×

  بیانات

  بيان بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لصدور قرار مجلس الأمن 688



قرار مجلس الأمن 688 سمح للمجتمع الكوردستاني أن يبدأ بتأسيس نهضته العمرانية والاقتصادية

- 2022-04-06

للمرة الحادية والثلاثين من تاريخه المعاصر، يتذكر شعب كردستان ذكرى صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688، تملئه مشاعر غبطة وحسٍ الشركة الإنسانية، رافعاً كل أشكال الشُكر للدول والحكومات والشخصيات الدولية التي سعت وأنجزت صدور ذلك القرار، الذي أحدث تحولاً نوعياً في نضال الشعب الكُردي في العراق، للحصول على حقوقه الإنسانية والسياسية الطبيعية، وعلى رأسها حقه في حياة آمنة، محمياً من حملات القتل العام والهجمات الكيماوية، التي ذاق الشعب الكردي مرارتها طوال سنوات طويلة قبل صدور ذلك القرار، على يد نظام حزب البعث الوحشي، بقيادة صدام حسين.

اليوم، وعلى بُعد قرابة ثلث قرن من صدور ذلك القرار الأممي، الذي حُظر بموجبه على جيش النظام العراقي الأسبق استخدام الطيران في أغلب مناطق إقليم كردستان، يتذكر الشعب الكردي كيف أن ذلك القرار كان أداة لصناعة حياة سياسية واجتماعية واقتصادية وحتى نفسية وثقافية مختلفة عما كانت عليه في ظلال حُكم النظام الديكتاتوري السابق.

فحماية الحياة التي نالها الشعب الكردي عبر ذلك القرار، كانت عتبة أولية لأن يُجري انتخابات حقيقية لأول مرة في تاريخه، تلك الانتخابات المحلية كانت أساس تشكيله لبرلمانه المحلية وحكومته المنتخبة ومؤسساته الحاكمة المسؤولة أمام ممثليه البرلمانيين. هذه الآلية التي خلق من كردستان مركز جذب يتمتع بالأمان والحريات السياسية والمدنية، وقادراً على حماية اللاجئين إليه من كُل أنحاء المنطقة.

القرار الدولي ذاك، سمح للمجتمع الكردستاني أن يبدأ بتأسيس نهضته العمرانية والثقافية والتعليمية والاقتصادية، بعدما كان هامشاً ومستعمرة داخلية في ظلال أنظمة الحُكم الشمولية. وشكل الحياة والعمران اليوم في إقليم كردستان شاهد على تمايزه في ذلك المضمار.

يتذكر مواطنو إقليم كردستان ذلك القرار، وكيف أنه صار أداة لدمقرطة العراق فيما بعد، وليس من باب الصدفة أن يأتي انتخاب القائد الراحل جلال الطالباني كأول كردي ورئيس منتخب لدولة العراق في الذكرى الرابعة عشرة لصدور القرار الأممي (6 أبريل 2005).

 من صميم أعماقه، يستعيد شعب كردستان بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية الشكر للدول والحكومات والشخصيات التي ساهمت في صدور القرار، وعلى رأسها الدول العشرة التي صوتت لصالح القرار، في لحظة وئام إنسانية نادرة.

في نفس الوقت، يعيد للأذهان العقليات الشمولية للدول الثلاثة التي عارضت القرار، وكيف أنها اليوم بأشد الحاجات لمثل تلك القرار. فدولة زيمبابوي التي رفضت القرار كانت محكومة من الديكتاتور روبرت موغابي، الذي كشف فيما بعد واحداً من أبشع صور العنصرية الإنسانية على أساس لون البشرة، ولم ينتهِ حُكمه إلا بانقلاب عسكري. كذلك دولة اليمن، التي تعيش واحدة من أسوء الحروب الأهلية في تاريخ المنطقة، ونحن بالرغم من كل شيء، نتمنى للشعب اليمني الشقيق قراراً دولياً مثل القرار 688، ليحمي حياة مواطنيه. أما الدولة الثالثة كوبا، فقد غرقت في مجاعة كبرى جراء سياسات دعم الأنظمة الشمولية.

قبل واحد وثلاثين عاماً مثل اليوم، وبينما كانت ملايين الأمهات والأطفال والمسنين من سكان كردستان الفارين من بطش النظام البعثي، يعيشون أفظع مأساة في القرن العشرين، قالت الإنسانية في لحظة استثنائية "كفى"، فبقي الشعب الكردي يحمل لها العرفان في ذاكرته الجمعية للأبد.


19/07/2022