*المرصد/فريق الرصد والمتابعة
يمثل انسحاب قوات حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية إلى شمال العراق خطوة تاريخية على طريق تسوية الصراع الممتد منذ أربعة عقود، لكنها تظل رهينة لإرادة سياسية متبادلة وشجاعة قانونية تسمح بتحويل هدنة السلاح إلى سلام دائم قائم على الحقوق والمواطنة المتساوية.
وشهدت المنطقة تطوراً لافتاً مع إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) بدء سحب جميع قواته من الأراضي التركية إلى شمال العراق، في خطوة وُصفت بأنها الأهم منذ انطلاق عملية السلام بين أنقرة والحركة الكردية قبل عام.
الإعلان، الذي جاء في مراسم رمزية عند سفوح جبال قنديل، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار بين الدولة التركية والحركة الكردية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة بداية سلام دائم أم مجرد هدنة مؤقتة في صراعٍ دام أربعة عقود وأودى بحياة عشرات الآلاف.
ورغم عدم الإعلان عن العدد الإجمالي للمقاتلين المنسحبين، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن ما بين مئتين إلى ثلاثمئة عنصر سيغادرون الأراضي التركية في المرحلة الأولى. يمثل هذا الانسحاب تطبيقاً عملياً لقرار الحزب بإنهاء الكفاح المسلح الذي كان قد أُعلن في وقت سابق، إيذاناً بتحوّل استراتيجي نحو “النضال الديمقراطي” كخيار بديل للسلاح.
وأكدت حركة حرية كردستان أنها، وعملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب، تعيد تنظيم قواتها داخل حدود تركيا في المناطق التي قد تشهد مخاطر تصعيد أو استفزازات محتملة، وتتخذ إجراءات احترازية في مناطق التماس لتجنب أي اشتباك. وأضافت أن هذه الخطوة جاءت في إطار نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، وأن مجموعة من قوات "الكريلا" وصلت إلى قنديل.
نص بيان الانسحاب الميداني
وجاء في بيان صادر عن حركة حرية كردستان أدلي به في جبال قنديل بمناطق الدفاع مديا بجنوب كردستان، وقرئ من قبل صبري أوك وفجين ديرسم خلال مراسم رسمية:
"شكلت الحروب والصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، تهديداً جدياً لمستقبل الكرد وتركيا، ما دفع إلى البدء بمسار جديد بدأت من تصريحات رئيس الجمهورية التركية، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، والقائد عبد الله أوجلان. تحت عنوان السلام والمجتمع الديمقراطي" بدعوة من القائد في 27 شباط 2025، في مرحلة حساسة ومفصلية للغاية.
خلال الأشهر الثمانية الماضية، وكطرف كردي، خطونا خطوات كبيرة وتاريخية على أساس نداء السلام والمجتمع الديمقراطي. ومن أجل خلق أرضية هادئة ومناسبة للحوار، أعلنا وقف إطلاق النار في الأول من آذار/مارس مباشرة بعد النداء.
وبالاعتماد على المبادئ التي تضمنتها توجيهات القائد عبد الله أوجلان، عقدنا في الفترة بين 5 و7 أيار/مايو المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني (PKK)، واتخذنا عدة قرارات منها حل الهيكلية التنظيمية للحزب وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح. ومن بين هذه القرارات أضفنا قراراً أساسياً: أن التطبيق العملي لهذه القرارات لا يمكن أن يتم إلا تحت قيادة القائد عبد الله أوجلان مباشرة.
وبعد شهرين، في 11 تموز/يوليو، وبناءً على النداء الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، تشكلت تحت قيادة الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بسي هوزات، مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي المكوّنة من 30 شخصاً، ومن أجل تطبيق قرار إنهاء الكفاح المسلح عملياً، نظمت المجموعة مراسم رمزية أحرقت خلالها أسلحتها، لتؤكد بذلك موقفنا الحاسم والواضح في الميدان.
في ظل قيادة القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني (PKK)، خطت الحركة الكردية خطوات تاريخية تركت أثراً عميقاً على المشهدين السياسي والاجتماعي في تركيا، وأطلقت روحاً وإرادة جديدة قائمة على السلام والديمقراطية. من أجل السلام، والديمقراطية، والحرية، لاقت هذه المواقف المبدئية والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الكرد داخل تركيا وخارجها ترحيباً واسعاً ضمن إطار المشروع العام.
بروح من المسؤولية، تسعى كل الجهود المخلصة المرتبطة بفكر القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية كردستان إلى تجاوز العقبات التي تثقل العلاقات بين تركيا والكرد، بهدف تأسيس مستقبل حر، ديمقراطي، قائم على الأخوة والمساواة. ومن أجل الوصول إلى المرحلة الثانية من مسار السلام والمجتمع الديمقراطي، تبذل محاولات عملية جديدة لتطبيق هذا الهدف وفق الخطة المقرة في المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني.
وبناءً على ذلك، وعملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب ومع موافقة القائد عبد الله أوجلان، نعلن سحب قواتنا من داخل حدود تركيا في المناطق التي قد تشهد مخاطر تصعيد أو استفزازات محتملة إلى مناطق الدفاع مديا، هذا وتُتخذ إجراءات احترازية في مناطق التماس لتجنب أي اشتباك.
وفي هذا الإطار، نعلن وصول جزء من قواتنا إلى مناطق الدفاع مديا، والآن هم هنا وينضمون إلى هذا البيان، كما تُتخذ التدابير اللازمة في المناطق الحدودية ذات الحساسية العالية.
من المؤكد أن هذه الخطوات ستكون لها انعكاسات ملموسة، وتشكل ترجمة عملية للموقف الذي تم إقراره في المؤتمر الثاني عشر للحزب. من الواضح تماماً أننا ملتزمون بقرارات هذا المؤتمر ونسير وفق توجيهاته، لكن من الناحية السياسية والقانونية يجب إظهار الالتزامات التي تفرضها المرحلة من دون تأخير، في هذا السياق فإنه يجب اعتبار قانون التحول الخاص بحزب العمال الكردستاني، أساساً لمشاركته في الحياة السياسية الديمقراطية، وضمان اندماجه في مسار الحرية والديمقراطية دون عراقيل.
وكنداء ختامي، نؤكد أن مسيرتنا موجّهة إلى النساء والشباب وجميع أبناء شعبنا، نشير إن هذا المسار ليس مسار تأمل شيء من أحد، بل مسار كفاح منظم لبناء وترسيخ حياة حرة وديمقراطية.
حينها على كل شخص يجد نفسه ضمن هذا النضال أن يشارك بكل طاقته في عملية “السلام والمجتمع الديمقراطي”.
مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي سيصل حتماً إلى النصر!".
صبري أوك: يجب ضمان حرية القائد آبو
وأجاب عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK صبري أوك عن أسئلة الصحفيين عقب المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم، في قنديل بجنوب كردستان.
رداً على سؤال حول القوانين الشاملة الواردة في البيان، قال أوك: "هذا العمل الذي نُفذ بخطوات هامة حتى الآن لضمان سير العملية بما يتوافق مع رغبات وتوقعات شعبنا، يتطلب تنفيذ بعض الإجراءات القانونية المؤقتة، يجب أن نكون قادرين على رؤية أن شيئاً ما قد حدث في الساحة القانونية استجابةً لما قمنا به كحركة حتى الآن، هذه لا تزال عملية، وليست نهاية المطاف، مع اتخاذ الخطوات، تكتسب العملية زخماً، نريد أيضاً قوانين خاصة بحزب العمال الكردستاني أو أن تكون محددة لهذه العملية، هذا ليس مجرد عفو؛ لقد وصل نضال دام 50 عاماً إلى هذا الحد، نحن في مرحلة مهمة للغاية بفضل الجهود العظيمة للقائد آبو، قد تكون هناك بعض القوانين والتعديلات الخاصة خصيصاً لهذا الغرض، إنه أمر خاص وفريد، من الطبيعي أن يسأل الجميع ويتوقع، عن ماهية هذه الخطوات المهمة للغاية، التي ينتظرها الرأي العام والجميع بفارغ الصبر ويتطلعون إليها، وما هي التطورات التي ستحدثها، نأمل أن تنظر الجهات المعنية والسلطات والدولة التركية إلى هذه القضايا ويتحملوا مسؤولياتهم".
ردّ صبري أوك على سؤال: "ما هي توقعاتكم تحديداً من تركيا؟" قائلاً: "لم يُشهد مثيلٌ لقضية كقضية الكرد في تاريخ المقاومة الشعبية، لم يسبق لأي قائد شعب أو قوة أو حركة أن حاول تحقيق السلام والحل في ظل ظروف السجن، يجب على هؤلاء الأشخاص السعي لتحقيق هذه الأهداف بحرية، يجب أن يكونوا أحراراً، لم ينل القائد آبو حريته الجسدية بعد، ومع ذلك، فهو يضطلع بمسؤولية تاريخية، يجب أن ينال القائد آبو أيضاً حريته الجسدية في أقرب وقت ممكن، وهو أمر يُناقش على نطاق واسع في الرأي العام".
على الجميع تحمل مسؤولياتهم
وتابع صبري أوك: "تُصدر الدولة التركية تصريحات بين الحين والآخر. هذا نضال، وهذا ما نقوله في بياننا، لا نتوقع منهم كل شيء؛ النضال ضروري، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم، نعتقد أن ذلك سيسفر عن نتائج إيجابية".
وأجاب أيضاً عن سؤال: "ماذا لو لم تنفذ أنقرة متطلبات هذا البيان؟" قائلاً: "دعونا نفكر بإيجابية، ونتوقع أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه هذه الخطوة التاريخية التي اتخذناها في هذه العملية".
بعد هذه الخطوة التاريخية التي اتخذتها قيادة حركة حرية كردستان، سُئل عن توقع انسحاب الدولة التركية من جنوب كردستان. صرّح صبري أوك قائلاً: "بعد خمسين عاماً من الحرب، يتابع الوضع التاريخي والاجتماعي والعالمي وضع كردستان، ويُقترح أن يدير القائد آبو السياسة وفق نموذج جديد، سنواصل نضالنا على هذا الأساس، ونتوقع من المعنيين أن يضطلعوا بمسؤولياتهم، وإذا ما أُنجزت هذه المسؤولية فسيكون لها تأثير على جنوب كردستان والشرق الأوسط أيضاً، نحن مُصِرّون على أن يتحمل الجميع، بما في ذلك الدولة التركية، مسؤولياتهم".
ورداً على سؤال: "ماذا لو لم يُستجب لهذه الخطوة؟" قال صبري أوك: "لا نريد التفكير في مثل هذا الأمر، حلّ القضية الكردية غير ممكن في ظلّ سجن القائد آبو، يجب أن يعيش القائد آبو ويعمل بحرية، ويجب ضمان حريته الجسدية".
الرئاسة التركية ترحب بالانسحاب”: خطوة في الاتجاه الصحيح
وقالت الرئاسة التركية، الاثنين، إن إعلان حزب العمال الكردستاني انسحاب مقاتليه من الأراضي التركية “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وقال جودت يلماز، نائب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: “قرار العمال الكردستاني بسحب عناصره من تركيا وحدودها يُعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف يلماز: “تركيا تتابع هذه العملية عن كثب، وإن أهم ما تتطلع إليه في هذه المرحلة استمرار الخطوات الملموسة في هذا الاتجاه”.
واعتبر نائب الرئيس التركي أن “زوال ظلال الأسلحة سيساهم في تعزيز قوة السياسة الديمقراطية والتركيز على التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي”.
وفي وقت سابق ، قال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: “تركيا ترحب بانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من أراضيها”.
وأضاف جيليك: “ما شاهدناه اليوم هو نتيجة ملموسة في الجهود الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ أربعة عقود”.
وفي تعليقه على الخطوة، التي جاءت بعد أيام من الإعلان عن لقاء ثالث مرتقب بين الرئيس رجب طيب أردوغان ووفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي، قال جليك في بيان على منصة X:”مواصلة التشكيلات المسلحة وغير القانونية للعمال الكردستاني في جميع المناطق وعلى رأسها سوريا والعراق وعناصره داخل تركيا عملية تفكيك الصفوف وإلقاء السلاح هو الأجندة الرئيسة لعملية (تركيا بدون إرهاب). ومواصلة العمال الكردستاني تسليم السلاح بدون انقطاع هو المحور الرئيسي لخارطة طريق عملية “تركيا بدون إرهاب”.
وعلى ضوء تطورات اليوم فإن إعلان العمال الكردستاني الانسحاب من تركيا واتخاذ خطوات جديدة بشأن عملية تسليم السلاح هي نتائج ملموسة للتقدم المحرز في خارطة طريق عملية “تركيا بدون إرهاب”، فسحب العناصر الإرهابية من تركيا والكشف عن خطوات جديدة بشأن تسليم السلاح هو تقدم يتوافق مع الهدف الرئيسي.
خارطة الطريق تواصل تحقيق نتائج إيجابية لهدف “تركيا بدون إرهاب” وعملية “تركيا بدون إرهاب” هي خطوة استراتيجية وتاريخية تم اتخاذها لتخليص الديمقراطية من جميع التهديدات.
هدف (منطقة بدون إرهاب)، وهو نتيجة طبيعية وأساسية لهذا، هو موقف ضد فرض وصاية استعمارية عبر التنظيمات الإرهابية على المنطقة القريبة لتركيا وفي مقدمتها دول الجوار.
الأرضية الاستراتيجية والسياسية التي تشكلت بدعوة بهجلي التاريخية وتحول العملية إلى سياسة دولة بإرادة الرئيس العالية وضعت إطار كبير يتوافق مع روح المرحلة وبمثابة رد على التحديات بمحيطنا. الدعوة الناضجة والإرشاد للجنة البرلمانية للتضامن الوطني والأخوة والديمقراطية، التي تضم أحزاب مختلفة، كشف بشكل واضح أن الإرادة القومية هو المحور السياسي الوحيد للعملية.
واتخاذ خطوات بشأن مواصلة عملية تسليم السلاح وتفكيك الصفوف دون انقطاع سيضمن تحقيق الأهداف وباستمرار عملية تفكيك الصفوف وتسليم السلاح سيتحدد الإطار الإيجابي الذي ستتبعه لجنة التضامن الاجتماعي والأخوة والديمقراطية.
ولابد من الانتباه الشديد لحماية العملية من شتى التحريضات ونحن ندرك المحاولات السياسية والاستخباراتية والتخريبية للبؤر المدعومة من سياسات الفوضى بالمنطقة القريبة. وفي المقابل، ننفذ خارطة الطريق بعزم وإصرار. وجود ودعم أحزاب من رؤى سياسية مختلفة هو ثراء سياسي ويدعم قوة هذه العملية.
حماية هذا الثراء السياسي بما يتوافق مع سمات دولتنا وقيم شعبنا والتقدم نحو الهدف الأساسي سيمهد الطريق ولن نسمح بأن يخلق النهج الهامشي والمتطرف مع الإسناد غير العادل والافتراء الذي يصرف العملية عن تركيزها الرئيسي آثار جانبية من شأنها إفساد خارطة الطريق.
نتقدم صوب أهدافنا بدعم كل المواطنين وأخوتنا ووحدتنا التاريخية والمصيرية. وجميع مؤسسات الدولة تواصل بعزم وإصرار العمل لأجل هدف “تركيا بدون إرهاب”.
تفاصيل الانسحاب وآلياته الميدانية
أفادت التقارير بأن المجموعة المنسحبة، التي تضم سبعةً وأربعين عنصراً، غادرت تركيا باتجاه المناطق الجبلية في شمال العراق وهي تحمل أسلحة خفيفة فقط، فيما تُركت الأسلحة الثقيلة في مخابئ خاصة داخل الولايات الجنوبية الشرقية.
وجرى تنفيذ العملية تحت متابعة دقيقة من أجهزة الاستخبارات والجيش التركي، بهدف منع أي احتكاك أو اشتباك محتمل مع القوات النظامية. كما أُعيد نشر الوحدات العسكرية المنتشرة على مسار الانسحاب لتأمين الممرات وتقليل احتمالات التصعيد.
وأوضحت المصادر الأمنية أن انسحاب المقاتلين تم وفق خطة منسّقة مع القيادة العسكرية لتفادي أي استفزازات ميدانية، إذ أخلت عناصر الحزب عدداً من النقاط التي كانت تحت سيطرتها قرب الحدود، تمهيداً لدخول القوات التركية لإجراء عمليات تمشيط شاملة في الكهوف والمخازن التي استخدمت منذ ثمانينيات القرن الماضي كمراكز إمداد وتخزين.
ويُعد هذا التحرك مؤشراً رمزياً على بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين أنقرة والحزب، إذ لم يُنشئ المقاتلون للمرة الأولى منذ عام 1984 قواعد شتوية داخل الأراضي التركية.
الانسحاب في اهتمامات الصحافة التركية
على المستوى الإعلامي، وصف الكاتب مراد يتكين الخطوة بأنها «نقطة تحوّل مهمّة» على طريق إنهاء «الإرهاب» المستمرّ منذ عام 1978 (تاريخ تأسيس «حزب العمال الكردستاني»)، في حين رأى أن إعلان أوق عن أن أوجالان وافق على الخطوة، يُعدّ انعكاساً للتنسيق بين الحزب الكردي والاستخبارات التركية و«آبو».
واعتبر الكاتب المقرّب من إردوغان، عبد القادر سيلفي، في صحيفة «حرييات»، الخطوة بأنها «إنجاز تاريخي في مسيرة تاريخية»، مضيفاً: «في الماضي، حدث انسحابان لمقاتلي الحزب من تركيا، وآمل ألّا تكون هناك عودة هذه المرّة. تجري الآن عملية مختلفة، وهذه المرّة السياق الداخلي والخارجي مختلف، وهو يعمل لصالحنا».
ووفقاً لسيلفي، فإن عملية تفكيك حزب العمال الكردستاني تنفَّذ خطوة وراء خطوة. تبدأ الخطوات في تركيا ومن ثم يتم الانتقال إلى تفكيك فروعه في العراق وسوريا».
وقال إنه «حان الوقت لإنهاء وجود الحزب في تركيا وسوريا والعراق وإيران. نحن نحقّق ذلك من دون مساومة أو وساطة من أيّ دولة»، لافتاً إلى أن «القوميين الأتراك المتشدّدين قلقون من هذه العملية، ولكن هل القومية التركية هي استمرار توافد القتلى أم وقف سفك الدماء وعدم السماح للدول الأجنبية بالتدخّل عبر أدواتها في تركيا؟».
ووفقاً لرئيس تحرير صحيفة «ميللييت»، أوزاي شاندير، فإن قرار «الكردستاني» سحب قواته من تركيا «دليل على أنه لن يعود ثانية إلى الإرهاب»، كما «يؤكد الثقة في مسار عملية المصالحة، وبأنها ماضية إلى الأمام». ولم يوفّر شاندير، الموالي لإردوغان، إسرائيل وإيران من انتقاداته، حين قال: «عندما تدرك أن القضية الوحيدة التي تتّفق عليها إسرائيل وإيران، هي تهديد تركيا بالإرهاب وبحزب العمال الكردستاني، فإن النقطة التي وصلنا إليها تكتسب أهمية كبيرة»، مضيفاً أن المهمّة الصعبة الآن بالنسبة إلى الاستخبارات التركية، هي إيجاد حلّ في سوريا ونزع سلاح وحدات الحماية الكردية بطريقة تحفظ وحدة سوريا».