×

  کل الاخبار

  2025: عام التحول والحسم



 *محمد شيخ عثمان

 

كان عام 2024 بمثابة اختبار لتوازنات القوى في عالم متعدد الأقطاب،فقد شهد ديناميكيات سياسية متسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث برزت التوازنات والمعادلات الجديدة بفعل أحداث مفصلية أعادت رسم المشهد السياسي ابرزها الانتخابات الأمريكية التي احتلت مركز الصدارة في الأحداث السياسية العالمية حيث أدى التنافس الحاد بين المرشحين إلى تعزيز الاستقطاب داخل الولايات المتحدة، فيما ركزت السياسة الخارجية الأمريكية على احتواء صعود الصين وروسيا، مع تعزيز تحالفاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ،وكذلك استمرار الحرب في أوكرانيا في تشكيل التوازنات الأوروبية، مع تصاعد الدعم الغربي لكييف مقابل تشديد العقوبات على موسكو.

اما الصين فقد واصلت  تعزيز نفوذها من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، بينما تصاعدت الجهود الأمريكية لتطويق نفوذها في جنوب شرق آسيا.

اما الشرق الأوسط فقد شهد تحولات بارزة، أبرزها تصاعد الهجمات الاسرائيلية على غزة ولبنان وايران وسوريا والرد الايراني الحذر واهم التحولات مثلت بسقوط نظام بشار الاسد وهروبه الى موسكو والانفتاح الغربي الحذر والمشروط على هيئة تحرير الشام لتصبح سوريا ساحة لتفاهمات دولية جديدة، وخاصة بين القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، إلى جانب اللاعبين الإقليميين .

كردستانيا ،استمرت القضية الكردية في لعب دور حساس في السياسات الإقليمية، لا سيما مع التطورات في شمال سوريا والعراق وقد استثمرت القوى الكردية المناخ السياسي لتحقيق مكاسب، رغم الضغوط الدولية والإقليمية، بينما كان عاما صعبا لاقليم كردستان خاصة فيمايتعلق بوحدة البيت الكردي ومسالة الرواتب ومعاناة المواطن لاستخدامها كورقة سياسية بين بغداد واربيل خارج سياقات قرار المحكمة الاتحادية.

ومثل سباق التتابع ستنتقل تلك التحديات والتحولات الى العام 2025 مدفوعة بالصراعات والمصالح المشتركة والمتوقع ان يكون عاما للتحول ومفصليا في إعادة تشكيل النظام الدولي والمعادلات السياسية، حيث ستشهد الساحة الدولية والإقليمية تحولات عميقة نتيجة أحداث وتراكمات سابقة، مع بروز ملفات وقضايا جديدة ليكون عاما فارقا في رسم ملامح عالم جديد تسوده التغيرات الاستراتيجية وسيستمر الشرق الأوسط في لعب دور رئيسي في هذه التحولات، حيث ستبقى قضايا مثل التغيير في سوريا والقضية الكردية في قلب التوازنات الجديدة.

سيحمل هذا العام فرصة لإعادة صياغة علاقات دولية وإقليمية أكثر استقرارا أو الدخول في مرحلة صراع جديدة إذا فشلت القوى في التكيف مع التحولات الجارية اما على صعيد الدول فيتطلب وحدة داخلية متماسكة و حكما رشيدا للتعاطي السليم مع تلك التغييرات والتحديات .

كل التمنيات بان يكون عاما لاستتباب الامن والسلم العالمي ونهاية الحروب والصراعات.


29/12/2024