*فواد عثمان
راحت ضحيتها اكثر من (5)الاف مواطن عزل من اهالي بادينان و هدم 663 قرية
تمر على شعبنا الذكرى السنوية 36 لخاتمة عمليات الانفال سيئة الصيت، التي طالت منطقة بادينان، استمرارا لتنفيذ سياساته لابادة الشعب الكوردي و محو هويته القومية..
بهذه المناسبة ننحني اجلالا و اكراما لشهدائنا المؤنفلين والذين لازالوا مفقودي الاثر و ضحايا المقابر الجماعية...
هاجم النظام البعثي الدموي خلال هذه الحملة منطقة بادينان من 11 محورا، طالت الحملة كافة القرى التابعة لمحافظة دهوك و اقضية زاخو و عقر و شيخان و عمادية و سرسنك وصولا الى الحدود التركية في بعض المناطق،
بدات عمليات الانفال الثامنة في 26اب 1986 و انتهى في ٦/ايلول في العام نفسها، بدأ النظام عمليات الانفال الثامنة بقصف قرى الواقعة في سفح جبل كارة( قرى بري كارة - بالكوردية)
ان المرحلة الثامنة لعمليات الانفال امتداد لمراحل عمليات الانفال التي بدأت بالمرحلة الاولى في كرميان و مرورا بالعمليات الثانية وحتى السابعة وصولا الى هذه المرحلة والتي شملت كافة اراضي كردستان وسميت خاتمة الانفال،حيث بعد انتهاء الحرب مع ايران جمع النظام البعثي ما تبقى من قواته المنهارة لشن هجوم مباغت بهدف ابادة الشعب الكردستاني و تنفيذا لمخططاته الشوفينية حيث استخدم هذه القوات لتنفيذ عمليات الانفال في مراحلها الثمانية باشراف المجرم علي حسن المجيد و بقيادة سلطان هاشم وزير الدفاع و استخدم الاسلحة الفتاكة و الكمياوية...
وفقا للوثائق التي تحمل توقيع اللواء يونس محمد زرب احد قيادات الفيلق الخامس والمرسل الى القائد العام للقوات المسلحة العراقية حينذاك تم اعتقال ١٣٥٥٣ مواطنا في هذه المرحلة، ٣٣٧٣ منهم من النساء و ٦٩٦٤ كانوا من الاطفال .
لم يستهدف النظام الدموي في عمليات الانفال الثامنة، الانسان في منطقة بادينان فحسب بل استهدف البنى الاجتماعية والاقتصادية وذلك بهدم القرى و حرق البساتين و هدم ينابيع المياه و قتل مئات من الحيوانات البرية والداجنة و هدم العشرات من بيوت العبادة والمعابد والمساجد و المدارس.
راحت ضحية عملية الانفال الثامنة اكثر من (5)الاف مواطن عزل من اهالي بادينان وتم خلالها هدم 663 قرية و سوية مع الارض ولم يبق منها الا الاطلال و تعرضت اكثر من 65 قرية للقصف الكمياوي وتشرد 60الف مواطن اخرون تاركين موطن ابائهم و لجؤوا الى تركيا و ايران حيث توفى عدد كبير منهم في ظروف حياتية صعبة و مشقة الوصول الى الحدود، ناهيك عن اسكان 40 الف مواطن في المجمعات القسرية قرب اربيل في عيش لا يحسد عليه، لن ينسى اهالي اربيل مشاهد مبكية و مسأوية للعوائل التي نقلوا من اوطانهم في بادينان و وضعوا في ارض يابسه و جرداء في منطقة برحوشتر و جزينكان القريبة من اربيل في ظروف، من الصعب ان يتحملها الانسان حيث حرارة الصيف الحارق و الجوع والعطش و انعدام المأوى كان سمة عيش هؤلاء انذاك حيث مات عدد منهم جراء عدم تحمل مشقة هذا العيش الذي فرض عليهم..
عندما نتحدث عن هذه الماساة التي عاشها هؤلاء جراء عمليات الانفال في بادينان لابد لنا ان نثمن الكرم والشهامة لاهالي اربيل حيث انجدوا اخوانهم و قدموا لهم المساعدات وسند لهم متجاهلين كل المخاطر التي شكلها النظام والطوق الامني المشدد عليهم لكن اهالي اربيل قاموا بكرم الضيافة و فتحوا لاخوانهم الحضن الدافئ.
لشدة مأساة عمليات الانفال في المرحلة الثامنة و مشاهدها المحزنة، جمع الكاتب محمد امين ميرزا جملة من قصص و رويات عن ضحايا هذه العملية تحت عنوان ( رحلة الاحزان شاهد عيان على انفال بادينان و اوضاع اللاجئين في مخيم ديار بكر). يروي ميرزا مشاهد و قصص تقشقر لها الابدان بسماعها.
في عمليات الانفال الثامنة عدد كبير من الضحايا لازال مصير اكثريتهم مجهولا ولم يتم حتى الان الكشف عن المقابر الجماعية التي تحوي على ضحايا بادينان عدا ما تم كشفها لضحايا البارزانيين وتم اعادة قرابة 690 رفاة وهذا العدد قليل لو قارناه بعدد ضحايا هذه العمليات عليه يجب على الجهات المعنية السعي من اجل الكشف عن مصير المفقودين الاخرين و اعادة رفاتهم الى ارض كردستان.
في هذه الذكرى الاليمة على قلوبنا جميعا ، على الحكومة العراقية ان تتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانوينة لتعويض الضحايا و متضرري النظام تنفيذا للمادة 132 من الدستور و استنادا الى نص قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا التي اعتبرت عمليات الانفال ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.
وعلى المجتمع الدولي و الدول العظمى حيث غص العالم بصره دون ان يحرك ساكنا ماعدا عدد قليل من المنظمات الدولية و صديقة للكورد و مساندة له المرحومة دانيال ميتران التي قدمت مساعدات للنازحين في مخيمات بتركيا ورفعت صوتها عاليا ضد هذه الجرائم حيث يدين لها شعبنا بالجميل، لذا على المنظمات الدولية العاملة في الاقليم و ممثلي الدول العمل من اجل تعريف هذه الجريمة كابادة جماعية و تدويلها تعويضا منهم للسكوت التي اختاروه حفاظا على مصالحهم مع الطاغية صدام كما و على المجتمع الدولي مساعدة اقليم كردستان في تقديم الشركات التي ساندت النظام الصدامي لحصوله على المواد الكمياوية التي استخدمته لابادة شعبنا لمحاكم دولية.
ختاما و للتذكير، ان عمليات الانفال هي احدى عمليات الابادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق وخلال 8 مراحل سنة 1988 وطالت كافة مناطق كردستان بدأ بكرميان وخاتمتها كانت بمنطقة بادينان واستمرت هذه العمليات قرابة 8 اشهر وراح ضحيتها اكثر من 182 الف مواطن عزل لازال مصير اكثريتهم مجهولا عدا كشف و اعادة عدد قليل منهم في مقابر جماعية غرب و جنوب العراق.
وسميت عمليات الانفال نسبة الى السورة رقم 8 في القران الكريم .
تحية اجلال و اكرام للارواح الطاهرة لشهداء انفال بادينان و شهداء المراحل السابقة وكافة شهداء كردستان.