×

  فاجعة الانفال

  جرائم الشوفينية الصدامية : فتح مقبرة جماعية في السماوة لنساء واطفال كورد



بقايا عظام لامهات تحتضن أطفالهن قبل إعدامهن ودفنهن في الصحراء النائية

 

بحضور السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، جرت الأحد 22  كانون الأول 2024 في منطقة تل الشيخة في قضاء السلمان بمحافظة المثنى، مراسم فتح مقبرة جماعية جديدة تم اكتشافها مؤخرا وتضم رفات عدد من ضحايا جرائم الأنفال من الشعب الكردي .

وحضر مراسم فتح المقبرة رئيس هيئة المستشارين والخبراء في رئاسة الجمهورية الدكتور علي الشكري، ومحافظ المثنى السيد مهند العتابي، ومدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء السيد ضياء كريم الساعدي، ونائب رئيس اللجنة الدولية لشؤون المفقودين السيد فواز عبد العباس، وفريق من دائرة الطب العدلي في وزارة الصحة.

وقالت السيدة الأولى، في كلمة أثناء المراسم إن "هذه الأرض شهدت قبل أربعة عقود مضت آلام وصرخات أحبتنا من النساء والأطفال الأبرياء الذين ذهبت أرواحهم قسرا في أكثر الجرائم وحشية التي ارتكبها النظام الدكتاتوري السابق ضد الكرد".

وأكدت السيدة شاناز إبراهيم أحمد أننا "سنبذل قصارى جهودنا كما وعدنا ذوي الضحايا، من أجل تحقيق تقدم في هذا الملف، والعمل على إعادة الرفات إلى ذويهم بعد استكمال إجراءات أخذ العينات لمطابقتها مع عينات الضحايا، لتحديد هوياتهم وتسليمهم إلى ذويهم، وإجراء مراسم التشييع والدفن حسب التقاليد وبما يليق بتضحياتهم العظيمة على طريق النضال والحرية، مبينة أن هذه الجهود جزء من التزامنا تجاه الأبرياء.

 

هناك العديد من المقابر التي لم يُنقّب عنها بعد

وأضافت أن الطريق لا يزال طويلا أمامنا فهناك العديد من المقابر التي لم يُنقّب عنها بعد، موضحة أن هذه المقبرة هي الثانية التي تم فتحها منذ عام 2019 ، معربة عن شكرها لجهود الفريق الوطني المختص بالبحث والتنقيب المتمثل بدائرة الطب العدلي في وزارة الصحة، ودائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، واللجنة الدولية لشؤون المفقودين ICMP في التنقيب وفتح أكبر مقبرة للنساء والأطفال المؤنفلين وبشكل شرعي وقانوني وعلمي.

كما ثمنت السيدة الأولى ما قدمته محافظة السماوة، وقائمقامية قضاء السلمان من دعم متواصل للفريق الوطني خلال عمليات البحث والتنقيب.

وتقع المقبرة في منطقة تل الشيخ التابعة لقضاء السلمان في محافظة السماوة، على بعد 130 كيلومتراً من مركز المحافظة.  وقد تم اكتشاف المقبرة الجماعية عبر الأقمار الصناعية في شهر أيار من هذا العام.

 المشاهد داخل المقبرة الجماعية أظهرت بقايا عظام نساء وملابسهن الكوردية التقليدية، وهن يحتضن أطفالهن قبل إعدامهن ودفنهن في هذه الصحراء النائية.

 تقع المقبرة في مكان ناءٍ جداً يتطلب الوصول إليه السير مسافة 18 كيلومتراً للوصول إلى طريق معبّد، ومن ثم قطع 40 كيلومتراً إضافية للوصول إلى منزل أو منزلين في إحدى القرى.

 ولم يُعرف بعد العدد الدقيق للضحايا في هذه المقبرة الجماعية، لكن التقديرات تشير إلى وجود نحو 50 امرأة وطفلاً. ويعمل حالياً فريق من مؤسسة الشهداء العراقية على استخراج الرفات وتوثيق الأدلة.

 

النظام البائد اقدم على دفن النساء والاطفال والشباب وهم احياء

وقال محافظ المثنى مهند العتابي خلال مؤتمر صحفي: ان المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها تحتوي على رفات نساء واطفال من المواطنين الكورد الذين تعرضوا الى عمليات الانفال على يد النظام الديكتاتوري البائد.

واضاف: نحن اليوم نعزي انفسنا ونعزي الشعب الكوردي بهذا المصاب الجلل، ما تم العثور عليه في المقبرة الجماعية يعرض مدى وحشية النظام البعثي البائد الذي اقدم على دفن النساء والاطفال والشباب والشيوخ في مقابر جماعية وهم احياء.

بعد ذلك القت  السيدة الاولى شاناز ابراهيم احمد كلمة قالت فيها: نحن اليوم نجتمع على هذه الارض التي حملت آلام ومآسي اعزائنا من النساء والاطفال والشيوخ والشباب، الذين استشهدوا على يد النظام البائد.

واضافت: نحن نعمل بكل جهد على ملف المقابر الجماعية واعادة جثامين الشهداء المغدورين، لكن هذه الامر ليس سهلاً وامامنا طريق طويل لانهاء هذا الملف.

واضاف: انا اشكر الفريق الوطني للمقابر الجماعية على عمله المتواصل للعثور على المقابر الجماعية التي تضم رفاة شهداء الانفال الذي لم يكن لهم اي ذنب.

 

مكتب الشهداء يدعو الى تعويض ذوي ضحايا جريمة الانفال والابادة الجماعية

وأصدر مكتب الشهداء والمناضلين للاتحاد الوطني الكوردستاني بيانا حول فتح المقبرة الجماعية فيما يأتي نصه:

 

الى جماهير شعب كوردستان

وذوي ضحايا الانفال والابادة الجماعية

"يعلم الجميع ان جرائم الانفال والإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي هي جرح لم يلتأم واثارها باقية حتى الان، ومن ضمنها مسألة المقابر الجماعية التي هي مسألة إنسانية وسياسية حيث تم تهجير الالاف من النساء والأطفال والكبار والشباب الكورد خلال عمليات الانفال من موطن اجدادهم في كوردستان الى صحاري جنوب العراق، وتم دفنهم هناك وهم احياء واقترفت نظام البعث بحقهم جرائم الإبادة الجماعية.

ينبغي على الحكومة العراقية تحمل مسؤولية تعويض ذوي الضحايا وعلى المجتمع الدولي ان يمنع تكرار جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي.

فقد تم فتح مقبرة جماعية جديدة يوم 21/12/2024 الفائت في السماوة وكانت هناك مشاهد مفجعة داخل المقبرة حيث كانت الضحايا جميعهم من نساء واطفال الكورد وتم دفنهم احياء في هذه المقبرة.

‏نحن في مكتب الشهداء والمناضلين نعبر مرة أخرى عن حزننا ومؤاساتنا لذوي ضحايا الانفال والابادة الجماعية للشعب الكوردي ونثمن دور السيدة الأولى شاناز إبراهيم احمد عضو المكتب السياسي التي اولت الاهتمام بهذه القضية الوطنية وتسعى الى فتح المقابر المكتشفة وإيجاد مقابر غير المكتشفة، كما ان متابعة العمل على اخذ نموذج الدم من ذوي الضحايا من اجل التعريف بضحاياهم هي خطوة جديدة من خطوات السيدة الأولى محل التقدير، حيث كان يمكن ان تبدأ الخطوة سابقا الا ان الوقت لم يتأخر لإنجاز هذه المهمة وينبغي الاستمرار على اخذ نموذج جميع ذوي ضحايا الانفال والابادة الجماعية.

‏كما نتطلع الى ارجاع رفات الضحايا الى ارض الوطن في مراسم مهيبة بحضور ممثلي الدول والدبلوماسيين الدوليين ليتم دفنهم بمجد في موطن اجدادهم.

وخلال عمليات الانفال فُقِد (182000) انسان كوردي من قبل النظام البعث البائد الا ان آثار تلك الجرائم باقية على المجتمع الكوردستاني ولن يلتأم جراح هذه الجريمة الكبرى الى الابد".

 

ضحايا المقبرة الجماعية من اهالي كرميان

من جهته اعلن كاروان يارويس عضو كتلة الاتحاد الوطني في مجلس النواب العراقي خلال تصريح لـ(PUKMEDIA) الذي حضر في مكان المقبرة بالجنوب: " عدد الرفات التي تواجدت في المقبرة بلغت 150 من نساء وأطفال الكورد ومن أهالي كرميان، ولباسهم هي من فصل الربيع ويتواجد من ضمن الرفات 3 نساء حاملات في تلك المرحلة".

وأضاف: “كانت أيادي الرفات واعينهم مقيدة وتم رميهم بالرصاص حيث هناك اثار رصاصة كلاشنكوف على الرفات وتم دفنهم فيما بعد في هذه المقبرة الجماعية".

وأوضح كاروان يارويس ان هذه المقبرة الجماعية هي من ضمن المقابر الجماعية الثلاث التي تم اكتشافها من قبل الأمريكيين خلال عمليات البحث عن الكويتيين، حيث تم خلال الفترات السابقة فتح المقبرة الأولى وتم اليوم فتح هذه المقبرة وسوف يتم فتح المقبرة الجماعية الثالثة في هذا الموقع".

وبين كاروان يارويس ان " العمل متواصل من قبل الفرق، وسيتم نقل الرفات خلال المرحلة اللاحقة الى دائرة الطب العدلي في بغداد ويتم اخذ نموذج الدم من ذوي الضحايا من اجل مطابقة الرفات مع ذوي الضحايا".


23/12/2024