×


  قضايا كردستانية

  صلاح الدين دميرتاش: السلام بمواجهة الحقائق بشجاعة، دون نسيان آلام الماضي



نص رسالته الى المؤتمر الدولي للسلام والمجتمع الديمقراطي

 

فيما ياتي نص الرسالة المرسلة من صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، الى المؤتمر الدولي للسلام والمجتمع الديمقراطي المنعقد في اسطنبول:

اوجه تحية احترام الى جميع الذين اجتمعوا اليوم في اسطنبول، بهدف بناء السلام والعدالة ومجتمع ديمقراطي.

نعيش في هذه المرحلة واحدة من اعمق الازمات في تاريخ البشرية. لم يعد السلام خيارا، بل بات ضرورة لنا ولشعوب العالم. الدمار الذي خلفته الحروب وسياسات اللامساواة والاستبداد والانكار لم يجرح جغرافياتنا فحسب، بل جرح ضمائرنا ايضا. لذلك فان كل خطوة تتخذ، وكل جملة تصاغ، وكل قرار يصدر في هذا المؤتمر، لا يؤثر في الحاضر وحده، بل في مصير اجيالنا القادمة.

السلام لا يعني مجرد التخلي عن السلاح او الصمت، السلام الحقيقي، كما تعلمون جميعا، لا يتحقق الا بالعدالة والمساواة والحرية والحياة الكريمة. ولا يكون السلام ممكنا الا من خلال بناء صيغة تنظيمية يشعر فيها الكرد والاتراك والعرب والارمن والسريان والعلويون والسنة، والنساء والشباب والعمال، وجميع المؤمنين وغير المؤمنين، بانهم مواطنون متساوون واهراء على هذه الارض، يعيشون في رخاء.

ان المجتمع الديمقراطي لا يقوم على الخوف والقلق والقمع، بل على الثقة وعلى اسس المشاركة الديمقراطية.

ليس هوية واحدة او لغة واحدة او دينا واحدا، بل عقدا اجتماعيا مشتركا تعيش فيه كل الاختلافات بحرية وعلى قدم المساواة.

 لذلك فان الدفاع عن الديمقراطية ليس مجرد موقف سياسي، بل هو مسؤولية اخلاقية وانسانية.

 وفي هذا السياق، فان الموقف الشجاع والحازم للسيد اوجلان ذو قيمة كبيرة ومعنى عميق.

واتمنى ان يتم التخلص من كل الاحكام المسبقة، وان تتوافر الظروف لكي يتمكن السيد اوجلان من مخاطبة المجتمع بشكل مباشر. عندها انا واثق بان اجابات مقنعة ستظهر لكل القلقين والغاضبين في تركيا، ولن يبقى مجال للتكهنات غير الضرورية.

في زمن تحول فيه الشرق الاوسط الى مركز للحروب لعقود، وتحول فيه الناس الى خصوم، وتمزقت فيه ارادة الشعوب، تصبح مساعي الحل الديمقراطي والحوار السلمي ثمينة لنا جميعا.

 لقد حان الوقت، بل اوشك على الانقضاء، لوضع كلمة الشعب وارادته والتفاوض والاخوة في مواجهة نظام يتغذى على السلاح والقمع والخوف.

ينبغي الا تبقى تركيا معروفة بوصفها مكانا يتم فيه قمع الارادة المشتركة للعيش عبر سياسات الانكار والاقصاء والتمييز، بل بلدا تسود فيه الديمقراطية وسيادة القانون والسلام الاجتماعي.

 والطريق الى ذلك يمر عبر مواجهة الحقائق بشجاعة، دون نسيان آلام الماضي، ولكن من دون الاستسلام لها، مع اظهار الارادة لبناء مستقبل مشترك للشعوب معا.

واخيرا، اود ان اقول: السلام ممكن لنا جميعا. الديمقراطية ممكنة. والحياة المتساوية والحرة ممكنة معا. تذكروا ان هذا ليس مسارا للتفكك او التقسيم، بل عملية تاريخية ستعيد جمع الوحدة الكريمة لشعوب تم تمزيقها فعلا. فلنواصل الايمان بذلك، ولنناضل من اجله.

اوجه اليكم جميعا تحياتي المفعمة بالمحبة والاحترام. واهنىء كل من ساهم في هذا المؤتمر، واعبر عن شكري وامتناني.

 

صلاح الدين دميرطاش

سجن ادرنة

7/12/2025


11/12/2025