مشيدا بـ”حالة الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي التي يشهدها العراق”، مؤكداً أن ” الحكومة تسعى أيضاً إلى تحقيق الاستقرار البيئي بما يوازي هذه النجاحات، لضمان مستقبل مستدام وآمن للأجيال القادمة “.


13/07/2025