أكد الكاتب والاكاديمي الدكتور عدالت عبدالله أهمية الحوار بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية لحل الخلافات، مشددا على أن هذا هو مبدأ الاتحاد الوطني الكردستاني وعلى القوى السياسية في الاقليم التمسك به.
وقال عبدالله خلال استضافته في برنامج شؤون عراقية مع فائق يزيدي، إن أزمة الرواتب بدأت بعد أن قامت المحكمة الاتحادية العليا بالغاء العقود النفطية لاقليم كردستان وبعد ان استطاعت الحكومة الاتحادية سحب البساط من تحت اقدام حكومة الاقليم فيما يتعلق بأحقية الاقليم في ابرام العقود النفطية وتصدير النفط، مضيفا بأن ذلك أدى إلى إيقاف تصدير نفط الاقليم وبدأت الازمة بعد قرار جائر الى حد كبير، حسب تعبيره، ويقصد به وقف صرف رواتب موظفي الاقليم، مشددا في الوقت نفسه على أن القرار يستند إلى مبررات قانونية ودستورية لا يمكن مقاومتها بتحول القضية إلى قضية سياسية بحته.
عدالت عبدالله: قرار ايقاف رواتب الاقليم جائر
وشدد عبدالله على أن الاتحاد الوطني الكردستاني بحكم موقعه داخل الحكومة والعملية السياسية في الاقليم والعراق كان عليه أن يلعب دورا محوريا لاحتواء الازمة وتهدئة التوترات الناجمة عن استفحال الأزمة، مشيرا إلى مبادرات رئيس الاتحاد الوطني الرئيس بافل جلال طالباني، ودور الاتحاد الوطني في مجلس النواب وبرلمان كردستان والفريق الحكومي للاتحاد الوطني في الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، كانت موجهة لتهدئة الامور والعودة إلى المبدأ الثابت بالنسبة للاتحاد الوطني وهو الحوار وليس هناك بديل آخر للحوار طالما ان الازمة ناجمة عن صراعات بين طرفين معنيين وهما حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية.
عدالت عبدالله: الاتحاد الوطني متمسك بمبدأ الحوار مع بغداد
وأضاف عبدالله بأن الاتحاد الوطني دائما كان مصرا على الاتفاق مع بغداد بناء على الدستور وبنوده، مشيرا إلى أن ضرورة الاقرار بما تتطلبه الانظمة الاتحادية، والتمسك بمبدأ الحوار إلى آخر لحظة ودون التفكير في خيارات أخرى غير مجدية، موضحا أن حكومة الاقليم لو كان بحوزتها احتياطي نقدي يكفي لصرف الرواتب لمدة عامين لكان بالامكان الحوار مع بغداد من موقف قوة لكن حينما يفتقر الاقليم لذلك فإن عليه تقديم تنازلات دون تردد للخروج من الازمة.
وشدد عبدالله على أنه لا خيار امام القوى الكردستانية سوى العمل سوية، والاجماع حول القضايا الوطنية وترسيخ علاقات جيدة مع الآخرين والاعتراف بأن العراق بلد مبني على نظام اتحادي، مؤكدا ان الاتحاد الوطني متمسك بذلك وعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني ايضا التمسك بذلك ليكون الكرد متحدون ومتفقون فيما بينهم تجاه مختلف القضايا.
عدالت عبدالله: مبادرات الرئيس بافل طالباني عملت على تهدئة أزمة الرواتب
من جانب آخر أكد عبدالله على أن الفراغ الذي تركه فقيد الامة الرئيس مام جلال في العراق فراغ كبير جدا، موضحا انه مع بروز قيادات جديدة بينها الرئيس بافل جلال طالباني فإن بغداد حاليا تشعر بأن هناك شخص مناسب للحوار معه والوصول الى نتائج مرضية للجميع، مضيفا بأن الرئيس بافل طالباني شخصية سياسية نشطة وقادرة على نهج منهج مام جلال في ادارة الصراعات وبناء العلاقات، لافتا إلى أن المبادرات التي يقوم بها الرئيس بافل طالباني لحل الخلافات تشبه كثيرا المبادرات التي كان يقوم بها الرئيس مام جلال خلال تاريخه السياسي في اقليم كردستان والعراق.