رعى رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، الأحد3/8/2025 الحفل السنوي الذي أقيم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لجريمة الابادة الجماعية للايزيديين والمكونات الاخرى، والتي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية. وأشار السيد السوداني الى ما تعرض له الإيزيديون في قضاء سنجار من عمليات قتل وخطف للنساء والأطفال والرجال، وهدم مناطقهم ودور العبادة، ما تسبب بموجات نزوح كبرى للإيزيديين وللمكونات الاخرى، وعكست وحشية التنظيم الإرهابي الذي لايمت بصلة للإسلام وتعاليمه السمحاء، مستذكرا تضحيات قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها، وما قدمته في ظل فتوى المرجعية الدينية العليا، وهو ما مكن من تحقيق النصر بعد احباط المؤامرة وتحرير الأرض، ودحر الإرهاب.
وأكد سيادته اصدار العديد من التوجيهات التي اندرجت ضمن أولويات البرنامج الحكومي، بتنفيذ مشاريع مهمة في قضاء سنجار، لدعم توطين واستقرار سكانه، وتوفير فرص العمل، والالتزام بإزالة الآثار السلبية لجريمة الإبادة ضد أبناء شعبنا من الإيزيديين والمكونات الأخرى، مشددا على أن الحكومة ستبقى راعية لمصالح جميع أبناء الشعب في كل أرجاء العراق.
وفي ما يلي أبرز ما جاء في كلمة السيد رئيس مجلس الوزراء:
اتخذنا قرارات وتوجيهات وإعداد مقترحات تشريعات لضمان حقوق الإيزيديين، ومنها إعادة إعمار المعبد الرئيسي، الذي يزوره الأيزيديون من كل انحاء العالم.
وجهنا بملاحقة القتلة ومحاسبتهم وعدم افلاتهم من العقاب، بجانب جهد حكومي مستمر لإعادة المختطفات والمختطفين، والبحث عن المفقودين.
الوجود الإيزيدي والمسيحي والتركماني والشبك والصابئي ضمن نسيج مجتمعنا، يمثل عناصر قوة وغنى ثقافياً وحضارياً تسهم في بناء بلدنا.
صوت مجلس الوزراء على أن يكون أول أربعاء من شهر نيسان من كل عام عطلة رسمية لأبناء المكون الإيزيدي.
أصدرنا أوامر بإنشاء متحف خاص في سنجار للتعريف بالجرائم ضد الإيزيديين، وبناء دار ضيافة للوفود الدولية.
بلغ عدد المشمولين بقانون الناجيات من المكون الإيزيدي وبقية المكونات (2428)، منهم (809) داخل العراق و(1619) خارجه، وعدد الذين يستلمون رواتب شهرية (2216).
وجهنا بإصدار سندات تمليك أراض ومجمعات سكنية للإيزيديين بلغت (14) الف وحدة ضمن (11) مجمعاً سكنياً في قرار تاريخي أنصف الإيزيديين.
وجهنا بإكمال ما يقارب (2000) سند تمليك وتسليمه للمواطنين الإيزيديين خلال الأيام المقبلة، منها تسليم (224) سنداً للناجيات.
اطلقنا مبادرة حكومية للبدء قريبا بمشروع تأهيل مجمع سكني مهدّم وإنشاء مجمع جديد في سنجار ونواحيه، لحل مشكلة السكن في القضاء
جرت إحالة أراض في نواحي سنجار للمطور العقاري لتوزيع أراضٍ مخدومة للإيزيديين، واستحداث جامعة سنجار.
وجهنا بتنفيذ 89 مشروعا مهما في مناطق سنجار، بلغت كلفتها ضمن صندوق اعمار سنجار ونينوى ( 2023-2024) 100 مليار دينار، وتمت المباشرة بـ23 مشروعا.
هذه المشاريع ستساهم في تهيئة ظروف عودة النازحين بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة واقليم كردستان العراق.
وجهنا بصرف تعويضات للمعاملات المستكملة لأهالي سنجار والقحطانية ومناطق غرب نينوى، واستكمال البقية البالغة (19836) معاملة.
نؤكد على ابناء شعبنا بضرورة المساهمة في بناء بلدهم من خلال المشاركة الفاعلة بالانتخابات المقبلة.
المشهداني : ضرورة تبني قانون الجرائم ضد الانسانية وانصاف الايزديين
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا اليوم الحزين، نقف جميعاً بإجلال أمام ذكرى واحدة من أفظع الجرائم التي شهدها وطننا العراق والعالم بأسره — ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرّض لها أبناء الديانة الإيزيدية على يد قوى الظلام والإرهاب.
لقد كانت فاجعة سنجار عام 2014 وما زالت جرحاً غائراً في ضمير الإنسانية، حين اقتيد الآلاف من الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً إلى الموت والدمار، وتمّ تهجير وسبي وترويع عائلات لم يكن ذنبها إلا أنها تنتمي إلى ديانةٍ مسالمةٍ عريقة.
إننا اليوم لا نحيي فقط ذكرى هذه الفاجعة الأليمة، بل نُجدّد العهد بضرورة تحقيق العدالة، وإنصاف الضحايا، وتعويض المتضررين، وإعادة تأهيل الناجيات وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
فالمصالحة الحقيقية تبدأ بالاعتراف الكامل بما جرى، والمساءلة الصادقة للجناة، والمضي في طريق العدالة الانتقالية، إلى جانب إعمار سنجار وضمان عودة آمنة وكريمة لأهلها.
ومن موقعنا في مجلس النواب، نؤكد أنّ هذه الجريمة لا يمكن أن تُطوى بالزمن ولاتسقط بالتقادم، بل تُواجه بالقانون والعمل الدؤوب، ونعاهد أبناء شعبنا الإيزيدي بما يلي:
1- التنفيذ الكامل لقانون الناجيات الإيزيديات رقم (8) لسنة 2021 دون تسويف.
2- كشف مصير المغيبين وفتح المقابر الجماعية عبر لجان تحقيقٍ برلمانيةٍ مختصة.
3- تخصيص موازنات واضحة لإعمار قضاء سنجار والمناطق المتضررة.
4- تبني تشريعات إضافية، وفي مقدمتها قانون الجرائم ضد الإنسانية.
5-إدراج مأساة الإيزيديين في المناهج التربوية والتاريخية لتعزيز الوعي الوطني.
6- مساءلة الجهات المقصرة في أداء واجباتها تجاه هذا الملف.
ختاماً، نُعبر عن تضامننا العميق مع أهلنا الإيزيديين، ونؤمن أنّ تنوعنا الدينيّ والثقافيّ هو قوةٌ لوحدتنا، وليس ميدانًا للتمييز أو الاضطهاد.
الرحمة للشهداء،
الحرية للمختطفات،
والعدالة لكل من ذاق ويلات هذه الجريمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور محمود المشهدانيّ
رئيس مجلس النواب العراقيّ
3 آب 2025