×

  کل الاخبار

  حرب التكنولوجيا العسكرية والمعلوماتية



*نيان خسرو

 

تغيرت طبيعة الحروب في عصرنا بشكل جذري مقارنة بالماضي. فقد أدى تطور تكنولوجيا المعلومات إلى تحول نمط الصراع، حيث لم تعد المعارك تقتصر على المواجهات المباشرة بين الجنود. بل أصبحت الضربات تستهدف القادة والبنى التحتية الحيوية بدقة عالية، باستخدام أسلحة ذكية وطائرات مسيرة وأنظمة استخباراتية متطورة.

في هذا السياق، تبرز إسرائيل كأحد الدول التي اعتمدت هذا النمط الحربي الجديد، سواء في حربها مع لبنان المعروفة بانفجارات "البيجر"، أو في صراعها غير المعلن مع إيران، حيث تحولت الضربات إلى عمليات نوعية تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، مما يحدث فارقا قد لا تحققه عشرات الصواريخ التقليدية.

اليوم، يعيش العالم صراعا تدور رحاه حول الأجهزة المعلوماتية الذكية. فامتلاك أدوات تحليل البيانات، وبرمجيات الرصد والتتبع، والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، أصبح يعادل امتلاك التفوق الميداني. لم تعد المعارك تُحسم بكثافة النيران، بل بدقة الإصابة والقدرة على تعطيل أنظمة العدو دون الحاجة لمواجهات مباشرة.

بعد الحرب العالمية الثانية ، أصبحت أوروبا مركزا لحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي وامريكا .

تبين أنه من المستحيل لأوروبا التي أصبحت ضعيفا أمام النزعة التوسعية للأتحاد السوفيتي ، بدون مساعدات الأقتصادية والعسكرية الامريكية التصدي لها .

ولهذا السبب بعض دول أوروبا التزموا بمساعدة بعضهم في إطار الدفاع الجماعي ، وإنظمامهم الى منظمة الناتو ، حصلوا على الأطمئنان لربطهم مستقبل أمنهم ودفاعهم بإرادة وقوة ناتو .

بهذا الشكل علاقات الأتحاد الأوروبي مع ناتو كونت بالتزامات حتمية بين الطرفين ، إلا أن مع مرور الوقت سياسيين امريكا كانوا ينتقدون أوروبا بأنهم يقومون بأداء واجباتهم الأمنية بدون مقابل ، بدون أن يدفعوا التزاماتهم المالية العسكرية ، الرئيس الامريكي دونالد ترمب أثناء الحملة الأنتخابية سنة ٢٠١٩ قال : إذا كان دول أوروبا لم يوفوا بوعودهم إيزاء واجباتهم المالية العسكرية ، فإن امريكا ينسحب من الاتفاق معهم ، فإن هذه الخطاب لترمب برزت مخاوف واضحة بالإعتماد أوروبا الكلي على امريكا للدفاع عنهم .

هجوم روسيا على أوكرانيا ، برزت ضعف الأنظمة الدفاعية والأمنية لدول أوروبا أمام أنظار العالم .

هذه الحرب المستمرة الى الآن حرب بين كلاسيكي وجديد ، يستخدم فيها المواد التقليدية والكلاسيكية ، مثل مواجهات المباشرة والطائرات والدبابات والمدافع ، وكذلك المواد الحربية الجديدة مثل استخدام الدرونات وهجوم الأنترنت وفرض تكنولوجيا العالية فيها ..

ومن الجدير بالذكر هناك الكثير من الحروب الحالية التي تستخدم فيها الشكل الكلاسيكي ، ولكن أبرزها حرب روسيا وأوكرانيا .

تشير التوقعات الى أن شكل الحروب في المستقبل يتغير كليا ، بشكل يمكن أن تكون صعب التنبأ حول تغيرات ساحات الحروب ، ليست لأنه فقط الأسلحة النووية والشكل التقليدي للحروب تهديدا على مستقبل العالم ، وإنما تصاعد السريع للمعلومات والحروب الألكترونية ، بالرغم من كل ذلك ، الكوارث الطبيعية هي التهديد الأخطر على العالم .


10/07/2025