×

  کل الاخبار

  الأمير تركي الفيصل: لا ينبغي للسيد ترامب أن يتبع معايير مزدوجة



موقع"The National"/ الترجمة والتحرير : محمد شيخ عثمان

 

في عالمٍ يسود فيه العدل، لرأينا قنابلَ التدمير التي تُطلقها قاذفات بي-2 الأمريكية تُمطر ديمونا ومواقعَ إسرائيلية أخرى. فإسرائيل، في نهاية المطاف، تمتلك قنابلَ نووية، خلافا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

علاوة على ذلك، لم تنضم إسرائيل إلى تلك المعاهدة، وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يقم أحد بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية.

إن من يبررون الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء عام ١٩٩٦، الداعية إلى تدمير الحكومة الإيرانية. لقد جلبت لهم تهديدات إيران الدمار.

من المتوقع أن يُبدي الغرب دعما منافقا لهجوم إسرائيل على إيران. ففي نهاية المطاف، لا يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمرا، وإن كانت بعض الدول قد تراجع دعمها مؤخرا.

إن معاقبة الغرب لروسيا على غزوها أوكرانيا تتناقض تناقضا صارخا مع ما يُسمح به لإسرائيل. إن النظام الدولي القائم على القواعد، الذي طالما روّج له الغرب وأعلنه، في حالة من الفوضى. ونحن في العالم العربي لسنا بمنأى عن ذلك. إن موقفنا المبدئي من تلك الصراعات مثالٌ ساطعٌ على ما ينبغي أن تفعله الدول وقادتها وشعوبها.

ما يثير الاستياء في قادة الغرب هو استمرارهم في ترديد مقولات مبتذلة حول معتقداتهم المزعومة. لحسن الحظ، وخاصة فيما يتعلق بنضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي، رفض عدد كبير من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة. ويواصل الناس من جميع الأديان والألوان والأعمار إظهار دعمهم لاستقلال فلسطين؛ ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم. وهذا تطور محمود.

أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، الضوء الأخضر لجيش بلاده لقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران. وبعد أن فعل ذلك، صدَّق إغراءات نتنياهو وتزييفه للنجاحات في هجومه غير القانوني المستمر على إيران.

لقد عارض بشجاعة هجوم قيادته غير القانوني على العراق قبل أكثر من عقدين. تذكروا قانون العواقب غير المقصودة. لقد نجح في العراق وأفغانستان، وسينجح بالتأكيد في إيران.

 

لا يزال من الممكن العودة إلى الدبلوماسية.

على عكس غيره من القادة الغربيين، ينبغي على السيد ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة. عليه أن يستمع إلى أصدقائه في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. فعلى عكس السيد نتنياهو، يسعون إلى السلام، مثل السيد ترامب، لا إلى الحرب.

مع ذلك، لا أستطيع فعل شيء حيال ازدواجية المعايير، وسلوك نتنياهو الإبادي، وتاريخ إيران الحافل بالأنشطة الشنيعة، والخلافات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، وتعهد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط، بينما يشن حربا على إيران، وتهنئته لإيران على موافقتها على دعوته لوقف إطلاق النار . وهناك أيضا إطراؤه المفرط لنتنياهو.

ما سأفعله هو أن أحذو حذو والدي الراحل الملك فيصل عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك هاري إس. ترومان بوعود سلفه فرانكلين دي روزفلت وساهم في نشأة إسرائيل، امتنع والدي عن زيارة الولايات المتحدة حتى غادر السيد ترومان منصبه. وسأمتنع أنا عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر السيد ترامب منصبه.

*الأمير تركي الفيصل هو سفير سعودي سابق لدى واشنطن ولندن، وكان مديرا عاما لوكالة الاستخبارات السعودية.


10/07/2025