×

  الطاقة و الاقتصاد

  بغداد ترفض والاقليم يؤكد قانونية عقود النفط مع شركتين أميركيتين



أكدت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان، أن الاتفاقيتين المبرمتين مع شركتي "HKN" و"WesternZagros" الأميركيتين ليستا جديدتين، بل نافذتين منذ سنوات، مشددة على أن التغييرات التي طرأت تتعلق فقط بالشركة المشغّلة لهذه العقود، التي تم التعاقد معها وفقاً للإجراءات القانونية والتعاقدية المنصوص عليها في الاتفاقيات الأصلية.

في توضيح رسمي صادر عن الوزارة، يوم الثلاثاء (20 أيار 2025)، شددت على تمسكها الكامل بحقوقها وصلاحياتها الدستورية ككيان اتحادي ضمن إطار الدستور العراقي الدائم، الذي يحدد بوضوح اختصاصات إقليم كوردستان وحقوقه.

وأشار البيان، إلى أن المحاكم العراقية أقرت سابقاً بمشروعية وقانونية هاتين الاتفاقيتين، وأنه "لا تشوبهما أي شائبة قانونية".

وأضاف التوضيح، أن شركتي "HKN" و"WesternZagros"  تعملان في قطاع النفط والغاز في إقليم كوردستان منذ سنوات عدة، وتُعدان من المنتجين الرئيسيين، "وليستا مستثمرين جديدتين".

 وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه الاتفاقيات والعقود هو تلبية الاحتياجات المحلية من خلال زيادة إنتاج الغاز الطبيعي لتزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية بالوقود، بما يسهم في ضمان استمرارية تأمين الكهرباء لجميع أنحاء العراق.

 

وزارة النفط الاتحادية: عقود إقليم كوردستان في مجال الطاقة باطلة

و أبدت وزارة النفط الاتحادية، يوم الثلاثاء (20 أيار 2025) رفضها "الإجراءات المتعلقة بعقود وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان للاستثمار في حقلي ميران وتوبخانة - كورده مير في محافظة السليمانية".

وأضافت وزارة النفط العراقية أنه "على الرغم من الحاجة إلى زيادة حجم استثمارات الغاز وتلبية الاحتياجات المحلية لمحطات الكهرباء، إلا أن الإجراءات التي اتخذها إقليم كوردستان تتعارض بشكل واضح مع القوانين العراقية". لكن يوم كمال محمد قال بخصوص موقف العراق: "لا ينبغي أن تسبب العقود مشاكل، لأن نفس العقود كانت موجودة سابقاً، فقط خرجت شركة ودخلت أخرى مكانها، ونحن لا ننتظر موافقة بغداد أم لا، لأن لدينا عقوداً أخرى، وإذا كانت هناك مشكلة فستكون للجميع، لذا لا أتوقع حصول مشاكل".

 

تفاصيل العقود الجديدة

أعلن وزير الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان، ليلة أمس من واشنطن، عن توقيع عدة عقود مع شركات أميركية في مجال النفط والغاز، تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، فيما قال رئيس حكومة اقليم كوردستان إن هذه العقود تؤكد التزام كوردستان بالسلام والتقدم من خلال التنمية الاقتصادية.

 وقال وزير الثروات الطبيعية كمال محمد إن "الهدف من زيارة وفد إقليم كوردستان برئاسة رئيس الحكومة إلى واشنطن، هو تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الحكومة والشركات الأميركية".

 وتحدث كمال محمد عن العقود قائلاً: "سيتم توقيع عقدين في مجال صناعة النفط والغاز خلال هذه الزيارة. العقد الأول يتعلق بالغاز مع شركة ميران إنرجي، التي تتألف من شركتين؛ شركة HKN الأميركية ومجموعة أونيكس، اللتان تعملان في مجال النفط".

 

"العقود لاستخدام الغاز في إنتاج الكهرباء"

 وأوضح وزير الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان: "تهدف العقود إلى استخدام حقول الغاز في البنية التحتية لإقليم كوردستان لإنتاج الكهرباء، وكذلك للكهرباء التي ستذهب إلى العراق، لذا يمكنني القول إن إقليم كوردستان والعراق سيستفيدان منها".

بحسب كمال محمد، تفيد البيانات بأن حقل ميران يحتوي على ثمانية تريليونات قدم مكعب من الغاز، مضيفاً: "كمرحلة أولى، من المتوقع استخراج ما بين 50 إلى 70 مليون قدم مكعب من الغاز خلال 18 إلى 20 شهراً. بعد ذلك، سيوفر الحقل المزيد من الغاز لشبكات إقليم كوردستان والعراق".

وأشار وزير الثروات الطبيعية إلى عقد آخر قائلاً: "هناك عقد آخر مع شركة ويسترن زاكروس، وهذا الحقل يحتوي على الغاز والنفط أيضاً. ويسترن زاكروس شركة أميركية عملت سابقاً في حقل كورده مير. هذا العقد يهدف إلى زيادة إنتاج النفط والغاز من حقلي كورده مير وتوبخانة".

 

وزير الثروات الطبيعية: لم نتشاور مع الحكومة العراقية

 في معرض رده على سؤال ، قال وزير الثروات الطبيعية،: "لم نتشاور مع الحكومة العراقية أو وزارة النفط العراقية، لكن هذه البنية التحتية للغاز والنفط، وخاصة الغاز، هي في مصلحة العراق أيضاً، لأن حقلي كورمور وخورمالة حالياً، اللذين يحتويان على 650 مليون قدم مكعب من الغاز، ينتجان أكثر من ألف ميغاواط من الكهرباء لشبكات خارج إقليم كوردستان للعراق".

 

تحدث كمال محمد عن إنتاج الكهرباء بالاعتماد على الغاز الطبيعي قائلاً: "نستخدم الغاز حالياً لإنتاج الكهرباء، وقدرة بنيتنا التحتية الكهربائية تبلغ ثمانية آلاف و189 ميغاواط، لكن ما يتم إنتاجه حوالي 4500 ميغاواط، وذلك بسبب نقص الغاز الكافي. حالياً، تحتاج محطات إقليم كوردستان لإنتاج الكهرباء إلى مليار قدم مكعب من الغاز، وما لدينا هو 525 مليون قدم مكعب من كورمور و120 إلى 130 مليون قدم مكعب من خورمالة، وهذا نصف احتياجات الكهرباء".

ويعتقد وزير الثروات الطبيعية أن العقود ستؤدي إلى حل مشكلة الكهرباء، كما سيتم استخدام الغاز في الصناعات مثل الإسمنت والحديد، التي تستخدم حالياً النفط الأسود؛ وفي الوقت نفسه، يرغبون في توفير الغاز للمنازل كما هو الحال في البلدان الأخرى.

 وبحسب كمال محمد، فإن الغاز المنتج، إذا تجاوز احتياجات الكهرباء والصناعة والمنازل، سيتم بيعه حينها.

 كما أوضح وزير الثروات الطبيعية أن "شركة HKN كانت تمتلك سابقاً حقلين في إقليم كوردستان، حقلي سرسنك وأتروش، وهذا سيصبح الحقل الثالث. الشركة تنتج حالياً 75 ألف برميل نفط يومياً في إقليم كوردستان".

وأضاف وزير الثروات الطبيعية: "في حقل ميران، وفقاً للتوقعات، يوجد أكثر من ثمانية تريليونات قدم مكعب من الغاز، بقيمة تقارب 40 مليار دولار بالأسعار الحالية. وبالمثل، بالنسبة لحقل توبخانة مع شركة ويسترن زاكروس، يحتوي على خمسة تريليونات قدم مكعب من الغاز وتسعة ملايين برميل من النفط، وبقيمة تقارب 70 مليار دولار بالأسعار الحالية، ليصبح المجموع 110 مليار دولار، لكن هذه توقعات وقد تكون أكثر أو أقل".

 

كاروان زيباري، مدير العلاقات في شركة ويسترن زاكروس

 من جانبه، أعلن كاروان زيباري، مدير العلاقات في شركة ويسترن زاكروس، وهي الشركة المتعاقدة، لشبكة رووداو الإعلامية أن "هذا العقد ليس جديداً، العمل جارٍ هناك منذ عام 2006 والعقد موجود، في ذلك الوقت كانت شركة إسبانية تعمل هناك في هذا المجال، لكننا قلنا إننا سنشتري العقد مع الشركة".

 وقال كاروان زيباري أن "حقلي كورده مير وتوبخانة يحتويان على كميات كبيرة من الغاز، وقد دخلا ضمن المشروع الستراتيجي لإقليم كوردستان لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة للإقليم والعراق أيضاً. كما سيوفر فرص عمل، لأنه يجب أن يكون 75% من الموظفين من سكان تلك المناطق التي توجد بها الحقول".

 ويشير مدير العلاقات في شركة ويسترن زاكروس أيضاً إلى أن "جيولوجيا منطقتي كورده مير وتوبخانة تحتوي على النفط والغاز معاً، وكمياتهما كبيرة جداً. ومن المرجح جداً أن نبدأ العمل في بداية العام المقبل ونكمل الأعمال في غضون عامين".

 

الخارجية الأميركية: الاتفاق بين الشركات الأميركية وإقليم كوردستان يعزز إنتاج الغاز بالعراق

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن سعادتها بتوقيع اتفاق بين الشركات الأميركية واقليم كوردستان، عادة ذلك الاتفاق يعزز إنتاج الغاز في العراق ويعود بالنفع على الجانبين. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في تدوينة لها بمنصة إكس (تويتر سابقاً): "سعداء بتوقيع اتفاق مع الشركات الأميركية وتوسيع العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان".

 وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن "هذا النوع من الشراكات يعزز إنتاج الغاز في العراق ويعود بالنفع على الجانبين".


22/05/2025