*فاتح عبد السلام
اثار تقرير رسمي صادر عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بشأن الرواتب في الولايات المتحدة أسئلة حول ارتفاع تكاليف العيش وضرورة مراعاة أصحاب الشركات الفروق الخاصة بأعمار الموظفين وجنسهم ذكرا أو انثى وأصولهم العرقية وخبراتهم ومدى استمراريتهم وانتمائهم لمؤسسة العمل. ونلمح تمييزا عنصريا وفئويا واضحا بالرغم من ان القوانين لا تجيز التمييز ابدا غير انّ سياقات التوظيف تذهب الى خيارات المصالح الخاصة، غير انه لا يوجد ابدا تمييزا وفروقات بالرواتب على الأساس الحزبي والسياسي كما نلحظ ذلك في سلم الرواتب في العراق. وعلى سبيل المثال،
حققت النساء الامريكيات متوسط أجر أسبوعيا قدره 1،096 دولارا، أي ما يعادل 83.9% من متوسط أجر الرجال البالغ 1.307 دولارا أسبوعيا. وتفاوتت هذه الفجوة حسب العرق والإثنية ومن امثلتها
النساء السود: 96.8% من أجر الرجال السود.
والنساء البيض: 82.2% من أجر الرجال البيض.
والنساء الآسيويات: 79.9% من أجر الرجال الآسيويين. وكذلك هناك علاقة بالعمر لكن ليس كما في العراق اذ ينال السياسيون «العواجيز» أعلى الإيرادات والرواتب:
) 45-54 سنة: (71,552 دولارا سنويا.
55-64 سنة: (67,704 دولارا سنويا.
65 سنة فما فوق: (63,544 دولارا سنويا.
ويبين التقرير الرسمي أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و54 عاما هم الأعلى أجرا بمتوسط 1,512 دولارا أسبوعيا، في حين بلغت ذروة رواتب النساء في نفس الفئة العمرية 1,233 دولارا أسبوعيا.
وكذلك هناك فروق بالرواتب بحسب المستوى التعليمي:
التعليم الابتدائي: 38,636 دولارا سنويا.
شهادة الثانوية العامة فقط: 49,556 دولارا سنويا.
درجة البكالوريوس: 83,356 دولارا سنويا.
الدرجة المتقدمة ماجستير، دكتوراه، إلخ): حدها الادنى (101,972 دولارا سنويا.
أمّا في بريطانيا فقد ذكر تقرير رسمي ان متوسط رواتب العاملين في القطاع الخاص في أنحاء بريطانيا حوالي 2334 باوند اعتبارا من بداية عام 2024، بنسبة زيادة قدرها 6.4 في المئة مقارنة بعام 2023.
أما لسكان العاصمة لندن، فإنّ لهم وضعا خاصا، ولأجل تأمين معيشة جيدة يعني الحصول على حوالي 3000 باوند شهريا كحد أدنى ويتطلب زيادة بحسب المؤهلات والخبرات وسنوات التوظيف، نظرا لارتفاع أسعار خدمات السكن والنقل، وقد تحتاج الأسرة المؤلفة من أربعة أفراد في لندن إلى ما يتراوح بين 4500 و5500 باوند لتأمين ظروف معيشتها في العاصمة البريطانية.
وفي العراق هناك قسم شعبه وهم الكرد يخضعون لتمييز من نوع آخر في دفع الرواتب بحسب المطبات والاعتبارات السياسية، ويقولون لهم دائما سندفع لكم راتبا متأخرا منذ ثلاثة شهور، وينسون راتب الشهرين الاخيرين
. انهم يقومون بإقحام راتب الموظف في ازمات سياسية ومالية تعاني منها كل الحكومات سنوات طويلة بسبب ترحيل المشكلات والعيش في التوافقات الظرفية.
*رئيس تحرير صحيفة"الزمان"-الطبعة الدولية