ميدل ايست نيوز: في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في 28 يوليو/تموز الماضي، يتوجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، غدا الأربعاء، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع إلى بغداد، استجابة لدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الشهر الماضي.
وكشف السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، في تصريح لوكالة أنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن خطط موضوعة لتوقيع الجانبين الإيراني والعراقي عددا من مذكرات التفاهم خلال زيارة بزشكيان لبغداد، مؤكدا أن توقيعها كان على جدول أعمال زيارة رسمية كانت مقررة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي إلى العراق.
وقال الدبلوماسي الإيراني السابق نصر الله تاجيك، خلال مقابلة مع صحيفة اعتماد، حول سبب اختيار بزشكيان للعراق كأول وجهة خارجية للسفر إليها إن “هذه الزيارة هي خيار اتخذه الرئيس بشكل شخصي”، معربا عن أمله في أن “يشكل بزشكيان فريقا من الخبراء لإجراء تحليل شامل للعلاقات الاقتصادية بين الجانبين، وأن يقوموا خلال الزيارة بالتحقيق في المفاوضات التي ظلت معلقة”.
وأضاف: تعتبر العراق فرصة لنا، لكن التفاعلات التجارية والاقتصادية بين إيران والعراق تحتاج إلى عملية جراحية. العلاقة مع العراق مهمة بالنسبة لنا وليس الدور الإقليمي والدولي لهذا الفاعل. لملف المرجعية والحوزات العلمية للشيعة ودور آية الله السيستاني في العراق وكذلك إرساء الاستقرار والسلام في هذا البلد أهمية بالغة لإيران. أعتقد أن الرئيس الإيراني سيشعر بالتأكيد خلال هذه الزيارة أن الطريق لإنقاذ الاقتصاد الإيراني هو التعاون الدولي. فقدرة الاقتصاد الإيراني أعلى بكثير من مستوى العلاقات مع الدول المجاورة.
وواصل تاجيك حول موقفه بشأن ضرورة العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق وأيضا خطط إيران لتوسيع التعاون بين طهران وبغداد: إن توسيع العلاقات بين إيران والعراق أمر جيد، لكن للأسف لا نسمع أي أخبار جيدة في هذا الصدد. الأخبار التي يتلقاها الخبراء الإيرانيون عبر وسائل الإعلام هي أن العراقيين غير مهتمين كثيرا بوجود الشركات الإيرانية في هذا البلد.
ففي حال تابعنا هذه المسألة، فقد يكون لديهم أسبابهم الخاصة. أنا أقبل أن سلوكنا قد لا يكون على مستوى عالٍ جداً من حيث المعايير المهنية والتقنية، لا سيما من حيث الصناعة وتلبية احتياجات الشركات والشعب العراقي. لسوء الحظ، إيران ليست على مستويات عالية جدا من حيث الصادرات. ناهيك عن المشاكل المالية والمصرفية وتحويل الأموال. كذلك، يتعرض العراقيون لضغوط من الأمريكيين بسبب هذه التحويلات، ومن قبل الجهات التنظيمية الدولية مثل فريق العمل المالي.
وأردف هذا الدبلوماسي: إن سياستنا الخارجية ليست سياسة خارجية تنموية تتمحور حول التنمية الاقتصادية. فالأوضاع التي تحكم أجواء البلاد، سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى السياسة الخارجية، لها تأثير على علاقاتنا الاقتصادية. قد تكون علاقاتنا مع العراق من النوع الذي يجعلنا أقرب دولتين لبعضهما البعض، لكن تركيا ورغم دعمها في وقت ما لتنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها اليوم تستفاد اقتصاديا من العراق أكثر من إيران.
وتابع: الإمكانيات التي يمتلكها العراقيون للصناعات والشركات الإيرانية مناسبة. ينبغي التحقيق فيها، فإذا أصدر بزشكيان تعليماته للوزراء المعنيين منذ البداية، وقام فريق من الخبراء بتحديد مشاكل العلاقات الاقتصادية وتشكيل لجنة مشتركة من شخصين أو ثلاثة فربما تكون هناك نتائج جيدة، فالاكتفاء بالشكليات والخطابات واللقاءات الرسمية لن يثمر شيء. إذا كان الرئيس الإيراني يرى في هذه الزيارة إنجازا اقتصاديا، بحيث يتمكن الطرفان من توسيع مستوى التبادلات بشكل حقيقي وليس على مستوى التصريحات، ويكون لديهما هدف للعام المقبل ويتم تنفيذ هذا الهدف، فإن هذه الرحلة ستكون لها نتائج جيدة.
وأكد تاجيك في الختام أن هذه الزيارة تأتي وسط مواجهة خفية بين إيران وإسرائيل، قائلا: من الممكن أن يلتقي بزشكيان مع قادة المقاومة أو بشكل عام مع مجموعة من قادة المقاومة، لكني أعتقد أنه من غير المرجح أن تكون إدارة الأزمات على جدول أعماله، ولن يتدخل في الخلافات التي ظهرت مؤخرا بين فصائل المقاومة والحكومة العراقية. هذه الملفات ليست على المستوى الرئاسي وهي في الغالب بين مسؤولين مثل قيادات فيلق القدس ووزير الخارجية وليس رئيس الجمهورية.