×

  شؤون دولية

  ضوء اخضر دولي لضرب الحوثيين... أرقام وتحليل



 

المرصد/فريق الرصد

اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2722 بتأييد 11 عضوا وامتناع 4 عن التصويت. يدين القرارالهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التجارية وسفن النقل في البحر الأحمر ويطالب بالوقف الفوري لجميع هذه الهجمات.

 في مستهل اجتماع المجلس، الذي عقد بعد مشاورات مغلقة استمرت ساعات، اقترحت روسيا 3 تعديلات على مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان. لكن التعديلات لم تحصل على التأييد المطلوب من أعضاء المجلس الخمسة عشر.

واعتمد القرار بعد أن صوتت لصالحه غالبية الأعضاء فيما امتنعت روسيا والصين والجزائر وموزامبيق عن التصويت.

 

القرار

يدين القرار بأشد العبارات الهجمات التي شنها الحوثيون- والتي زاد عددها عن العشرين- على السفن التجارية وسفن النقل منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر. ويطالب بأن يكف الحوثيون فورا عن جميع هذه الهجمات التي تعيق التجارة العالمية وتقوض الحقوق والحريات الملاحية والسلم والأمن الإقليميين. كما يطالب بالإفراج فورا عن السفينة غالاكسي ليدر وطاقمها.

ويؤكد القرار وجوب احترام ممارسة السفن التجارية وسفن النقل للحقوق والحريات الملاحية وفقا للقانون الدولي، ويحيط علما بحق الدول الأعضاء في الدفاع عن سفنها ضد الهجمات بما في ذلك التي تقوض تلك الحقوق.

ويثني القرار على الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء- في إطار المنظمة البحرية الدولية- لتعزيز سلامة السفن التجارية وسفن النقل من جميع الدول ومروها بأمان عبر البحر الأحمر. ويشجع أيضا مواصلة الدول الأعضاء بناء وتعزيز قدراتها، ودعمها لبناء قدرات الدول الساحلية ودول الموانئ في البحر الأحمر وباب المندب بهدف تعزيز الأمن البحري.

ويشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوترات الإقليمية والإخلال بالأمن البحري، من أجل ضمان الاستجابة بسرعة وبكفاءة وفعالية، ويكرر التأكيد في هذا الصدد على ضرورة أن تتقيّد جميع الدول الأعضاء بالتزاماتها، بما في ذلك حظر الأسلحة المحدد الأهداف الوارد في قرار المجلس 2216  وتصنيف الحوثيين جماعة يسري عليها حظر توريد الأسلحة، وفق القرار رقم 2624.

 

روسيا

قبل التصويت على التعديلات التي اقترحها على مشروع القرار، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده تولي اهتماما جديا لمسائل أمن الشحن الدولي، وكانت قد أدانت الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر في مناسبات عديدة.

إلا أنه أكد أن الأهداف الحقيقية للقرار ليست ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، بل هي "محاولة لإضفاء الشرعية على الإجراءات الحالية للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد وقوعها وتحقيق مباركة مفتوحة لها في مجلس الأمن".

وقال السيد نيبينزيا إن القرار يتطرق إلى حق الدول في الدفاع عن سفنها من الهجمات، الأمر الذي لا وجود له في القانون الدولي على حد قوله. وأضاف: "هذا الابتكار مريب وخطير من وجهة نظر قانونية وسياسية".

ولمعالجة الاعتراضات الروسية على القرار، اقترح الوفد الروسي إضافة فقرة إلى مسودة القرار تؤكد على أن جميع أحكامه "لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها تخلق سابقة أو معايير جديدة للقانون الدولي". كما اقترح استبدال جملة "الإحاطة علما بحق الدول في الدفاع عن سفنها ضد الهجمات" بعبارة تشير إلى "الحقوق المطبقة للدول الأعضاء وفقا للقانون الدولي".

وقال السفير الروسي إن استعادة الهدوء في البحر الأحمر، تتطلب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "ووضع حد للمذبحة في غزة". وكان قد اقترح إضافة إشارة محددة للصراع في قطاع غزة، بدلا من الإشارة فقط وبشكل عام إلى "النزاعات التي تسهم في التوترات الإقليمية والإخلال بالأمن البحري" كما جاء في القرار المُعتمد اليوم.

 

الولايات المتحدة

ليندا توماس غرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قالت إن التعديلات الروسية على مشروع القرار قُدمت في اللحظات الأخيرة وبسوء نية وتبتعد كل البعد عن الواقع حسب تعبيرها.

ورفضت ما تضمنه أحد التعديلات عن أن النزاع في غزة هو أساس الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر. وقالت إن هذا التعديل كان سيقوي الحوثيين ويخلق سابقة خطيرة يُشرّع فيها المجلس هذه الانتهاكات للقانون الدولي.

وقالت إن القرار يعترف بأن الديناميات الإقليمية- بما في ذلك توفير إيران الأسلحة المتقدمة التي مكنت الحوثيين من استهداف السفن- قد ساهمت في هذا الوضع. وذكرت أن الأمر لا يتعلق بنزاع محدد وإنما بمبدأ الحفاظ على حرية الملاحة في ممر بحري مهم للتدفق الحر للتجارة الدولية.

وأكدت السفير الأمريكية على حق الدول في الدفاع عن السفن التجارية من الهجمات، وذكرت أن هذا ما فعلته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- أمس الثلاثاء- عندما تعرضت سفنهما لهجمات من الحوثيين. وأضافت: "إذا استمرت هجمات الحوثيين، فستكون هناك عواقب".

 

الجزائر

بعد امتناعه عن التصويت أعرب عمار بن جامع السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عن الأسف لعدم الأخذ بعين الاعتبار عنصرين مهمين في مشروع القرار أعربت الجزائر عن القلق بشأنهما.

وأوضح قائلا: "أولا نؤمن بأن أي تدخل عسكري في المنطقة، وخاصة في اليمن، يجب أن يتم التعامل معه بأقصى درجات الحيطة. مثل هذا التدخل قد يحمل مخاطر تقويض الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة في السابق من كل الوكالات وخاصة من المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ".

وقال بن جامع إن المفاوضات الأخيرة بين السعودية والحوثيين ولدت قدرا كبيرا من الأمل في المنطقة بشأن احتمال حل الصراع في اليمن.

وفي سياق حديثه عن النقطة الثانية التي تثير قلق بلاده في القرار، قال بن جامع إن الوفد الجزائري عمل مع مقدمَي مشروع القرار كي يتسنى للمجلس- عندما ينظر في مسألة الأمن البحري في البحر الأحمر- عدم تجاهل الرابط الواضح الذي يراه الجميع بين هجمات الحوثيين على السفن التجارية وما يحدث منذ 3 أشهر في غزة.

وأكد ضرورة ألا يتجاهل مجلس الأمن المشاعر التي أثيرت في العالمين العربي والإسلامي بسبب القصف العشوائي للسكان المدنيين الأبرياء. وقال: "فضلنا الامتناع عن التصويت لأننا لا يمكن أن نرتبط بنص يتجاهل 23 ألف شخص لقوا مصرعهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في غزة".

 

اجتماع سابق لمجلس الامن

وكان المجلس قد عقد اجتماعا في الثالث من الشهر الحالي حول الوضع في منطقة البحر الأحمر، استمع خلاله إلى إحاطتين من الأمانة العامة للأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية.

وفي ذلك الاجتماع حذر خالد خياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ من العواقب السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية الوخيمة للتصعيد في البحر الأحمر وخطر تفاقم التوترات الإقليمية.

وقال خياري إن استمرار التهديدات من قبل الحوثيين للملاحة البحرية بالإضافة إلى خطر حدوث مزيد من التصعيد العسكري، يثيران القلق البالغ وقد يؤثران على الملايين في اليمن والمنطقة والعالم.

وقد قررت نحو 18 شركة تغيير مسار سفنها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح لتجنب تعرضها للهجمات والآثار المتوقعة على البحارة. ووفق المنظمة البحرية الدولية يضيف ذلك 10 أيام على تلك الرحلات البحرية ويزيد أسعار الشحن.

 

بيان للرئيس الامريكي بشأن ضربات التحالف

بناء على توجيهاتي، قامت القوات العسكرية الأمريكية اليوم — بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من كل من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا — بشن ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها المتمردون الحوثيون في اليمن لتعريض حرية الملاحة للخطر في واحد من أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم.

تأتي هذه الضربات كرد مباشر على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد سفن دولية في البحر الأحمر، وبما في ذلك باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن لأول مرة في التاريخ. لقد عرضت هذه الهجمات أفرادا أمريكيين وبحارة مدنيين وشركاءنا للخطر، كما هددت التجارة وحرية الملاحة. وقد تأثرت أكثر من خمسين دولة بفعل 27 هجوما على الشحن التجاري الدولي، كما تعرض أفراد طواقم من أكثر من عشرين دولة للخطر أو تم أخذهم كرهائن في خضم أعمال قرصنة. وقد اضطرت أكثر من ألفي سفينة إلى تغيير مسارها لآلاف الأميال بغرض تجنب البحر الأحمر، مما قد يتسبب بأسابيع من التأخير في أوقات شحن المنتجات. وقام الحوثيون يوم 9 كانون الثاني/يناير بشن أكبر هجوم لهم حتى تاريخه، واستهدفوا سفنا أمريكية بشكل مباشر.

كان رد المجتمع الدولي على هذه الهجمات المتهورة موحدا وحازما. وأطلقت الولايات المتحدة الشهر الماضي عملية حارس الازدهار، وهي عبارة عن تحالف يضم أكثر من عشرين دولة ملتزمة بالدفاع عن الشحن الدولي وردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وانضممنا أيضا إلى أكثر من أربعين دولة لإدانة تهديدات الحوثيين. وقمنا الأسبوع الماضي بالانضمام إلى 13 حليفا وشريكا ووجهنا تهديدا واضحا مفاده أن المتمردين الحوثيين سيتحملون العواقب في حال عدم توقف الهجمات. واعتمد مجلس الأمن الدولي البارحة قرارا يطالب الحوثيين بوقف الهجمات على السفن التجارية.

يأتي الإجراء الدفاعي الذي اتخذناه اليوم عقب هذه الحملة الدبلوماسية واسعة النطاق والهجمات المتصاعدة التي يشنها المتمردون الحوثيون ضد السفن التجارية. وتمثل هذه الضربات المستهدفة رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا للجهات المعادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في واحد من أكثر المسارات التجارية الحيوية في العالم. ولن أتردد في التوجيه باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية بحسب الضرورة.

 

البيت الأبيض

11 كانون الثاني/يناير 2024

 

 

بيان دولي مشترك : لتكن رسالتنا واضحة

*هذا ووصدر بيان مشترك عن حكومات أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وجمهورية كوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية هذا نصه :

إقرارا منا بالإجماع واسع النطاق الذي أعربت عنه 44 دولة من مختلف أنحاء العالم يوم 19 كانون الأول/ديسمبر 2023 وبالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي يوم 1 كانون الأول/ديسمبر 2023 لإدانة هجمات الحوثيين على السفن التجارية التي تمر في البحر الأحمر، قامت حكوماتنا بإصدار بيان مشترك بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير 2024 ودعت فيه إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير المشروعة، كما حذرنا من أنه ستتم محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة في حال واصلت تهديد الأرواح والاقتصاد الدولي والتدفق الحر للتجارة في المسارات المائية الحيوية في المنطقة.

 ولكن تواصلت الهجمات في البحر الأحمر على الرغم من هذا التحذير القوي، واشتملت على توجيه العديد من الصواريخ والطائرات الهجومية أحادية الاتجاه لاستهداف سفن في البحر الأحمر يوم 9 كانون الثاني/يناير 2024، وبما فيها سفن أمريكية وبريطانية. وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2722 بتاريخ 10 كانون الثاني/يناير 2024 وأدان هو الآخر هذه الهجمات وطالب بوقفها.

وردا على هجمات الحوثيين غير المشروعة والخطيرة والمزعزعة للاستقرار ضد السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وبما فيها سفن الشحن التجارية، قامت القوات المسلحة التابعة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة – وبدعم من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا – بتوجيه ضربات مشتركة بناء على الحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وقد استهدفت الضربات عددا من الأهداف في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وقد هدفت هذه الضربات الدقيقة إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الدوليين في واحد من أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم.

لقد شن الحوثيون ما يزيد عن 24 هجوما ضد السفن التجارية منذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وتمثل هذه الهجمات تحديا دوليا. وقد بين الإجراء الذي اتخذناه اليوم التزاما مشتركا بحرية الملاحة والتجارة الدولية والدفاع عن حياة البحارة في وجه الهجمات غير المشروعة وغير المبررة.

ما زلنا نسعى إلى التخفيف من التوترات واستعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، ولكن لتكن رسالتنا واضحة: لن نتردد أبدا في حماية الأرواح والتدفق التجاري الحر عبر واحد من أكثر الممرات الحيوية في العالم بمواجهة التهديدات المتواصلة.

 

حيثيات الضربة العسكرية

قالت القيادة المركزية الأميركية الوسطى في بيان إن أكثر من مئة قذيفة موجهة ودقيقة أصابت ستين هدفا في 16 موقعا (للحوثيين في اليمن)، في هجوم شمل طائرات مقاتلة وصواريخ "توماهوك".

في المقابل، قالت القوات الجوية البريطانية إن طائرات مقاتلة من طراز "تايفون" أسقطت قنابل موجهة على موقع إطلاق مسيرات في مطار بني قيس وعبس شمال غربي اليمن.

وقتل خمسة أشخاص وجرح ستة آخرون في الغارات التي بلغ عددها 73، بحسب الحوثيين الذين أشاروا إلى أن الضربات استهدفت مواقع في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في "تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية".

**في 31 ديسمبر/كانون الأول، قال الحوثيون إن 10 من عناصرهم قتلوا أو صاروا في عداد المفقودين بعدما هاجمت القوات الأميركية ثلاثة من زوارقهم في البحر الأحمر

وكان الحوثيون شنوا منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 27 هجوما صاروخيا وبطائرات مسيرة بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفقا للجيش الأميركي.

 

ستراتفور: 8 نتائج مباشرة متوقعة للضربات الغربية

 

وتساءل تحليل نشره موقع "ستراتفور" عماذا سيترتب على الضربات الغربية ضد الحوثيين على اليمن والمنطقة؟ محاولا البحث في مآلات ما بعد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من عدة دول ضد أهداف للحوثيين، غربي اليمن، ليل الخميس-الجمعة.

ويؤكد التحليل،  بداية، أنه في حين أن الضربات المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين ستؤدي إلى إضعاف بعض قدراتهم، فمن غير المرجح أن تثني الجماعة المسلحة اليمنية عن الاستمرار في استهداف الشحن في البحر الأحمر، كما أنها تفتح الباب أمام هجمات الحوثيين مباشرة ضد السفن البحرية الأمريكية والشريكة وتزيد من احتمال حدوث تصعيد إقليمي أكبر.

 

نتائج مباشرة

ويشير التحليل إلى عدة نتائج مترتبة على الضربات العسكرية الغربية ضد الحوثيين، على النحو التالي:

**اجتذاب آلاف المجندين الجدد للحوثيين، حيث قالت الجماعة، المدعومة من إيران، أنها تستهدف السفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، ولهذا فإن الضربات الغربية الأخيرة ضدها ستجتذب أعدادا كبيرة من راغبي النضال ضد إسرائيل والغرب لينخرطوا في صفوف الجماعة.

**زيادة وتيرة التجنيد والانضمام للحوثيين سيجبرهم على الاستمرار في هجماتهم ضد السفن التجارية، بل سيوسعونها لتستهدف السفن العسكرية الغربية، ما قد يستدعي ضربات لاحقة قد تكون أكثر عنفا من قبل واشنطن ولندن.

**كاستراتيجية رد بديلة لاستهداف السفن الأمريكية والبريطانية، قد يقوم الحوثيون بدلاً من ذلك بشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد شركاء الدفاع الأمريكيين والبريطانيين في المنطقة، مثل السعودية والإمارات.

 

**استهداف ناقلات الغاز والنفط:

قد يبدأ الحوثيون أيضًا في استهداف ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال، التي نجت إلى حد كبير من هجمات الحوثيين حتى الآن، في البحر الأحمر اعترافًا - كما تدرك إيران - بأن أسعار النفط موضوع حساس سياسيًا في الغرب.

 

كبح التصعيد طوعا:

من منظور استراتيجي، قد يعمد الحوثيون، في وقت لاحق، إلى كبح هجماتهم ضد السفن، إذا شعرت بأن محادثات السلام بينها وبين السعودية في اليمن قد تتعرض لخطر حقيقي وضرر كبير، حيث تعول الجماعة اليمنية على هذه المحادثات للحصول على دعم واعتراف سعودي رسمي بهم ككيان شرعي ممثل لليمنيين، وهو الأمر الذي استعصى على الحوثيين منذ بدء الحرب في 2015 إثر استيلائهم على العاصمة صنعاء.

سيؤدي النطاق الواسع للضربات الأمريكية البريطانية إلى إضعاف بعض قدرات جماعة الحوثي على شن هجمات، لكن من غير المرجح أن تكون موجة واحدة من الهجمات قد دمرت ما يكفي من البنية التحتية لمنع هجمات الحوثيين اللاحقة.

لكن في حين أن فقدان الرادار وعقد القيادة والسيطرة سيقلل من قدرة الحوثيين على تتبع السفن واستهدافها بنجاح في البحر الأحمر والتواصل مع الطائرات بدون طيار، فإن الوجود العسكري والاستخباراتي الإيراني في البحر الأحمر لا يزال قائما.

الضربات العسكرية الغربية على اليمن تخاطر بالانتقام من المصالح العسكرية الأمريكية والبريطانية في أماكن أخرى من المنطقة، وخاصة الخليج العربي والمياه المحيطة به والعراق، وتزيد من احتمال حدوث سيناريو منخفض الاحتمال وعالي التأثير لتصعيد إقليمي كبير.

قد تزيد الميليشيات العراقية، الموالية لإيران، من وتيرة هجماتها ضد الوجود الأمريكي في العراق، تضامنا مع الحوثيين، كجزء من تصعيد أوسع، ولكن محسوب، تقوده إيران الآن.

 

 

ادانة عراقية ايرانية للضربات

 

دانت وزارة الخارجية العراقية، يوم الجمعة، الضربات الامريكية البريطانية على اليمن ، فيما حذرت من توسع دائرة الاستهدافات وذكرت الخارجية في بيان، انه "منذ بداية العدوان والحرب الظالمة التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، أطلق العراق تحذيرات من أنّ مغبّة الاستمرار بدعم الكيان الغاصب، وعدم تحمل الدول الكبرى مسؤولياتها سيؤديان إلى انزلاق الأمور نحو تطورات شاملة لن تقف عند حدود غزة والأراضي الفلسطينية، بما يجعل خطر الحرب وانتشار العنف محيطاً بالمنطقة كلها".

وأضافت انه "مع التجاهل التامّ لدعوات إيقاف الحرب، التي جرى التأكيد عليها حتى من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، كان السلوك العدواني مستمراً للاحتلال، الذي تقف خلفه عدد من الدول الغربية بإصرارها على مساندة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين".

وتابعت، "إننا إذ نؤكد وجوب الحفاظ على حرية الملاحة في المياه الدولية، فإننا ندين العدوان على اليمن وسيادته، ونرى أن توسيع دائرة الاستهدافات لا يمثل حلاً للمشكلة، وإنما سيدفع لاتساع نطاق الحرب، بل إن الحلّ يكمن في أن يمارس مجلس الأمن الدولي مسؤولياته، وأن يصدر قراراً يوقف فيه الحرب العدوانية والوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأدانت ممثلية إيران في الأمم المتحدة الهجوم العسكري على اليمن وأعلنت" إن الأعمال غير القانونية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا غير مسموح بها وفقا للقانون الدولي".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أعلنت ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة، يوم الجمعة:" أن إيران تدين العدوان العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وإنجلترا على اليمن. إن هذه الحرب غير المبررة تنتهك السيادة اليمنية والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وتعرض السلام والأمن في المنطقة للخطر".

وذكرت ممثلية إيران في الأمم المتحدة:" إن الأعمال غير القانونية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة غير مسموح بها وفقا للقوانين الدولية أو القرار 2722 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إن معارضتهم للتعديلات الروسية على القرار تشير إلى قرار مخطط له ونية لارتكاب هذا العدوان".

 

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

أحد المخاوف هو أن يستهدف الحوثيون مصالح أميركية، بما في ذلك القواعد العسكرية المنتشرة في أنحاء الخليج، ما قد يؤدي إلى اتساع الصراع في الشرق الأوسط بشكل أكبر.

ورغم ذلك، تشير تشينزيا بيانكو الباحثة غير المقيمة في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، إلى أن ذلك سيكون خطوة أبعد من ذلك بالنسبة للحوثيين.

وتقول بيانكو لـ"فرانس برس": "سيكون ذلك بمثابة استفزاز أكثر من اللازم، وهم يعرفون ذلك جيداً وتعلم إيران ذلك أيضاً، أن ذلك سيكون حتماً بداية لمهمة دولية أوسع بقيادة الولايات المتحدة في اليمن".

يقول هينز إن "خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضا لأن اللاعبين الكبار مثل إيران، حريصون على تجنب حرب إقليمية".

وبدلا من ذلك، قد يفكر الحوثيون في شن هجوم واسع النطاق في البحر الأحمر، في محاولة لإرباك الأهداف العسكرية بالعدد الهائل من الأسلحة التي يتم إطلاقها في آن واحد.

 

 

 

ماذا تضم ترسانة الحوثيين العسكرية؟

طوّر الحوثيون في اليمن الذين توعدوا الرّد على الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة ضد مواقعهم العسكرية، قدرات عسكرية كبيرة، خصوصاً في المجال الجوّي.

في ما يأتي أبرز أنواع الأسلحة البعيدة المدى التي يملكها الحوثيون:

-صواريخ بالستية؛ أطلق المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق شاسعة على الساحل الشمالي الغربي لليمن، مقذوفات لا يقل مداها عن 1600 كيلومتر.

وتضم ترسانة الحوثيين صواريخ بالستية من طراز "طوفان"، وهي في الأساس صواريخ "قدر" الإيرانية لكن أعيد تسميتها، ويتراوح مداها بين 1600 و1900 كيلومتر، بحسب الخبير العسكري فابيان هينز.

وأجرت إيران عام 2016 تجارب على صواريخ "قدر" التي ضربت أهدافا تبعد نحو 1400 كيلومترا.

وقال محمد الباشا لـ"فرانس برس" إن الحوثيين كشفوا عن ترسانتهم من صواريخ "طوفان" قبل أسابيع من شنّ حركة "حماس" هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. -صواريخ "كروز"؛ يملك المتمردون أيضا صواريخ "كروز" إيرانية من طراز "قدس"، بحسب هينز.

وتتوافر نسخ عدة من هذه الصواريخ، بعضها يبلغ مداه حوالى 1650 كيلومتر، "ما يكفي للوصول إلى إسرائيل"، وفق هينز.

وعام 2022، أعلن الحوثيون استخدام صواريخ "قدس 2" لاستهداف العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وعبرت الصواريخ آنذاك مسافة 1126 كيلومتر من شمال اليمن.

-مسيّرات انتحارية؛ يقول الحوثيون إنهم يصنّعون طائراتهم المسيّرة محليا، وكشفوا عنها في عرض عسكري أقيم في صنعاء في مارس/آذار 2021.

وتتضمن ترسانتهم من الطائرات من دون طيار ميسّرات "شاهد-136" الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا ويبلغ مداها حوالى ألفَي كيلومتر، بحسب هينز.

ولدى الحوثيين أيضا مسيّرات من طراز "صماد 3".

ويقول هينز: "لا نعرف مداها بشكل دقيق لكن يُفترض أن يبلغ نحو 1600 كيلومتر"، وسبق أن استخدموها في هجماتهم على الإمارات والسعودية.

ويمكن لـ"صماد 3" حمل 18 كيلوغرام من المتفجرات، وفقا لمصادر إعلامية حوثية وخبراء.

وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020 أنّ الطائرات من دون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتحلّق بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.

 

ما هو باب المندب وما هي أهميته؟

مضيق باب المندب هو مدخل البحر الأحمر من الجنوب ويقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي.

يعد المضيق أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد" على الساحل المصري على البحر الأحمر، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.

شهد المضيق الحصار البحري الذي فرضته مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

يبلغ عرض باب المندب 29 كيلومترا تقريبا في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات المتجهة للبحر الأحمر والخارجة منه، تفصل بينهما جزيرة بريم.

زاد الحوثيون من وتيرة هجماتهم في البحر الأحمر حيث يمر 12 بالمئة من التجارة العالمية، ما دفع العديد من شركات الشحن إلى تفادي المرور عبر باب المندب وهو ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن ومدته بين أوروبا وآسيا.

عبر المضيق نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهرا من 2023، ارتفاعا من 6.60 مليون برميل يوميا طوال 2022، وفقا لشركة تحليلات النفط "فورتيكسا". ورصدت "فورتيكسا" عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يوميا في المتوسط في عام 2023، ارتفاعا من 20 في العام الماضي.


13/01/2024