×

  بیانات

  رئيس الجمهورية: ضرورة إنهاء العنف التي تواجهها النساء والأطفال



تعزيز الحرص على حقوق المرأة

 

شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، السبت 10 آب 2024، في مؤتمر (اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة) الذي عقده تيار الحكمة الوطني ببغداد.

وألقى السيد الرئيس كلمة أكد خلالها أن فعاليات هذا المؤتمر التي تترافق مع الذكرى السنوية لمأساة كربلاء تستلهم من الدور العظيم الذي نهضت به السيدة زينب في قيادة عائلات أهل البيت (عليهم السلام) وبما يصون كرامة هذه العوائل الشريفة، إضافة إلى دورها الجريء في مواجهة الطغيان.

وأشاد فخامة الرئيس بالأدوار العظيمة التي قامت بها النساء العراقيات ضد الدكتاتورية والطغيان، مؤكداً تعزيز الحرص على حقوق المرأة وبما يساعد على استثمار كل جهود المجتمع من الرجال والنساء في ترصين بناء دولة الحريات والكرامة الإنسانية المصانة بالتشريعات القانونية العادلة.

وفي ما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في مؤتمر (اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة):

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   من دواعي السرور حضور فعاليات المؤتمر السنوي المخصص لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي بات يشكل علامة مهمة في العمل المجتمعي والقانوني والحكومي المناهض للعنف ضد النساء والساعي من أجل تكريس قيم الاحترام والتقدير للمرأة، وذلك من خلال عمل ثقافي للتوعية بهذه المهمة الإنسانية والحافظة لحقوق المرأة وبما يصون الأسرة والمجتمع.

   ومما هو جدير بالاهتمام والاحترام أن فعاليات هذا المؤتمر تترافق مع الذكرى السنوية لمأساة كربلاء وتستلهم من الدور العظيم الذي نهضت به السيدة زينب في قيادة عائلات أهل البيت (عليهم السلام) وبما يصون كرامة هذه العوائل الشريفة، إضافة إلى دورها الجريء في مواجهة الطغيان، حيث قدمت مثالاً رفيعاً في الشعور العالي بالمسؤولية عما يمكن أن تقوم به المرأة وتؤدّيه من دَور كبير في داخل الأسرة من جانب وفي المجتمع بشكل عام من جانب آخر.

   إننا هنا في هذا المؤتمر نحيّي العملَ البطولي للمرأة ولنؤكد أهمية تقدير دور المرأة وشجاعتها وحكمتها في الظروف الصعبة.

    ان تاريخنا المعاصر هو الآخر يحفظ الكثير من الأدوار العظيمة التي قامت بها النساء العراقيات ضد الدكتاتورية والطغيان حيث أسهمت المرأة في الثورات التي قامت ضد الأنظمة المستبدة وكان لها دور كبير في الجبل والهور، إذ التحق عدد كبير من النساء بالثورة الكردية كنساء مقاتلات في صفوف البيشمركة، مثلما جاهدت شقيقاتهن في الجنوب وبقية مناطق العراق، وهنا نجدد التزامنا بدعم النساء الايزيديات من ضحايا الارهاب الداعشي.  

   لقد عملت المرأة العراقية بمختلف الظروف القاسية التي مرت بها العائلات والمجتمع وبما كان من شأنه حفظ تماسك العائلة والحرص على تجاوز الصعاب والشدائد.

   وفي الحقيقة نحن بحاجة ماسة إلى الكثير من العمل والتثقيف والتوعية بأهمية تقدير دور المرأة في المجتمع، وفي المقدمة من هذه المهام هو التثقيف بالانتهاء تماماً من مختلف أشكال العنف التي تواجهها النساء والأطفال سواء داخل العائلة أو في الحياة الاجتماعية، وتعزيز الحرص على حقوق المرأة وبما يساعد على استثمار كل جهود المجتمع من الرجال والنساء في ترصين بناء دولة الحريات والكرامة الإنسانية المصانة بالتشريعات القانونية العادلة.

 

السيدات والسادة الأفاضل

لقد التقينا اثناء زيارتنا مؤخراً إلى باريس وقبلها إلى عدد من الدول بعدد من قيادات هذه الدول ومن الإعلاميين فيها وسعينا من اجل تصحيح التصورات غير الصحيحة عن العراق سواء في الجانب الأمني أو في حقوق الانسان وفي المقدمة منها حقوق المرأة، فلا يزال كثير من المسؤولين الدوليين على مستوى الرؤساء لا يعرفون مثلا أن هناك تمثيلا نيابيا جيدا للنساء في مجلس النواب وأن المرأة مساهمة فاعلة في التربية والتعليم والصحة والصناعة وبقية المجالات العامة، حتى أن بعض هؤلاء القادة لا يعرفون بأن فتياتنا يدخلن المدارس ونساءنا يقدن السيارات.

وبهذا المجال نحتاج إلى ان تعمل سفاراتنا والدبلوماسيون العراقيون على مواصلة اللقاءات السياسية والاعلامية لتوضيح صورة العراق الجديد خصوصا بعد هزيمة قوى الإرهاب والجريمة.

ومن المهم هنا أن نقف عند الظروف بالغة التعقيد التي تواجه المنطقة بشكل عام وهي ظروف تفاقمت مع قسوة ووحشية السلوك العدواني الصهيوني في غزة وفي المناطق الفلسطينية الأخرى، وهي وحشية لم تتردد في ارتكاب أفظع الجرائم ضد النساء والأطفال والشيوخ. وبعد هذا فهي جرائم استمرت تعمل من أجل توسيع دائرة الحرب في أكثر من اتجاه حتى أن شعوب المنطقة كلها باتت مهددة وسط هذه الأجواء التي فاقمها خروج العدوان على أبسط وأعظم قيم احترام سيادة الدول.

في هذه الظروف نؤكد موقف العراق الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه. كما نؤكد أهمية قيام الأمم المتحدة بدورها المطلوب وبما يساعد على تأمين هذه الحقوق للشعب الفلسطيني، وبما يحفظ أيضاً استقرار وأمن المنطقة التي تشكل عصباً مهما في إطار المجتمع الدولي.

 نؤكد أهمية الشعور العالي بالمسؤولية، وذلك من أجل حفظ السلام والعدالة ما بين الدول والمجتمعات، ومن أجل ردع المجرمين بإجراءات حازمة، حفاظاً على سلام وأمن المنطقة والعالم ككل.

إننا نؤكد في سياق أهداف هذا المؤتمر أهمية مقاومة ومكافحة العنف وتحقيق السلام والعدالة داخل المجتمع والأسرة، ولعل من المسؤولية أن نعمل جميعا في إطار الأسرة الدولية من أجل تأمين حقوق المجتمعات في إطار بلدانها وعلاقاتها الدولية بالأمن والسلام والعدالة.

شكرا جزيلا للأخوة القائمين على هذا المؤتمر ونؤيد التوصيات المهمة التي أفرزتها الورش التحضيرية وندعو إلى تطبيق مضامينها من أجل تحسين وضع المرأة وتعزيز حقوقها.

احترامنا وتقديرنا للنساء العراقيات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


11/08/2024