×


  رؤى حول العراق

  مشاورات زعامات "الإطار التنسيقي" بمنأى عن السوداني



 

العربي الجديد: صفاء الكبيسي:كشفت سلسلة اللقاءات والمشاورات التي شهدتها الساعات والأيام الأخيرة، بين زعامات تحالف "الإطار التنسيقي" في العراق عن حراك داخلي لإعادة ترتيب التحالف بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، في وقت بقي فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خارج دائرة تلك التشاورات، رغم أنه أحد أطراف الإطار، وسط تأكيدات بأن قيادات بارزة تريد إعادة هندسة التحالف بمنأى عن السوداني.

ومنذ مساء الأربعاء الماضي، نشطت اللقاءات بين قادة "الإطار التنسيقي" على نحو لافت، فقد اجتمع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ونائب رئيس البرلمان محسن المندلاوي، كما التقى المالكي مع زعيم جماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي. كذلك التقى الأخير مع زعيم تحالف الحكمة عمار الحكيم، والتقى الأخير بدوره مع زعيم تحالف الفتح هادي العامري، والتقى العامري أيضا بالحكيم وبرئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، فيما كان آخر اللقاءات مساء أمس الجمعة إذ التقى الخزعلي بالمندلاوي.

وحول لقاء الخزعلي والمندلاوي ذكر مكتب الأول، في بيان، أنّ "اللقاء بحث مستجدات المشهد السياسي، إذ أكد الجانبان ضرورة الإسراع في استكمال إجراءات تشكيل الحكومة المقبلة، والحرص على اختيار الكفاءات القادرة على إدارة المرحلة الجديدة بكفاءة ومسؤولية، بما يضمن استقرار البلاد وتحقيق تطلعات المواطنين"، وجاءت اللقاءات ضمن محاولة بلورة موقف موحّد قبل دخول مفاوضات تشكيل الحكومة، خصوصا مع هشاشة التوازنات التي أفرزتها النتائج، التي تتطلب تحالفا واسعا.

ووفقا لقيادي في تحالف "الإطار"، فإنّ التحالف بصدد الإعلان عن الكتلة البرلمانية الكبرى، التي تقدم مرشحها لرئاسة الوزراء، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "تشكيل الكتلة يتجه إلى الاستناد إلى قوائم الإطار نفسها، لكن من دون حسم إشراك تحالف الإعمار والتنمية الذي يترأسه السوداني، من عدمه". وأوضح القيادي أن "هناك مزاجا سياسيا لبعض قادة الإطار البارزين، وتحديدا المالكي، لأن يكون السوداني خارج الإطار التنسيقي، حتى لا يترأس الحكومة المقبلة"، مؤكدا أن "هذا الطرح متداول حاليا داخل قوى الإطار لكنّه لم يحظ بدعم قياداته كلها"، مشيرا إلى أن "الإطار التنسيقي يمتلك مقاعد مؤهلة للمضي بإعلان نفسه الكتلة الكبرى وطرح مرشحه لرئاسة الوزراء".

من جهته، قال مختار الموسوي، القيادي في كتلة بدر، بزعامة هادي العامري، إن "الإطار يتجه لإعلان تشكيل الكتلة الكبرى مباشرة، بعد أن تجري المصادقة على نتائج الانتخابات"، مؤكدا في تصريح صحافي، أنه "من غير المستبعد أن يجري الأمر بعيدا عن ائتلاف الإعمار والتنمية".

وأضاف الموسوي أن "قوى الإطار التنسيقي ستعلن عن تشكيلها القائمة أو الكتلة البرلمانية الكبرى بعد تصديق النتائج الرسمية للانتخابات"، مبينا أن "قوائم الإطار التنسيقي حصلت على أصوات ومقاعد تمكنها من المضي بالكتلة الكبرى، وليس بالضرورة أن تكون مع ائتلاف الإعمار والتنمية".

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، قال في تدوينة له على منصة إكس، أمس الجمعة، إنّ "الخريطة السياسية العراقية بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات العراقية من قبل المفوضية مربكة"، مؤكدا أنها "تحتاج إلى تحالفات أوسع من الأوزان الوسطية والصغيرة والنتوءات الأصغر".

وأشار زيباري إلى أن "تأخر تشكيل الحكومة القادمة وارد، لكن تسريع العملية ممكن أيضا"، مشددا على أنّ "المحك سيكون موقع السيد السوداني في المعادلة الحكومية".

ومن المتوقع أن يواجه تشكيل الحكومة الجديدة في العراق، تحديات كبيرة في ضوء التوازنات السياسية الدقيقة والانقسامات بين القوى الفائزة، الأمر الذي قد يعيد سيناريو الانتخابات السابقة التي تأخر تشكيل حكومتها نحو عام كامل بسبب الخلافات السياسية. وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق، قد دعا الفائزين بالانتخابات إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفق السقوف الزمنية الدستورية، مؤكدا "ضرورة الإسراع بإجراء الحوارات والتفاهمات اللازمة من أجل تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية، ضمن السقوف الزمنية الدستورية المحددة".


16/11/2025