*احمد عبدالحسين
* رئيس تحرير صحيفة"الصباح"
أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، تبدو الفرصة سانحة اليوم لإنهاء حالة الجمود في العلاقات بين الحكومة المركزيَّة وإقليم كردستان.
فبصرف النظر عن كون العلاقة بينهما هي من أشدِّ الملفات تعقيدا في مسيرة العراق الجديد الذي أعقب الحقبة الدكتاتوريَّة، ومع استحضار حقيقة أنَّ تذبذبا واضحا كان يرسم هذه العلاقة في خطّ بيانيّ يتراوح صعودا ونزولا بين تفاهماتٍ كثيرةٍ أسهمتْ مرارا في تهدئة الخطاب السياسيِّ وبناء تحالفاتٍ أسفرتْ عن تشكيل حكومات، وبين توتّراتٍ موسميَّةٍ طارئةٍ كانتْ سببا في تأزيم الخطاب أحيانا.
أتتْ زيارة رئيس مجلس النوّاب السيّد محمود المشهدانيّ الأخيرة إلى أربيل لتكون مقدّمة لنقاشاتٍ موسَّعةٍ أعرب الجانبان فيها عن أملهما في أنْ تُسهم بحلِّ الملفات العالقة، التي يقف في مقدِّمتها ملفُّ صرف رواتب موظفي الإقليم.
المسؤولون في الإقليم أجمعوا على أهميَّة الزيارة وأكّدوا أنها حازتْ نجاحا كبيرا كما يُنتظر منها أنْ تُؤدّي دورا في جعل مجلس النوّاب العراقيِّ يأخذ زمام المبادرة في إيجاد صيغٍ تُمهِّد للخروج من حالة الجمود إلى مرحلة وضع الحلول.
تستلزم هذه القضيَّة التسليم بثابتين اثنين، إنسانيّ ووطنيّ.
أمّا الثابت الإنسانيُّ فيُحتّم على الجميع عدم استثمار رواتب المواطنين وسيلة للضغط أو أداة في حيازة مكاسب سياسيَّة.
وأمّا الوطنيُّ فيتلخّص بالحقيقة التي تجعل من وحدة الكلمة العراقيَّة في هذا الظرف العصيب ضرورة قصوى تهون أمام تحقيقها كلُّ الخلافات.
باستحضار هذين الثابتين، وفي إطارٍ دستوريّ جامع، يمكن لبغداد وأربيل غلق هذا الملفِّ الذي ظلَّ مفتوحا لأكثر من عقدين.