أفاد نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان قوباد طالباني بأنهم يعملون على تشكيل كابينة حكومة اقليم كوردستان الجديدة قبل الانتخابات البرلمانية العراقية، آملاً أن يكون للكورد السوريين "تمثيل على كافة المستويات".
وقال قوباد طالباني في مدينة دلفي اليونانية لمراسل شبكة رووداو الاعلامية زنار شينو الخميس (10 نيسان 2025) إن "تشكيل حكومة ائتلافية بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني ليس خطوة سهلة".
وأضاف: "هذه المرة أردنا تشكيل هذه الحكومة بطريقة مختلفة. ليس بأن نجلس ونقول، تفضل أنت خذ هذا المنصب وأنا سآخذ المنصب الآخر، وتعالوا نوزع المناصب".
وأوضح قوباد طالباني: "آمل ونعمل أيضاً على أن يتم تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة قبل وقت طويل" من الانتخابات البرلمانية العراقية.
ولفت الى أنه "في هذه المرة أجرينا مناقشات عميقة ومطولة مع الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني حول رؤية مشتركة للحكم، وتمكنا خلال الاجتماعات التي عقدت من التوصل إلى رؤية مشتركة"، مردفاً: "الآن ننتقل تدريجياً إلى مرحلة أخرى سنناقش فيها تشكيلة الكابينة".
وأعرب قوباد طالباني عن تفاؤله بـ"هذه العملية. صحيح أنها ليست سهلة، ولكننا سنشكل الحكومة وسنعلن عنها، ونأمل أن تكون الحكومة القادمة هي أفضل حكومة لإقليم كوردستان".
وأدناه نص أسئلة زنار شينو وأجوبة قوباد طالباني:
رووداو: بدايةً، أود أن أطرح بعض الأسئلة حول (منتدى) دلفي. لقد كان مفاجأة لي أن سيادتكم قلتم في الجلسة "سننقل دلفي إلى السليمانية" دلفي (نفسها) لن تأتي ولكنكم ستنقلون المنتدى.
قوباد طالباني: كوردستان تأتي إلى دلفي للمرة الثالثة، هذه المرة سننقل منتدى دلفي إلى السليمانية. يومي 18 و19 أيار من هذا العام، إن شاء الله، سيُعقد منتدى اقتصادي دولي في السليمانية بإقليم كوردستان.
رووداو: هذه شراكة جديدة حاولتم تحقيقها في السنوات القليلة الماضية، ولكن كان لديكم أيضاً العديد من اللقاءات والاجتماعات الأخرى مع مسؤولي اليونان ودول أخرى. ما هي فائدة نتائج هذه الاجتماعات؟
قوباد طالباني: بالتأكيد، اليونان بلد له خصائصه المميزة. بعض هذه الخصائص تتوافق مع خصائص كوردستان. إنه بلد تمثل السياحة فيه أحد أعمدة اقتصاده، وهو ما يمكننا الاستفادة منه. لقد تمكنوا بذكاء كبير من التعامل مع القطاع الزراعي. وهي إحدى الدول التي ابتكرت السياحة الزراعية (Agro-tourism) حيث يدمجون قطاع الزراعة مع قطاع السياحة. ونحن أيضاً في إقليم كوردستان بدأنا العمل على هذا القطاع الجديد. كما أن اليونان بلد لم يكن بعيداً عن المشاكل الخارجية والمشاكل مع الجيران، لكنهم تمكنوا من التعامل بشكل جيد مع هذه القضايا. ونحن عندما نأتي إلى هنا، حاولنا دائماً تقوية وتوسيع وتنويع علاقاتنا الثنائية بين إقليم كوردستان واليونان. إن شاء الله، سيكون لذلك فائدة لإقليم كوردستان أيضاً.
رووداو: توجد الآن رحلات جوية مباشرة بين أثينا وأربيل. هل هناك جهود لتوسيع الرحلات؟ هل تقتصر على السياحة أم يمكن القيام بأعمال أخرى؟ هل لديكم جهود لتسهيل حصول الناس على تأشيرة اليونان؟ أو ليتمكن شعب اليونان من زيارة إقليم كوردستان؟
قوباد طالباني: بالتأكيد، فتح خط نقل جوي بين اليونان وإقليم كوردستان سيساعد في التجارة والسياحة وتنمية العلاقات السياسية بين الجانبين. كان هذا أحد المواضيع التي طلبناها مراراً في زياراتنا إلى دلفي، دائماً مع الحكومة اليونانية وحتى مع الخطوط الجوية إيجن (Aegean) التي جاءت الآن إلى كوردستان، طالبنا بوجود هذا الخط. نأمل أن يتوسع أكثر ويشمل مدناً أخرى في إقليم كوردستان، ونحن سعداء بالعلاقة القائمة بين اليونان وإقليم كوردستان.
تاريخ عميق وعلاقة قوية بين الحزبين
رووداو: لنسأل بعض الأسئلة حول إقليم كوردستان، خاصة تشكيل الحكومة الجديدة. لقد فهمنا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وصلا إلى مرحلة سيتم فيها إعلان الكابينة العاشرة اليوم أو غداً. لكن سيادتكم قلتم في الجلسة "ليس سهلاً". ما هو سبب عدم سهولة الأمر؟
قوباد طالباني: من يعتقد أن تشكيل حكومة ائتلافية بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي خطوة سهلة؟ لذلك نعمل جميعاً معاً. هناك تاريخ عميق وعلاقة قوية بين هذين الحزبين، لكن هذه المرة أردنا تشكيل هذه الحكومة بطريقة مختلفة. ليس فقط بالجلوس والقول تفضل أنت خذ هذا المنصب وأنا سآخذ ذاك، وتعالوا نوزع المناصب. هذه المرة أجرينا مناقشات عميقة ومطولة مع الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني حول رؤية مشتركة للحكم. وتمكنا أيضاً في هذه الاجتماعات القليلة التي عقدت، سواء في اللجنة الفنية أو اللجنة العليا، من التوصل إلى رؤية مشتركة. بالتأكيد، نتقدم خطوة بخطوة نحو مرحلة أخرى نناقش فيها تشكيلة الكابينة. لذلك، أنا متفائل بهذه العملية. صحيح أنها ليست سهلة، لكننا سنشكل الحكومة وسنعلن عنها. نأمل أن تكون الحكومة القادمة أفضل حكومة لإقليم كوردستان.
رووداو: هل سيتم إعلان الكابينة العاشرة وتباشر عملها قبل انتخابات البرلمان العراقي؟
قوباد طالباني: آمل ونعمل من أجل ذلك، لكي يتم تشكيل حكومة إقليم كوردستان قبل وقت طويل من انتخابات البرلمان العراقي.
رووداو: هل لدى الاتحاد الوطني الكوردستاني أي خطوط حمراء بخصوص أي منصب في كابينة حكومة إقليم كوردستان؟ أم تعتقدون أنه يجب مناقشة كل شيء؟
قوباد طالباني: يجب الاتفاق على كل شيء. كما تمكنا بعد عدة اجتماعات من التوصل إلى رؤية مشتركة حول كيفية الحكم في إقليم كوردستان، يجب بنفس الطريقة أن نصل إلى رؤية مشتركة حول المناصب في الكابينة القادمة.
رووداو: إلى جانب الكابينة، هل يتم الحديث والنقاش حول مناصب رئاسة البرلمان ورئاسة إقليم كوردستان؟
قوباد طالباني: بالتأكيد، نحن نناقش إقليم كوردستان وجميع مفاصل السلطة في إقليم كوردستان.
هناك ملفان ساخنان للكورد
رووداو: الآن هناك ملفان ساخنان للكورد، أحدهما في كوردستان تركيا والآخر في كوردستان سوريا (روجآفا). حوار حزب دام بارتي والسيد أوجلان في كوردستان تركيا، واليوم أيضاً كان هناك لقاء مع رئيس جمهورية تركيا. بدايةً، أود معرفة رأي سيادتكم، ثم أيضاً بصفتكم نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان.
قوباد طالباني: نحن من كلا الجانبين، الشخصي والحزبي؛ وكذلك الحكومي، سعداء بالتقدم الذي نراه ونسمعه في الحوارات الجارية بين تركيا وحزب دام بارتي بهدف حل هذه المشكلة التي كانت حقاً مشكلة لكوردستان، ولكوردستان تركيا، ولتركيا وللمنطقة. لذلك، نحن سعداء بوجود تقدم في هذه العملية، ومنذ اليوم الأول، عبرنا عن دعمنا شخصياً وحزبياً وحكومياً، وأبدينا استعدادنا للمساعدة في هذه العملية.
رووداو: مسؤولون أتراك كبار يقولون إن للسليمانية بعض العلاقات مع بعض الجهات، ومنها يُذكر حزب العمال الكوردستاني، ويقولون يجب أن تنتهي هذه العلاقات. ما رأيكم؟
قوباد طالباني: نشعر بشكل عام أنه كانت هناك مبالغة في بعض الدوائر في تركيا بشأن السليمانية وخطر السليمانية على تركيا، وهذا نوع من الضغط غير المناسب. لقد حاولنا دائماً إثبات أننا لسنا أعداء لأي طرف، نريد كإقليم كوردستان، وكإتحاد وطني، وكمحافظة السليمانية أن نكون أصدقاء للجميع وليس لدينا أي مشكلة مع أي طرف.
رووداو: تم إعلان الاتحاد الوطني الكوردستاني عام 1975 في الشام (دمشق)، وكانت علاقة الاتحاد بسوريا قوية جداً، وحتى مع استمرار (النظام) بقي التمثيل في سوريا. في هذه المرحلة، هل سيبقى تمثيل الاتحاد؟ وهل ستعيد حكومة إقليم كوردستان فتح ممثليتها؟
قوباد طالباني: الاتحاد لم يغلق ممثليته وهو مستمر في علاقاته، لم يحدث أي تغيير في وجود أو دور الاتحاد في سوريا وهو مستمر في العمل والعلاقات. أما بخصوص حكومة إقليم كوردستان، فيمكن للكابينة القادمة أن تتخذ قراراً بشأنه.
علينا أن نخدم روجآفا فعلياً وأن نكون داعمين في تلك العملية
رووداو: ماذا تفعل حكومة إقليم كوردستان لتتمكن من التوفيق بين روجآفا (كوردستان سوريا) والسلطات السورية وضمان حماية حقوق الكورد؟
قوباد طالباني: يجب علينا أن نخدم روجآفا فعلياً وأن نكون داعمين في تلك العملية، بأي طريقة يمكننا مساعدتهم، بأي شكل يحتاجون فيه لمساعدتنا. مستقبل سوريا مهم للعراق وإقليم كوردستان. نأمل أن تكون سوريا المستقبل لجميع المكونات وأن يعيشوا فيها بسلام وكرامة، وأن يكون لجميع الأطراف، بما في ذلك الكورد، تمثيل فعال على جميع مستويات الحكم، في الحكومة والبرلمان المستقبليين وفي السلك الأمني كذلك. لقد رأينا في الماضي أنه عندما يُظلم أي مكون، تفشل الدولة. لذلك، أعتقد أن هناك فرصة ذهبية متاحة لسوريا بأكملها لتشكيل حكومة جديدة، ولتبني دستور جديد، ولتحقيق مصالحة بين مكونات سوريا، لتعود سوريا لتكون إحدى دول العالم (المستقرة والفاعلة).