×

  المرصد الخليجي

  طهران والرياض: علاقات شاملة ومستقرة يجب ان تتبلور



 

المرصد/فريق الرصد والمتابعة

 استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة، يوم الجمعة 18/8/2023، وزير خارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

 وبحسب وكالة الانباء السعودية فقد نقل وزير الخارجية الايراني، تحيات وتقدير رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد، فيما حمَّله الامير محمد تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين، وتحيات وتقديره لفخامته.

 وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والفرص المستقبلية للتعاون بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.

وبحسب وكالة الانباء الايرانية فقد بحث وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الخميس 17/8/2023 "العلاقات بين الجمهورية الإيرانية، و المملكة السعودية والفرص المستقبلية للتعاون بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها".

واكد وزير الخارجية الايراني حسين أميرعبداللهيان -بحسب ارنا -خلال اجتماعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جده، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عازمة على تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.

واضاف  خلال اللقاء ان ايران والسعودية امام مسؤولية تاريخية نظرا لمكانتهما في المنطقة والعالم الاسلامي.

واكد أميرعبداللهيان، عزم الجمهورية الإيرانية على تطوير العلاقات مع دول المنطقة والسعودية، وقال: يمكن للجمهورية الإيرانية والسعودية أن تحققا المزيد من النمو والازدهار للمنطقة من خلال التنمية الشاملة للتعاون، بما في ذلك في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والعبور والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.

وأشار وزير الخارجية الايراني إلى تطورات النظام الدولي، وأكد: اليوم أمامنا مسؤولية تاريخية.

ولفت إلى إنجازات وقدرات الجمهورية الإيرانية، وأضاف: إن طريق نجاح المنطقة هو تعزيز الحوار والتعاون وزيادة التعاون الموجه نحو التنمية.

وأشار  إلى مكانة ودور إيران والسعودية في المنطقة والعالم الإسلامي، منوها إلى قضية فلسطين والقدس باعتبارها القضية المركزية للعالم الإسلامي، واعتبر الكيان الصهيوني تهديدا للجميع.

وأكد وزير الخارجية على أهمية الأمن المنتج داخليا والمستدام في المنطقة.

بدوره، اكد ابن سلمان ان نظرة السعودية الى ايران هي نظرة استراتيجية والرياض لديها إصرار جاد في هذا الصدد، منوها إلى أن اللقاءات التي تجمع قادة البلدين مهمة للغاية ومؤثرة في ترسيخ العلاقة بين البلدين.

وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والفرص المستقبلية للتعاون بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.

 

تشكيل لجان مشتركة للتعاون في مختلف المجالات

الى ذلك اقترح وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان تشكيل لجان مشتركة متخصصة للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك ، وهو الامر الذي لقي الترحيبا من نظيره السعودي فيصل بن فرحان.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في الرياض اليوم الخميس.

وفي هذا اللقاء ، اشار أمير عبداللهيان ، الى أن هذا الاجتماع هو الاجتماع الرابع بين وزيري خارجية البلدين بعد اجتماع بكين ، معربا عن ارتياحه لأن العلاقات بين البلدين تسير في المسار الصحيح.

واكد ضرورة تفعيل مختلف مجالات العلاقات بين البلدين بما يتفق مع المصالح المشتركة، وقال: نحن في الرياض اليوم معا لتوفير الأساس لاستمرار واستقرار العلاقات البناءة بين البلدين.

وفي إشارة إلى مجالات التعاون المختلفة بين البلدين ، اقترح وزير الخارجية الايراني تشكيل لجان متخصصة مشتركة للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك ، وهو ما لقي الترحيب من قبل نظيره السعودي.

كما أعلن أمير عبداللهيان استعداد الجمهورية الإيرانية لتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وكان تشكيل مجلس تنسيق العلاقات الثنائية برئاسة وزيري خارجية البلدين أحد الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام والتشاور من قبل الجانبين كأحد سبل تسريع العلاقات بين البلدين.

ووصف وزير الخارجية الايراني مكافحة الإرهاب بانه يتماشى مع الأمن المشترك للبلدين ودول المنطقة ، وأضاف: يمكن أن يكون هذا الموضوع مجالًا آخر للتعاون بين البلدين.

وأوضح أمير عبداللهيان وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والإغاثة والإنقاذ والقضاء والسجناء والشؤون القنصلية.

وأشار إلى أهمية البيئة ومشكلة الغبار باعتبارها مشكلة مناخية منتشرة ، مؤكدا دعوة إيران للسعودية للمشاركة في الاجتماع الدولي لمكافحة الغبار في طهران.

ومن بين القضايا التي طرحها وزير الخارجية الايراني ولقيت الترحيب من نظيره السعودي؛ عقد اجتماع مشترك للغرف التجارية في البلدين ، وتفعيل خطوط الطيران ، والاستثمار المشترك ، والتعاون العلمي والبحثي ، والشركات المعرفية ، ومكافحة الاتجار بالمخدرات ، وتبادل الوفود النخبوية والعلمية ، وكذلك الفرق الرياضية في البلدين.

وفي إشارة إلى أهمية التعاون البرلماني ، أكد وزير الخارجية الايراني على ضرورة إرساء أسس التعاون بين البلدين في هذا المجال.

 

استضافة الرئيس الإيراني في السعودية

ورداً على إعلان استعداد الجانب السعودي استضافة الرئيس الإيراني في السعودية ، شكر امير عبداللهيان الجانب السعودي على هذه الدعوة ، واكد على ضرورة بذل جهود مشتركة لتوفير الأسس لإنجاز هذه الزيارة بنجاح في الوقت المناسب.

وأضاف وزير خارجية إيران: نحن مستعدون لتفعيل كافة وثائق التعاون الثنائي وتوقيع وثائق جديدة وفق احتياجات تطوير العلاقات بين البلدين، كما نرحب بالسياح السعوديين في إيران ونوفر لهم جميع التسهيلات.

وبشأن قضايا المنطقة ، قال أمير عبداللهيان: إن الأمن والتنمية في المنطقة لا ينفصلان. ترحب إيران دائما بالحوار والمسار السياسي لحل الأزمات.

كما شرح مواقف إيران تجاه فلسطين ، واصفا إياها بالقضية الرئيسية والمحورية للعالم الإسلامي ، واعتبر الكيان الصهيوني تهديدًا دائمًا للأمن الإقليمي والدولي وأمن الدول الإسلامية.

وفي إشارة إلى الأحداث المؤسفة الأخيرة لإهانة القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية ، وصف التعاون المشترك الأخير بين إيران والسعودية والعراق في عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي خطوة قيمة وشدد على ضرورة متابعة وتنفيذ قراراتها من أجل ضمان الردع.

كما شكر وزير خارجية إيران، المملكة العربية السعودية على استضافة الحجاج الإيرانيين ، وأعرب عن أمله في أن يتم في المحادثات المستقبلية بين وفدي الحج في البلدين التوصل إلى الاتفاقات في المجالات اللازمة لتسهيل فريضة الحج وأداء العمرة قدر الإمكان.

 

 

نأمل أن تنعكس إيجابياً على البلدين والمنطقة والعالم

الى ذلك أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، أن العلاقات الطبيعية بين المملكة وإيران هي الأصل، وأنهما بلدان مهمان في المنطقة لما يجمعهما من أواصر الأخوة الإسلامية وحسن الجوار، موضحاً أن العلاقات بين البلدين يجب أن تقوم على أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل والاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

 وقال في المؤتمر صحفي المشترك مع وزير خارجية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان،  إن المباحثات بين الجانبين اتسمت بالإيجابية والوضوح، وذلك في إطار استكمال البلدين تنفيذ الاتفاق الموقع في بكين يوم 10 مارس 2023م، مضيفاً بأن العمل جاري على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية والقنصلية في البلدين.

 وأشار وزير الخارجية السعودي إلى افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض والقنصلية الإيرانية في جدة، وكذلك البعثة الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامية، وسيتبعها قريباً افتتاح السفارة السعودية في طهران.

 وأوضح أن لقائه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يتضمن نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - - وتطلعهما إلى تلبية الرئيس الإيراني للدعوة الموجه له لزيارة المملكة السعودية قريباً .

 وعبر وزير الخارجية السعودي عن أمله بأن تنعكس العلاقات بين المملكة وإيران إيجابياً على البلدين، وتفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة، كما عبر عن أمله بأن تنعكس عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع، من خلال الالتزام المشترك في أمن المنطقة واستقرارها والتعاون في سبيل التنمية الاقتصادية والعلاقات الثقافية البينية وغيرها.

 وشدد على أهمية التعاون بين البلدين في ما يتعلق بالأمن الإقليمي لاسيماً أمن الملاحة البحرية والممرات المائية، وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من جميع أسلحة الدمار الشامل.

 

ايران والسعودية : الامن والتنمية المستديمة يجب ان يكون للجميع بالمنطقة

تصريح للصحفيين مساء الجمعة في ختام زيارته للسعودية التي استغرقت يومين اكد وزير خارجية إيران حسين امير عبداللهيان، إن السعودية سعت خلال زيارته لها للتاكيد على رؤيتها المختلفة عن الماضي، وقال ان المنطقة ستدخل صفحة جديدة من التعاون متعدد الأطراف ، لأن هناك ادراكا بأن المنطقة يمكنها اتخاذ خطوات نحو التنمية بالاتكاء على طاقاتها الذاتية ودون الاعتماد على الأجانب.

وقال امير عبداللهيان: إن أكثر من 70٪ من محادثات (الخميس) مع وزير الخارجية السعودي خصصت للقضايا الثنائية ، لأننا نعتقد ان علاقات شاملة ومستقرة يجب ان تتبلور بين طهران والرياض. في هذا الإطار ، اتفقنا على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية في القطاعين الخاص والعام.

وفي إشارة إلى لقائه يوم الجمعة مع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي محمد بن سلمان، قال وزير الخارجية: لقد كان لدينا أكثر من تسعين دقيقة من المحادثات الصريحة والواضحة والشفافة مع بعضنا البعض. واتفق الجانبان على أن الأمن التنمية المستدامة يجب أن يكون للجميع بالمنطقة، ومن هنا تم التأكيد على فكرة الأمن والتنمية للجميع من قبل الجانبين.

وقال أمير عبداللهيان: ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يرى أن تحقيق التنمية المستدامة والأمن في المنطقة يخدم ايضا مصلحة المملكة العربية السعودية.

 

*وثيقة التعاون طويل الأمد بين إيران والسعودية

وفي إشارة إلى تأكيد الجانبين على القدرات العالية لإيران والسعودية ، قال: إن محمد بن سلمان اوعز لوزير الخارجية فيصل بن فرحان باتخاذ خطوات أولية لإعداد إطار وثيقة التعاون طويل الأمد بين البلدين ليتم التوقيع عليها خلال زيارة كبار المسؤولين في البلدين.

ولفت إلى أن الجمهورية الإيرانية وجهت الدعوة لمحمد بن سلمان لزيارة طهران ، وأعلن قبول ولي العهد السعودي لهذه الدعوة والتخطيط من قبل المسؤولين السعوديين لاجراء هذه الزيارة في أفضل وقت ممكن.

وأكد أمير عبداللهيان: أن ولي عهد السعودية طرح أفكارا بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف: خلال هذه الزيارة سعت السعودية للتأكيد على ان لها نظرة مختلفة عن الماضي وابدت استعدادها لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وفي إشارة إلى تأكيد إيران والسعودية على التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي وغير ذلك من الإجراءات العملية التي تعود بفوائد ملموسة على البلدين والشعبين، قال أمير عبداللهيان: يجب أن تكون هناك إجراءات في مجال توقيع الوثائق الأساسية واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وارسال الايرانيين الى حج العمرة. في هذا الصدد ، سوف يسافر مسؤولو الحج والعمرة إلى المملكة العربية السعودية لإبرام اتفاق في هذا الصدد؛ كما أننا مستعدون لاستقبال الزوار والسياح من السعودية.

واضاف وزير الخارجية: انطباعي أن المنطقة ستدخل صفحة جديدة من التعاون متعدد الأطراف ، وهناك تفاهم على أن المنطقة يمكن أن تخطو خطوة نحو التنمية برؤية نحو الداخل ودون الاعتماد على الأجانب.

وفي إشارة إلى سياسة الجوار التي أكدها رئيس الجمهورية، قال: سنواصل هذا النهج بخطوات أقوى ونأمل أن نشهد منطقة آمنة ومستقرة مع تنمية مستدامة.

 

طهران ـ الرياض في المسار الصحيح

هذا وتحت هذا العنوان  كتبت صحيفة "كيهان العربي"الرسمية الايرانية افتتاحية هذا نصها:

بعد عدة اشهر من انطلاق الوساطة الصينية بين ايران والسعودية لانهاء القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، نشهد اليوم ان مسار العلاقات الثنائية تسير بالاتجاه الصحيح وان كانت ببطئ الا ان سفارتي البلدين تزاولان اليوم رسميا نشاطاتهما في الرياض وطهران في اطار تاكيد البلدين على تطوير  العلاقات السياسية والاقتصادية وحتى الامنية وهذا ما طالب به الوزير بن فرحان اثناء زيارة الوزير عبداللهيان للرياض عندما اكد "حرص المملكة على تفعيل الاتفاقات السابقة بين البلدين خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الامنية والاقتصادية" . وهذا ما يعزز اندفاع البلدين لترسيخ العلاقات الثنائية غير ان اللقاء الاخر الذي جرى على المستوى العسكري في موسكو على هامش معرض موسكو العسكري بين نائب رئيس هيئة الاركان الايرانية العميد عزيز نصيرزادة ومساعد وزير الدفاع السعودي طلال بن عبدالله بن تركي جاء مكملا لتطوير العلاقات الثنائية التي تخدم مصالح الشعبين الايراني والسعودي.

فزيارة الوزير عبداللهيان للسعودية التي تأتي ردا على زيارة بن فرحان لطهران، تؤكد على عزم البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة وهذا مؤشر على ان العلاقات تسير بخطى متأنية وثابتة لتحقيق اهداف البلدين ليس على مستوى العلاقات الثنائية فقط بل للاتفاق على ارساء الأمن الاقليمي يشمل دول منطقة الخليج الفارسي. وهذا ما طرحته ايران سابقاً تحت عنوان مبادرة "هرمز للسلام" عاد مهندس الخارجية الاسلامية ليكررها ثانية في الرياض بالقول: ان فكرة اجراء حوار اقليمي على مستوى منطقة الخليج الفارسي  قد طرحت وذلك استمرارا للمحادثات السابقة مع السعودية.

وايران منذ انتصار ثورتها الاسلامية المباركة تعلن باستمرار وبأعلى صوتها وهي تنادي جيرانها خاصة المتشاطئة معها في مياه الخليج الفارسي تعالوا لنتفاهم على أمن اقليمي يصون الاستقرار  في منطقة الخليج الفارسي ومن خلال ابنائها الجديرين اكثر من غيرهم  في الحفاظ على امنها والملاحة فيها وكما يقال "ما حك ظهرك مثل ظفرك". وان استجلاب القوات الاجنبية خاصة الاميركية لا يجلب الى دولها سوى التوتر  وعدم الاستقرار  ناهيك عن تكلفتها الباهضة. لذلك نرى ان ايران الاسلامية  تؤكد باستمرار على ضرورة خلو منطقة الخليج الفارسي من اية قوات اجنبية.

ولا ينكر ان زيارة الوزير عبداللهيان للرياض ولقائه بولي العهد  السعودي الامير محمد بن سلمان الذي استغرق ساعة ونصف الساعة والحديث الصريح الذي جرى بين الجانبين، قد  حظيت باهتمام الاوساط السياسية والمراقبين الذين يتابعون مسيرة العلاقات الثنائية التي تتطور  باستمرار من خلال هذه الزيارات المتبادلة خاصة وان هذا اللقاء تناول القضايا الثنائية وبعض الموضوعات الاقليمية  والدولية ذات الاهتمام المشترك وقد وصفها الوزير عبداللهيان بانها كان صريحة ومثمرة او مفيدة غير ان ولي العهد السعودي ذهب  الى ابعد من ذلك ليؤكد  نظرة بلاده الى العلاقات مع ايران بانها استراتيجية ولديها عزم جاد في هذا المجال".

وتعتقد الاوساط السياسية في المنطقة ان اللبنة التي ارست قواعد العلاقات السياسية بين ايران والسعودية في بكين كانت ايجابية للغاية خاصة ان وضعت العلاقات في مسارها الصحيح وهي تشق اليوم طريقه وسط تفاؤل بمزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين وهذا ما سيترك اثارة على دول المنطقة التي ستنعم منها ان شاء الله.

 

الدبلوماسية الفاعلة

هذا وتحت هذا العنوان  كتبت صحيفة "الرياض"الرسمية السعودية افتتاحية هذا نصها:

في عالم يسوده التوتر لاعتبارات عديدة سياسية واقتصادية، وصحية أيضاً، تبدو الصورة قاتمة والخروج منها ليس بالسهل أبداً، فالأزمات حتى البيئية منها تعكر المزاج الدولي العام وتجعل الأجواء أكثر سخونة.

في ظل تلك الأجواء تؤكد الدبلوماسية السعودية حكمتها وثباتها وبعد نظرها، مع رؤيتنا الجبارة رؤية 2030، التي هي مشروع وطني متكامل الأركان يشمل جميع مناحي التطور والنمو والاستقرار لبلادنا الحبيبة بانعكاسات إقليمية ودولية.

عودة العلاقات السعودية - الإيرانية تأتي في إطار سياسة سعودية منطقية واقعية لإغلاق ملف كان له تداعيات على الإقليم بأسره، وجعله يعيش أجواء متوترة أثرت على تقدمه ونمائه واستقراره، واستنفد موارد كانت من الممكن أن يتم تسخيرها من أجل النمو والتقدم، ومن هذا المنطلق رأت المملكة أن إعادة العلاقات مع إيران برعاية من الصين أمر يأتي في صالح المنطقة ودولها وشعوبها، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون البناء بعيداً عن التجاذبات التي كان لها انعكاسات سلبية على المنطقة بأسرها، ومازالت تعاني من تبعاتها.

التعاون السعودي - الإيراني من خلال عودة العلاقات بين البلدين بكل تأكيد سيكون له مردود إيجابي على الدولتين وعلى الإقليم، فالعديد من الملفات مرشحة للإغلاق أو التسوية على أقل تقدير، وهو أمر غاية في الأهمية كونه يمهد الأرضية لمستقبل أكثر استقراراً وأكثر نمواً، وهذا بكل تأكيد في صالح دول المنطقة وشعوبها.

السياسة السعودية أكدت حضورها إقليمياً ودولياً، وكانت مشاركة بقوة في المحافل الدولية بثقلها ورصانتها وفاعليتها وتأثيرها، وهذا أمر نعرفه ونشاهده بأم أعيننا، وجاء نتيجة للمكانة الرفيعة والثقة المطلقة التي اكتسبتها من خلال مواقفها المتزنة الحصيفة التي هدفها الأمن والاستقرار والنمو والازدهار.


19/08/2023