×

  بحوث و دراسات

  الولايات المتحدة ليست معنية بتشكيل حكومات في كل دولة



*ماركو روبيو

مقال ماخوذ من مقتطفات من حواره مع موقع بوليتيكو

البرنامج النووي الإيراني اليوم، لا يشبه إطلاقا ما كان عليه قبل أسبوع واحد فقط.

لقد تراجع البرنامج بشكل كبير جدا عما كان عليه قبل أسبوع. إنه في حالة أسوأ بكثير الآن نتيجة للإجراءات الامريكية، ونتيجة لبعض الخطوات التي اتخذها الإسرائيليون.

الخلاصة هي أنهم باتوا اليوم أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي مما كانوا عليه قبل أن يتخذ الرئيس هذه الخطوة الجريئة. هذه هي النقطة الأهم التي يجب فهمها. لقد تم إلحاق ضرر كبير، ضرر بالغ وملحوظ، بمكونات متعددة من البرنامج، وما زلنا نكتشف المزيد حول ذلك.

الهدف الذي حدده الرئيس كان استهاف ثلاث منشآت نووية، وقد استهدفها، إذ قال: أريد حملة محدودة، ندخل وندمر ثلاثة مواقع نووية، نضرب خلالها ثلاث منشآت نووية، نضربها بقوة، ثم ننسحب دون خسائر في الأرواح. وقد تم تحقيق المهمة – ودون أي تصعيد. وتم إنجاز المهمة بالفعل. والواقع أن ذلك حدث مساء السبت، وبحلول مساء الإثنين، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، أي بعد 48 ساعة فقط.

لذا، لم تكن خطوة الرئيس الجريئة فعالة فحسب – وهو يستحق كل التقدير على اتخاذها – بل أعتقد أيضا أنها ساعدت على إنهاء النزاع. لقد أتاحت لإسرائيل أن تقول: حسنا، لقد تحققت الأهداف التي كنا نرغب في تحقيقها من هذه العملية. وأعتقد أن الفضل الكبير يعود للرئيس في ذلك.

كانت لديه مهمة محددة، قال هذا ما سنقوم به: سنضرب ثلاثة أهداف؛ لن نستهدف أفراد النظام؛ لا نسعى لإسقاط الحكومة؛ لا نريد غزوا؛ مشكلتنا مع إيران تتعلق ببرنامجها النووي؛ سنضرب المواقع الثلاثة التي كنا نتفاوض بشأنها، ثم سنبتعد عن الهدف. وهذا ما فعلناه.

العالم مليء بأنظمة لا أحبها، ولا يحبها الرئيس، ويتمنى كثيرون لو أنها لم تكن موجودة. لكن الولايات المتحدة ليست معنيّة بتشكيل حكومات في كل دولة، بل إن مهمتها الأساسية هي حماية أمننا القومي. ومشكلة أمننا القومي مع إيران هي مع نظام ديني يسعى لامتلاك أسلحة نووية حتى يتمكنوا من تهديدنا، وتهديد إسرائيل اليوم، وتهديدنا نحن غدا. وقد أوضح الرئيس أن ذلك لن يُسمح بحدوثه. وهذا ما يركز عليه.

أعتقد أن ما كان يشير إليه، وهو أمر صحيح تماما، هو أنه إذا استمرّ تدهور بلدكم اقتصاديا نتيجة العقوبات، وإصراركم على دعم التنظيمات الإرهابية حول العالم، وإنفاقكم كافة الموارد على حماس وحزب الله بدلا من تلبية احتياجات شعبكم، فقد يحدث تغيير في النظام، لكن ذلك سيكون نتيجة لتحرك الشعب الإيراني نفسه. ومع ذلك، فهذه ليست خطتنا، ولم تكن يوما جزءا منها، ولم يتحدث الرئيس قط عن كونها كذلك.

في ولايته الأولى، تحدّى الرئيس ترامب حلف الناتو. عرض جدولا بيّن فيه أن بعض الدول لا تنفق سوى 0.9 بالمئة من ميزانياتها على الدفاع، مما تسبب في إحراج عدد منها. وقد أدّى ذلك إلى سلسلة من التطورات التي دفعت شركاءنا الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي.

أنا أتفهم ذلك. فهذه الدول لديها برامج واسعة لشبكات الأمان الاجتماعي، مما يعني أن كل دولار يُنفق على الجيش يُقتطع من ميزانيات التعليم، والرعاية الصحية، وسائر الخدمات التي اعتاد المواطنون الاستفادة منها.

ولذلك، فهي قرارات صعبة بلا شك. ومع ذلك، أين نحن اليوم بعد بضع سنوات فقط. فقد أدى الجمع بين الضغط الذي مارسه الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى، ثم غزو شامل وحرب في أوروبا شنّها فلاديمير بوتين، إلى التزام كل دولة تقريبا – وكل شريك في حلف الناتو بالوصول إلى نسبة 5 في المئة من الإنفاق الدفاعي، باستثناء إسبانيا، للأسف.

*وزير الخارجية ماركو روبيو


20/07/2025