صحيفة "ميلليت"التركية/الترجمة والتحرير : محمد شيخ عثمان
تقرير-آيدين حسن :في المغارة الواقعة على قمة بارتفاع 852 مترا شمالي العراق، ضمن منطقة عملية “المخلب – القفل”، تعرض 19 جنديا أول من أمس لتسمم بغاز الميثان أثناء بحثهم عن جثمان الملازم نوري مليح بوزقورت، الذي استشهد عام 2022.
خمسة من هؤلاء الجنود فارقوا الحياة في نفس اليوم رغم جميع المحاولات الطبية. وزارة الدفاع التركية أصدرت أمس عدة بيانات متتالية، أُعلن فيها صباحا استشهاد ثلاثة جنود، ثم بعد الظهر أربعة آخرين، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 12.
وجاء في البيان: “نتمنى الرحمة لشهدائنا الأعزاء الذين فقدوا حياتهم في هذا الحدث المؤلم، ونعزي عائلاتهم، والقوات المسلحة التركية، وأمتنا النبيلة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.
منطقة القفل
بدأت القوات المسلحة التركية سلسلة عمليات “المخلب” على الحدود العراقية في عام 2019. وفي إطار العملية التي استهدفت مناطق جبلية مثل حفتانين، ومتينا، وآفاشين، وزاب، وحكورك، والتي كانت معاقل قديمة للتنظيم الإرهابي، انطلقت عملية “المخلب – القفل” في أبريل 2022. ومع تنفيذ هذه المرحلة، تم إنشاء خط أمني داخل العراق بعمق يتراوح بين 30 إلى 40 كم، وتم تكثيف عمليات البحث والتمشيط داخل الكهوف لشلّ حركة التنظيم.
المغارة كانت مختومة
وفقا لمعلومات حصلت عليها صحيفة “ملييت”، تطوّرت الأحداث المرتبطة بالمغارة التي سقط فيها 12 شهيدا على النحو التالي:
-استشهد الملازم نوري مليح بوزقورت في 28 مايو 2022 في بداية عملية “المخلب – القفل”، لكن جثمانه لم يُعثر عليه. بدأت وحدات الجيش عمليات بحث مخططة للعثور على الجثمان. المغارة التي وقعت فيها الحادثة كانت مختومة منذ قرابة عامين.
وكانت هناك شكوك بأن جثمان الشهيد قد يكون داخل مغارة مكوّنة من ثلاث طوابق و30 غرفة استخدمها التنظيم الإرهابي كمشفى سابقا، وقريبة من المنطقة التي استُشهد فيها الضابط.
تم إرسال وحدات تشمل عناصر استخبارات وهندسة وذخيرة إلى المنطقة.
التسلسل الزمني للحدث
• أُدخل كلب مدرب إلى المغارة من قِبل الفرق الموجودة، وعاد الكلب حيا.
• دخلت المجموعة الأولى المؤلفة من 6 جنود إلى المغارة.
• بعد انقطاع الاتصال معهم، دخلت مجموعة ثانية من 6 جنود.
• وعندما فُقد الاتصال مع المجموعة الثانية أيضا، دخلت مجموعة ثالثة مؤلفة من 13 جنديا.
• الجنود الـ13 تمكنوا في البداية من إخراج 5 جنود من المجموعة الثانية الذين تأثروا بغاز الميثان، لكنهم بدورهم تأثروا بالغاز أيضا.
• نُقل 19 جنديا متأثرين بالغاز إلى المستشفى، لكن 5 منهم استشهدوا.
وصول فرق الإنقاذ
• تم طلب دعم من هيئة الكوارث والطوارئ (AFAD) وعمال المناجم في زونغولداك.
• فرق AFAD زودت المغارة بالأوكسجين عبر أنظمة ضخ، وبعد أن وصل مستوى الأوكسجين إلى 60%، دخل عمال المناجم مدججين بالأسطوانات.
• استُخرجت جثامين 7 شهداء من قبل عمال المناجم.
ثلاثة طوابق بلا قياس للغاز
• المغارة تتكون من ثلاثة طوابق تنزل إلى الأعماق.
• الجنود، بدافع العثور على رفيقهم الشهيد، دخلوا أقساما غير مستكشفة من قبل.
• لم يتم قياس نسبة الغاز داخل المغارة، رغم أن ذلك موجود ضمن التعليمات.
• نظرا لعدم مواجهة مواقف مشابهة في مغارات سابقة، أُهمل القياس.
• بعض المغارات لا تحتاج إلى أجهزة بسبب التهوية الطبيعية، كما أن الجنود لا يرتدون الأقنعة بسبب الرطوبة والحرارة داخل المغارات.
مصدر الغاز
• يُعتقد أن فتحات التهوية قد أُغلقت طبيعيا أو جراء القصف.
• يمكن أن يكون الغاز ناتجا عن تحلل مواد ومخلّفات حيوانية.
• يُحتمل أيضا أن يكون هناك تسرّب لغاز الميثان من باطن الأرض كون المنطقة نفطية.
فتح تحقيق
• نظرا لأن العملية كانت مخططة، تم فتح تحقيق مع الضباط المسؤولين.
• تُفحص جميع محادثات اللاسلكي، ويُؤخذ إفادات المعنيين.
أسماء الجنود الـ12 ورتبهم:
1. الملازم مشاة فوركان سرت
2. الملازم استخبارات إيغيه آكار
3. الرقيب أول قوات خاصة فكرت مانغورا
4. الرقيب أول عبدالرحمن آقدوغان
5. العريف أول مشاة أوميت أوزوم
6. العريف أول مشاة أنور يامان
7. العريف أول مشاة كاني أوبـي
8.الجندي المتعاقد أوزكان أوزكانلي
9. الجندي المتعاقد محسن يشيلي دمير
10. الجندي المتعاقد أحمد كوشاق
11. الجندي المتعاقد جلال الدين أويانك
12. الجندي المتعاقد أحمد غولتكين
زيارة وزير الدفاع
وزير الدفاع التركي يشار غولر زار الجنود المصابين الذين تم نقلهم إلى أنقرة ويتلقون العلاج في مستشفى “غولهانه” التعليمي.وفي مراسم أقيمت في مطار صلاح الدين الأيوبي في يوكسكوفا، قال وزير الدفاع:
“في إطار البحث عن جثمان الشهيد الملازم نوري مليح بوزقورت، دخلت قواتنا إلى مغارة وأُصيبوا بالغازات السامة. تم إجلاء المصابين ونقلهم مباشرة إلى المستشفى، وبدأنا بالتعاون مع فرق الإنقاذ وفرق التعدين بعمليات شاملة لإنقاذ من بقي في الداخل.”
وأضاف:“لقد فقدنا 12 من رفاقنا الأبطال. هذه التضحية والشجاعة التي أظهروها أثناء تنفيذ مهمة نبيلة ستبقى مثالا خالدا في سجل الأخوة العسكرية في الجيش التركي.”
وأكد:“رغم الألم الكبير الذي نشعر به، فإن شهداءنا سيبقون رمزا لحرية واستقلال أمتنا في أنصع صفحات التاريخ المجيد.”
“فتحنا تحقيقا إداريا شاملا في هذا الحادث المؤلم، وسيتم فحص كل التفاصيل بدقة”.